عربي21:
2025-03-09@21:04:34 GMT

بين التصفيق التركي والأمريكي!

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

شاهد العالم حجم التصفيق الذي رفع من تجليات نتنياهو الإجرامية، زوّدوه بجرعات هائلة من أدرينالين النازيّة، هنأوه وباركوا له ما حصدت يداه من رؤوس الأطفال وما حقّقته مجازره من إنجازات عظيمة، وأكدوا له كلّ تعهداتهم بدوام تزويده بكل ما يلزم للقتل والذبح والقدرة الهائلة على تحويل غزة إلى جهنم وقودها الناس والحجارة، فصاروخ الألفي رطل يحوّل المكان إلى درجة حرارة تصل السبعة آلاف.

. قالوا له بلغة التصفيق وبكلّ صفاقة: نحن معك نشاركك القتل والإبادة، لا تهتم لن يحاسبك أحد طالما أننا معك، وهذا التصفيق هو العلامة المسجّلة التي لا تنقضي صلاحيّتها أبدا.

وسينتج عن هذا التصفيق الأمريكي كما هو واقع حالهم مع دولة الاحتلال: ترسانة مهولة من التسليح والدعم الكامل بالمال والسلاح ،وتحريك حاملات الطائرات والبوارج المدمّرة والغواصات النووية للدفاع عن حمى المدلّلة المحبوبة "إسرائيل". وفي المجال السياسي فإنّ الفيتو الأمريكي جاهز لإحباط أيّ قرار يدينها، سيصفعون به وجه العالم أجمع، ولو اجتمعت أربع عشرة دولة على أمر يدينها لخرج لهم الفيتو الأمريكي كالجوكر في لعبة الورق.

أمّا التصفيق التركي للرئيس الفلسطيني، ففيه ترسانة متكاملة من العواطف والمشاعر الملتهبة وتحريك البوارج الإعلامية المزوّدة بصواريخ الكلم وبلاغة القول والتصريحات الصارخة. وهذه بكلّ قضّها وقضيضها لن تقوى لإيصال سفينة معونات طارئة لمن يموتون بسبب نقص الطعام والعلاج.

لو أنتج التصفيق التركي جسرا من المساعدات الطارئة الإنسانية لغزة لكفى ولنالوا شرف الدنيا والآخرة، مقابل ذاك الجسر المرعب من أسلحة الدمار والقتل؛ وإنهم لقادرون على فرضه عنوة: سفن ترفع العلم التركي محاطة ببوارج تركية حماية لها، هل تستطيع "إسرائيل فتح حرب مع تركيا؟ والحال أن العالم كله سيكون مع تركيا، ولن يكونوا قادرين على أن يهاجموا هذه السفن كما فعلوا مع سفينة مرمرة عام 2010، الحال اختلف وهم اليوم أضعف بكثير، وصورتهم في الحضيض، وتركيا دولة قوية مرهوبة الجانب وعضو في حلف الناتو، والعالم كله حتى من يدعمون "إسرائيل" مع المساعدات الإغاثية لغزّة.

ما أسهل القول والتصفيق منزوع الدّسم وما أعظمه إذا رافق العمل، فتقليد الكونغرس الأمريكي سهل في التصفيق أمّا في بقيّة الأمور فالأمر يختلف!

أقدّر ما في الأمر من رسالة سياسيّة، ففي ذلك ردّ دبلوماسي على الغطرسة الأمريكية وإيصال رسالة مفادها للأمريكيين بأن أمّتنا وشعوبنا لا تتفق مع هذا الصلف الأمريكي، وأنّ دعمكم للإسرائيلي فيه ظلم كبير وأنتم مشاركون بتصفيقكم لهذا السفّاح في حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها في فلسطين.

ولكن أين نحن من المطلوب العملي؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو إسرائيل الفلسطيني تركيا إسرائيل امريكا تركيا فلسطين محمود عباس مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يحلم ترامب بإمبراطورية ماجا، لكنه على الأرجح سيترك لنا جحيمًا نوويًا، ويمكن للإمبريالية الجديدة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن تجعل العالم المروع الذى صوره صانعو أفلام الحرب الباردة حقيقة.. هكذا بدأ ألكسندر هيرست تحليله الشامل حول رؤية ترامب.

