#استحمار_العقول
د. #هاشم_غرايبه
الدليل على استحمار الغرب للقطعان البشرية، انه مثلما نبتت قصة الإرهاب ومكافحته فجأة كنبتة شيطانية، اختفت أيضا فجأة، ولم يعد أحد يرى الأشرطة المصورة التي تصور قطع الرؤوس وتفجير الأسواق، والتي كان واضحا أنها مدبرة، بدليل أنها تنفلت من الرقابة المشددة بقدرة قادر، فتنشر على الملأ، بل وتتبرع وسائل إعلام الغرب الطامع والأنظمة العميلة له بتوزيعها على أوسع نطاق.
وبالمثل، وبعد القضاء على الثورة السورية وزال خطر قيام نظام اسلامي بديل، فجأة سحبت أمريكا قواتها من سوريا، كما صمتت الأنظمة العربية التي تطوعت في الحرب على (الإرهاب)، عن الحديث عن النظام السوري ومجازره في حق شعبه، وأصبح الحديث فقط عن إعادته الى حظيرة الأنظمة العربية، وتلهف كل طرف على نيل حصة أكبر من مقاولات ستنتج أرباحا فلكية على حساب من تدمرت بيوتهم وهجروا بلادهم.
فظهرت فوراً آليات ضخمة وهي تزيل أنقاض البيوت المدمرة، سواء تلك التي تركها أصحابها وهاجروا هربا من البراميل المتفجرة، واستولى النظام على الأرض بموجب القانون السيء الصيت المسمى بقانون (66)، وحتى تلك التي بقي سكانها فتم طردهم منها، بذريعة أنها غير آمنة، لتبني مكانها مشاريع سكنية ضخمة.
من أضخم هذه المشاريع مشروعان، الأول سمى “ماروتا سيتي” وتتولى الأعمال فيه شركة تسمى شركة دمشق القابضة وشركة أمان القابضة، والإثنتان مملوكتان لملك المال والأعمال الأوحد المعروف “رامي مخلوف”، في منطقة بساتين الرازي في الشمال الغربي من دمشق على مساحة 214 هكتارا.
ويتضمن المشروع 186 برجا سكنيا مطلة على المزة والفرسوسة، وتضم شققا سكنية فارهة، يقدر سعر بيع الواحدة بـ 400 ألف دولار.
والمشروع الثاني سمي “مدينة باسيليا”، واعتبره النظام نقلة حضارية لوضع دمشق على خارطة التقدم والحضارة، لكن أحدا لا يشك بأنها ستكون مدينة فارهة، لكنها ليست للسوريين فمن يمكنه تدبير نصف مليون دولار لا شك أنه ليس من الشعب، بل من فئة مترفي النظام الطفيلية.
هكذا نقترب من حل أحجية الكلمات المتقاطعة في القضية السورية.
نفهم الآن لماذا كانت تستعمل البراميل المتفجرة في الأحياء الفقيرة، فهي بمثابة الجرافات التي ستجهز للمشاريع التي ستدر ذهبا، تماما مثلما كان القصف في بيروت الغربية تمهيدا لمشروع السوليدير.
من تسمية المشاريع نفهم ما وراءها، فالإسمان هما سريانيان، فماروتا تعني السيادة والوطن، وباسيليا تعني الجنة، واذا ما علمنا أن حركة المشرقية التي واكبت اشتعال الثورة السورية، كما كل المشاريع (التنويرية!)، حركة مناوئة للإسلام، وتأسست من تحالف الأقليات الداعم للنظام لمنع أي توجه إسلامي، تتألف من الأرثوذوكس والشيعة والعلويين، وهي تعمل جاهدة لعودة سوريا الى السريانية لسبب هام وهي إعادة بلاد الشام الى مرحلة ما قبل الإسلام.
ونفهم الآن سر حالة المهادنة الأمريكي – الإيرانية التي حدثت إبان فترة الحرب على العراق وبعدهاعلى (الإرهاب!) فقط، وخلالها توقفت فجأة المخاوف المصطنعة من الملف النووي، ثم عادت من جديد بعدها، كما نفهم كيف تم التنسيق الإيراني الروسي رغم التناقض بين منطلقيهما الفكري السياسي، لكن كتحالف أرثوذوكسي شيعي فهو أمر آخر، وبالتفسير ذاته نفهم دعم الموارنة للعلويين.
