مصطفى بيومي يكتب: صلاح عبدالصبور.. أحلام الفارس النبيل
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
هل يحتاج الاحتفال بصلاح عبد الصبور إلى مناسبة، كأن ننتظر يوم ميلاده في مايو أوذكرى رحيله في أغسطس؟! الإجابة لا بد أن تكون بالنفي، ذلك أنه حاضر دائما بعطره الجميل وبصماته التي لا تُنسى ولا يطولها الذبول، فهو الشاعر الرائد المجدد والكاتب المسرحي المتفرد والمترجم القدير والباحث الذي يتأمل ويرى بحسه المرهف وانتمائه الوطني الأصيل ما لا يراه إلا أولو العزم من عتاة العشاق.
لم يمتد العمر طويلا بعبد الصبور، فقد انتهت رحلته مع الحياة بعد أن تجاوز الخمسين بثلاثة شهور، لكنه قدم في سنواته هذه إنتاجا غزيرا ثريا يملك مقومات البقاء والخلود، يتوقف أمامه النقاد والمتخصصون، والملايين من القراء العاديين، مقرين بروعة الإبداع الذي يكشف عن موهبة فذة وثقافة موسوعية وإيمان أصيل عميق بعظمة وجلال الإنسان.
منذ البدء، لا بد من الإقرار بأن الإحاطة ببعض جوانب عبقرية صلاح تستدعي عشرات ومئات الصفحات، وما الاحتفاء الذي تقدمه "البوابة" في صفحات العدد إلا التعبير عن الحب والإقرار بالفضل، ومحاولة لإلقاء تحية نقول من خلالها كم ندين له بالكثير من الامتنان، ونؤكد أنه معنا لا يغادرنا، وننبه القراء المتعطشين للمعرفة، والشباب منهم على وجه التحديد، إلى عظمة الآباء والأجداد، وضرورة الإيمان بما يحمله تاريخنا القريب والبعيد من عطايا تفيض علينا وعلى من حولنا.
مصر لا تعرف العقم ولن تعرفه، وإذا كان الظاهر السطحي يوحي ببعض الوهن والتعب، فإن الدروس التي نتوارثها من التاريخ تؤكد أن الأمر لا يتجاوز الأزمة الصغيرة العابرة، ففي الشخصية المصرية من القوة والصلابة ما يضفي عليها مؤهلات تهمس دائما في ثقة بأن طوفان العطاء لا يتوقف.
مثل كل أبناء الوادي الطيب، المسكونين بطمي الحضارة وخصوبة الإبداع، يذوب صلاح عبد الصبور ويفنى في عشق مصر التي يؤمن بها ويراهن عليها، وفي دواوينه ومسرحياته الشعرية الخالدة ومقالاته ودراساته وترجماته، يتوقف القارىء أمام كنوز معرفية ممتعة تضيء القلوب وتنعش الأرواح وتدفع العقول إلى التفاؤل ومعانقة اليقين بأن الآتي سيكون أفضل وأجمل، شريطة أن نتشبث بفضيلة الحلم المتكىء على الوعي والعمل معًا.
المعالجات المتنوعة المقدمة في العدد، تقود بالضرورة إلى طرح عدد من الأسئلة:
- لماذا لا نقدم مسرحيات صلاح عبد الصبور في الجامعات ومراكز الشباب والأندية لنحقق من خلالها بعض التوازن المفقود في حياتنا الثقافية؟
- متى تخصص القنوات الفضائية الوطنية ساعات مناسبة للتعريف بأعلام ورموز الثقافة والنهضة، وما أكثرهم وأعظمهم؟
- كيف لا تلتفت وزارة التعليم إلى الشعراء الحقيقيين لتدفع ذائقة الشباب إلى الأرقى والأنضج والأروع؟
أيها الفارس النبيل الجميل.. دمت لنا
وهيهات أن تقترن في قاموسنا بأي من مفردات الموت والغياب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صلاح عبد الصبور
إقرأ أيضاً:
الإمارات تبدأ حفر آبار مياه في غزة
غزة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةتواصل الإمارات جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وأطلقت عملية «الفارس الشهم 3» مبادرة طارئة لحفر آبار مياه في مناطق النزوح جنوب قطاع غزة، وذلك في ظل الأزمة المتفاقمة جرّاء توقف محطات الضخ والآبار عن العمل بسبب انقطاع الوقود الناتج عن إغلاق المعابر.
وتأتي المبادرة ضمن الجهود الإغاثية للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وتوفير المياه الأساسية للنازحين في جنوب القطاع.
ورغم التحديات اللوجستية الناجمة عن إغلاق المعابر، نفذت فرق من متطوعي «الفارس الشهم 3» تجربة أولية لحفر بئر داخل أحد مخيمات النزوح باستخدام وسائل بدائية.
ونجحت التجربة في استخراج المياه، ما يفتح المجال لتكرارها في مواقع أخرى حال ثبوت فعاليتها واستدامة النتائج.
في الوقت ذاته، سيَّرت عملية «الفارس الشهم 3» صهاريج مياه صالحة للشرب إلى عدد من مخيمات النزوح جنوب القطاع، في استجابة عاجلة لأزمة المياه التي تهدد حياة أكثر من 540 ألف نازح يواجهون ظروفاً إنسانية صعبة، في ظل نقص حاد في المياه والمواد الغذائية.
ويُتوقع، في حال توسيع نطاق مشروع حفر الآبار، أن يستفيد ما يقارب 150 ألف أسرة نازحة من المياه المستخرجة، في أكثر من 300 مخيم منتشرة في مناطق «المواصي» جنوب غزة.
وأكدت عملية «الفارس الشهم 3» التزامها بمواصلة جهودها رغم صعوبة الأوضاع، واستعدادها لتكرار تجارب الحفر في مناطق أخرى، بمجرد التأكد من فاعلية استخراج المياه، في إطار سعيها المستمر لتأمين الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة.
وأمس الأول، حذرت بلدية غزة من أن استمرار تعطل خط مياه «ميكروت»، بعد الأضرار التي لحقت به في شرق حي الشجاعية، يفاقم أزمة المياه، ويزيد حدة العطش الذي تعانيه المدينة.
وقالت البلدية، إن من المتوقع إنجاز إصلاح الخط خلال 24 ساعة، في حال سُمح لطواقمها بالوصول إلى موقع الضرر.
ومطلع الأسبوع الماضي، قالت بلدية غزة إن إسرائيل أوقفت المياه الواصلة إلى المدينة من شركة «ميكروت»، والتي تمثل 70% من إجمالي الإمدادات المتوافرة فيها، فيما قصف الجيش محطة «غباين» لتحلية المياه في حي التفاح شرق مدينة غزة.
كما حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، من أن «إسرائيل حولت المياه إلى أداة إبادة جماعية وسلاح قتل بطيء لأكثر من 2.4 مليون فلسطيني في القطاع».