غزة - صفا

اعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية، اليوم الأربعاء، تصريحات المجرم ليبرمان التي دعا فيها لعزل غزة وقطع الماء والوقود والكهرباء عنها هي وقاحة غير مسبوقة و أدلة جديدة على النية الصهيونية المبيتة لإبادة شعبنا في ظل صمت المؤسسات الدولية.

وقالت حركة المجاهدين في تصريح وصل وكالة"صفا": إن هذه التصريحات الإجرامية وما سبقها من تصريحات لوزراء حكومة العدو الفاشية يعكس العقلية الوحشية التي تسيطر على الكيان الفاشي ويكشف أن الجرائم البشعة ضد شعبنا تتم بدعم كافة المكونات الصهيونية.

وحمّلت حركة المجاهدين الإدارة الأمريكية مجددا التي تدعم بشكل فج جرائم الكيان الصهيوني بحق شعبنا والذي يشكل وتهديد وخطر على المحيط الإقليمي و الإنسانية جمعاء .

وأكدت أن هذه الغطرسة الصهيونية لا يمكن كسرها إلا بتصعيد المقاومة والضربات النوعية ضد أهداف العدو النازي واستهداف مصالحه .

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: شهداء مجزرة جديدة قصف إسرائيلي جرحى حرکة المجاهدین

إقرأ أيضاً:

الحركة الصهيونية.. وأبعادها الاستعمارية

 

مسعود أحمد بيت سعيد

masoudahmed58@gmail.com

 

لا ريب أنّ الصهيونية العالمية مشروعٌ استعماريٌ من طراز مُختلف، بدأ بخلاف المشاريع الاستعمارية المُعاصرة، وأن النظر إليه خارج طبيعته الاستعمارية يُضعف مواجهته، ولعل تتبع مراحل تطوره منذ مطلع القرن العشرين الذي تزامن مع تحول الرأسمالية إلى المرحلة الإمبريالية مسألة مُهمَّة؛ حيث التقتْ مصالح البرجوازية اليهودية مع البرجوازية الغربية، ومن هنا أخذت الحركة الصهيونية بُعدها العملي التطبيقي.

ومع اقتسام مناطق النفوذ في العالم العربي بين الإمبرياليات الأوربية: البريطانية والفرنسية طبقاً لاتفاقية "سايكس- بيكو" عام 1916، أقدمت بريطانيا على إعطاء وعدها القاضي بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين المعروف باسم "وعد بلفور سنة 1917". وفي ظل الانتداب البريطاني تدفقت الهجرة اليهودية المُنظَّمة إلى فلسطين ووفرت لهم الحماية في إقامة مستوطناتهم وبناء مؤسساتهم تحت سلطتها الانتدابية، رغم المقاومة الفلسطينية الباسلة آنذاك ضد الاحتلال البريطاني من جانب والعصابات الصهيونية من جانب آخر والتي لا تقل شراسة عن المقاومة اللاحقة والراهنة، الّا أنَّ موازين القوى كانت في غير صالحهم.

وبعد الحرب العالمية الثانية ازداد تأثير الولايات المتحدة الأمريكية وعلية انتقلت الحركة الصهيونية إلى الارتباط العضوي مع زعيمة الإمبريالية الجديدة، وهذا التبدُّل إن دل على شيء فإنما يدل على دورها الوظيفي في خدمة الاستراتيجية الكونية للإمبريالية العالمية، وبهذا المعنى فإنَّ الحركة الصهيونية نشأت كمشروع إمبريالي استعماري، دون أن نهمل الأبعاد الأخرى التوراتية وغيرها التي استندت إليها ووظفتها في إطار تكوين هوية قومية كما يزعمون. وفي ظل هذا التحالف صدر قرار التقسيم رقم 181 في 29 نوفمبر عام  1947. وتطبيقًا لهذا القرار سارعت الحركة الصهيونية إلى إعلان قيام كيانها المسخ المسمى إسرائيل في 14 مايو عام  1948، ويحتفل الكيان الصهيوني بهذا التاريخ سنويًا باعتباره عيدًا وطنيًا "عيد الاستقلال"!! في حين نسميه نحن عام النكبة، وسيبقى هذا التاريخ عنوانًا للظلم والعدوان وهو يوم أسود في تاريخ الأمة العربية كلها، وسيبقى كذلك حتى رحيل آخر مُستوطِن وتحرير كل فلسطين. وقد عبَّرت الأمة العربية عن رفضها لهذا القرار بدخول ستة جيوش عربية الحرب، ولكن بأسلحة تقليدية بدائية؛ حيث كانت كلها تقريبًا ترزح تحت الوصاية الاستعمارية البريطانية والفرنسية في المشرق العربي والاستعمار الغربي في المغرب العربي.