أخبرني أحد كبار السن من السوريين المهجرين، كم كان أهالي دمشق القديمة مثل الحميديه والبزوريه ..الخ متمسكين ببيوتهم ومحلاتهم القديمة، فيما كان النظام الأسدي في السبعينيات يريد هدمها لإقامة مشاريعهم التجارية الحديثة، فكان يفتعل حريقا في منطقة ضيقة، وعندما تأتي الإطفائيات لا تستطيع دخول الأزقة، فتأتي الجرافات وتحيل المنطقة الى ركام، مما يضطر أصحابها الى قبول التعويضات، ويكمل: وهكذا كانت طائرات النظام تدمر الأحياء وللسبب ذاته.
كم أرثي لحال مؤيدي هذا النظام الدموي من بيننا حينما تتبدى لهم الحقائق واحدة تلو الأخرى، ويدركوا كم هو بعيد عن القومية والعروبة، ولكنهم (لن يستبينوا الرشد الا ضحى الغد)، ومثلما أيدوا السي- سي قبلها نكاية بالإسلاميين، واكتشفوا بعد فوات الأوان أنه ليس منقذا، بل هادما مهلكا للحرث والنسل، سيكتشفون لكن بعد فوات الأوان، كم ساهم هذا النظام بتحقيق البرنامج الأمريكي في المنطقة، بعكس ادعائه بأنه ممانع له. مقالات ذات صلة ليست أنانية ولا عزلة أيضا 2024/08/21
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
العقول اليمنية المهاجرة ودورها في التعليم والبحث العلمي في ملتقى أكاديمي بماليزيا
نظمت الشبكة الدولية للبحث والتعليم المستدام (ISREN)، الملتقى الأكاديمي الأول للباحثين اليمنيين في ماليزيا.
وسلّط الملتقى الضوء على دور العقول المهاجرة في تعزيز التعليمية وتطوير البحث العلمي في اليمن وماليزيا، وعلى أهمية تعزيز التواصل بين الأكاديميين في الداخل والخارج لإيجاد حلول إبداعية لتحديات التعليم، وعلى إقامة شراكات بحثية وتعليمية مع الجامعات اليمنية، مستفيدًا من خبرات اليمنيين في الخارج إلى جانب تطوير جودة التعليم عبر مشاريع مشتركة مع الجامعات الماليزية.
وتضمن الملتقى مناقشة ثلاثة محاور رئيسية، حيث قدم المحور الأول الأستاذ الدكتور داود عبد الملك الحدابي (كلية التربية، الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية) ورقة عمل بعنوان “الجودة في التعليم الجامعي في الدول النامية: مالها وما عليها”، وفي المحور الثاني قدم الأستاذ الدكتور ناصر زاوية (جامعة رود آيلاند) ورقة عمل بعنوان “دور الجاليات اليمنية في تعزيز البحث والتعليم في اليمن”، وفي المحور الثالث قدم الأستاذ الدكتور المهندس يسري يوسف (جامعة تون حسين أون، ماليزيا) ورقة عمل بعنوان “التجربة الماليزية في استدامة البحث والتعليم: حلول مبتكرة لعالم متغير”.
وافتُتح الملتقى بحلقة نقاشية أدارها الدكتور اعوج محسن اعوج، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور أحمد الخضمي، المستشار الثقافي بسفارة اليمن في ماليزيا.
وتناولت الحلقة النقاشية، سبل تعزيز التعليم والبحث العلمي في اليمن، مشددة على أهمية وضع خطة وطنية لتطوير التعليم بقيادة وزارة التعليم العالي، وتحسين أوضاع الأكاديميين من خلال حل مشكلة الرواتب ودعم العائدين إلى الوطن، في الوقت الذي دعت إلى تعزيز التعاون مع الباحثين اليمنيين في الخارج، والشراكة مع الجامعات والمنظمات الدولية ذات العلاقة لتطوير المناهج والبحث العلمي.