السويد تخطط لقتل 20% من الدببة البنية في موسم الصيد السنوي
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أغسطس 21, 2024آخر تحديث: أغسطس 21, 2024
المستقلة/- أصدرت السويد تراخيص لقتل 20% من أعداد الدببة البنية في البلاد خلال موسم صيد الدببة السنوي الذي يبدأ اليوم، على الرغم من مخاوف خبراء الحفاظ على البيئة.
منح المسؤولون تراخيص لقتل ما يقرب من 500 دب بني من قبل الصيادين. وهذا يعادل حوالي 20% من إجمالي عدد الدببة، وفقًا للأرقام الرسمية، ومن شأنه أن يخفض عدد الدببة في السويد إلى حوالي 2000 – وهو انخفاض بنحو 40% منذ عام 2008.
أثار العدد المرتفع من التراخيص الصادرة قلق خبراء الحفاظ على البيئة، الذين يقولون إن أعداد الحيوانات المفترسة الكبيرة في أوروبا قد تواجه الانهيار في بعض البلدان بدون الحماية المناسبة. قال ماجنوس أوريبرانت، رئيس جمعية آكلات اللحوم السويدية: “إنه صيد جوائز خالص. إن إدارة الحياة البرية في السويد تدور حول قتل الحيوانات بدلاً من الحفاظ عليها بأفضل ما في وسعنا”.
في عشرينيات القرن العشرين، تعرضت الدببة البنية للصيد حتى كادت تنقرض في السويد، ولكن بفضل الإدارة الدقيقة، تعافى عددها إلى ذروة بلغت حوالي 3300 في عام 2008. ومع ذلك، على مدى السنوات الخمس الماضية، تم اصطياد أعداد متزايدة من الدببة، وبلغت ذروتها بقتل 722 دبًا في العام الماضي. هذا العام، تم إصدار تراخيص لإطلاق النار على 486 دبًا، وقد يتم إطلاق النار على عدد غير محدد آخر حيث يتم تقييم الدببة على أنها تشكل تهديدًا لحيوانات المزرعة.
في نوفمبر 2022، أعطى قانون جديد جمعيات الصيد المحلية المزيد من السلطة للإشراف على إدارة الحيوانات المفترسة الكبيرة، بما في ذلك الدببة. في السنوات الأخيرة، تم أيضًا إعدام مئات الذئاب والوشق، مما أثار مخاوف علماء البيئة.
قال ماجنوس ريدهولم، مدير الاتصالات في الجمعية السويدية للصيد وإدارة الحياة البرية: “نحن نتبع فقط توجيهات سياسة الحياة البرية للحكومة السويدية. الأمر كله يتعلق بالتوازن بين البشر والحيوانات المفترسة الكبيرة. ولهذا السبب يبدأ صيد الدببة غدًا”.
لكن بعض الصيادين أعربوا عن قلقهم إزاء تناقص أعداد الدببة البنية. وقال أندرس نيلسون، وهو صياد في نورلاند، شمال السويد: “هناك من داخل مجتمع الصيد من يشعر بالقلق إزاء قتل أعداد كبيرة من الدببة”.
وإذا استمر الصيادون في قتل الدببة بنفس المعدل في العام المقبل، فإن البلاد لن تفصلها سوى رحلة صيد سنوية واحدة عن الحد الأدنى البالغ 1400، وهو ما تعتبره وكالة حماية البيئة السويدية ضرورياً للحفاظ على عدد قابل للاستمرار من الدببة.
الدببة البنية هي “نوع محمي بشكل صارم” في أوروبا، ويزعم خبراء الحفاظ على البيئة أن حصص الصيد المرتفعة تنتهك قوانين توجيه المواطن في الاتحاد الأوروبي، الذي ينص على أن “الصيد المتعمد أو قتل الأنواع المحمية بشكل صارم محظور”. وبموجب قواعد الاتحاد الأوروبي، يمكن رفع هذا الحظر “كملاذ أخير” لحماية السلامة العامة أو المحاصيل أو النباتات والحيوانات الطبيعية.
ويقول أوريبرانت إن الباحثين قلقون من أن الدب البني نواجه نفس مصير الموظ في السويد، حيث انخفض بنسبة 60٪ منذ نهاية القرن الماضي.
ويزعم خبراء الحفاظ على البيئة أن زيادة عدد الدببة من شأنها أن تجعل السويد وجهة أكثر جاذبية للسياحة البيئية، وهو ما من شأنه أن يجلب عائدات أكبر من بيع تراخيص الصيد.
