جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-07@01:16:14 GMT

40 عامًا في صحبة عبدالعزيز الروّاس

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

40 عامًا في صحبة عبدالعزيز الروّاس

 

 

د. مجدي العفيفي

(1)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الروّاس».. أعزِّي نفسي..

قبل أن أعزي أحدًا في وفاة «عبدالعزيز الرواس» الرمز والكينونة، والشخص والشخصية، رحمه الله، فكل شيء هالك إلّا وجه الله، وكل من عليها فانٍ، ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.

وأُعزِّي نفسي.. أكثر مِمَّا أُعزي أبناء الأرض العُمانية الطيبة التي لا تقبل أن تنبت إلّا طيبًا، وهي التي عِشتُ في جنباتها صحفيًا وكاتبًا ومُحبًا، يوم أن هبطتُ فيها في ربيع العمر، وغادرتها وأنا في خريف العمر، وقد لبثتُ فيها ثلاثين عامًا مُتواصلة، ولا أزال، رغم البُعد الجغرافي.

وأعزِّي نفسي.. الأمَّارة بالإعلام والثقافة والسياسة، وأنا أمارس ألم الإحساس بالفقد، وهو إحساس ألمه مضاعف إزاء شخصية بلورية دائرية مُعقدة، مثل وزير الإعلام الأسبق ومستشار جلالة السُّلطان للشؤون الثقافية السابق، وقد تجادلت معه 40 عامًا في سردية حياتية مُتناسِجة ومُتناسِقة، عنوانها: حروف من صحافة وثقافة وسياسة.

(2)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

ويا سماء عُمان

ما كل ليل من لياليك تظفرين بكوكب!!

(3)

40 عامًا في صحبة عبدالعزيز الرواس.. قربًا ذاتيًا وموضوعيًا، واقترابًا حميميًا مُتواصلًا.. صحفيًا وإعلاميًا وفكريًا وثقافيًا وإنسانيًا، حقًا وصدقًا ويقينًا إنها «عشرة عمر»..!

79 عامًا هي عمره الزمني الطبيعي، حياة مدثرة بالعمل والألم والأمل، والسياسة والإعلام والثقافة، والأسرار والملفات والقضايا والجدليات والتوترات، لكن عمره النفسي ضعف ذلك الرقم، عاشه بذات مُمتلئة بذوات الآخرين! فالعمر لا يُقاس بالشهور والأعوام بقدر ما يُقاس بغزارة الشعور من عدمه، طبقًا لرؤيته.

50 عامًا في خدمة عُمان، الدولة والمجتمع، لم يمل، ولم يكل، حتى آخر العمر، كان يؤمن يقينًا بـ«كلنا نعمل في منظومة واحدة ووحيدة هي عُمان، الشخصنة ليست واردة في القاموس العُماني الحديث، والأوطان لا ترتبط بالأشخاص".

(4)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

في مرحلة ما قبل النقطة الأخيرة في سطر حياته.. تعددت لقاءاتنا، وتكثفت حواراتنا.. وتشعبت جدلياتنا.. في ما وراء الأشياء.. واقعًا وحياة.. وحوادث وتحولات.. كان استقطار الخبرات والتجارب والأسرار والمسكوت عنه وثقافة الأسئلة، والتفكير في اللامُفكَّر فيه.. بأكبر سعة من المعاني في أقل قدر من التعبيرات.. ففي ذاكرة الروّاس كان الزمن الطبيعي يتلاشى.. تتداخل اللحظة الفائتة، في اللحظة الآنية، باللحظة الآتية، لحظة دائرية بلُّورية.. زمانها في مكانها.. تتشابك الرؤية بالرؤيا.. ويمور الذاتي بالموضوعي.. ويتلاقى الداخل بالخارج، والقاسم المشترك هو «الأنا» الخفية قصدًا، والمستترة عمدًا هي الرابط بين كل أولئك.

(5)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

منذ أن انضممت عام 2003 إلى مكتبه- مكتب مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية- تكاثرت معه حوارياتي. وتناثرت مُناقشاتي.. وتعاظمت مناوشاتي.. ليس فقط بحكم كونه كان وزيرًا للإعلام ولكوني رجل إعلام، عاش معه وعايشه عن كثب؛ بل أيضًا لطول العشرة الاجتماعية وتعزيز خطوط الألفة الفكرية والفؤادية، وتمتين خيوط الروح العلمية والعملية، لتجاوز الإطار الضيِّق لفضاء التشابك بين الشخص والشخصية.

