نفس الهدف أم نفس خيبة الأمل؟.. رونالدو والهلال في صراع جديد
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
بعد أيام من مشهد "خيبة أمل" جديد، تتركز الأضواء على البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يستعد لخوض موسم آخر بالدوري السعودي للمحترفين بهدف لم يتحقق بعد، يتمثل في مساعدة فريقه النصر على إنهاء هيمنة غريمه حامل اللقب، الهلال.
ولم تكن أيام "الدون" الأخيرة في السعودية سعيدة بأي حال من الأحوال، بعد خسارة "مذلة" أمام الهلال، وتصرف أثار الانتقادات لرونالدو بشكل خاص.
وتُوج الهلال، السبت، بلقب الكأس السوبر السعودية إثر فوزه على النصر 4-1 على ملعب الأمير سلطان بن عبد العزيز بمدينة أبها.
ورغم إحراز رونالدو هدف التقدم للنصر بالشوط الأول، إلا أن انهيار "العالمي" لاحقا وفقدانه اللقب أغضب نجم البرتغال، الذي غاب عن مراسم التتويج.
ودفع ذلك التصرف غير اللائق نجم المنتخب السعودي السابق، الحارس محمد الدعيع، لانتقاد النجم البرتغالي بكلمات قاسية قائلا: "النصر أكبر منك، لا أحد يقدر عليك، وأنت تعمل ما برأسك".
وانضم رونالدو إلى النصر في ديسمبر 2022، ولم يفز بعد بأي لقب محلي مع النادي.
وفي المقابل، واصل الهلال هيمنته على البطولات المحلية، محافظا على سجله خاليا من الخسارة، إذ تعود هزيمته الأخيرة إلى 23 مايو 2023، حين سقط أمام العدالة 0-2 في الدوري.
ومن ذلك الحين، لم يخسر أمام أي منافس محلي خلال 452 يوما. كما حقق سلسلة من 45 مباراة تواليا في البطولات المحلية من دون خسارة، منها مباراتان في موسم 2022-2023، و41 في الموسم الماضي، فضلا عن مباراتي الأهلي والنصر في الموسم الحالي (بكأس السوبر).
وقبيل انطلاق الدوري، الخميس، كتب رونالدو في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "موسم جديد.. نفس الهدف".
صفقات هادئةوالصيف الماضي، وصل عدد من النجوم الكبار من الدوريات الأوروبية الكبرى للانضمام إلى رونالدو في السعودية.
ووفقا لمجموعة الأعمال الرياضية التابعة لشركة "ديلويت"، تم إنفاق ما مجموعه 957 مليون دولار.
وكان هذا الصيف هادئا بشكل نسبي، رغن أن نافذة الانتقالات لا تزال مفتوحة حتى الثاني من سبتمبر.
وأبدى مدافع الهلال، السنغالي كاليدو كوليبالي، الذي انضم إلى النادي السعودي من تشلسي العام الماضي، تخوفه من الموسم الجيد وقال لأسوشيتد برس: "أشعر بكثير من القلق لأن هذا الموسم سيكون صعبا للغاية.. العام الماضي، كانت بطولة صعبة، لكننا تمكنا من الخروج منتصرين. هذا العام، ستسعى جميع الفرق للفوز على الهلال".
وبالنسبة للهلال، ستكون عودة نيمار بمثابة صفقة جديدة، فلم يظهر النجم البرازيلي سوى 5 مرات مع نادي العاصمة السعودية قبل تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة اليسرى أثناء المشاركة في تصفيات كأس العالم في أكتوبر.
وعن هذا، قال كوليبالي "عودة نيمار منتظرة بشدة من قبل لاعبينا. نعلم أنه لا يزال هناك القليل من الانتظار بسبب إصابته، ولكن الجماهير سترى نيمار رائعا. لا يزال لديه هذا الدافع عندما نراه في التدريبات".
وعاد نيمار للتدريبات الشهر الماضي، وبحسب وسائل إعلام محلية، قد يبدأ اللعب مرة أخرى في سبتمبر.
وفي غياب نيمار، سجل المهاجم الصربي ألكسندر ميتروفيتش 28 هدفا في الدوري السعودي الموسم الماضي، ليحتل المركز الثاني بعد الرقم القياسي المسجل باسم رونالدو (35 هدفا).
ويضم الهلال أيضا الدولي البرتغالي لاعب الوسط روبن نيفيز، والمغربي ياسين بونو، حارس العرين الأمين.
وكان أبرز لاعب جديد في النصر حتى الآن هو حارس المرمى البرازيلي بينتو، الذي حل محل الدولي الكولومبي ديفيد أوسبينا.
وفي النصر، وإلى جانب "الدون"، يضم الفريق النجم السنغالي ساديو ماني، ولاعب الوسط الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والمدافع إيمريك لابورت الذي ساعد منتخب إسبانيا على حصد لقب بطولة أمم أوروبا "يورو 2024" في يوليو.
