رغم تواجدها بالنيجر.. ما الذي يمنع أميركا من استخدام القوة؟
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
للولايات المتحدة تواجد عسكري بارز في النيجر، ورغم ذلك لم تشن حربا مباشرة ضد الإرهاب هناك، كما فعلت في أفغانستان، ولم تبدِ حماسا لدعوات إقليمية لإنهاء انقلاب 26 يوليو العسكري بالقوة في البلاد.
ويوضح باحثون في شؤون إفريقيا والجماعات الإرهابية لموقع "سكاي نيوز عربية" ما وراء تردد واشنطن في استخدام القوة العسكرية بشكل مباشر سواء ضد انقلاب النيجر، أو ضد الجماعات الإرهابية، رغم تنامي نفوذ تنظيمات داعش والقاعدة وغيرها.
التحركات الأميركية الأخيرة نحو النيجر
أكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، صابرينا سينج، في بيان نشره موقع الوزارة الإلكتروني، الثلاثاء، أنه ليس هناك أي تغيير في الوجود العسكري في النيجر، والتي يتواجد بها أكثر من ألف جندي، وأن ما تم إيقافه فقط (بعد الانقلاب) هو التدريب العسكري. زارت نائبة وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، فيكتوريا نولاند، النيجر، الإثنين، ولكن لم تصل لنتائج؛ حيث وصف اللقاءات هناك "بالصعبة جدا". هددت المسؤولة الأميركية قادة الانقلاب بملف المساعدات قائلة إنها حذرت من تعرض هذه المساعدات لخطر كبير حال بقي الوضع على ما هو عليه، كما حذرت في تصريحات صحفية في نيامي من خطر استدعاء مقاتلي "فاغنر". وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، أكد الثلاثاء في لقاء مع هيئة "بي بي سي" أن الدبلوماسية هي النهج الأفضل في تسوية أزمة النيجر، محذرا بدوره من استغلال "فاغنر" الانقلاب.وتعاني دول منطقة الساحل، وهي منطقة ممتدة في مساحة شاسعة بوسط وغرب إفريقيا، من حركات التمرد والأنشطة الإرهابية في السنوات العشر الأخيرة، وفي نفسي الوقت يتنامى فيها السخط ضد كل وجود عسكري فرنسي أو أميركي.
موانع العمل العسكري
في تقدير الباحث الأميركي سكوت مورجان، المتخصص في شؤون إفريقيا والأمن القومي، فإن ما يمنع استخدام الولايات المتحدة للقوة في النيجر ومنطقة الساحل الآن يعود إلى:
الولايات المتحدة ما يزال يتردد حولها صدى تجربتها في أفغانستان (فشلها في دحر الإرهاب رغم بقائها هناك 20 عاما وهي تقاتل). تعرض القوات الأميركية لكمين مميت في النيجر عام 2017 (أودى بحياة عدد من الجنود). الآن هي تركز بشكل مفرط على الوضع في أوكرانيا. المثير للاهتمام أن استجابة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بدت أسرع وتبدي أكثر قلقا في أزمة النيجر مما كانت عليه عند اندلاع القتال في السودان.لا استراتيجية لمكافحة الإرهاب
من جانبها، تُرجع الخبيرة الأميركية المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، ضعف احتمال التدخل الأميركي عسكريا الآن إلى:
لا توجد استراتيجية متسقة مطبقة لمعالجة قضية الإرهاب هناك؛ ما يمنع واشنطن من الدخول في مواجهات مفتوحة. الولايات المتحدة كانت تعتمد على الجهود التي تقودها القوات الفرنسية في منطقة الساحل. الانشغال بصراع النفوذ الدائر في المنطقة بين الولايات المتحدة وبين روسيا والصين. وجود أنظمة حكم داعمة لروسيا محيطة بالنيجر، مثل مالي وبوركينا فاسو، ويوجد بها مقاتلين في عدة دول جارة أيضا. بخصوص مستقبل القوات الأميركية في النيجر، فهو غير واضح، بالنظر لدعوة حكومة النيجر لـ"فاغنر" لمساعدتها، ووجود مشاعر قوية معادية للغرب في المنطقة. ولكن في نهاية المطاف، ستضطر الولايات المتحدة لمواجهة التهديد الإرهابي، كما اضطرت سابقا عبر قواتها في إفريقيا "أفريكوم" محاربة حركة الشباب افي الصومال، رغم قضاءها سنوات سابقة في الحل الدبلوماسي.القوات الأميركية في النيجر
تواجدت القوات الأميركية في النيجر، منذ عام 2013، لمهام تدريبية ضد الإرهاب، واتخذت قواعد للقيام بدوريات للطائرات بدون طيار. تتواجد في القاعدة الجوية 201 في مدينة أغاديز، والقاعدة الجوية 101 في العاصمة نيامي.ومن أبرز الجماعات الإرهابية التي تنشط ضد النيجر، جماعة "بوكو حرام"، وجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش.