أيام وليالٍ إعلامية وثقافية وسياسية، محليًا وإقليميًا وعالميًا، ستظل تجلياتها ممدودة ومُشعة على جبل الشوق والسرد المقدر، والخطاب بعذاباته الجميلة، والحكي بعذوبته الأكثر جمالًا.

كثيرًا ما كان يُغالبني فيها الفضول الصحفي لكي أتسلل إلى «عالم ما وراء» منظومة عبدالعزيز الروّاس الفكرية، لأزيل القشرة الصلدة التي يضعها على قناعته بألّا يتحدث عمّا يفعله إعلاميًا.. وكم مرة انثالت قِطع وومضات وسرديات من هذه الذاكرة التي تختزن وتختزل.. وتفيض وتغيض.. وكم وشيت إلّا قليلًا إلى الفضاء الإعلامي الخارجي عن بعض جواهره ومكنوناته.. أسرار مُغلفة بالخبرة، صندوق أسود عليه بصمة الأيام، وتوقيع التجربة، في السياسة والثقافة والصحافة والإعلام والدين والمجتمع والنَّاس والحياة بحلوها ومرها، بانتصاراتها وانكساراتها، بأشواقها وعذاباتها.. بخطاها وخطواتها، ومن كُتبت عليه خطى مشاها.

(6)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

نعم.. إن للمحكمة الكونية منظورها الآخر..

من المفارقات أنَّه كان من المفترض أن أزور مسقط بعد شهر رمضان الماضي، أي قبل حوالي ثلاثة أشهر، لكن ثمّة أسباب واهية أوهن من خيوط العنكبوت كانت تحول دون الزيارة، لماذا؟ لست أدري ولا أعلم.. لكني بعد ذلك علمت لماذا، حين احتواني مكان جلساتنا في رحاب (دارة عبدالعزيز الرواس) كما كان يؤثر هذا المسمى كتابةً على باب منزله بـ«رابية» في «القرم» وللأماكن عبقريتها. ثم علمت الأكثر، حين رافقته إلى مستشفى الحياة لمُمارسة العلاج الطبيعي، ثم المستشفى السلطاني التي آثر شقيقه د. أنور الرواس، أن يُسرع إليها، تأمينًا لصحته من أية تداعيات محتملة، فلنأخذ بالأسباب، والأمر بيد رب الأسباب، والحرص واجب.

لكن (الآه) لم تصدر منه! فهو الرجل الذي اتسم بالصبر والجلد، كما أكد لي ذلك أيضًا د.أنور الرواس، وهو نعم الشقيق والرفيق والصديق، خاصة في المرحلة الأخيرة، داخليًا وخارجيًا.

بلى.. لله الحمد والمنة.

لم يتعب صاحب النفس المُطمئنة.. لم يتوجع.. ولم يتألم، ولم يطل ألمه... ولم يمكث في المستشفى إلّا بضعة أيام، كان مستأنسًا بعزوة أبنائه، وجماليات أشقائه، وحيوية أحفاده.

لم تغب ابتسامته، وإشارة إصبعه إلى السماء، التي استوقفتي بدلالتها الخفية، واسترعت انتباه د. أنور أيضًا.. إلّا قليلًا!

(7)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

في الساعات الأخيرة، وكعادتي أختمُ زيارتي بالسلام عليه مثلما أبدأه بالسلام عليه، منذ غادرت مسقط جغرافيًا قبل سنوات، بعد حياة حيَّة مُتواصلة مع مطلع العام 1984... ذهبتُ لأودِّعه. سلّم علىَّ بكلتا يديه وضغط مُطوَّلًا، وفي عينيه بريق قوي لم أعهده... وصلتني الرسالة لحظتها، قبل أن يرتد إليَّ طرفي، فتَلَوْتُ في قلبي الآيتين العظيمتين في نهاية سورة المائدة التي كان يحبها حبًا جمَّا: "قَالَ ٱللَّهُ هَٰذَا يَوۡمُ يَنفَعُ ٱلصَّٰدِقِينَ صِدۡقُهُمۡۚ لَهُمۡ جَنَّٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ * لِلَّه مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا فِيهِنَّۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرُۢ".

وبكل كياني تلوتُ خاشعًا ومودعًا وداعيًا ومتضرعًا: "يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ. ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ. فَٱدۡخُلِي فِي عِبَٰدِي . وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي".. وبعد يومين جاءني النبأ الحزين.

