عربي21:
2024-12-26@09:44:32 GMT

فيتنام غزة القادمة..

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

مات كسينجر ولكن نظريته لم تمت.. ما زالت أمريكا تطبق علينا نظرية المجنون التي اخترعها كسينجر أثناء مفاوضاته مع فيتنام 1973، والتي تعتمد على أن يلعب أحد الأمريكان دور "الطيب"، وكان وقتها هذا الدور من نصيب كسينجر، وأن يكون الدور الثاني هو "المجنون"، وهذا كان دور نيكسون..

وكلما وصلت المفاوضات لطريق مسدود يوقف كسينجر المحادثات متنحيا بالمفاوض الفيتنامي جانبا على أنه ناصح طيب، ليخبره بأن المجنون القابع في البيت الأبيض إذا وصله أمر تعقد المفاوضات سيأمر بدك فيتنام بالطيران، وأنه -أي كسينجر- يحاول بكل الطرق تجنب ذلك ولكن لا بد أن يساعده الفيتنامي لحماية شعب فيتنام.



ولكن حقيقة الأمر أن كسينجر لم يكن يريد حماية أحد سوى أمريكا التي خاضت حربا خاسرة لمده 20 عاما خسرت فيها 58220 مقاتلا، ولكن كان خروج المتظاهرين المناهضين للحرب إلى الشوارع وهم يحرقون بطاقات التجنيد، هي القشة التي أجبرت واشنطن على الانسحاب، ولكن كان لا بد أن تخرج أمريكا بشكل يناسبها ويحافظ على ماء وجهها إلى متى ستلعب أمريكا هذا الدور؟ ومتى ستقول إن لعبة ادعاء التفاوض انتهت وحان الوقت لمفاوضات حقيقية توقف ذلك العبث ما دام يمكن إيقافه؟ لأن الأمور فعلا تزداد سوءا وبسهولة يمكن أن يُخرج الأمر عن سيطرة أمريكاالذي خسرته أمام مقاومة باسلة من المقاومين الفيتناميين؛ الذين لم يرضخوا لاحتلال أمريكا لأرضهم أو فرض سياستها عليهم، فكان دور كسينجر ومقولته الشهيرة.. "سيخرج الجميع منتصرا من هذه الحرب".

خرجت فيتنام منتصرة وخرجت أمريكا تلعق جرحها بانتصار سياسي يغطي ندوب هزيمتها العسكرية. وهذا ما تحاول بالضبط أمريكا أن تفعله لإسرائيل الآن، ولكن صلف نتنياهو وعنجهية أمريكا وغطرسة أوروبا تحول دون ذلك.

فهم يرفضون الرضوخ لحقيقة أن حركة حماس، ذاك الفصيل المقاوم المحاصر منذ أكثر من 10 سنوات، تمكنت من أن تصمد وتنتصر على جيوش أقوى دول العالم مجتمعة، فيحاولون كسر روح المقاومة بالقتل والمزيد من القتل للمدنيين والمزيد من الدمار والرعب في نفوس المدنيين قبل التوصل لمرحلة التفاوض الحقيقية.

فكلما بدأت ما يطلقون عليه مفاوضات نجد أن إسرائيل تزيد من القصف والقتل، وكلما وصل الأمر لطريق مسدود بسبب عراقيل يضعها نتنياهو يكون القتل والقصف أعنف، بل إنهم يستخدمون أحطّ الوسائل التي عرفتها البشرية بل ويخترعون عليها ويضيفون الجديد.

فعلى مرأى من العالم يُعجن لحم الأطفال بعظامهم وتقطع أشلاء المدنيين من النساء والرجال، فلا يمكن تحديد هوية الأشلاء، فأصبح الحل.. الأشلاء بالكيلو، تجمع أشلاء البشر داخل أكياس، الكيس 30 كيلوجراما للطفل و70 كيلوجراما للبالغ..

أمريكا وأوروبا تشجبان.. قوى العالم تنافس العرب على الشجب والتنديد، وتقف عاجزة لا تستطيع أن تتخذ قرارا ضد رغبة إسرائيل.

ففي غزة الكاشفة.. دول العالم المعروف بالمتحضر تشجب الإبادة الجماعية في غزة.. تشجب حرب التجويع والتعطيش في غزة.. تشجب منع دخول الأدوية والمساعدات الإنسانية لعزة.

ولكن السؤال هنا: إلى متى ستلعب أمريكا هذا الدور؟ ومتى ستقول إن لعبة ادعاء التفاوض انتهت وحان الوقت لمفاوضات حقيقية توقف ذلك العبث ما دام يمكن إيقافه؟ لأن الأمور فعلا تزداد سوءا وبسهولة يمكن أن يخرج الأمر عن سيطرة أمريكا؛ التي تعتقد أن حاملات طائراتها وغواصاتها وحكام العرب وأموال العرب الذين يأتمرون بأمرها يمكنهم أن يوقفوا كل شيء وقتما تريد..

على أمريكا أن تعي أن كسينجر مات وأن جملته "سيخرج الجميع منتصرا من هذه الحرب" ستحترق وتموت داخل أتون الشرق الأوسط الذي تذكي أمريكا ناره، وستكون النتيجة الحتمية.. سيخرج الجميع خاسرا من هذه الحرب
على أمريكا قبل إسرائيل أن تعي أن الأمر إذا خرج عن السيطرة فإنها ستضع نفسها إجبارا في حرب أسوأ من حرب فيتنام.

