بوابة الوفد:
2025-02-02@05:54:59 GMT

مكتبة منى نوال وعاطف حتاتة

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قل ما شئت عن المفكرة الكاتبة نوال السعداوى. اتهمها بما تشاء، فأوروبا المجنونة زمن انصياع الدولة للكنيسة اتهمت «جاليليو» بالجنون، أدانته محكمة التفتيش الرومانية الكاثوليكية عام 1633، اتهموه بدعم نظرية «كوبرنيكس»عن مركزية الشمس، التى تقول بدوران الأرض وبقية الكواكب حول الشمس. وبعد سنوات اعتذرت أوروبا لجاليليو، وتكرِّمه معاهد العلم والعلماء حتى اليوم.

أيضاً الخليفة المنصور اتهم ابن رشد بالزندقة (١١٢٦-١١٩٨م) وأحرق كتبه، وبعد فترة أعيد إليه اعتباره كواحد من أبرز المفكرين وشراح الفلسفة، وما زال يتمتع بمكانته اللائقة حتى اليوم!

-الاتهامات التى توجه للمفكرين والعلماء تقليد قديم، ولم ينج منها أحد، فى عصرنا تعرض الأستاذ هيكل لأبشع الانتقادات زمن السادات واتهم يوسف إدريس زمن مبارك بالإساءة لسمعة مصر مقابل حفنة دولارات، ونصر حامد أبو زيد اتهم بالردة وفُرِّق بينه وبين زوجته!

-الأفكار كما يقول يوسف شاهين -فى فيلم المصير- لها أجنحة، وسواء بالخصوم أو بالمؤيدين ستحلق فى الفضاء ولن يوقفها أحد، وسيعتنقها من يعتنقها ويرفضها من يرفضها!

أما نوال السعداوى فالرافضون لأفكارها كثر، لا يناقشون الأفكار.. الأغلبية ترفضها شكلا، وفى الموضوع يكتفون بجملة أو مقطع على طريقة الشيخ كشك متحدثًا عن أم كلثوم: «سيدة فى العقد السابع من عمرها تقف على المسرح وتقول خدنى فى حنانك خدني»..ثم يدعو عليها بطريقة مسرحية فيضحك المستمعون! نفس الكأس شرب منها نظيره الشيخ المحلاوى، فبعد أن سجن السادات مصر فى ٥سبتمبر ١٩٨٠ (١٦٣٥ معارضا من مختلف التيارات وضعهم فى سجونه، ما أسماه موسى صبرى كذبًا بثورة ٥سبتمبر) فإنه سخر من المحلاوى بقوله: «مرمى فى السجن زى الكلب»! الهجوم على الأشخاص والسخرية منهم آفة مصرية بامتياز، ونوال السعداوى (١٩٣١-٢٠٢١) التى كانت لها مواقف مختلفة وجريئة تتعلق بحرية المرأة لم تعجب كثيرين، وتناولها للجنس فى كتاباتها جعلهم يصمونها بالابتذال والترويج للشذوذ ونحو ذلك.. ورغم أنها مفكرة مرموقة فى مصر وأوروبا وأمريكا التى قامت بالتدريس فيها، إلا أنها فى وطنها كانت منبوذة أو متهمة دائما أو موصومة بتبنيها الأفكار التى لا تتناسب مع مجتمعنا المحافظ.

«مش مشكلة».. ماتت نوال السعداوى.. طبيبة الأمراض الصدرية والنفسية والكاتبة والروائية.. وبقيت أفكارها فى كتب منها: الإله يقدم استقالته، المرأة والجنس، الوجه العارى للمرأة العربية، مذكرات فى سجن النساء، سقوط الإمام، وغيرها كثير!

ابنتها الكاتبة منى حلمى أعلنت انها ستنفذ وصيتها بإضافة اسم والدتها إلى اسمها، وبالفعل كتبت اسمها منى نوال حلمى، إلا أن حدثا غريبًا عجيبًا أثير مؤخرًا على وسائل التواصل، فقد صدمنا إعلان لأحد معَلِمى بيع المكتبات، يعلن فيه استحواذه على مكتبة ومتعلقات نوال السعداوى الشخصية، وجوازات سفرها وربما أكثر من هذا. النشر أزعجنا، كما أزعج منى وشقيقها عاطف حتاتة، فنشرت نفيًا تبين فيه أن أحدهم ربما جمع كتبا من هنا وأوراقا من هناك ليقيم بها معرضا عن نوال لا تعرف وشقيقها عنه شيئا!