(8)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

نعم.. قل هو نبأ حزين... فالفراق مؤلم.. والفقد الأبدي أشد إيلامًا.. لا سيما فراق وفَقْد عزيز مثل عبدالعزيز الرواس.

(9)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

رحل أول الرجال الذين أوقفهم الخطاب العُماني في كُلِّيته على الإعلام كرجال يُعرفون بسيماهم من حيث قوة الانتماء والإيمان بحقيقة المجتمع الجديد بعد 1970؛ بل كان أطولهم عمرًا إعلاميًا وتقويمًا إعلاميًا أيضًا (23 عامًا متواصلة 1979- 2002) فحق أن نلقبه بـ«أبي الإعلام العُماني». وواصل رسالته في بُعدها الثقافي المتجاور مع البُعد الإعلامي كمستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية (2002- 2020).

وكمبدأ مُتأصِّل في التكوين العُماني، ألا وهو تسلسُل الأجيال، فقد أينعت ثمار الشجرة الإعلامية، وتواصلت قطوفها، فكان من بعده وزراء الإعلام: حمد بن محمد الراشدي (2001- 2012) ثم د. عبد المنعم بن منصور الحسني (2012- 2020)، ثم معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي (منذ 2020)، وذلكم تأسيسًا على مُعطيات حقبة البداية؛ إذ كان وزير الإعلام غير مُتفرِّغ للإعلام، فكان عبدالله بن محمد الطائي وزيرًا للإعلام والشؤون الاجتماعية (1970- 1972)، وكان صاحب السُّمو السيد فهد بن محمود آل سعيد وزيرًا للإعلام والسياحة (1973- 1974)، ثم وزيرًا للإعلام والثقافة (1974- 1979)، وكان عبدالعزيز بن محمد الرواس (1979- 1982) وزيرًا للإعلام وشؤون الشباب، ثم تحمَّل منذ العام 1983 مسؤولية وزارة الإعلام وتفرَّغ لها كُليةً، ولكل مرحلة من هذه المراحل بصمتها وتوقيعها، وشواهدها ومشاهدها، وشهودها وأشهادها، بصورة أو بأخرى، والمنظومة الإعلامية مُستمرة، في ظِلال النهضة المُتجدِّدة.

(10)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

رحل الذي وَهَبَ عُمره لكي تتعمق الجذور الإعلامية في التربة العُمانية الطيبة، وهنا تأكيدي الدائم على أني لم أُقابل من يُنكر ذاته إنكارًا، بشخصه وشخصيته، مثل هذا الرجل صاحب النفس المُطمئنة الواثقة، مع أنَّ وزراء الإعلام- كما نعرف نحن معشر الإعلاميين- عادةً لا يعيشون الطُمأنينة إلّا قليلًا، بسبب نوعية العمل الإعلامي الذي يتطلب من صاحبه أن يسير على حد السيف؛ حيث اليقظة التي لا تعترف بالغفلة.

كان عبدالعزيز الرواس أحد كبار الأشهاد على المجتمع، وعلى منطقة الخليج، وعلى تحولات إقليمية كبرى، وشهادته شهادة حضورية، وعلم حضوري بموضع الشهادة، عن طريق السمع والبصر، ولديه أيضًا شهادة معرفة وخبرة مكتسبة.

(11)

سلامٌ عليك يا «عبدالعزيز الرواس»..

رحل صاحب السردية المُتنوعة والمُتشابكة، وبنورها ونارها قاد سفينة الإعلام منذ حقبة عِقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وهي حقبة كانت أمواجها صاخبة بشكل غير مسبوق، والتوترات لا حدود لها، والتحديات الإقليمية هائلة، والأخطار المُحدقة بدول الخليج مُستعرة، والتنمُّر لتفتيت منطقة الشرق الأوسط يزداد ضراوةً،  ثلاث حروب (الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988) ثم (حرب الخليج الثانية 1990) ثم (حرب الخليج الثالثة 2003)، وصولًا إلى عقد الألفية الثالثة حتى استوت على شاطئ الهدوء الحذر إلّا قليلًا.. وفي خضم ذلك، كانت الرسالة الإعلامية العُمانية مُتوازِنة وصعبة التحقق، ومما ضاعف الصعوبة التزامن مع سقوط قوى عظمى وصعود أخرى تتحرش للهيمنة على العلاقات الدولية.

(12)

سلامٌ عليك يا عبدالعزيز الرواس...