فى سعيه إلى الهيمنة العالمية، أصبحت رؤية ترامب لأمريكا الإمبريالية أكثر وضوحًا. ومع استعانة الإدارة الحالية بشكل كبير بدليل استبدادى وإظهار عداء متزايد تجاه الحلفاء السابقين، أصبحت خطط ترامب للتوسع الجيوسياسى واضحة. تصور الخرائط المتداولة بين أنصار ترامب، والمعروفة باسم "مجال الماجا"، استراتيجية جريئة لإعادة تشكيل العالم. كشف خطاب ترامب أن أمريكا الإمبريالية عازمة على ضم الأراضى المجاورة، بما فى ذلك كندا وجرينلاند وقناة بنما، مما يعكس طموحه المستمر لتعزيز السلطة على نصف الكرة الغربى.

تعكس هذه الرؤية لعبة الطاولة "المخاطرة" فى طموحاتها، مع فكرة السيطرة على أمريكا الشمالية فى قلب الأهداف الجيوسياسية لترامب. ومع ذلك، فإن هذه النظرة العالمية تضع الاتحاد الأوروبى أيضًا كهدف أساسى للعداء. إن ازدراء ترامب للتعددية وسيادة القانون والضوابط الحكومية على السلطة يشير إلى عصر من الهيمنة الأمريكية غير المقيدة، وهو العصر الذى قد تكون له عواقب عميقة وكارثية على الأمن العالمى.

مخاطر منتظرة

مع دفع ترامب إلى الأمام بهذه الطموحات الإمبريالية، يلوح شبح الصراع النووى فى الأفق. لقد شهدت فترة الحرب الباردة العديد من الحوادث التى كادت تؤدى إلى كارثة، مع حوادث مثل أزمة الصواريخ الكوبية فى عام ١٩٦٢ والإنذار النووى السوفيتى فى عام ١٩٨٣ الذى كاد يدفع العالم إلى الكارثة. واليوم، قد تؤدى تحولات السياسة الخارجية لترامب، وخاصة سحب الدعم الأمريكى من الاتفاقيات العالمية وموقفه من أوكرانيا، إلى إبطال عقود من جهود منع الانتشار النووى.

مع تحالف الولايات المتحدة بشكل متزايد مع روسيا، يصبح خطر سباق التسلح النووى الجديد أكثر واقعية. الواقع أن دولًا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وكندا، التى اعتمدت تاريخيًا على الضمانات الأمنية الأمريكية، قد تشعر قريبًا بالحاجة إلى السعى إلى امتلاك ترساناتها النووية الخاصة. وفى الوقت نفسه، قد تؤدى دول مثل إيران إلى إشعال سباق تسلح أوسع نطاقًا فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إذا تجاوزت العتبة النووية.

رد أوروبا

بدأ الزعماء الأوروبيون، وخاصة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى الاعتراف بمخاطر عالم قد لا تكون فيه الولايات المتحدة حليفًا موثوقًا به. وأكدت تعليقات ماكرون الأخيرة على الحاجة إلى استعداد أوروبا لمستقبل قد لا تتمسك فيه الولايات المتحدة بضماناتها الأمنية، وخاصة فى ضوء سياسات ترامب الأخيرة. فتحت فرنسا، الدولة الوحيدة فى الاتحاد الأوروبى التى تمتلك أسلحة نووية، الباب أمام توسيع رادعها النووى فى مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبى. ومع ذلك، يظل السؤال مطروحًا: حتى لو مدت فرنسا قدراتها النووية إلى أعضاء آخرين فى الاتحاد الأوروبى، فهل سيكون ذلك كافيًا لحماية أوروبا من التهديدات الوشيكة التى تشكلها كل من روسيا والدول المسلحة نوويًا الأخرى؟

إن التوترات المتصاعدة بين حلف شمال الأطلسى وروسيا بشأن غزو أوكرانيا والتهديدات النووية الروسية المتكررة تؤكد على الحاجة الملحة إلى أوروبا فى سعيها إلى رادع أكثر استقلالية وقوة. وإذا لم تتمكن أوروبا من الاعتماد على الولايات المتحدة، فقد تحتاج فى نهاية المطاف إلى إنشاء آلية دفاع نووى خاصة بها.

