بوابة الوفد:
2025-05-01@14:00:17 GMT

مكتبة منى نوال وعاطف حتاتة

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

قل ما شئت عن المفكرة الكاتبة نوال السعداوى. اتهمها بما تشاء، فأوروبا المجنونة زمن انصياع الدولة للكنيسة اتهمت «جاليليو» بالجنون، أدانته محكمة التفتيش الرومانية الكاثوليكية عام 1633، اتهموه بدعم نظرية «كوبرنيكس»عن مركزية الشمس، التى تقول بدوران الأرض وبقية الكواكب حول الشمس. وبعد سنوات اعتذرت أوروبا لجاليليو، وتكرِّمه معاهد العلم والعلماء حتى اليوم.

أيضاً الخليفة المنصور اتهم ابن رشد بالزندقة (١١٢٦-١١٩٨م) وأحرق كتبه، وبعد فترة أعيد إليه اعتباره كواحد من أبرز المفكرين وشراح الفلسفة، وما زال يتمتع بمكانته اللائقة حتى اليوم!

-الاتهامات التى توجه للمفكرين والعلماء تقليد قديم، ولم ينج منها أحد، فى عصرنا تعرض الأستاذ هيكل لأبشع الانتقادات زمن السادات واتهم يوسف إدريس زمن مبارك بالإساءة لسمعة مصر مقابل حفنة دولارات، ونصر حامد أبو زيد اتهم بالردة وفُرِّق بينه وبين زوجته!

-الأفكار كما يقول يوسف شاهين -فى فيلم المصير- لها أجنحة، وسواء بالخصوم أو بالمؤيدين ستحلق فى الفضاء ولن يوقفها أحد، وسيعتنقها من يعتنقها ويرفضها من يرفضها!

أما نوال السعداوى فالرافضون لأفكارها كثر، لا يناقشون الأفكار.. الأغلبية ترفضها شكلا، وفى الموضوع يكتفون بجملة أو مقطع على طريقة الشيخ كشك متحدثًا عن أم كلثوم: «سيدة فى العقد السابع من عمرها تقف على المسرح وتقول خدنى فى حنانك خدني»..ثم يدعو عليها بطريقة مسرحية فيضحك المستمعون! نفس الكأس شرب منها نظيره الشيخ المحلاوى، فبعد أن سجن السادات مصر فى ٥سبتمبر ١٩٨٠ (١٦٣٥ معارضا من مختلف التيارات وضعهم فى سجونه، ما أسماه موسى صبرى كذبًا بثورة ٥سبتمبر) فإنه سخر من المحلاوى بقوله: «مرمى فى السجن زى الكلب»! الهجوم على الأشخاص والسخرية منهم آفة مصرية بامتياز، ونوال السعداوى (١٩٣١-٢٠٢١) التى كانت لها مواقف مختلفة وجريئة تتعلق بحرية المرأة لم تعجب كثيرين، وتناولها للجنس فى كتاباتها جعلهم يصمونها بالابتذال والترويج للشذوذ ونحو ذلك.. ورغم أنها مفكرة مرموقة فى مصر وأوروبا وأمريكا التى قامت بالتدريس فيها، إلا أنها فى وطنها كانت منبوذة أو متهمة دائما أو موصومة بتبنيها الأفكار التى لا تتناسب مع مجتمعنا المحافظ.

«مش مشكلة».. ماتت نوال السعداوى.. طبيبة الأمراض الصدرية والنفسية والكاتبة والروائية.. وبقيت أفكارها فى كتب منها: الإله يقدم استقالته، المرأة والجنس، الوجه العارى للمرأة العربية، مذكرات فى سجن النساء، سقوط الإمام، وغيرها كثير!