وقال أوريبرانت: “نظرًا لأن الصيادين قتلوا عددًا كبيرًا جدًا من الموظ، فإن الدب يعاني الآن بسبب ذلك”.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: من الدببة فی السوید
إقرأ أيضاً:
السويد في مواجهة الجدل.. هل أكياس النيكوتين تقلل من التدخين التقليدي؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في السويد، تتواصل المناقشات المثيرة حول فعالية أكياس النيكوتين “السنوس” كبديل للتدخين التقليدي.
ومع تزايد الجدل بين المؤيدين والمعارضين، ظهر باتريك سترومر، الأمين العام لجمعية مصنعي السنوس السويدية، كأحد أبرز المؤيدين لهذه المنتجات، متحدثًا عن دورها الكبير في تقليل مخاطر التدخين التقليدي.
وفي مقال نشرته صحيفة "نورا هالاند"، قدم "سترومر" حججًا قوية تؤكد أن السويد قد تمكنت من خفض معدلات التدخين اليومية بشكل ملحوظ، إذ لا يتجاوز المدخنون اليوميون 3٪ فقط من السكان، وفقًا لآخر الإحصائيات.
وأوضح قائلاً: "نحن نخطو خطوات كبيرة نحو أن نصبح دولة خالية من الدخان، والسنوس يعد جزءًا أساسيًا من هذا التحول."
تشير الدراسات إلى أن أكياس النيكوتين تمثل بديلاً أقل خطورة مقارنة بالسجائر التقليدية، وذلك لأن المخاطر الصحية المرتبطة بحرق التبغ، مثل السرطان وأمراض الرئة، تكون غير موجودة في هذه المنتجات. وبينما لا يمكن تجاهل أن النيكوتين نفسه يسبب الإدمان، إلا أن الأبحاث تظهر أن منتجات النيكوتين البديلة لا تحمل نفس المخاطر المترتبة على التدخين التقليدي.
في هذا السياق، يعتبر "سترومر" أن الإصرار على ربط هذه المنتجات بالتدخين التقليدي هو أمر غير دقيق.
وقال: "المواطنين في السويد أصبحوا أكثر وعيًا بأن السنوس ليس هو نفسه السجائر، والإحصائيات تشير إلى أن استخدام السنوس ساهم في خفض معدلات التدخين التقليدي بشكل كبير."
لكن على الرغم من هذه الأدلة، لا تزال منظمات مثل "جيل غير مدخن" تعارض منتجات النيكوتين البديلة، معتبرة أنها قد تساهم في نشر النيكوتين بشكل أوسع بين الأجيال الجديدة.
وتستمر هذه المنظمات في التأكيد على مخاطر الإدمان الناتج عن النيكوتين، حتى لو كان بشكل أقل خطورة. هذه المعركة بين المؤيدين والمعارضين توضح أن قضية النيكوتين لا تزال معقدة وتحتاج إلى مزيد من البحث والفهم العلمي.
وفي ردوده على هذه الانتقادات، أكد "سترومر" أن السويد قد أثبتت نجاحها في تقليل معدلات التدخين التقليدي، وقال: "هذه الإحصائيات لا يمكن تجاهلها. لا يمكننا الاستمرار في ربط السنوس بالتدخين التقليدي بينما تتناقض هذه المقارنة مع الواقع العلمي."
وأشار إلى أن السنوس لا يمثل "بوابة" للتدخين كما يزعم البعض، بل هو خيار منخفض المخاطر ساعد كثيرًا في الحد من التدخين في السويد.
على الرغم من أن السويد تعد رائدة في هذا المجال، إلا أن الطريق نحو "دولة خالية من الدخان" ما زال طويلًا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعتبر البلد خاليًا من الدخان إذا كانت نسبة المدخنين اليوميين فيه أقل من 5٪. وفي هذا السياق، يُنظر إلى السويد كنموذج يُحتذى به، ويعتقد العديد من الخبراء أن التجربة السويدية قد تكون خطوة أولى لدول أخرى في تبني هذه المنتجات كجزء من استراتيجية الحد من المخاطر.
مؤخرًا، اتخذت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خطوة كبيرة في الاعتراف بمنتجات السنوس كبديل منخفض المخاطر للتدخين التقليدي.
جاء هذا القرار بعد سلسلة من الدراسات التي أظهرت أن الأشخاص الذين تحولوا من السجائر إلى السنوس شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في المخاطر الصحية.
هذه الخطوة تُعد بداية تحول في النظرة العالمية نحو بدائل التدخين الخالية من الدخان، مثل السجائر الإلكترونية، التبغ المسخّن، أكياس النيكوتين، والتبغ الممضوغ.
ويُنتظر أن تؤثر هذه التطورات في سياسات العديد من الدول في المستقبل، مع التأكيد على أن الإقلاع عن التدخين يظل أحد أفضل القرارات التي يمكنك اتخاذها لصحتك.