جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-08@04:05:18 GMT

لا وظيفة.. لا زواج .. لا مواليد

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

لا وظيفة.. لا زواج .. لا مواليد

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

تُعَدُّ مسألة تراجع أعداد النُّمو السكاني والمواليد قضية في غاية الأهمية، لا بُد وأن تواجهها الجهات المُختصة في سلطنة عُمان  بحذر وسرعة، وأن تحسب الحكومة لها حساباً في الوقت الراهن، وهي ظاهرة تعكس عدة عوامل اقتصادية واجتماعية، لما لها من تأثيرات محتملة على التنمية المُستدامة واستدامة النمو الاقتصادي.

والحقيقة التي يجب أن يستوعبها الجميع أن تراجع النمو السكاني وأعداد المواليد يرتبط أيضًا بمسألة تكدس أعداد الباحثين عن عمل؛ حيث نجد الكثير ممن بلغت أعمارهم نهاية الثلاثين وعلى مشارف الأربعين من الجنسين الذكور والإناث، ولا زالوا يصنفون تحت فئة الباحثين عن عمل، أو أن البعض الآخر يعمل بما يتوافر لديه من سبل بالقطعة أو بدوام مُؤقت وجُزئي، ولكن في أعمال لا ترقى لأن تؤمِّن لهم ولعائلاتهم سبل العيش الكريمة، مما يُصعِّب الظروف أمامهم للارتباط والاستقرار الأسري والزواج، نتيجة لهذه الظروف الوظيفية التي تنتج عنها مشاعر نفسية لدى هؤلاء لشعور البعض بالضياع لعدم التقدم والتغيير في حياته اليومية في ظل السعي والبحث عن فرص قد لا تتكلل بالنجاح الذي يرضي الطموح.

الواضح من واقع حال البعض من الباحثين عن عمل أن فرص التوظيف في السنوات الأخيرة بدأت في التراجع بالقطاعين العام والخاص، مما يُؤدي إلى تراكم أعداد الباحثين عن عمل، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى قلة القدرة لدى الشباب على تكاليف الزواج وتأمين الحياة الأسرية والاستقرار، مما ينتج عنه زواج البعض في سن متأخرة، وهذا يُفضي إلى تراجع أعداد المواليد والنمو السكاني في السلطنة، وهذا في حد ذاته مؤشر خطير؛ حيث يمضي عمر الشباب من ذكور وإناث، دون القدرة على تكوين أسرة، لعدم توفر الوظيفة المناسبة، وهذا الوضع أشبه بحلقة مفرغة ندور فيها دون نهاية، ويجب الوقوف عليه لما له من تبعات تتراكم عبر حلقة من الظروف في ظل حاجتنا لزيادة أعداد النمو السكاني والمواليد لبناء اقتصاد قوي متين.

البعض يُعزي أسباب تراجع أعداد السكان في سلطنة عُمان إلى معدلات الخصوبة؛ إذ أصبح هناك توجه لدى عدد من الأسر العُمانية لإنجاب عدد أقل من الأبناء، بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية مثل ارتفاع تكاليف المعيشة أو تسريح البعض من وظائفهم وقلة الرواتب والدخل مقابل مُتطلبات تربية الأبناء اليومية واحتياجاتهم كأسرة، فيكتفون بالعدد القليل.

هنا لا ننكر أنه أصبحت هناك زيادة في الوعي لدى العديد من الأُسر بمسألة التخطيط الأسري، حيث أدى التحسن في مستوى التعليم وزيادة الوعي بين العائلات إلى تبني سياسات أسرية تفضل تحديد النسل والإنجاب المسؤول.

