سواليف:
2025-04-07@05:07:56 GMT

استحمار العقول

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

#استحمار_العقول

د. #هاشم_غرايبه

الدليل على استحمار الغرب للقطعان البشرية، انه مثلما نبتت قصة الإرهاب ومكافحته فجأة كنبتة شيطانية، اختفت أيضا فجأة، ولم يعد أحد يرى الأشرطة المصورة التي تصور قطع الرؤوس وتفجير الأسواق، والتي كان واضحا أنها مدبرة، بدليل أنها تنفلت من الرقابة المشددة بقدرة قادر، فتنشر على الملأ، بل وتتبرع وسائل إعلام الغرب الطامع والأنظمة العميلة له بتوزيعها على أوسع نطاق.

.فهل لو كانت التنظيمات الجهادية تنشرها حقيقة بقصد الدعاية لتجنيد المتطوعين، هل كان إعلام محاربي الإسلام يتبرع بنشرها أم يحاصرها ويعاقب من ينشرها!؟.
وبالمثل، وبعد القضاء على الثورة السورية وزال خطر قيام نظام اسلامي بديل، فجأة سحبت أمريكا قواتها من سوريا، كما صمتت الأنظمة العربية التي تطوعت في الحرب على (الإرهاب)، عن الحديث عن النظام السوري ومجازره في حق شعبه، وأصبح الحديث فقط عن إعادته الى حظيرة الأنظمة العربية، وتلهف كل طرف على نيل حصة أكبر من مقاولات ستنتج أرباحا فلكية على حساب من تدمرت بيوتهم وهجروا بلادهم.
فظهرت فوراً آليات ضخمة وهي تزيل أنقاض البيوت المدمرة، سواء تلك التي تركها أصحابها وهاجروا هربا من البراميل المتفجرة، واستولى النظام على الأرض بموجب القانون السيء الصيت المسمى بقانون (66)، وحتى تلك التي بقي سكانها فتم طردهم منها، بذريعة أنها غير آمنة، لتبني مكانها مشاريع سكنية ضخمة.
من أضخم هذه المشاريع مشروعان، الأول سمى “ماروتا سيتي” وتتولى الأعمال فيه شركة تسمى شركة دمشق القابضة وشركة أمان القابضة، والإثنتان مملوكتان لملك المال والأعمال الأوحد المعروف “رامي مخلوف”، في منطقة بساتين الرازي في الشمال الغربي من دمشق على مساحة 214 هكتارا.
ويتضمن المشروع 186 برجا سكنيا مطلة على المزة والفرسوسة، وتضم شققا سكنية فارهة، يقدر سعر بيع الواحدة بـ 400 ألف دولار.
والمشروع الثاني سمي “مدينة باسيليا”، واعتبره النظام نقلة حضارية لوضع دمشق على خارطة التقدم والحضارة، لكن أحدا لا يشك بأنها ستكون مدينة فارهة، لكنها ليست للسوريين فمن يمكنه تدبير نصف مليون دولار لا شك أنه ليس من الشعب، بل من فئة مترفي النظام الطفيلية.
هكذا نقترب من حل أحجية الكلمات المتقاطعة في القضية السورية.
نفهم الآن لماذا كانت تستعمل البراميل المتفجرة في الأحياء الفقيرة، فهي بمثابة الجرافات التي ستجهز للمشاريع التي ستدر ذهبا، تماما مثلما كان القصف في بيروت الغربية تمهيدا لمشروع السوليدير.
من تسمية المشاريع نفهم ما وراءها، فالإسمان هما سريانيان، فماروتا تعني السيادة والوطن، وباسيليا تعني الجنة، واذا ما علمنا أن حركة المشرقية التي واكبت اشتعال الثورة السورية، كما كل المشاريع (التنويرية!)، حركة مناوئة للإسلام، وتأسست من تحالف الأقليات الداعم للنظام لمنع أي توجه إسلامي، تتألف من الأرثوذوكس والشيعة والعلويين، وهي تعمل جاهدة لعودة سوريا الى السريانية لسبب هام وهي إعادة بلاد الشام الى مرحلة ما قبل الإسلام.
ونفهم الآن سر حالة المهادنة الأمريكي – الإيرانية التي حدثت إبان فترة الحرب على العراق وبعدهاعلى (الإرهاب!) فقط، وخلالها توقفت فجأة المخاوف المصطنعة من الملف النووي، ثم عادت من جديد بعدها، كما نفهم كيف تم التنسيق الإيراني الروسي رغم التناقض بين منطلقيهما الفكري السياسي، لكن كتحالف أرثوذوكسي شيعي فهو أمر آخر، وبالتفسير ذاته نفهم دعم الموارنة للعلويين.
أخبرني أحد كبار السن من السوريين المهجرين، كم كان أهالي دمشق القديمة مثل الحميديه والبزوريه ..الخ متمسكين ببيوتهم ومحلاتهم القديمة، فيما كان النظام الأسدي في السبعينيات يريد هدمها لإقامة مشاريعهم التجارية الحديثة، فكان يفتعل حريقا في منطقة ضيقة، وعندما تأتي الإطفائيات لا تستطيع دخول الأزقة، فتأتي الجرافات وتحيل المنطقة الى ركام، مما يضطر أصحابها الى قبول التعويضات، ويكمل: وهكذا كانت طائرات النظام تدمر الأحياء وللسبب ذاته.
كم أرثي لحال مؤيدي هذا النظام الدموي من بيننا حينما تتبدى لهم الحقائق واحدة تلو الأخرى، ويدركوا كم هو بعيد عن القومية والعروبة، ولكنهم (لن يستبينوا الرشد الا ضحى الغد)، ومثلما أيدوا السي- سي قبلها نكاية بالإسلاميين، واكتشفوا بعد فوات الأوان أنه ليس منقذا، بل هادما مهلكا للحرث والنسل، سيكتشفون لكن بعد فوات الأوان، كم ساهم هذا النظام بتحقيق البرنامج الأمريكي في المنطقة، بعكس ادعائه بأنه ممانع له.