وسلامٌ قولًا من ربٍ رحيمٍ.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فوائد التفريز.. لماذا عليك تناول الفواكه والخضراوات المجمدة؟

تُعد الفواكه والخضراوات الطازجة من أكثر الأطعمة الصحية التي يمكنك تناولها. فهي مليئة بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي يمكنها أن تعزز الصحة العامة وتساهم في الوقاية من الأمراض.

ومع ذلك، قد لا تكون المنتجات الطازجة متاحة دائمًا، لذلك تأتي الأصناف المجمدة كبديل مناسب وعملي، خاصة في أوقات المناسبات والأعياد التي تستلزم الكثير من الاستعدادات المسبقة توفيرا للوقت والجهد.

ولكن هل يمكن لعملية التفريز أن تساهم في زيادة القيمة الغذائية لهذه المنتجات أكثر من الأصناف الطازجة المبيعة في الأسواق أم أنها قد تؤدي إلى العكس؟

عملية التجميد تحمي الفواكه والخضراوات من التلف وتحافظ على فوائدها الصحية (شترستوك) كيف تتم عملية التفريز التجارية؟

يتم تجميد منتجات الفواكه والخضراوات المجمدة تجاريًا بسرعة في غضون بضع ساعات محدودة من قطفها. ويتم تحضيرها وتجهيزها للاستهلاك من خلال الغسيل ثم التقشير أو التقطيع أو النقع لفترات وجيزة في الماء المغلي أو البخار لمنع ذبولها وتلفها أو تحولها إلى اللون البني.

وبالنسبة للفواكه التي عادة ما لا يتم غليها لكي لا تفقد قوامها وشكلها الأصلي، قد يتم إضافة السكر أو بعض أصناف عصير الليمون أو فيتامين سي لحمايتها من التلف.

غالبًا ما يتم تعبئة الفواكه والخضراوات قبل تجميدها بسرعة في درجات حرارة منخفضة، حتى يتبلور محتوى الماء فيها على الفور، مما يمنع المنتج من أن يصبح رطبًا وذابلا عند إذابته من التجميد.

إعلان

تقلل هذه العملية أيضا الضرر الذي قد يلحق ببنية الفاكهة أو الخضراوات ويساعد في الحفاظ على العناصر الغذائية فيها لأطول فترة ممكنة.

ولأن العملية تتم بهذه الطريقة وتلك السرعة، فإن غالبية المنتجات المجّمدة تجاريا تحافظ على قيمتها الغذائية أكثر من النوعيات الطازجة المبيعة في الأسواق، مادام لم يتم تجميدها لمدة تتجاوز عاما كاملا.

المنتجات الطازجة في الأسواق ليست كما تبدو

يتم قطف معظم الفواكه والخضراوات الطازجة المبيعة في الأسواق في مواقيت مبكرة قبل نضجها بشكل كامل، لأن هذا يمنحها ما يكفي من الوقت لكي تنضج تمامًا أثناء عملية النقل والبيع.

ومع ذلك، قد يساهم هذا القطف المبكر في تقليل نسب تمتُّع هذه المنتجات بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الطبيعية التي تحتوي عليها. وفي أسواق مثل التي في الولايات المتحدة الأميركية مثلا، قد تستغرق الفواكه والخضراوات الطازجة ما بين 3 أيام إلى عدة أسابيع في النقل قبل وصولها إلى مراكز البيع والتوزيع.

صحيح أنه أثناء النقل يتم تخزين المنتجات الطازجة في جو مبرد وخاضع للرقابة، ولكن أحيانا أخرى قد يتم معالجتها بالمواد الكيميائية لمنع التلف وسرعة الذبول.

وبمجرد وصولها إلى السوبر ماركت، قد تقضي الفواكه والخضراوات يومًا إضافيًا إلى 3 أيام في العرض. ثم يتم تخزينها في منازل الناس بعد عملية الشراء لمدة قد تصل إلى 7 أيام قبل تناولها.

التجميد يساهم في الاحتفاظ بالعناصر الغذائية ويقلل من فقدان الفيتامينات (شترستوك) مقارنة بين المجمد والطازج بالنسبة للقيمة الغذائية

تنخفض العناصر الغذائية في كل من المنتجات الطازجة والمجمدة أثناء فترة التخزين، إذ تبدأ الفواكه والخضراوات الطازجة في فقدان الرطوبة، وتكون أكثر عرضة للتلف وانخفاض القيمة الغذائية، بينما تفقد المنتجات المجمدة نسبا محدودة من الفيتامينات ومضادات الأكسدة فيها.

