بعد العفو الملكي.. مزارعو "القنب" بالمغرب يعودون إلى الحياة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أثار قرار العفو الملكي الذي شمل الآلاف من مزارعي القنب الهندي في المغرب تفاعلا واسعا بين الأوساط الحقوقية والمدنية، وارتياحا وسط المزارعين وعائلتهم.
وأصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء الاثنين، عفوا عن أكثر من 4800 شخص من المدانين أو المتابعين أو المبحوث عنهم في قضايا متعلقة بزراعة القنب الهندي.
وأوضحت وزارة العدل في بيان: "وفضلا عن الجوانب الإنسانية لهذه الالتفاتة، فإنها ستمكن المشمولين بها من الاندماج في الاستراتيجية الجديدة التي انخرطت فيها الأقاليم المعنية في أعقاب تأسيس الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي والأثر المهيكل الذي سيحدثه نشاطها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".
وفي مارس 2021 صادقت الحكومة المغربية على القانون المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي أو نبتة "الكيف"، كما تسمى محليا، وخلق وكالة (هيئة) من بين مهامها التنسيق بين كافة القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والشركاء الوطنيين والدوليين.
والزراعات المشروعة بحسب مشروع القانون هي: مجالات الطب والصيدلة والصناعة.
إشادة بقرار العفو الملكي
وسجل المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن العفو الملكي "يقع في صلب الاختيارات الاستراتيجية الهادفة لتعزيز مسارات التنمية المستدامة بما يدعم العدالة المجالية ".
وأضاف أنه "يدعم انخراط المملكة المغربية في المقاربة الحقوقية كما بلورتها الأمم المتحدة في استراتيجيتها الدولية لمكافحة المخدرات وينهض بمشاركة المزارعين الصغار للقنب الهندي ضمن هياكل وآليات مؤسساتية لاستعماله لأغراض طبية وصناعية".
بدوره رحب المرصد المغربي لتقنين القنب الهندي بقرار العفو الملكي وقال في بيان إن هذه الفئة التي شملها العفو قد "عانت لعقود بسبب تشريعات ساوت بين المزارعين البسطاء الباحثين عن قوت يومهم وبين المهربين الذين يستغلون نفوذهم من أجل استعباد هؤولاء المزارعين".
الخروج من دائرة "الخوف"
ومنذ تقنين استخدامات القنب الهندي في المغرب، عقد الألاف من المزارعين آمال كبيرة على هذه الخطوة، لانتشالهم من حالة الخوف الدائم، بسبب اشتغالهم في قطاع "خارج عن القانون".
وطالب عدد من المزارعين منذ سنوات ببديل اقتصادي، لمزاولة نشاطهم في العلن ودون خوف من أي ملاحقات قانونية.
وكشف محمد، وهو مزارع من قبيلة صنهاجة، بإقليم الحسيمة شمالي المغرب، في تصريح سابق لموقع "سكاي نيوز عربية" أن مزارعي القنب الهندي "يتهمون بممارسة نشاط محظور وربط صلات مع تجار وبارونات المخدرات".
وأضاف أن هذا الوضع "يجعلهم مطاردين ومحل ملاحقات قضائية"، بحسب المزارع الشاب الذي يضيف " نعيش خوفا دائما من الاعتقال، لذلك نتجنب مغادرة قرانا للذهاب لقضاء المصالح الإدارية، وأحيانا حتى لزيارة المستشفى".
كما أكد مزارع آخر ينحدر من منطقة كتامة التي يلقبها البعض بـ"عاصمة الكيف" أن: "المستفيد الأكبر من زراعة القنب الهندي، هو التاجر والمهرب وليس المزارع البسيط". لذلك يعقد هذا الأخير آمالا كبيرة على أي قرار يصب في اتجاه تقنين هذه الزراعة، للمساهمة في تحسين وضعه الاجتماعي، وأن يتيح له ذلك العمل في إطار مقنن ومنظم.
مكاسب اقتصادية
وإلى جانب المكاسب الاجتماعية ينتظر يخلق المغرب من خلال تقنين زراعة القنب الهندي فرص اقتصادية مهمة، حيث قدمت دراسة لوزارة الداخلية المغربية الدخل المتوقع من هذه الزراعة وفرضيات تخص مركز المغرب المنتظر في سوق القنب الهندي على المستوى العالمي، استناد إلى مجموعة من المعطيات.
وأفادت الدراسة الرسمية، أن الدخل الصافي للهكتار الواحد لزراعة القنب الهندي، يمكن أن يصل إلى 110 ألف درهم سنويا (حوالي 13 ألف دولار)، وهو ما يمثل تحسنا بنسبة 40 بالمئة مقارنة مع أعلى مستوى للدخل الحالي.
وقدمت الدراسة فرضيتين فيما يخص حصة إنتاج المغرب من السوق الأوربية بحلول عام 2028، تستهدف الأولى 10 بالمئة من إجمالي نشاط السوق، وهو ما يمثل 4.2 مليار دولار، بحصة مداخيل زراعية سنوية تقدر بحوالي 420 مليون دولار.
أما الفرضية الثانية وهي الأكثر تفاؤلا، فتستهدف 15 بالمئة من السوق، وهو ما يشكل 6.3 مليار دولار، بمداخيل سنوية تقارب الـ630 مليون دولار، وهو الرقم الذي سيمكن من تجاوز حجم إجمالي المداخيل الزراعية الحالية في المغرب المقدرة بحوالي 400 مليون دولار سنويا.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القنب الهندي الحكومة المغربية العفو الملكي المغرب زراعة تقنين زراعة القنب الهندي المغرب القنب الهندي تقنين القنب الهندي حشيشة الكيف مزارعين زراعة القنب الهندي القنب الهندي الحكومة المغربية العفو الملكي المغرب زراعة تقنين زراعة القنب الهندي العفو الملکی القنب الهندی
إقرأ أيضاً:
الدكتور الهندي: مفاوضات الصفقة كانت جدية ونحن في مرحلة عض الأصابع
الثورة نت/..
اكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات القائمة في القاهرة والدوحة بشأن إتمام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، كانت جدية، موضحًا أن هذه المفاوضات تشهد الآن مرحلة عض الأصابع.
وقال الدكتور الهندي، في تصريح صحفي: إن “هدف المقاومة كان واضحاً منذ البداية بأنّ نهاية الصفقة تعني وقف العدوان والانسحاب، وسنحقق ذلك بإذن الله”.
وأشار إلى أن “المقاومة أبدت مرونة في تفاصيل المراحل والأثمان لنجاح الصفقة، وكذلك في التدرج في إعادة الانتشار وصولا إلى الانسحاب الشامل”.
وتابع: الهندي: “كان لدينا تخوف مستمر أنّ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته يمكن أن يتلاعب ويؤجل التفاوض لحسابات سياسية وشخصية”.
وأكدت حركة “حماس”، من جهتها، اليوم، أن “مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي”.
وأضافت “حماس”، في بيان صحفي: “قد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا”.
وأمس، أعلنت قطر، أن مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة حماس “ما زالت جارية بين القاهرة والدوحة ولا يمكن التنبؤ بموعد الوصول لاتفاق”.
في السياق، قالت قناة “مكان” الصهيونية، اليوم الأربعاء ، إن مفاوضات وقف إطلاق النار مع حركة حماس تعتريها صعوبات ملموسة بشأن مسار صفقة التبادل.
من جانبها، زعمت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم، بأن “حركة حماس ترفض تقديم قائمة المحتجزين الأحياء والأموات الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى، وسيتم تبادلهم مع أسرى فلسطينيين، في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين”.