وسجلت غرب إفريقيا أكثر من 1800 هجوم للمتطرفين في الأشهر الستة الأولى من 2023، وفقًا للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النيجر فاغنر النيجر أوكرانيا الإرهاب النيجر الإرهاب النيجر حرب النيجر أميركا مالي داعش النيجر فاغنر النيجر أوكرانيا الإرهاب النيجر الإرهاب أخبار العالم الولایات المتحدة القوات الأمیرکیة فی النیجر
إقرأ أيضاً:
خطط لأجرأ عملية ضد الجيش الأميركي في العراق.. من هو علي دقدوق؟
أسفر هجوم جوي إسرائيلي حصل مؤخرا في سوريا عن مقتل علي موسى دقدوق القيادي البارز في جماعة حزب الله اللبنانية والعقل المدبر لواحدة من أكثر الهجمات جرأة وتعقيدا ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، وفقا لمسؤول دفاعي أميركي رفيع تحدث لشبكة "إن بي سي" الإخبارية.
وقال المسؤول الأميركي إن تفاصيل الهجوم الجوي الإسرائيلي لا تزال غير متوفرة، وليس من الواضح متى وقع الهجوم، وأين في سوريا، أو ما إذا كان قد استهدف دقدوق بشكل محدد.
ولم يرد المتحدث باسم البنتاغون على الفور على طلب الشبكة الأميركية للتعليق. أما السفارة الإسرائيلية في واشنطن فقد أحالت الأسئلة إلى الجيش، الذي لم يرد على الفور، بحسب الشبكة.
لكن مصدرا أمنيا لبنانيا والمرصد السوري لحقوق الإنسان كانا قد تحدثا لوكالة فرانس برس في الـ11 من الشهر الجاري وأكدا أن دقدوق "مسؤول ملف الجولان" في حزب الله أصيب جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة السيدة زينب جنوب دمشق في الـ10 من نوفمبر.
واستهدفت الغارة مبنى "تقطنه عائلات لبنانية وعناصر من حزب الله" المدعوم من إيران، وأسفرت عن مقتل تسعة أشخاص بينهم قيادي آخر من الحزب، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن "مسؤول ملف الجولان في حزب الله علي دقدوق أصيب جراء الغارة الإسرائيلية"، مشيرا الى أن القيادي الآخر "المهم" الذي قتل في الغارة هو "لبناني الجنسية وينشط في سوريا"، من دون أن يحدد هويته.
وأكد مصدر أمني لبناني لفرانس برس أن دقدوق "أصيب لكنه لم يقتل".
من هو دقدوق؟وفقا لمعهد دراسات الحرب فقد انضم دقدوق إلى حزب الله اللبناني في عام 1983، وبعد فترة وجيزة جرى تعيينه لقيادة وحدة العمليات الخاصة للحزب في لبنان.
سرعان ما ارتقى دقدوق في الرتب وقام بتنسيق العمليات في قطاعات كبيرة من لبنان وكان مسؤولا أيضا عن تنسيق الأمن الشخصي لزعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله، الذي قتل في غارة جوية إسرائيلية هذا العام.
في يوليو من عام 2007 أعلن الجيش الأميركي القبض على دقدوق في جنوب العراق. وأكدت الولايات المتحدة أنه عنصر في حزب الله اللبناني جاء إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني.
اتهمت الولايات المتحدة دقدوق، الملقب بحميد محمد جبور اللامي، بالضلوع في هجوم حصل في يناير 2007 في مدينة كربلاء بجنوب بغداد وقتل فيه مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قبل أن يقتلوهم لاحقا.
وقالت الولايات المتحدة إن "قيادة حزب الله اللبناني أرسلت دقدوق في عام 2005 إلى إيران للعمل مع فيلق القدس على تدريب متطرفين عراقيين".
قبيل انسحابها من العراق في 2011، أعلنت واشنطن تسليم دقدوق للسلطات العراقية، بعد حصولها على ضمانات من الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي في حينها بأنه "سيلاحق على جرائمه".
وكان دقدوق آخر معتقل تسلمه الولايات المتحدة لبغداد قبل أن تنسحب من هذا البلد.
أثارت خطوة تسليم للسلطات العراقية غضبا بين عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي في واشنطن مؤكدين أنه "يرسل مؤشرا سلبيا إلى حلفائنا وأعدائنا في المنطقة".
وأكد هؤلاء ومن ضمنهم زعيم الأقلية الجمهورية السابق ميتش ماك كونيل والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية جون ماكين "أنها لفضيحة أن يتم تسليم دقدوق الإرهابي إلى الحكومة العراقية عوضا عن إحالته الى محكمة عسكرية أميركية لمحاسبته على جرائمه".
وأضافوا أننا "نشعر بالقلق الشديد لفكرة أن دقدوق لن يحاسب يوما على ضلوعه في مقتل مواطنين أميركيين، وأنه سيصار إلى الإفراج عنه من جانب العراقيين لأسباب سياسية وسيستأنف بعدها القتال ضد الولايات المتحدة وأصدقائنا".
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى طلب عدم كشف اسمه لفرانس برس في حينه أن "الحكومة العراقية رفضت أي حديث عن ترحيله إلى غوانتانامو".
وبالفعل قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية في 2012 إطلاق سراح دقدوق "لعدم توفر أي دليل لإدانته" ليعود لبيروت بعدها.
في 2019 أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كشف وحدة أقامها حزب الله مؤخرا عبر خط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان السورية يرأسها دقدوق.
وقالت إسرائيل إن الوحدة الجديدة التي وصفتها بـ"الخطة السرية" لحزب الله، تم إنشاؤها "لمحاولة إعادة انشاء وتموضع وحدة سرية لتكون قادرة على العمل ضد إسرائيل" وفق ما نشر المتحدث العسكري باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي على تويتر.