وقد وجدت إحدى الدراسات العلمية انخفاضًا في العناصر الغذائية بعد 3 أيام من التبريد، عندما انخفضت القيم إلى مستويات أقل من تلك الموجودة في الأصناف المجمدة؛ وهو الأمر الأكثر شيوعًا بالنسبة للفواكه الطرية.

إعلان

كما يبدأ فيتامين سي في الخضراوات الطازجة في الانخفاض فورا بعد الحصاد، ويستمر في هذا التدهور كلما طالت فترة التخزين.

على سبيل المثال، ثبت أن البازلاء الخضراء تفقد ما يصل إلى 51% من فيتامين سي خلال أول 24-48 ساعة بعد الحصاد، وبالتالي قد تكون أصناف البازلاء المجمدة أكثر قيمة غذائية.

وبشكل عام، تشير الأبحاث إلى أن التجميد يمكن أن يحافظ على القيمة الغذائية أكثر. إذ قد تحتوي المنتجات المجمدة على المزيد من فيتامين سي، وعلى مستويات أعلى من بعض العناصر الغذائية.

على سبيل المثال، تحتوي البازلاء أو السبانخ المجمدة على فيتامين سي أكثر من البازلاء أو السبانخ الطازجة التي تم شراؤها من السوبر ماركت، والتي تم تخزينها في المنزل لعدة أيام. وبالنسبة لبعض الفواكه، أدى التجفيف بالتجميد إلى زيادة محتوى فيتامين سي، مقارنة بالأصناف الطازجة بسبب عدم فقدان نسبة السوائل فيها.

التخزين المطول يقلل من فوائد المنتجات الطازجة مقارنة بالتجميد الفوري (شترستوك) كيف يمكنك تجميد المنتجات بالشكل الصحيح؟

يقول الخبراء إن تجميد الفواكه والخضراوات إذا ما تم القيام به بشكل صحيح يمكن أن يحافظ على التركيبة الغذائية في المنتجات مقارنة بطرق حفظ الطعام الأخرى، حتى بالنسبة للأصناف الطازجة.

وإذا كان الشخص يرغب في تجميد الأصناف الطازجة للاحتفاظ بها في فترات الحاجة ولتسهيل عملية الطهي، فيمكن القيام بذلك من خلال اتباع خطوات بسيطة، أولها شراء المنتجات الطازجة والمضمونة المبيعة في أسواق المزارعين المحليين، عوضًا عن المتاجر والأسواق الكبرى التي تستخدم المواد الكيميائية لإطالة أمد منتجاتها منعًا للخسائر.

وبعد الحصول على الخضراوات والفواكه الناضجة، التي تتمتع بكامل قيمتها الغذائية، من المصادر الموثوقة محليًا، يمكن تجميدها بالطرق المعروفة إما من خلال التقشير والتقطيع، أو الطهي لدقائق على البخار، أو في حالة الفواكه باستخدام قليل من مسحوق السكر أو عصير الليمون لحفظها من التلف، وحفظها في الفريزر على درجات حرارة -3 أو -4، على ألا يتم إخراجها من الفريزر إلا للطهي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • عن التعيينات.. هذا ما كشفه وزير الإعلام
  • فوائد التفريز.. لماذا عليك تناول الفواكه والخضراوات المجمدة؟
  • وزير الإتصال يدعو إلى الإبتعاد عن مظاهر العنف في البرامج الرمضانية
  • وزير الإعلام اليمني: قرار الخزانة الأمريكية خطوة مهمة لمحاصرة الإرهاب الحوثي وتجفيف مصادر تمويله
  • قراءة الوداع.. "أيا شهر منا عليك السلام"
  • سلام استقبل أمين الجميّل واجتمع مع وزير الماليّة ومنصوري
  • بادي: مواجهة الإعتداءات الوحشية التي نفذتها فلول المتمرد عبدالعزيز الحلو بالتعاون مع مليشيا آل دقلو الإرهابية
  • هو اللي جابه لنفسه.. تعليق ناري من بسمة وهبة على حلقتها مع الحضري
  • دعاء اليوم الرابع من رمضان .. ردده لتنزل عليك رحمات الله
  • وزير التجارة الأمريكي: ترامب يريد أن يكون صانع سلام ولا يتدخل في أوكرانيا