قل ما شئت عن المفكرة الكاتبة نوال السعداوى. اتهمها بما تشاء، فأوروبا المجنونة زمن انصياع الدولة للكنيسة اتهمت «جاليليو» بالجنون، أدانته محكمة التفتيش الرومانية الكاثوليكية عام 1633، اتهموه بدعم نظرية «كوبرنيكس»عن مركزية الشمس، التى تقول بدوران الأرض وبقية الكواكب حول الشمس. وبعد سنوات اعتذرت أوروبا لجاليليو، وتكرِّمه معاهد العلم والعلماء حتى اليوم.
-الاتهامات التى توجه للمفكرين والعلماء تقليد قديم، ولم ينج منها أحد، فى عصرنا تعرض الأستاذ هيكل لأبشع الانتقادات زمن السادات واتهم يوسف إدريس زمن مبارك بالإساءة لسمعة مصر مقابل حفنة دولارات، ونصر حامد أبو زيد اتهم بالردة وفُرِّق بينه وبين زوجته!
-الأفكار كما يقول يوسف شاهين -فى فيلم المصير- لها أجنحة، وسواء بالخصوم أو بالمؤيدين ستحلق فى الفضاء ولن يوقفها أحد، وسيعتنقها من يعتنقها ويرفضها من يرفضها!
أما نوال السعداوى فالرافضون لأفكارها كثر، لا يناقشون الأفكار.. الأغلبية ترفضها شكلا، وفى الموضوع يكتفون بجملة أو مقطع على طريقة الشيخ كشك متحدثًا عن أم كلثوم: «سيدة فى العقد السابع من عمرها تقف على المسرح وتقول خدنى فى حنانك خدني»..ثم يدعو عليها بطريقة مسرحية فيضحك المستمعون! نفس الكأس شرب منها نظيره الشيخ المحلاوى، فبعد أن سجن السادات مصر فى ٥سبتمبر ١٩٨٠ (١٦٣٥ معارضا من مختلف التيارات وضعهم فى سجونه، ما أسماه موسى صبرى كذبًا بثورة ٥سبتمبر) فإنه سخر من المحلاوى بقوله: «مرمى فى السجن زى الكلب»! الهجوم على الأشخاص والسخرية منهم آفة مصرية بامتياز، ونوال السعداوى (١٩٣١-٢٠٢١) التى كانت لها مواقف مختلفة وجريئة تتعلق بحرية المرأة لم تعجب كثيرين، وتناولها للجنس فى كتاباتها جعلهم يصمونها بالابتذال والترويج للشذوذ ونحو ذلك.. ورغم أنها مفكرة مرموقة فى مصر وأوروبا وأمريكا التى قامت بالتدريس فيها، إلا أنها فى وطنها كانت منبوذة أو متهمة دائما أو موصومة بتبنيها الأفكار التى لا تتناسب مع مجتمعنا المحافظ.
«مش مشكلة».. ماتت نوال السعداوى.. طبيبة الأمراض الصدرية والنفسية والكاتبة والروائية.. وبقيت أفكارها فى كتب منها: الإله يقدم استقالته، المرأة والجنس، الوجه العارى للمرأة العربية، مذكرات فى سجن النساء، سقوط الإمام، وغيرها كثير!
ابنتها الكاتبة منى حلمى أعلنت انها ستنفذ وصيتها بإضافة اسم والدتها إلى اسمها، وبالفعل كتبت اسمها منى نوال حلمى، إلا أن حدثا غريبًا عجيبًا أثير مؤخرًا على وسائل التواصل، فقد صدمنا إعلان لأحد معَلِمى بيع المكتبات، يعلن فيه استحواذه على مكتبة ومتعلقات نوال السعداوى الشخصية، وجوازات سفرها وربما أكثر من هذا. النشر أزعجنا، كما أزعج منى وشقيقها عاطف حتاتة، فنشرت نفيًا تبين فيه أن أحدهم ربما جمع كتبا من هنا وأوراقا من هناك ليقيم بها معرضا عن نوال لا تعرف وشقيقها عنه شيئا!