قصصٌ كثيرة وأليمة تجدونها أثناء استعادة تلك الأحداث، وعلى الذين ينتقدون الدور العربي العسكري والسياسي في تلك المرحلة، أن يتحلوا بالموضوعية في تناول الوقائع التاريخية، حتى لا نقسو على تلك الأجيال التي قاتلت، رغم قساوة الظروف الذاتية والموضوعية. وإذا أخذ العامل الذاتي في التقدير والذي يُتهم على الدوام بالقصور والتقاعس، يجب أن ندرك- وبصرف النظر عن أية اعتبارات- قضيتين رئيسيتين: الأولى حجم الفجوة الحضارية القائمة آنذاك، والثانية: طبيعة العلاقة بين الحركة الصهيونية والإمبريالية البريطانية التي انتدبت نفسها على أكثر من بلد عربي ومنها فلسطين، وتعمل على تجسيد وعدها المشؤوم على أرض الواقع لم تكن بهذا الوضوح الذي هو عليه الآن، وهذا ليس تبريرًا بقدر ما هو تفسير. بيد أنَّ تلك المعركة بنتائجها العسكرية والسياسية قدمت درسًا مهمًا جوهره ومضمونه أن لا نصرَ عسكرياً بدون استقلال سياسي واقتصادي. ومن المؤسف أن هذا الواقع بكل ما فيه من ثغرات وعيوب ما زال ممتدًا إلى يومنا في الحالة العربية الراهنة، وواصلت إسرائيل عدوانها التوسعي. وفي عام 1967، احتلت- وبدعم غربي كامل- ما تبقى من فلسطين وأجزاء أخرى من الأراضي العربية، وقد أكدت الأحداث- وبما لا يقبل الشك- أن الكيان الصهيوني بعيدٌ عن طموحه الذاتي والسردية التاريخية المُفتَعلة التي يحاول من خلالها ستر المطامع الاستعمارية؛ لأنه في التحليل النهائي مجرد ذراع عسكري وأداة رخيصة في خدمة المشروع الإمبريالي الأكبر، وأن غياب أو تغييب هذه الحقيقة من أهم الأسباب- إن لم تكن أهمها على الإطلاق- التي أدت إلى الهزائم المتتالية حتى الآن.

وأخيرًا.. نؤكد أنَّه لا يستطيع عقلٌ أو منطق تبرير هزيمة أُمّة تعدادها 400 مليون نسمة، وبكل هذه الطاقات والعمق التاريخي والحضاري أمام كيان استعماري عنصري لقيط تعداده لا يتجاوز 10 ملايين مُستوطِن أتوا من كل أصقاع الأرض، مهما كان حجم الدعم الذي يتلقاه، وإذا كانت كل هذه التطورات قامت على أرضية نتائج الحرب العالمية الثانية التي أثَّرت في تكوين وتركيب النظام الدولي وتحديد ملامحه أكثر من أي حدث آخر، فإنَّ التحولات الحالية السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين العربي والدولي تُعطي إمكانية واسعة لهزيمته.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الحركة الصهيونية.. وأبعادها الاستعمارية
  • فرنسا.. اليسار الراديكالي يتحرك لعزل ماكرون
  • "المجاهدين" تدين التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات لبنانية
  • تكتيك معقد لإرباك إسرائيل.. كيف تصل رسائل السنوار إلى المجاهدين والوسطاء العرب.. عاجل
  • "المجاهدين" تدين استمرار الصمت على مجازر حرب الإبادة بغزة
  • البرلمان الفرنسي ينظر اليوم في قرار لعزل ماكرون
  • (نص) رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • نص رسالة رئيس حركة حماس يحيى السنوار إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي
  • المجاهدين: نجاح الصاروخ اليمني في الوصول لهدفه هو فشل شديد للمنظومة الصهيونية
  • حركة المجاهدين الفلسطينية: نجاح الصاروخ اليمني في الوصول لهدفه هو فشل شديد للمنظومة الصهيونية