جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-05@18:35:32 GMT

لا وظيفة.. لا زواج .. لا مواليد

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

لا وظيفة.. لا زواج .. لا مواليد

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

تُعَدُّ مسألة تراجع أعداد النُّمو السكاني والمواليد قضية في غاية الأهمية، لا بُد وأن تواجهها الجهات المُختصة في سلطنة عُمان  بحذر وسرعة، وأن تحسب الحكومة لها حساباً في الوقت الراهن، وهي ظاهرة تعكس عدة عوامل اقتصادية واجتماعية، لما لها من تأثيرات محتملة على التنمية المُستدامة واستدامة النمو الاقتصادي.

والحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع أن تراجع النمو السكاني وأعداد المواليد يرتبط أيضًا بمسألة تكدس أعداد الباحثين عن عمل؛ حيث نجد الكثير ممن بلغت أعمارهم نهاية الثلاثين وعلى مشارف الأربعين من الجنسين الذكور والإناث، ولا زالوا يصنفون تحت فئة الباحثين عن عمل، أو أن البعض الآخر يعمل بما يتوافر لديه من سبل بالقطعة أو بدوام مُؤقت وجُزئي، ولكن في أعمال لا ترقى لأن تؤمِّن لهم ولعائلاتهم سبل العيش الكريمة، مما يُصعِّب الظروف أمامهم للارتباط والاستقرار الأسري والزواج، نتيجة لهذه الظروف الوظيفية التي تنتج عنها مشاعر نفسية لدى هؤلاء لشعور البعض بالضياع لعدم التقدم والتغيير في حياته اليومية في ظل السعي والبحث عن فرص قد لا تتكلل بالنجاح الذي يرضي الطموح.

الواضح من واقع حال البعض من الباحثين عن عمل أن فرص التوظيف في السنوات الأخيرة بدأت في التراجع بالقطاعين العام والخاص، مما يُؤدي إلى تراكم أعداد الباحثين عن عمل، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قلة القدرة لدى الشباب على تكاليف الزواج وتأمين الحياة الأسرية والاستقرار، مما ينتج عنه زواج البعض في سن متأخرة، وهذا يُفضي إلى تراجع أعداد المواليد والنمو السكاني في السلطنة، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير؛ حيث يمضي عمر الشباب من ذكور وإناث، دون القدرة على تكوين أسرة، لعدم توفر الوظيفة المناسبة، وهذا الوضع أشبه بحلقة مفرغة ندور فيها دون نهاية، ويجب الوقوف عليه لما له من تبعات تتراكم عبر حلقة من الظروف في ظل حاجتنا لزيادة أعداد النمو السكاني والمواليد لبناء اقتصاد قوي متين.

البعض يُعزي أسباب تراجع أعداد السكان في سلطنة عُمان إلى معدلات الخصوبة؛ إذ أصبح هناك توجه لدى عدد من الأسر العُمانية لإنجاب عدد أقل من الأبناء، بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة أو تسريح البعض من وظائفهم وقلة الرواتب والدخل مقابل مُتطلبات تربية الأبناء اليومية واحتياجاتهم كأسرة، فيكتفون بالعدد القليل.

هنا لا ننكر أنه أصبحت هناك زيادة في الوعي لدى العديد من الأُسر بمسألة التخطيط الأسري، حيث أدى التحسن في مستوى التعليم وزيادة الوعي بين العائلات إلى تبني سياسات أسرية تفضل تحديد النسل والإنجاب المسؤول.