مقالات ذات صلة ليست أنانية ولا عزلة أيضا 2024/08/21

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

الكفاءات العربية بين الهجرة والتهميش.. عقول مهاجرة تبحث عن وطن

لطالما كانت العقول العربية رافدًا رئيسيًا للنهضة العلمية والاقتصادية في العديد من الدول الغربية، حيث استطاع العلماء والأطباء والمهندسون والمفكرون العرب أن يحققوا إنجازات لامعة في مختلف المجالات، بعيدًا عن أوطانهم التي لم تحتضنهم كما يجب.

لكن مع تصاعد الخطاب السياسي المناهض للمهاجرين في بعض الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، والتلويح بإجراءات طرد وتقنين شديد للهجرة، تجد هذه النخبة نفسها في مواجهة مصير غامض، بين تهميش أوطانهم لهم من جهة، وخطر الإقصاء من بيئاتهم الجديدة من جهة أخرى.
في المقابل، لا تزال العديد من الدول العربية تعاني من ضعف التنمية وتراجع الأداء في القطاعات الحيوية، في الوقت الذي تعتمد فيه اقتصادات الدول الغربية على كفاءات كان يمكن أن تكون ركيزة لبناء مجتمعاتها الأصلية، فهل تتحرك الحكومات العربية لاستعادة هذه العقول والاستفادة منها، أم أن نزيف العقول سيستمر في ظل بيئات غير جاذبة للابتكار والتطوير، وما مصير الكفاءات العربية التي أصبحت عالقة بين خيارين أحلاهما مُر؟
استنزاف الكفاءات
قال الأكاديمي والخبير في الموارد البشرية، فرج المجريسي، إن الكفاءات العربية تفكر في الهجرة بدلًا من البقاء في أوطانها بسبب مجموعة من العوامل الطاردة.

