بشرى سارة للنساء.. اكتشافات مهمة لعلاج السمنة بعد سن الخمسين
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة كورنيل في الولايات المتحدة عن مسارات واعدة تزيد من فهم الكيفية التي تتطور من خلالها الأنسجة الدهنية الصحية وغير الصحية من الخلايا الجذعية، مما قد يساعد يوما ما في معالجة وباء السمنة. كما حققت الدراسة تقدما في فهم الطريقة التي يمكن من خلالها تقليل الدهون البيضاء غير الصحية لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
عرف الباحثون لسنوات أن الهرمونات الجنسية – التستوستيرون والأستروجين – تلعب دورا في تنظيم تطور الدهون. عادة ما يسهل الأستروجين تكوين الدهون "الصحية" تحت الجلد، والتي توفر الحماية.
عند إزالة الأستروجين، كما يحدث أثناء انقطاع الطمث، تفقد النساء دهونهن "الصحية" وتزيد لديهن الدهون البيضاء "غير الصحية"، وهي المكان الذي يتم فيه تخزين السعرات الحرارية الزائدة. الأمر الذي يقف وراء تطور أمراض القلب وأمراض التمثيل الغذائي في الخمسينيات من العمر لدى النساء. وأمراض التمثيل الغذائي هي أي من الأمراض أو الاضطرابات التي تعطل عملية التمثيل الغذائي الطبيعي التي يتم فيها تحويل الطعام إلى طاقة على المستوى الخلوي.
يؤدي انخفاض هرمون الأستروجين أثناء انقطاع الطمث إلى تغييرات في توزيع دهون الجسم والأمراض القلبية والتمثيل الغذائي المرتبطة بها. في الظروف العادية، يتطلب العلاج بالأستروجين جرعات عالية ليكون فعالا، مما يزيد أيضا من خطر الإصابة بسرطان الثدي.
ولكن نتائج الدراسة الجديدة التي نشرت في 5 أغسطس/آب الحالي في مجلة نيتشر كوميونكيشنز حددت علاجات محتملة قد تعكس هذه التغيرات غير الصحية في يوم من الأيام.
يقف بروتين عبر الغشاء الخارجي للخلايا مشكلا مستقبِلا يعرف بالمستقبِل "سي إكس سي آر 4 (Cxcr4)". يشتهر هذا المستقبِل بقدرته على جذب الخلايا الجذعية واحتجازها في البيئات الدقيقة أثناء نضوجها.
يمكن لهذه الخلايا الجذعية أن تصبح أنواعا مختلفة من الأنسجة. تتلقى بعض هذه الخلايا إشارات وتلتزم بأن تصبح خلايا دهنية. يشار إلى هذه العملية التي تلتزم فيها الخلية الجذعية بأن تتحول إلى خلية دهنية، باسم "السلالة الدهنية". والسلالة الدهنية هي تاريخ الخلية منذ أن كانت خلية جذعية وحتى أصبحت خلية دهنية.
اكتشف الباحثون أن تثبيط المستقبل "سي إكس سي آر 4" في الفئران، يقلل ميل الخلايا الجذعية الدهنية للتحول إلى الدهون البيضاء، المعروفة أيضا بالأنسجة الدهنية البيضاء.
استخدم الفريق البحثي فأرا مُهندسا سمح لهم بحذف "سي إكس سي آر 4" ضمن هذه السلالة الدهنية، وبالتالي إزالة المستقبل. وجدوا أنه عندما تم حذف المستقبل، كان لدى الفئران الذكور انخفاض طفيف في الأنسجة الدهنية البيضاء. لكن عندما فحصوا الإناث من نفس الجيل، وجدوا غيابا للأنسجة الدهنية البيضاء.
بعد معرفة أن "سي إكس سي آر 4" ينظم بيولوجيا الخلايا الجذعية، قام الباحثون بعد ذلك بفحص ما إذا كان حذف المستقبل يجعل الخلايا الجذعية أكثر أو أقل التزاما بأن تصبح خلايا دهنية بيضاء.
قال دانيال بيري، أستاذ مساعد في علوم التغذية في كلية البيئة البشرية في جامعة كورنيل في الولايات المتحدة الأميركية: "عندما حذفنا "سي إكس سي آر 4” وجدنا أن الخلايا الجذعية كانت أقل التزاما بالسلالة الدهنية في الفئران الإناث، وبدت أكثر حساسية للعلاجات بالإستروجين".
العلاج بجرعات الأستروجين القليلة
يشير هذا الاكتشاف إلى أن جرعات أقل من العلاج بالأستروجين قد تكون فعالة في غياب أو تثبيط "سي إكس سي آر 4" بشكل دوائي.
لاختبار ذلك، أزال الفريق المبايض، التي تنتج الأستروجين، من هذه الفئران الإناث. قال بيري- وفقا لموقع يوريك أليرت-: "لاحظنا أن الدهون عادت عندما أزلنا الأستروجين من أجسامهم."
يعتقد الباحثون أنه من خلال حجب "سي إكس سي آر 4” ثم إعطاء علاج بالأستروجين بجرعات منخفضة يمكن الحد من الآثار الجانبية الضارة المتعلقة بسرطان الثدي. قد يقي هذا العلاج أيضا من الأمراض القلبية وأمراض التمثيل الغذائي المرتبطة بالأنسجة الدهنية البيضاء الزائدة.