وإذا ألقينا نظرة سريعة على الآثار المترتبة على تراجع أعداد السكان، حيث يؤدي تراجع أعداد السكان إلى تحديات اقتصادية، تشمل النقص في القوى العاملة الوطنية، مما يجعل الاقتصاد العُماني أكثر اعتمادًا على العمالة الوافدة، في ظل التشديد على ضرورة "الإحلال الوظيفي والتعمين"، وقد يشكل ذلك تحديات في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل، كما يكون هناك تأثير على التخطيط الوطني؛ حيث يتطلب تراجع أعداد السكان إعادة النظر في سياسات التنمية الوطنية، بما في ذلك الاستثمار في التعليم والصحة والبنية الأساسية، وقد يؤدي هذا التراجع إلى ضرورة تعديل الخطط المستقبلية للتكيف مع التركيبة السكانية المتغيرة، إلى جانب التأثير على برامج الرعاية الاجتماعية، حيث إنه ومع تناقص عدد السكان، والقدرة الشرائية لديهم تنخفض السيولة نتيجة لتراجع الاستهلاك والشراء، وهنا قد تُواجه سلطنة عُمان تحديات في تمويل برامج الرعاية الاجتماعية التي تعتمد على الضرائب والموارد الأخرى.

اليوم.. لا بُد وأن تعمل الجهات الحكومية على تحفيز النمو السكاني، وهناك ضرورة لإنشاء صندوق لدعم الزواج ماديًا ومعنويًا واستشاريًا، وضرورة تقديم المزيد من الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير القطاع الخاص ليتمكن من استيعاب أعداد الباحثين عن عمل المتزايد، علاوة على وضع خطط واستراتيجيات لتقليل هذه الأعداد وتوظيفهم؛ لأنَّ التبعات الاجتماعية الناجمة عن البطالة سلبية جدًا.

وينبغي على الحكومة تنفيذ سياسات تحفيزية لزيادة معدلات المواليد، مثل تقديم حوافز مالية للعائلات التي تُنجِب عددًا أكبر من الأطفال، وتعزيز التعليم والتوعية: يجب تعزيز برامج التوعية حول أهمية النمو السكاني وتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية تشجع العائلات على إنجاب الأطفال.

هذا بجانب ضرورة تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة، بحيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تنمية المهارات الوطنية وزيادة فرص العمل للشباب العُماني.

همسة للجهات المعنية:

إنَّ تراجع أعداد النمو السكاني والمواليد في سلطنة عُمان يمثل تحديًا مُعقدًا يتطلب استجابة استراتيجية من الحكومة والمجتمع على حد سواء، ومن الضروري اتخاذ خطوات متوازنة لمواجهة هذا التحدي؛ بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد.

علاوة على ذلك، على المسؤولين عن ملف التوظيف في كل الهيئات والوزارات ومؤسسات القطاع الخاص، ألا يتعاطوا مع هذا الملف الحسّاس وكأنه قدر هبط علينا من السماء ولن نتمكن من تجاوزه، فالمطلوب الآن تسريع وتيرة خلق الوظائف وكفى تحججًا بأن اقتصادنا محدود أو صغير، فكم من دولة أقل منّا حجمًا وعددًا بل ولا يملكون ما نملك من مقومات اقتصادية، لكنهم استطاعوا أن يحققوا قفزات اقتصادية، ويقضوا على البطالة بإجراءات ناجعة وعملية.. أتمنى أن تصل رسالتي لمن يعنيه الأمر وأن يتقبَّلها بحُسن نية ونفس مطمئنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

رمضان الفوائد وليس الموائد!

 

فلندع السياسة وغثاءها جانباً، ولنرحل قليلاً في روحانية الشهر الكريم وما يحمله من فوائد جمة للإنسان المسلم، وعلى مختلف المستويات الصحية والذهنية والاجتماعية والنفسية، وقبل هذا وذاك الجانب الروحي الذي يحتاج من الغذاء الخاص به، ما لا يقل عن احتياجات الجسد من الأكل والشرب وإشباع الغرائز.