ومن منظور الموارد البشرية، تعود هذه الظاهرة إلى ندرة فرص البحث العلمي في الدول العربية، وانعدام الدعم المادي والمعنوي الذي يتيح للعقول المتميزة تنفيذ أبحاث أو إعداد أوراق علمية، مقارنة بما توفره الدول الغربية في هذا المجال.
واستشهد المجريسي بتصريح سابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أشار إلى وجود ميزانيات مالية ضخمة تُصرف على الأبحاث، في إشارة إلى الأهمية التي توليها هذه الدول للعلم رغم الجدل حول فعالية هذه المصروفات.
وأضاف المجريسي في حديثه لـ”سبوتنيك” أن غياب بيئة العمل الاحترافية في معظم الدول العربية، التي تتسم بها الدول الغربية، يُعد من الأسباب الأساسية وراء هجرة الكفاءات، كما أشار إلى الفارق الكبير في مستوى الرواتب بين الأكاديميين في الدول العربية ونظرائهم في الدول المستضيفة، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الاستقرار الأمني والسياسي، والتي تجعل من الدول الغربية بيئة جاذبة للكفاءات.
وقال: “بحسب تقرير للبنك الدولي، فإن حوالي 50% من الطلاب العرب الذين يتم ابتعاثهم للدراسة في الغرب لا يفضلون العودة إلى بلدانهم الأصلية، وهو مؤشر يعكس حجم المشكلة”.
كما نوه المجريسي إلى أن الكفاءات العربية المقيمة في الولايات المتحدة تتأثر سلبًا بالتهديدات التي تلوّح بها السلطات الغربية من وقت لآخر، مما يؤدي إلى زعزعة الأمن الوظيفي لديهم، ويؤثر كذلك على المؤسسات التي يعملون بها.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة كانت تستقطب الكفاءات في مجالات التكنولوجيا والقطاع الصحي والبحث العلمي، خاصة من خلال المهاجرين الذين يشكلون قرابة ربع القوى العاملة فيها، وربما يعود ذلك إلى انخفاض تكلفة توظيفهم مقارنة بالمواطنين الأمريكيين.
وظهرت نتائج هذا الأمر بوضوح عندما صرّح ترامب خلال فترة رئاسته في 2017 بتوجهات أدت إلى عودة العديد من الكفاءات إلى بلدانهم، ما أثّر على المؤسسات الأمريكية وأدى إلى ارتفاع في الأجور.

