الطيبون يرحلون بذكرى طيبة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
"يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي".. صدق الله العظيم.
ببالغ الحزن وجليل الأسى تلقينا مساء الأحد الماضي نبأ وفاة المستشار عبدالعزيز بن محمد الرواس، الذي انتقل إلى جوار ربه بعد حياة حافلة بالعطاء، والعمل الصادق والجاد، في خدمة عُمان وأهلها وسلطانها.
في سطوري هذه أنعي إنساناً عرفته مختلفًا عن كثيرين من الناس والمسؤولين في كل شيء، عرفته بفطرته رجلا طيبا شهما خلوقا، ووطنيا من الطراز الأول، وغيورا على عُمان وأهلها محباً لها ولسلطانها. الراحل عبدالعزيز الرواس، كان مدرسة في الأخلاق وفي التواضع وفي الإنسانية وفي بحور الثقافة والعلم والآداب والمعارف. لقد عرفت هذا الرجل منذ أن كان وزيرًا للإعلام، وعندما بدأت أخطو أولى خطواتي في العمل الإعلامي، وعضوا في النادي الجامعي سابقاً والنادي الثقافي حالياً في تسعينيات القرن الماضي. عرفته في تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت الكتابة في جريدة عُمان وجريدة الوطن ومن ثم مروري على جريدة الشبيبة وعملي بها محررًا صحفيًا. عرفت هذا الرجل عندما تكون محتاجًا إلى شخصية بحجم عبدالعزيز الرواس لتستنير منه رشدا وتوجيها وعلما، عرفته عندما يراك في الميدان أو في مناسبة ما لتغطية حدث ما، فإنه يرمقك بنظرات المحب لك والسعيد بك والفَرِح بوجودك، فهو لم يكن يبخل عليك بشيء أبداً حتى ابتسامته فيها سر وإلهام لك، ناهيك عن بشاشته وروعة استقباله ومحياه.
عبدالعزيز الرواس كان يقرأ إنتاجك وغزارة أفكارك وما خططته يداك قبل أن تبوح له، كان يستمع إليك أن أردت أحداً من المسؤولين يستمع إليك، وكان ينصت إليك إذا أردت من ينصت إليك وهو معني بالإعلام والثقافة.
الراحل الكبير كان يمنحك القوة والعزيمة والرشد حينما تكون محتاجاً لهم فعلياً، وكان- رحمه الله تعالى- يبسط إليك الأمور في هيئة خارطة طريق لتسير عليها ببصيرة ووعي وفهم.
عبد العزيز الرواس كان علمًا من أعلام السلطنة في حبه للجميع، كان ملاذا للصحفي المتجدد والإعلامي الطموح والكاتب الشغوف. كان أبًا للجميع ويتعامل معك وكانك ابنه، لقد جعل وزارة الإعلام في عهده، بيتاً لكل من يطرق بابه ممن يُريد محلا فيها وبينها، كان مُرحِّبا بك في مكتبه وبيته وكان يكرم ضيفه، وسخي معه ومع من يطلب منه سندا وعوناً ورأياً ودعماً ونصيحة وتوجيهًا.
عبدالعزيز الرواس- تغمده الله بواسع رحمته- كان سخيا في تعامله وفي عطائه وفي توجيهه وفي أبوته وفي حنيته وشهامته وعُمانيته وخيره، كان يرى أي كاتب مشروعًا وطنيًا لديه الكثير وأمامه مستقبل مشرق. لقد تشرفت بلقائه مرات عديدة منها عندما كان وزيرا للإعلام، وبعدها عندما كان مستشارا لجلالة السلطان للشؤون الثقافية. كان- رحمة الله عليه- مدرسة في ذاته، وحتى في بيته كان يستقبلك برحابة صدر وابتسامة جميلة، وكان يكرم ويُعطي عطاء من لا يخشى الفقر والفاقة، كان يقرأ لك وتتعلم منه لك، وكان يقول امضِ في طريقك، فوزارة الإعلام معك، داعمة لك، ووُجدت لكم ولأي مواطن يطلب منها خدمة.
لا أستطيع في هذه السطور أن أحصي فضل وكرم الراحل عبدالعزيز الرواس الذي رحل عن دنيانا بعد حياة طيبة مليئة بالخير ومساندة الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، فالله نسأل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
كم عدد المرات الطبيعية للتبول يوميًا؟ إليك ما يقوله الخبراء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كم عدد المرات الطبيعية للتبرز يوميًا كان موضوعًا مثيرًا للجدل، حيث يقول الخبراء إن العدد يعتمد جزئيًا على عوامل شخصية عدة. ولكن هل هناك توصيات مشابهة بشأن عدد مرات التبول؟
بحسب الخبراء، إذا كان الشخص يتبوّل بشكل متكرر جدًا أو قليل جدًا، فقد يكون من الضروري إلقاء نظرة فاحصة على عادات نمط الحياة وحالته الصحية.