عالم منقسم

قد تكون تداعيات رؤية ترامب كارثية. فمع إعادة تسليح العالم بسرعة، ترتفع مخزونات الدفاع، ويرتفع الإنفاق العسكرى إلى مستويات غير مسبوقة. ويتم توجيه الموارد التى ينبغى استثمارها فى الرعاية الصحية والتعليم وحماية البيئة واستكشاف الفضاء بدلًا من ذلك إلى ميزانيات الدفاع. وإذا سُمح لسياسات ترامب بالاستمرار، فقد تؤدى إلى عالم حيث تصبح الحرب حتمية، أو على الأقل، حيث يتحول توازن القوى العالمى بشكل كبير. مع ارتفاع الإنفاق الدفاعى العالمى، هناك إدراك قاتم بأن البشرية تتراجع إلى نظام عالمى خطير ومتقلب، حيث يتم التركيز بدلًا من ذلك على العسكرة والصراع.

ضرورة التأمل

ويمضى ألكسندر هيرست قائلًا: فى مواجهة هذه التحولات الجيوسياسية، أجد نفسى أفكر فى التباين بين العالم الذى حلمت به ذات يوم والعالم الذى يتكشف أمامنا. عندما كنت طفلًا، كنت أحلم بالذهاب إلى الفضاء، ورؤية الأرض من مدارها. اليوم، أود أن أستبدل هذا الحلم بالأمل فى أن يضطر أصحاب السلطة إلى النظر إلى الكوكب الذى يهددونه من الأعلى. ولعل رؤية الأرض من الفضاء، كما ذكر العديد من رواد الفضاء، تقدم لهم منظورًا متواضعًا، قد يغير وجهات نظرهم الضيقة المهووسة بالسلطة.

إن رواية سامانثا هارفى "أوربيتال" التى تدور أحداثها حول رواد الفضاء، تلخص هذه الفكرة بشكل مؤثر: "بعض المعادن تفصلنا عن الفراغ؛ الموت قريب للغاية. الحياة فى كل مكان، فى كل مكان". يبدو أن هذا الدرس المتعلق بالترابط والاعتراف بالجمال الهش للحياة على الأرض قد ضاع على أولئك الذين يمسكون الآن بزمام السلطة. وقد يعتمد مستقبل كوكبنا على ما إذا كان هؤلاء القادة سيتعلمون يومًا ما النظر إلى ما هو أبعد من طموحاتهم الإمبراطورية والاعتراف بقيمة العالم الذى نتقاسمه جميعًا.

*الجارديان

مقالات مشابهة

  • تركيا تمنع مشاركة إسرائيل في تدريبات للناتو
  • أوروبا في مواجهة ترامب جحيم نووي.. رؤية الرئيس الأمريكي الاستعمارية تجعل مشاهد أفلام الحرب حقيقة واقعة
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • مندوب تركيا بالأمم المتحدة يطالب مجلس الامن بإجراءات حاسمة ضد تصرفات إسرائيل التوسعية في سوريا
  • تركيا في النظام الإقليمي بين أمريكا و”إسرائيل”
  • هجوم إسرائيلي على وكالة USAID الأمريكية بزعم تعاطفها مع حماس
  • قطاعا الأعمال الروسي والأمريكي يبحثان سبل رفع العقوبات لتعزيز التعاون الاقتصادي
  • بكين تتعهد بـ رد حازم على المواجهة التجارية مع واشنطن
  • السعودية: لن نقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة
  • وزير الخزانة الأمريكي: أي إجراء ضد حماس سيكون من إسرائيل وبدعم من إدارتنا