وشدد المجريسي على ضرورة أن تلعب الحكومات العربية دورًا أكبر في مواجهة هذه الظاهرة، والتي تعود إلى غياب استراتيجية واضحة وطويلة المدى لاستثمار الكفاءات الوطنية.
كما أشار إلى أن ربط التعليم بسوق العمل ما زال ضعيفًا، بالإضافة إلى تفشي المحاباة في ملفات التوظيف، وغياب حاضنات لرواد الأعمال، وافتقار الدول العربية إلى سياسات واضحة للاحتفاظ بالكفاءات من خلال التحفيز والتطوير المهني.
وفي المقابل، قال إن هناك بعض المبادرات الإيجابية مثل ما تقوم به منظمة الهجرة الدولية في ليبيا، والتي تسعى لتدريب الشباب وتجهيزهم لسوق العمل داخل بلدانهم، ما يسهم في الحد من دوافع الهجرة، كما نوّه إلى أن السعودية والإمارات شهدتا انخفاضًا ملحوظًا في نسب هجرة الكفاءات، بل باتت تستقطب كفاءات أجنبية وتوفر بيئة يمكن للكوادر الوطنية الاستفادة منها.
وأكد إن الكفاءات العربية المقيمة في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة، تشعر بالقلق على مستقبلها ومستقبل أسرهم في ظل التهديدات المستمرة، مما دفع الكثيرين منهم للتفكير في العودة إما إلى بلدانهم أو إلى دول الخليج التي توفر بيئة أكثر احتواء، وأضاف أن هجرة العقول ليست مجرد مشكلة فرص، بل هي أزمة خفية ستنعكس على مستقبل التنمية ومعدلات البطالة في الدول الأم.
أزمة ثقة
يرى المحلل السياسي المصري، عبد الستار حتيتة، أن السبب الأساسي وراء توجه الكفاءات العربية للهجرة هو سعيها نحو الأمن وتطبيق القانون بشكل عادل.
وأوضح في تصريح خاص لـ”سبوتنيك” أن الكفاءات المهاجرة تبحث عن بيئة تحترم حقوق الإنسان وتوفر الحد الأدنى من الاستقرار والعدالة.
وأشار حتيتة إلى أن هناك مستويات مختلفة في تعامل الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، مع المهاجرين العرب من أصحاب الكفاءات. وقال: “هناك شريحة حصلت على جنسية البلد الذي وصلت إليه، وهذه – في رأيي – ليست لديها مشكلة تُذكر. لكن هناك جانبًا آخر ما زال يحمل جنسية بلده الأصلي وينتظر الحصول على جنسية البلد الجديد، وهنا تكمن المعضلة”.
وأوضح أن هذه الفئة ستكون عرضة للتدقيق وربما لاتخاذ إجراءات بحقها. وقال: “من لديه كفاءة حقيقية، قد يتم التغاضي عن ترحيله، بينما من يفتقر لمستقبل مهني واضح، أظن أنه سيتم بحث إمكانية إعادته إلى بلده الأصلي”.
وفي حديثه عن تعامل الحكومات العربية مع هذه الكفاءات، قال حتيتة: “معظم الحكومات العربية، التي يفتقر كثير من أفرادها إلى الروح الوطنية الحقيقية، لديها فهم سطحي لأهمية هذه العقول. بل أحيانًا ترى أن التخلص منهم أفضل، وتعتقد أن عودتهم قد تشكل تهديدًا لها”.

وأضاف أن “العقول العربية تبحث عن بيئة يسودها السلام والأمن، وهو ما يتعارض مع البنية الهشة لمعظم الحكومات العربية”، وأكد أن تلك الحكومات تخلط بين الدولة والوطن من جهة، وبين الأشخاص الحاكمين من جهة أخرى.
وتابع: “في العديد من الدول العربية، باتت مفاهيم الحكومة والرئيس تعني الوطن، وأي نقد لهما يُعتبر ذمًا في الدولة ذاتها، وهو أمر لا يتقبله أصحاب الكفاءات المهاجرة”.

وحول مستقبل هذه الكفاءات في الغرب، رجّح حتيتة أن قرارات الطرد أو الترحيل إن حدثت قد تطال الشريحة الثانية، أي من لم يحصلوا بعد على جنسية البلد المضيف. ومع ذلك، سيتم إخضاعهم لعملية فرز دقيقة.
ولا يعتقد أن الغرب سيطرد أصحاب الكفاءات الحقيقية، ربما يطرد المدعين، وهم كُثُر، لكن أصحاب القدرات الحقيقية، إن لم يبقوا في الغرب، فسوف يتوجهون إلى دول آسيوية أكثر احتواء حسب تصريحه.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظة دمشق تزيل غرفاً وكتلاً إسمنتية من مخلفات النظام البائد على طريق المتحلق ‏الجنوبي ‏
  • الفراغ جُحْـــرُ الشيطان ومَنْفَـذُ الحرب الناعمة
  • خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
  • تكريم ألف محارب أصيبوا بإعاقة خلال الثورة السورية في إدلب
  • قرن على كتاب هز العقول !
  • الكفاءات العربية بين الهجرة والتهميش.. عقول مهاجرة تبحث عن وطن
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • مظاهرة حاشدة لأهالي معضمية الشام بريف دمشق تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ورفضاً للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية
  • وقفة شعبية في خان شيخون بريف إدلب حداداً على ضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد قبل ثمانية أعوام وارتقى فيها عشرات الشهداء
  • أوحيدة: الدول التي تتحدث عن حرصها على استقرار ليبيا تتعامل مع المليشيات وتحميها