ابنتها الكاتبة منى حلمى أعلنت انها ستنفذ وصيتها بإضافة اسم والدتها إلى اسمها، وبالفعل كتبت اسمها منى نوال حلمى، إلا أن حدثا غريبًا عجيبًا أثير مؤخرًا على وسائل التواصل، فقد صدمنا إعلان لأحد معَلِمى بيع المكتبات، يعلن فيه استحواذه على مكتبة ومتعلقات نوال السعداوى الشخصية، وجوازات سفرها وربما أكثر من هذا. النشر أزعجنا، كما أزعج منى وشقيقها عاطف حتاتة، فنشرت نفيًا تبين فيه أن أحدهم ربما جمع كتبا من هنا وأوراقا من هناك ليقيم بها معرضا عن نوال لا تعرف وشقيقها عنه شيئا!

لا أظن هذا كافيًا لحسم الأمور. يخالجنى شك فى الأمر، وأظن أن متعلقات وأوراقا كهذه ليست ملكا لأفراد، بقدر ما هى ملك لمصر. نوال السعداوى ليست مجرد عابرة فى تاريخنا ولكنها إحدى حكايات هذا التاريخ!

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الخارجية التايلاندي يزور مكتبة الإسكندرية ويشيد بدورها الثقافي الرائد

أجرى روس جاليشندرا، نائب وزير الخارجية بمملكة تايلاند، يرافقه وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية التايلاندية، ودبلوماسيون من سفارة تايلاند بجمهورية مصر العربية، على رأسهم السيد تاناوات سيريكول، سفير مملكة تايلاند بالقاهرة، زيارةً إلى مكتبة الإسكندرية اليوم للتعرف عليها باعتبارها منارة الفكر والثقافة في مصر والعالم العربي.
استقبلت الوفد الأستاذة هبة الرافعي، القائم بأعمال رئيس قطاع العلاقات الخارجية والإعلام بالمكتبة، نيابةً عن الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، واصطحبت الضيوف في جولة تفقدية تعرفوا خلالها على المكتبة وقطاعاتها المختلفة. كما أهدت نائب وزير الخارجية نسخة من كتاب "ذاكرة القاهرة الفوتوغرافية" وكتاب "ليست مجرد مكتبة".
زار الوفد قاعة الاطلاع الرئيسية، وتعرفوا على المشروعات الرقمية والتكنولوجية والموارد المعرفية، بالإضافة إلى المعارض والمتاحف الموجودة داخل المكتبة، مثل: معرض العالم الرقمي، متحف المخطوطات، متحف الآثار، معرض الإسكندرية عبر العصور، كسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الرئيس الراحل محمد أنور السادات. كما حضر الوفد عرضًا في البانوراما الحضارية.
وفي ختام الزيارة، أعرب نائب وزير الخارجية التايلاندي عن بالغ تقديره لما تزخر به مكتبة الإسكندرية من إرث ثقافي وتاريخي عريق، مشيدًا بدورها الرائد كمركز إشعاع فكري ومنارة للتنوير والإبداع.

طباعة شارك الاسكندرية وزير الخارجية التايلاندي تايلاند ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ سيريكول

مقالات مشابهة

  • جدل واسع بعد نقل سفارة اليمن في واشنطن مخطوطات نادرة إلى مكتبة أمريكية
  • نائب وزير الخارجية التايلاندي يزور مكتبة الإسكندرية ويشيد بدورها الثقافي الرائد
  • خبراء مكتبة الإسكندرية يشاركون فى ندوات معرض أبو ظبى للكتاب
  • أحمد زايد: مكتبة الإسكندرية تسعى لحفظ التراث ونشره بالوسائل الرقمية
  • مصرع 3 أشخاص وإصابة 11 آخرين في انفجار خط غاز بطريق الواحات
  • حريق أمام جامعة نوال.. إصابة 11 شخصًا إثر انفجار خط ‏غاز بطريق الواحات
  • تعرف إلى آلية إجراءات تسجيل الاختراع وحماية الأفكار في الإمارات
  • مكتبة الإسكندرية تحتفي بـ 125 عامًا من المسيرة التعليمية الزاهرة لمدرسة سان جبرائيل
  • «مكتبة الإسكندرية» تفجر مفاجأة جديدة حول التسريب الصوتي للرئيس عبد الناصر «فيديو»
  • مكتبة الإسكندرية ترد على مزاعم تسريب مكالمة عبد الناصر والقذافي