وقال بيري: "نحن بدأنا في فهم كيفية تشكل الدهون بين الأفراد من الذكور والإناث، وهذا يسمح لنا بالتفكير بشكل مختلف حول وباء السمنة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الخلایا الجذعیة التمثیل الغذائی الدهنیة البیضاء
إقرأ أيضاً:
قرارات ترامب تهدد أنظمة الرعاية الصحية للنساء حول العالم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد جميع المساعدات الخارجية في كارثة صحية عالمية، حيث تم إغلاق عيادات الرعاية الصحية للأمومة والإنجاب، وتوقفت برامج علاج السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، ووُضع الأطباء والممرضات في إجازة قسرية دون أفق واضح للعودة، ووفقًا لوكالات الإغاثة الدولية، فقد أدى هذا القرار إلى تدمير عقود من التقدم في مجال الرعاية الصحية للنساء بين عشية وضحاها.
ووفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الإخبارية فبعد ثلاثة أسابيع فقط من تنفيذ هذا القرار، أصبح تأثيره واضحًا على ملايين النساء والفتيات حول العالم، حيث بدأت أنظمة الرعاية الصحية بالانهيار، وفقًا للأمم المتحدة ووكالات المساعدة العالمية. وقال إليشا دان جورجيو، رئيس مجلس الصحة العالمي: "لا يمكنك الحصول على العلاج، ولا يمكنك الحصول على الرعاية، لأن أمريكا قررت أنك لا تستحق ذلك. نحن في معركة من أجل حياة الجميع".
انهيار سريع في الخدمات الصحية للنساءبحسب الدكتورة إليزابيث سولي، الباحثة في معهد جوتماشر، فإن نحو 2.5 مليون امرأة وفتاة قد حُرمن بالفعل من خدمات منع الحمل، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 11.7 مليون بحلول نهاية فترة المراجعة التي أعلنتها إدارة ترامب، والتي تستغرق 90 يومًا لتحديد مستقبل المساعدات الخارجية.
في زيارة رسمية إلى جمهورية الدومينيكان الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أن إدارة ترامب قامت بتجميد جميع المساعدات الأجنبية تقريبًا ريثما تتم مراجعة هذه البرامج "للتأكد من أنها تتماشى مع المصالح الوطنية الأمريكية". وكنتيجة لذلك، فقد تم إفراغ الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) من صلاحياتها، ولم يتبق منها سوى القليل، والذي ستديره وزارة الخارجية.
وفي حلقة نقاشية نظمتها الأمم المتحدة، أطلقت عدة منظمات دولية ناقوس الخطر، منها صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومجلس الصحة العالمي، ومؤسسة MSI للخيارات الإنجابية، ومعهد جوتماشر، واتحاد تنظيم الأسرة في أمريكا. وحذر المشاركون من انهيار كارثي في سلسلة توريد الرعاية الصحية، حيث توقفت الإمدادات الطبية الأساسية، مما أدى إلى خسارة سريعة للثقة في هذه الخدمات.
واشنطن تلتزم الصمت.. ووكالات الإغاثة تستنجدحتى الآن، لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية أي تعليق رسمي حول هذه الأزمة. لكن وكالات الإغاثة الدولية أكدت أن الولايات المتحدة كانت على مدار الخمسين عامًا الماضية أكبر داعم مالي عالمي للرعاية الصحية للنساء، حيث كانت تقدم 40% من إجمالي التبرعات الدولية لتنظيم الأسرة، معظمها عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
من جانبه، حاول ماركو روبيو تهدئة المخاوف، مشيرًا إلى أن الإعفاءات الطارئة ستصدر للمساعدات الإنسانية، وأن المساعدات المنقذة للحياة مثل الغذاء والدواء لن يشملها التجميد. لكن وكالات المساعدات رفضت هذه التصريحات، مؤكدة أن الإعفاءات لم تُطبق في المناطق المتضررة، كما أن الموظفين الذين يفترض أن يديروا هذه الإعفاءات قد أُجبروا على إجازات غير مدفوعة، ولم يتم الرد على المناشدات الموجهة إلى المسؤولين الأمريكيين.
أزمة في تمويل الأمم المتحدة وبرامج المساعدات الصحيةأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن برامجه العالمية تضررت بشدة بسبب توقف التمويل الأمريكي، حيث كانت الولايات المتحدة تغطي أكثر من 30% من ميزانية الوكالة. وعلى مدار الأربع سنوات الماضية، قدمت واشنطن 725 مليون دولار لتمويل مشاريع صحية حيوية، منها رعاية النساء في أوكرانيا، والمساعدات للنساء النازحات في تشاد، وخدمات الأمومة للنساء الأفغانيات.
وقالت راشيل موينيهان، نائبة مدير برنامج صندوق الأمم المتحدة للسكان في أمريكا الشمالية، إن تعليق الخدمات وانهيار الثقة يعرض الاستثمارات الأمريكية في هذه البرامج للخطر، كما يهدد استثمارات الحكومات المحلية في أنظمة الرعاية الصحية الخاصة بها، والتي شجعتها الأمم المتحدة على تعزيزها بدعم أمريكي.
ماذا بعد؟ هل تتراجع إدارة ترامب عن قرارها؟مع تصاعد الأزمة، تتزايد الضغوط على إدارة ترامب لإعادة النظر في هذا القرار. فإلى جانب التأثير الإنساني المدمر، فإن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان نفوذها العالمي في مجال الصحة والتنمية، خاصة مع صعود قوى دولية أخرى مثل الصين، التي قد تستغل هذه الفجوة لتعزيز دورها في البرامج الصحية العالمية.