وإذا ألقينا نظرة سريعة على الآثار المترتبة على تراجع أعداد السكان، حيث يؤدي تراجع أعداد السكان إلى تحديات اقتصادية، تشمل النقص في القوى العاملة الوطنية، مما يجعل الاقتصاد العُماني أكثر اعتمادًا على العمالة الوافدة، في ظل التشديد على ضرورة "الإحلال الوظيفي والتعمين"، وقد يشكل ذلك تحديات في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل، كما يكون هناك تأثير على التخطيط الوطني؛ حيث يتطلب تراجع أعداد السكان إعادة النظر في سياسات التنمية الوطنية، بما في ذلك الاستثمار في التعليم والصحة والبنية الأساسية، وقد يؤدي هذا التراجع إلى ضرورة تعديل الخطط المستقبلية للتكيف مع التركيبة السكانية المتغيرة، إلى جانب التأثير على برامج الرعاية الاجتماعية، حيث إنه ومع تناقص عدد السكان، والقدرة الشرائية لديهم تنخفض السيولة نتيجة لتراجع الاستهلاك والشراء، وهنا قد تُواجه سلطنة عُمان تحديات في تمويل برامج الرعاية الاجتماعية التي تعتمد على الضرائب والموارد الأخرى.

اليوم.. لا بُد وأن تعمل الجهات الحكومية على تحفيز النمو السكاني، وهناك ضرورة لإنشاء صندوق لدعم الزواج ماديًا ومعنويًا واستشاريًا، وضرورة تقديم المزيد من الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتطوير القطاع الخاص ليتمكن من استيعاب أعداد الباحثين عن عمل المتزايد، علاوة على وضع خطط واستراتيجيات لتقليل هذه الأعداد وتوظيفهم؛ لأنَّ التبعات الاجتماعية الناجمة عن البطالة سلبية جدًا.

وينبغي على الحكومة تنفيذ سياسات تحفيزية لزيادة معدلات المواليد، مثل تقديم حوافز مالية للعائلات التي تُنجِب عددًا أكبر من الأطفال، وتعزيز التعليم والتوعية: يجب تعزيز برامج التوعية حول أهمية النمو السكاني وتوفير بيئة اجتماعية واقتصادية تشجع العائلات على إنجاب الأطفال.

هذا بجانب ضرورة تقليل الاعتماد على العمالة الوافدة، بحيث يمكن تحقيق ذلك من خلال تنمية المهارات الوطنية وزيادة فرص العمل للشباب العُماني.

همسة للجهات المعنية:

إنَّ تراجع أعداد النمو السكاني والمواليد في سلطنة عُمان يمثل تحديًا مُعقدًا يتطلب استجابة استراتيجية من الحكومة والمجتمع على حد سواء، ومن الضروري اتخاذ خطوات متوازنة لمواجهة هذا التحدي؛ بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد.

علاوة على ذلك، على المسؤولين عن ملف التوظيف في كل الهيئات والوزارات ومؤسسات القطاع الخاص، ألا يتعاطوا مع هذا الملف الحسّاس وكأنه قدر هبط علينا من السماء ولن نتمكن من تجاوزه، فالمطلوب الآن تسريع وتيرة خلق الوظائف وكفى تحججًا بأن اقتصادنا محدود أو صغير، فكم من دولة أقل منّا حجمًا وعددًا بل ولا يملكون ما نملك من مقومات اقتصادية، لكنهم استطاعوا أن يحققوا قفزات اقتصادية، ويقضوا على البطالة بإجراءات ناجعة وعملية.. أتمنى أن تصل رسالتي لمن يعنيه الأمر وأن يتقبَّلها بحُسن نية ونفس مطمئنة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«بيئتنا مسئوليتنا» و«أضرار الزواج المبكر».. ندوتين بوحدة السكان بأسيوط

أكد اللواء دكتور هشام أبو النصر محافظ أسيوط، على ضرورة التعاون والتنسيق بين كافة الجهات والمؤسسات والهيئات سواء الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المدني لرفع الوعي بالقضايا المجتمعية المختلفة لدى المواطنين بكافة فئاتهم بما ينعكس إيجابياً على تحسين مؤشرات التنمية المستدامة التي تعمل عليها الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تنفيذاً لرؤية مصر 2030، مشيراً إلى تقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمام تحسين الخصائص السكانية بالمراكز والقرى بتنفيذ البرامج والمبادرات والفعاليات التي تعمل على مواجهة العادات السيئة وتعزيز القيم المجتمعية ويساهم في تحقيق الإستراتيجية القومية للسكان.