لا أظن هذا كافيًا لحسم الأمور. يخالجنى شك فى الأمر، وأظن أن متعلقات وأوراقا كهذه ليست ملكا لأفراد، بقدر ما هى ملك لمصر. نوال السعداوى ليست مجرد عابرة فى تاريخنا ولكنها إحدى حكايات هذا التاريخ!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
مليون جنيه مصري وجائزة مرموقة.. مكتبة الإسكندرية تطلق جائزة عالمية
أعلنت مكتبة الإسكندرية عن إطلاق جائزة عالمية تحمل اسمها، وذلك في خطوة تعكس مكانتها الرائدة في عالم الثقافة والمعرفة. تهدف الجائزة إلى تكريم المبدعين والمبتكرين في شتى المجالات، وتشجيع البحث العلمي والإبداع الفني.
تبلغ قيمة الجائزة المالية مليون جنيه مصري، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، وستمنح الجائزة سنويًا لشخصية أو مؤسسة قدمت إسهامات بارزة في مجال معين، مع التركيز في الدورة الأولى على "تطبيقات التكنولوجيا الخضراء لتحقيق الرفاهية والسعادة للإنسانية"مؤكداً مكتبة الإسكندرية اليوم عن إطلاق جائزة ثقافية وعلمية كبرى تحمل اسمها، والتي تعكس مكانتها الرفيعة ورسالتها النبيلة في تعزيز قيم التعددية والحوار والتآلف الإنساني.
وأكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن هذه الجائزة تأتي استكمالاً لدور المكتبة في دعم الثقافة والمعرفة، وتشجيع الحوار بين الحضارات، مشيراً إلى أن المكتبة تسعى من خلال هذه الجائزة إلى أن تكون منارة للعلم والمعرفة على مستوى العالم.
وأشار مدير مكتبة الإسكندرية إلى أن الجائزة ستُمنح لشخصية بارزة في مجالات العلوم البحتة أو العلوم التطبيقية، أو في الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، بشرط أن تكون هذه الشخصية قد قدمت إسهامًا علميًا مميزًا في خدمة الإنسانية. كما يُمكن منح الجائزة لمؤسسة قدَّمت إسهامًا بارزًا في مجال الجائزة.
أفاد مدير مكتبة الإسكندرية بأن المراحل الزمنية لجائزة تعلن كما يلي: يُفتح باب الترشح في ديسمبر من كل عام، ويستمر لمدة ثلاثة أشهر. ستتولى لجان الفرز الأولى القراءة والتحقق من استيفاء الشروط في أبريل 2025. كما ستعقد اجتماعات لجان التحكيم في شهري أبريل ومايو 2025، حيث سيتم الإعلان عن القائمة القصيرة في نهاية مايو من نفس العام. وسيُقام حفل تسليم الجائزة بالتزامن مع معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في النصف الثاني من شهر يوليو.
و أوضح مدير المكتبة أن هناك مجموعة من القيم الأساسية التي تحكم الجائزة، والتي تشمل الالتزام بمبادئ عدم التمييز على أساس العرق أو الأصل أو الدين أو الجنس، وتقدير العلم والفكر والابتكار بجميع أنواعه، واحترام كافة الآراء والتوجهات الفكرية والثقافية. كما أكد على أهمية تعزيز روح التعددية والحوار البنّاء، إلى جانب توافر الشفافية والنزاهة في تداول المعلومات وإجراء التحكيم العادل بين المرشحين. وأكد الدكتور زايد على ضرورة أن تعكس الجائزة الرؤية الإنسانية والثقافية لمكتبة الإسكندرية.
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية أن شروط وطرق الترشّح تتطلب تقديم الطلب عبر المؤسسات التي تعمل في المجالات العلمية أو الأدبية أو الفنية. تشمل هذه المؤسسات الجامعات، ومراكز الأبحاث العلمية، والأكاديميات العلمية والفنية. يجب أن يتم الترشّح من خلال تقديم خطاب موجه إلى إدارة الجائزة، مع إرفاق مسوغات الترشّح، والسيرة الذاتية للمرشّح، وصورة من جواز سفره، بالإضافة إلى موافقته على الترشيح. يُشترط أيضًا أن تُرفع مستندات الترشّح على المنصة الإلكترونية للجائزة، مع إرسال نسخة ورقية إلى مقر مكتبة الإسكندرية.
رابط التسجيل: https://www.bibalex.org/internationalaward/