لا أظن هذا كافيًا لحسم الأمور. يخالجنى شك فى الأمر، وأظن أن متعلقات وأوراقا كهذه ليست ملكا لأفراد، بقدر ما هى ملك لمصر. نوال السعداوى ليست مجرد عابرة فى تاريخنا ولكنها إحدى حكايات هذا التاريخ!

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

مدير مكتبة الإسكندرية: عصابات الإتجار بالبشر تقف وراء متلازمة الهجرة غير الشرعية

أكد الدكتور أحمد زايد; مدير مكتبة الإسكندرية أن الهجرة غير الشرعية، تفاقمت كظاهرة دولية فى السنوات العشر الأخيرة بسبب ارتفاع معدلات الفقر فى دول العالم الثالث، إضافة إلى الحروب والنزاعات والتوترات.


وقال الدكتور إن الاحصاءات تؤكد إرتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن الأرقام تقول لنا إن 42 ألف مهاجر غير شرعى وصلوا إلى شواطىء أوروبا خلال عام 2023 بزيادة نسبتها 292% مقارنة بنفس الفترة عام 2022، هذا غير عدد من فقدوا حياتهم فى رحلة الهروب والتى تقدرهم الإحصاءات بنصف مليون شخص.

 

جاء ذلك خلال مشاركته فى ندوة "جهود اللجنة الوطنية التنسيقية فى مكافحة تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر" ضمن النشاط الثقافى لمعرض القاهرة الدولى للكتاب الذى تتواصل فعالياته فى مركز مصر للمعارض، شارك فيها كل من السفيرة نائلة جبر، والدكتور أحمد سعدة؛ مساعد وزيرة التضامن، والكاتبة سماح أبو بكر، والأستاذة بسمة فؤاد عنتر؛ مؤسس والمدير التنفيذي جمعية المستقلين الدولية، وأدارها الدكتور خالد سعدة.

وقال مدير مكتبةالإسكندرية إن الأمم المتحدة اهتمت مؤخراً بتنشيط وانعاش دور منظمة الهجرة غير الشرعية، رغم أنها أنشئت فى عام 1951 بسبب خطورة وتداعيات الظاهرة فى السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن مصر انضمت مبكراً للمنظمة، وبلورت نشاطها وخبراتها فى مكافحة الظاهرة فى استراتيحية متكاملة لمعالجة ومكافحة الظاهرة من جذورها بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى.

ولفت الدكتور أحمد زايد إلى أننا بإزاء خطر شديد متفاقم يمكن أن نطلق عليه "متلازمة الهجرة" غير الشرعية يقف وراءها تجار البشر، مشيراً إلى أن هناك أسباب تقف وراء الظاهرة فى مصر، وقال إن هناك شبكات غير قانونية وغير مرئية للأجهزة تقف وراء التشجيع والإيقاع بالضحايا.

وأضاف زايد، أن التقليد الأعمى لمن نجحت تجاربهم تقف كسبب مهم وراء تشجيع غيرهم على أن يسلكوا نفس المسلك وهو ما يمكن نعتبره "ثقافة منحرفة"، مطالباً بتغليظ القانون لمواجهة وردع الشبكات والعصابات التى تقف وراء الظاهرة، محذراً من تنامى القيم المادية، فالنجاح ليس مادياً فقط ولكن النجاح المعنوى مهم أيضاً، فالنجاح المعنوى الذى حققه اللاعب المصرى محمد صلاح لايقل أهمية عن نجاحه المادى ترى ذلك وتلمسه فى سعادته بتحقيق أى هدف وإدخال السعادة على متابعيه.

مقالات مشابهة

  • مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
  • البلوشية: استضافة عُمان لاجتماع "جمعيات طلبة الطب" فرصة لتبادل الأفكار ومشاركة الخبرات
  • 5 أمراض قد تصيبك بسبب الأفكار السلبية.. منها مشاكل القلب والجهاز الهضمي
  • مدير مكتبة الإسكندرية: عصابات الإتجار فى البشر تقف وراء "متلازمة الهجرة غير الشرعية"
  • غداً.. يوم رياضي للأطفال في مكتبة مصر العامة بدمياط
  • مدير مكتبة الإسكندرية: عصابات الإتجار بالبشر تقف وراء متلازمة الهجرة غير الشرعية
  • مكتبة محمد بن راشد تحيي مئوية "الأخوين رحباني"
  • محمد صابر عرب: القراءة روح الحياة وتقي من الأفكار الهدامة
  • وزير الثقافة: نشر الوعي بمثابة الدرع الوحيد لمجابهة الأفكار السلبية
  • مي العيدان: طليقة زوج أصالة نصري فائقة الجمال.. وتسي لـ نوال الزغبي