وأوضح محافظ أسيوط أن وحدة السكان بمحافظة أسيوط برئاسة الدكتورة نسرين عبد الرحمن مدير الوحدة قد نظمت ندوتين توعويتين لطلاب المدارس في إطار المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" وبالتعاون بين وحدة السكان بحي شرق ومديرية التربية والتعليم وإدارتي المخلفات الصلبة بالمحافظة وبحي شرق أسيوط ومنطقة وعظ أسيوط حيث كانت جاءت الندوة بعنوان "بيئتنا مسئوليتنا" بمدرسة 25 يناير الرسمية المتميزة لغات بأسيوط ضمن مبادرة "حلها في تدويرها" وذلك بمشاركة 50 طالب وطالبة، كما نظمت ندوة بعنوان "الزواج المبكر اثاره النفسية والجسدية" بمدرسة خديجة يوسف الثانوية بنات ضمن مبادرة "مستقبل شبابنا يهمنا" وبمشاركة حوالي 100 فتاة حيث تناولت الندوتان مناقشة وتوعية المشاركين بضرورة الحفاظ على البيئة والصحة العامة للمواطنين وتعريفهم بطرق التخلص الآمن من المخلفات الصلبة والزراعية بإعادة تدويرها والإستفادة منها فضلاً عن التوعية بمخاطر الزواج المبكرة والموقف القانوني من الزواج المبكر وعقوبة زواج القاصرات فضلاً عن موقف الشريعة الإسلامية من زواج القاصرات لافتاً إلى بمتابعة وإشراف الدكتور مصطفي محمد ابراهيم رئيس حي شرق، وشيماء حمدي منسق وحدة السكان بالحي وبمشاركة أحلام أحمد مسئول التوعية بمحافظة أسيوط، والدكتورة شيماء كامل منسق حقوق الإنسان بمديرية التربية والتعليم، والشيخ حسين محمد علي واعظ بمنطقة وعظ أسيوط، يأتي ذلك انطلاقاً من رؤية وزارة التنمية المحلية وبإشراف الدكتور مينا عماد نائب محافظ أسيوط وبمتابعة الإدارة المركزية للسكان برئاسة الدكتورة فاطمة الزهراء جيل وذلك لتسريع الاستجابة المحلية للقضية السكانية وتحسين الخصائص السكانية للمواطنين تحقيقاً للإستراتيجية القومية للسكان والتنمية 2030.

مقالات مشابهة

  • وظيفة غير متوقعة لماثيو لاعب برشلونة السابق
  • 1,5مليار طائر سنويا.. كيف استطاعت مصر زيادة إنتاجية الدواجن ؟
  • «بيئتنا مسئوليتنا» و«أضرار الزواج المبكر».. ندوتين بوحدة السكان بأسيوط
  • وسط تصاعد التوترات التجارية… تراجع أسعار النفط بأكثر من 3%
  • الصرامي : انا من مواليد شارع الأعشى وحياتنا كورة مواصير .. فيديو
  • عاجل. ألمانيا: العثور على 3 قتلى في منطقة فيستر فالد كرايس والشرطة تحذر السكان من الخروج
  • الزراعة: تقديم كافة أوجه الدعم لزيادة إنتاجنا من الدواجن
  • دعوات برلمانية لوضع برامج لدعم مربي النحل ومنتجو العسل
  • حكم دفع رشوة للحصول على وظيفة.. الإفتاء توضح
  • الإحصاء: مصر تسجل نصف مليون نسمة زيادة في عدد السكان خلال 154 يوما