خلال النهار، يتبول معظم الأشخاص الأصحاء حوالي 6 إلى 8 مرات، وفق ما أوضحه الدكتور جامين براهمبات، وهو اختصاصي المسالك البولية لدى مؤسسة "أورلاندو هيلث" ومساهم لدى CNN.
وقال براهمبات عبر البريد الإلكتروني: "بالنسبة لمعظم الأشخاص، من المعقول الحاجة للتبول كل (ثلاث إلى أربع) ساعات خلال النهار". وأضاف: "في الليل، من المثالي أن تستيقظ مرة واحدة فقط أو لا تستيقظ على الإطلاق. إذا كنت تستيقظ أكثر من ذلك، فقد يعني ذلك وجود مشكلة ما".
ما هو الفرق بين التبول الصحي والتبول المفرط؟وقد يتبول بعض الأشخاص ما يصل إلى 10 مرات يوميًا، خاصة إذا كانوا يشربون الكثير من الماء أو المشروبات الأخرى التي تسبب التبول بشكل متكرر، وفقًا لبراهمبات.
وتشمل هذه المشروبات الكحول، والشاي، والقهوة، التي لها تأثيرات مدرّة للبول وتسبب تهيجًا للمثانة، حسبما أوضحه الدكتور ديفيد شسترمان، وهو اختصاصي مسالك بولية معتمد في نيويورك.
وقال براهمبات: "بصراحة، كل شخص يختلف عن الآخر، لذلك لا يوجد عدد مرات سحري يناسب الجميع. إذا كان الطقس حارًا وتعرقت كثيرًا، فقد تتبول أقل، المهم هو معرفة ما هو طبيعي بالنسبة لك. إذا بدأت فجأة بالذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد - أو أقل - فقد يكون من المفيد التحقق من ذلك، خاصة إذا كان ذلك يؤثر على جودة حياتك".
وقد تكون هناك أسباب متعددة للتبول المفرط الذي لا يرجع إلى استهلاك كميات كبيرة من الماء أو المشروبات، بما في ذلك فرط نشاط المثانة، ومرض السكري، وعدوى المسالك البولية، والأدوية، وفقا لبراهمبات. وتعتبر الأدوية المدرّة للبول، التي توصف غالبًا لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، من الأسباب الشائعة.
وأوضح الدكتور جيسون كيم، وهو أستاذ مساعد في قسم جراحة المسالك البولية بكلية النهضة للطب في جامعة ستوني بروك في مدينة لونغ آيلاند بنيويورك، أن التبول يتحكّم فيه نظام عصبي معقد يشمل إشارات متبادلة بين المثانة والإحليل والدماغ. وبالتالي، يمكن أن يكون التبول المفرط ناتجًا أيضًا عن السكتات الدماغية، وإصابات الحبل الشوكي، وبعض الأمراض العصبية مثل مرض باركنسون، والتصلب المتعدد، وأورام الجهاز العصبي المركزي.
وأشار شسترمان إلى أن الحمل يعد عاملا آخر، إذ يتطلب شرب كميات أكبر من الماء وبالتالي زيادة عملية التمثيل الغذائي للماء.
ويمكن أن يؤدي التوتر أو القلق أيضًا إلى زيادة الحاجة للتبول، وفقًا لما قاله كيم، حيث يمكن لاستجابة "الكرّ أو الفرّ" أو إفراز الأدرينالين أن يتسبب في تقلص المثانة أو زيادة إنتاج البول، على التوالي.
وأضاف كيم أن فرط نشاط المثانة قد يكون نتيجة مشكلات هرمونية أيضًا، مثل المتلازمة التناسلية البولية عند انقطاع الطمث، وهي مجموعة من الأعراض التي تسببها انخفاض مستويات الإستروجين.
وقال كيم: "من المثير للاهتمام أنه يُعتقد بوجود مستقبلات للإستروجين في المثانة. لذلك، في كثير من الأحيان، نقوم بإضافة كريم الإستروجين المهبلي إلى نظام علاج المريضة، وقد ثبت أنها تساعد في حالة فرط نشاط المثانة".
وإذا كانت أنماط التبول تزعجك أو كنت تستيقظ بانتظام أثناء الليل للتبول، فيُفضل زيارة طبيب المسالك البولية الذي يمكنه مساعدتك على معرفة السبب وربما البدء بتمارين تدريب المثانة. وقد يحيلك المختص إلى معالج لعضلات قاع الحوض إذا كان السبب يعود إلى خلل في هذه العضلات، وفقًا لكيم.
وقال الخبراء إن هناك عدة علاجات أخرى غير جراحية متاحة، بما في ذلك الأدوية وحقن البوتوكس للمثانة وأنواع من تحفيز الأعصاب، بحسب ما ذكره كيم.
وتساعد الحقن في إضعاف أعصاب المثانة بحيث "لا تنقبض جدران المثانة بالقدر ذاته، ما يقلل من حاجة الجسم المتكررة للذهاب إلى الحمام"، وفقًا لما قاله شسترمان.
وأوضح كيم وشوسترمان أن التدخلات الإجرائية عادة ما تكون أكثر فعالية من الأدوية.