وعلى أمريكا أن تعي أن دعمها اللامحدود لنتنياهو وإسرائيل هو السبب الرئيس والوحيد الذي يزيد من الصلف الصهيوني، فلماذا يمكن أن يتنازل أو يتفاوض نتنياهو ما دامت أمريكا تدعم وتدفع وتدافع؟

نعم، النظريات والأفكار القديمة مثل تلك التي طرحها كيسنجر، لا تزال تلقي بظلالها على السياسات الحالية، ولكن على أمريكا أن تعلم أن العالم يتغير، وقد تكون النتائج أكثر تعقيدا مما كانت عليه في الماضي.

من المهم أن يكون هناك اعتراف بالتغيرات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تطرأ على المنطقة، وأن تُعطى الأولوية لصوت الشعوب المتأثرة.

على أمريكا أن تعي أن كسينجر مات وأن جملته "سيخرج الجميع منتصرا من هذه الحرب" ستحترق وتموت داخل أتون الشرق الأوسط الذي تذكي أمريكا ناره، وستكون النتيجة الحتمية.. سيخرج الجميع خاسرا من هذه الحرب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه فيتنام الحرب إسرائيل غزة إسرائيل امريكا غزة فيتنام الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على أمریکا أن من هذه الحرب أن تعی أن

إقرأ أيضاً:

أهم 10 أحداث عالمية في 2024

بغداد اليوم- متابعة

شهد العالم في عام 2024 سلسلة من الأحداث العالمية، التي ستترك بصمة واضحة على مختلف جوانب الحياة البشرية.

فمن الحروب والأزمات الجيوسياسية إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة، مرورا بالأحداث والكوارث الطبيعية، لم يكن هذا العام عاديا بأي حال من الأحوال.

في هذا السياق، نستعرض أبرز 10 أحداث شكّلت عناوين الصحف العالمية وساهمت في صياغة واقع العالم لعام 2024، حسب مؤسسة "مجلس العلاقات الخارجية" البحثية الأمريكية:

تصاعد الصراعات في الشرق الأوسط: امتدت الحروب الإسرائيلية لتشمل حزب الله وإيران، وشهدت سوريا تغييرا جذريا مع الإطاحة بنظام بشار الأسد القائم منذ فترة طويلة.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: انسحب جو بايدن من السباق الرئاسي، وتعرض دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، وأدين بـ34 جناية، ورغم ذلك، أُعيد انتخابه، عقب فوزه على كامالا هاريس.

الكوارث الطبيعية: شهد العالم سلسلة من الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والفيضانات، التي أثرت على ملايين الأشخاص.

التطورات في الذكاء الاصطناعي: شهد عام 2024 تقدما كبيرا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تحسين قدرات توليد الصور والنصوص والفيديوهات.

الأحزاب الحاكمة تواجه صعوبات كبيرة: شهد عام 2024 موجة من الانتخابات في نحو 80 دولة تمثل أربعة مليارات شخص. الناخبون حول العالم عاقبوا الأحزاب الحاكمة، حيث خسرت أحزاب بارزة في دول مثل الهند، اليابان، وجنوب أفريقيا مقاعدها واضطرت إلى تشكيل حكومات ائتلافية.

سباق الفضاء: عام 2024 شهد إنجازات فضائية كبيرة مثل هبوط اليابان على القمر واكتشافات محتملة للحياة على المريخ، لكن المنافسة الجيوسياسية زادت مع اتهام روسيا بوضع أسلحة نووية في الفضاء وزيادة الصين لأقمارها العسكرية.

الحرب في أوكرانيا: روسيا تقدمت في الحرب على أوكرانيا، رغم الخسائر البشرية الكبيرة. الدعوات لوقف إطلاق النار مستمرة، لكن شروط فلاديمير بوتين تجعل الحل صعبا حتى الآن.

استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية: سجل 2024 أكثر الأعوام حرارة، مع تأثيرات كارثية مثل الجفاف والكوارث الطبيعية، بينما بقي التقدم في مواجهة التغير المناخي محدودا.

الحرب في السودان: استمرت الحرب الأهلية في السودان مع معاناة إنسانية واسعة، تضمنت وفاة آلاف الأشخاص ونزوح الملايين، بينما فشلت الجهود الدولية في التوصل لحل.

الاقتصاد الصيني: عودة الصين لاستراتيجية التصدير بعد أزمة كوفيد تسببت بمخاوف من تدمير الصناعات المحلية في الدول المستوردة، مما دفع دولا كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لفرض رسوم جديدة.


مقالات مشابهة

  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • غزة… شخصية عام 2024
  • صحيفة عبرية : “الحوثيون” يتحدون أمريكا والعالم ولا يمكن ردعهم
  • أهم 10 أحداث عالمية في 2024
  • كيف يمكن للمحيطات أن تعزز من جهود العالم في تقليل انبعاثات الكربون؟
  • هل يمكن إعفاء الحاصل على الدعم النقدي دون وجه حق من رد المبالغ التي صرفها؟.. الضمان الاجتماعي يوضح
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • ترامب متصالحاً.. ولكن؟!
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