-يقول الأطباء والمختصون أن عبادة الصيام -ومن وجهة نظر علمية بحتة- تعد من أهم الوسائل الفعالة جدا لإعادة شحن الدماغ، وتعزيز نمو وتطور خلايا دماغية جديدة، وشحذ القدرة على الاستجابة للمعلومات من العالم المحيط.. وأثبتت الدراسات العلمية، أن الصيام يجعل الدماغ أكثر قدرة على تحمل الإجهاد، والتأقلم مع التغيير، كما يحسّن المزاج والذاكرة ويعزّز من القدرة على التعلّم.

-في الجوانب الصحية، يوضح الأطباء أن الصوم يساهم بشكل كبير في تعزيز الوقاية ضد عدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية، فهو يؤدي إلى إراحة الجهاز الهضمي، والتحكّم في الوزن، ويقلّل من ضغط الدم والكوليسترول، ويحسّن من وظائف القلب، ويساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم كما يحسن من مستوى حساسية الجسم للأنسولين، ويعمل على تحسين صحة الجهاز الهضمي والتخلص من السموم ويحسّن وظائف الدماغ، ويعزّز الذاكرة والتركيز.. ويساعد على مكافحة علامات الشيخوخة، كما يقلّل من التوتر والقلق.

-الحديث عن الفوائد والمنافع الصحية، التي تعود على الإنسان المسلم نتيجة أدائه فريضة الصيام كثير ومتشعب، ولا يمكن لمقال صحفي عابر أن يحيط بها علماً، وهي تحتاج كما يؤكد أصحاب الشأن إلى أبحاث ودراسات ومجلدات كما أن الكثير منها ما زال غامضا وربما يكشفه العلم وتطوراته التي تؤكد يوما بعد آخر كيف أن الخالق العظيم رؤوف بعباده رحيم بهم، حتى التكاليف التي يستثقلها البعض ويغفل عنها البعض الآخر تنطوي على منافع جمة للعباد أمّا هو سبحانه وتعالى غنيٌ عن العالمين.

– على المستوى النفسي والذهني يقول المختصون أن الصوم يساعد على الشعور بالراحة النفسية ويعلّم الصبر والتحكم في النفس ويلعب الدور الكبير في تحقيق السلام الداخلي والعمق الروحي، ويترك صفاء ورقة في القلب، ويقظة في البصيرة، ويزيد من مستويات التأثر بالذكر والعبادات وهي التي تُعد الغذاء الرئيس للروح.

– في الأخير كل هذه المنافع التي يأتي بها شهر الخير والحب والسلام قد تصبح في حكم العدم إذا لم يتجسد المسلم في أدائه الصيام الغايات والمقاصد والالتزام بالآداب والأهداف لهذه العبادة وأبدى الحرص الكافي على التزوّد من هذه القيم والمبادئ الروحية السامية لا أن يجعل منه كما يفعل البعض للأسف موسما للتخمة والنوم وفي تضييع وقته في التفاهات والسفاسف، والتفنن في إقامة الموائد واقتناء والتهام ما لا يحصى من أنواع الأطعمة والمأكولات، فعندئذ يكون الصائم من هذا النوع مصداقا لقول الرسول الكريم عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم” رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش”

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أعداد حادث أسوان إلى 22 مصابا
  • تعذيب وتنكيل متواصل.. كم بلغت أعداد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟
  • أكاديمية البحث العلمي تعلن عن وظيفة جديدة لهؤلاء الباحثين.. تفاصيل
  • من مواليد الـ2007... المعلومات توقف مروج عملة مزيّفة
  • انفجار مدوٍ في محل للدراجات النارية بالدار البيضاء يُثير الذعر وسط السكان
  • باجعالة يبحث مع منسقة كتلة المرأة بالصندوق السكاني تعزيز التعاون والتنسيق
  • فوز فريق الزمالك لكرة القدم مواليد 2009 على إنبي بهدفين دون رد
  • علماء كاوست يقودون أول بعثة علمية سعودية إلى القارة القطبية الجنوبية
  • رمضان الفوائد وليس الموائد!
  • اليابان.. حرائق غابات غير مسبوقة منذ 1992 تشرّد آلاف السكان