خطأ فادح لجنرال وثغرة تتكرر.. كيف توغلت أوكرانيا بالداخل الروسي؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
كشف الهجوم الأوكراني المباغت داخل الأراضي الروسية عن أوجه قصور تكتيكية في المؤسسة العسكرية الروسية، وطريقة اتخاذ القرارات الميدانية، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.
وقالت الصحيفة، الأربعاء، إن "خطأ فادحا" ارتكبه جنرال روسي تسبب في تعريض الحدود الروسية للخطر، ودخول القوات الأوكرانية في السادس من أغسطس، إقليم كورسك الروسي، في مشهد تسبب في حرج بالغ لنظام الكرملين.
وتشير الصحيفة إلى أن الجنرال ألكسندر لابين، المسؤول العسكري الجديد الذي عينته موسكو للإشراف على الأمن في الإقليم، اتخذ قرارا بتفكيك المجلس المكلف بحماية الأمن هناك في الأشهر التي سبقت توغل القوات الأوكرانية. وهذا المجلس هو "الهيئة التي تجمع الضباط العسكريين ومسؤولي الأمن المحليين والإقليميين".
وتذكر الاستجابة الأولية للقوات الروسية للهجوم الأوكراني بالساعات الأولى من التمرد الذي قاده يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة "فاغنر"، الذي حاول دفع قواته إلى العاصمة موسكو لإثبات فشل القيادة العسكرية الروسية على أعلى مستوياتها. ورغم الإشارات على أن قائد مجموعة المرتزقة كان يخطط لشن تمرد، فقد فوجئ الكرملين بالعملية.
وفي ربيع هذا العام، اتخذ المسؤول العسكري الجديد الذي عينته موسكو في إقليم كورسك قرارا بتفكيك المجلس المكلف بحماية منطقة الحدود "الضعيفة". وقال لابين، حينها، إن الجيش وحده لديه القوة والموارد لحماية حدود روسيا، وفقا لمسؤول في أجهزة الأمن الروسية.
لكن هذا الإجراء ترك "ثغرة أخرى في دفاعات روسيا الحدودية الضعيفة، التي انهارت حين نفذت القوات الأوكرانية هجوما خاطفا عبر الحدود إلى كورسك، لتجد القوات الروسية في حالة من الفوضى.
وتقول كييف الآن إنها تحتل الآن مئات الأميال المربع من الأراضي الروسية.
هذا الخطأ، وفق الصحيفة، سمة من سمات كبار القادة الذين غالبا يظلوا بعيدين عن الواقع الميداني.
ومنذ بداية الحرب، تعتمد روسيا على المركزية في اتخاذ القرارات، وهي استراتيجية أتت بنتائج عكسية في ساحات المعارك لأنها تمنع القوات المحلية من أخذ زمام المبادرة.
وقال ويليام كورتني، الدبلوماسي الأميركي السابق، زميل مؤسسة "راند": "لايزال نظام السلطة المركزي لبوتين قائما، لكنه لا يخدم الأهداف الروسية على الأرض... فاستجابات روسيا للأحداث غير المتوقعة وسريعة الحركة معطلة بشكل هائل، مع عدم قيام أي شخص على الأرض باتخاذ المبادرة".
وفي الأيام التي سبقت التوغل، قالت تقارير روسية إن قيادة لابين أرسلت تقارير إلى موسكو تحذر من تزايد عدد القوات الأوكرانية على خط المواجهة، لكن موسكو لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد، واعتبرت أنها تأتي في إطار الحرب النفسية.
وبصرف النظر عن المعلومات الاستخباراتية، فإن القوات تحت قيادة لابين فشلت في التصرف ولم تتحرك لإنشاء خطوط دفاع أو زرع ألغام.
وقال كونراد موزيكا، مدير شركة "روشان" الاستشارية ومقرها بولندا: "في موسكو، لم يفكروا ببساطة في أن سيناريو مثل هذا يمكن أن يحدث".
وتقول الصحيفة إن التخطيط الدفاعي "الكارثي" يشبه تقريبا ما حدث أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا عندما اعتمد المخططون العسكريون على معلومات استخباراتية خاطئة تقول إن الجيش الأوكراني سوف ينهار سريعا.
وأعلنت السلطات الروسية، الأربعاء، تعرض موسكو "لأكبر هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية حتى الآن" منذ بدء الحرب عام 2022، قائلة إنه تم "تدميرها جميعا".
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت 45 طائرة أوكرانية مسيرة، مساء الثلاثاء، مضيفة أن 11 مسيرة دمرت فوق منطقة موسكو، و23 فوق بريانسك، و6 مسيرات فوق بيلغورود، و3 فوق كالوغا، واثنتين فوق كورسك.
وذكر معهد دراسات الحرب، ومقره واشنطن، في تقريره اليومي، مساء الثلاثاء، إن الأوكرانيين "حققوا تقدما إضافيا في توغلهم"، الذي دخل أسبوعه الثالث الآن.
وتأتي المكاسب في كورسك بالتزامن مع استمرار أوكرانيا في خسارة الأرض بمنطقة دونباس الصناعية، شرقي البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، بأن 31 شخصا لقوا حتفهم منذ بدء هجوم أوكرانيا، نقلا عن مصدر طبي لم تفصح عنه، وهي إحصائيات لم يتسن لأسوشيتد برس التحقق منها.
وقالت الوكالة إن 143 شخصا أصيبوا بجروح، بينهم 79 نقلوا إلى مستشفى لتلقي العلاج، منهم 4 أطفال.
موسكو تتعرض لـ"أكبر هجوم حتى الآن" بمسيرات أوكرانية أعلنت السلطات الروسية، الأربعاء، تعرض موسكو لأكبر هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية حتى الآن منذ بدء الحرب في العام 2022، قائلة إنه قد قد جرى تدميرها جميعا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة
إقرأ أيضاً:
بورصة موسكو تحلّق بعد قرار المركزي الروسي
موسكو – ارتفع مؤشرا بورصة موسكو في تعاملات امس الجمعة بأكثر من 6% بعد قرار البنك المركزي الروسي الإبقاء على سعر الفائدة عند مستواه الحالي 21%.
وبحلول الساعة 13:52 بتوقيت موسكو، ارتفع المؤشر MOEX للأسهم المقومة بالروبل بنسبة 6.3% إلى 2570.78 نقطة، فيما صعد المؤشر RTS للأسهم المقومة بالدولار بنسبة 6.44% إلى 783.49 نقطة.
وفي سوق العملات جرى تداول اليوان الصيني عند 14 روبلا (الروبل =100 كوبيكا)، دون تسجيل أي تغيير يذكر في سعر صرف الروبل.
وقبل ذلك قرر البنك المركزي الروسي، في اجتماع مجلس إدارته، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستواها الحالي 21% سنويا.
وجاء قرار البنك المركزي الروسي مخالفا لتقديرات الخبراء، الذين توقعوا زيادة من مستوى 21% إلى 22% أو 23%.
المصدر: RT