ومن المتوقع أن يكون هناك منافسون آخرون مثل الأهلي، بقيادة الجزائري رياض محرز، والاتحاد بقيادة الفرنسي كريم بنزيمة، الذي أبرم ناديه أكبر صفقة هذا الصيف حتى الآن، حين دفع أكثر من 60 مليون دولار لأستون فيلا الإنكليزي، مقابل الجناح الفرنسي موسى ديابي.
والأندية الأربعة، التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة السعودي عام 2023، هي بشكل عام الأكثر إنفاقا.
ومن المرجح أن يأمل مسؤولو الدوري أن يساعد السباق المحتدم على اللقب في تحسين متوسط الحضور، الذي بلغ نحو 8 آلاف مشجع لكل مباراة، الموسم الماضي.
ولدى الهلال طموحات دولية ومحلية، إذ يمثل آسيا في نسخة كأس العالم للأندية الموسعة التي تنطلق في 15 يونيو بالولايات المتحدة.
ووصل الهلال إلى نهائي نسخة 2022 قبل أن يخسر أمام ريال مدريد.
إلى ذلك، قال كوليبالي، البالغ من العمر 33 عاما، "ما نتوقعه في هذه المسابقة أن نجمها سيكون فريق نيمار. لذلك، سنفعل كل شيء في التدريبات حتى يكون هناك وفي أفضل أحواله، لمساعدتنا على الفوز بالألقاب".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
صراع المبادرات في ليبيا: تضارب الإرادات يعرقل الحلول السياسية
ليبيا – صراع المبادرات يعكس تضارب الإرادات بين الداخل والخارجتشهد الساحة الليبية تزاحمًا للمبادرات السياسية في ظل تصاعد الجهود الدولية والمحلية لإيجاد حلول للأزمة الممتدة منذ سنوات، إلا أن تضارب المصالح والإرادات بين الأطراف المختلفة يزيد المشهد تعقيدًا، مما يثير تساؤلات حول فرص تحقيق توافق يؤدي إلى استقرار سياسي وانتخابات حقيقية.
مبادرة خوري ودفع الأجسام السياسية للتحركأشار أحمد الدوغة، نائب رئيس حزب الأمة، إلى أن مبادرة المبعوثة الأممية ستيفاني خوري كانت سببًا مباشرًا لتحرك الأجسام السياسية المنتهية الشرعية، مثل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة. واعتبر الدوغة أن لقاء بوزنيقة بين بعض أعضاء المجلسين، برعاية رئيسيهما عقيلة صالح وخالد المشري، ليس إلا محاولة لإيجاد موطئ قدم لهم في مبادرة خوري.
وقال الدوغة في تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز”:
“هذه التحركات لا تهدف إلى إيجاد حلول جذرية للأزمة الليبية، بل جاءت كرد فعل على إعلان خوري عن مبادرتها التي تضمنت تشكيل لجنة من الخبراء وبعض المكونات الأخرى.”
وأضاف:
“يبدو أن خوري تسعى إلى استبعاد المجلسين من المشهد السياسي وتغيير آلية عمل البعثة الأممية، وهو ما دفعهم للإسراع بعقد لقاء بوزنيقة.”
من جهته، رأى المحلل السياسي كامل المرعاش أن تضارب المصالح بين القوى المحلية والدولية ينعكس بوضوح في تعدد المبادرات والاجتماعات. وأكد المرعاش أن البعثة الأممية تهدف إلى إجراء تعديلات شكلية على الحكومة، وإزاحة بعض الشخصيات غير المرغوب فيها دوليًا، لتمكين شخصيات مدعومة من الغرب، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا، مع تقليل النفوذ التركي.
وأضاف المرعاش:
“في المقابل، يسعى البرلمان وجزء من المجلس الأعلى للدولة إلى حصر مسألة اختيار الحكومة الجديدة ضمن الإعلان الدستوري، ورفض أي تدخل أجنبي يفرض شخصيات معينة لتولي رئاسة الحكومة.”
وأشار إلى أن هذه التحركات المتباينة لن تسفر عن توافق يؤدي إلى انتخابات رئاسية أو تشريعية قريبة، محذرًا من أن تضارب الإرادات قد يتفاقم إلى حد صدام عسكري جديد، خاصة على خلفية التنافس حول السيطرة على الثروات النفطية والغازية وعائداتها.
واعتبر المرعاش أن المشهد الحالي يعكس إرادات متناقضة بين القوى الدولية، حيث تسعى الولايات المتحدة عبر المبعوثة الأممية بالإنابة ستيفاني خوري إلى فرض رؤيتها، بينما تعمل روسيا وتركيا على تعزيز نفوذهما في البلاد.
وأكد أن هذه التدخلات تزيد من تعقيد الأزمة، مشيرًا إلى أن استمرار التنافس بين القوى الدولية سيحول ليبيا إلى ساحة صراع دائم يصعب إنهاؤه.
مع استمرار تضارب المصالح وغياب التوافق المحلي والدولي، يبقى مستقبل الانتخابات الليبية غامضًا، فيما يظل الشعب الليبي ينتظر حلًا جذريًا ينهي الصراعات ويوفر الاستقرار المنشود.