وجه المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية انتقادات حادة للوضع الأمني المتردي الذي تعيشه إسرائيل بسبب تخلي الحكومة الإسرائيلية عن أسراها، وفشلها في تحقيق الأمن لسكانها، في الوقت الذي تتصرف فيه كقوة متطرفة في مواقفها السياسية تحت شعار "النصر الكامل الزائف".

وتساءل آفي أشكنازي، وهو ضابط احتياط في الجيش الإسرائيلي، في تقرير افتتاحي للصحيفة: "أي دولة في العالم الغربي ستوافق على تلقي 130 صاروخا يوميا إلى أراضيها السيادية و5 طائرات مسيرة متفجرة أخرى تعبرها من لبنان، وتوافق على التخلي عن أراضيها عبر نقل سكانها لمناطق أخرى، والقضاء على الاقتصاد والزراعة والصناعة والسياحة في تلك المنطقة؟".

وأضاف: "أي دولة في العالم ستقول لسكانها إنها قوة إقليمية في الوقت الذي تركت فيه سكان (مستوطني غلاف) غزة لمدة 20 عاما عرضة لإطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة وإشعال النار في الحقول، وتخلت عنهم مرة أخرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول؛ ما أدى لمقتل أكثر من 1200 شخص، واختطاف مئات المدنيين من منازلهم، وعزل المنطقة فعليا عن الدولة؟".

واستغرب أشكنازي من استمرار قادة الاحتلال في الإشارة إلى أن إسرائيل هي قوة إقليمية على بعد خطوة من النصر، وهو مصطلح يستخدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكثرة، في حين أن سكان المستوطنات المحيطة بغزة لا يستطيعون العودة إلى منازلهم تحت تهديد الحرب والقصف، وتفشل إسرائيل في استعادة مواطنيها وتتركهم في الأسر.

وسخر المراسل العسكري من مطالبات المتطرفين في الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان في قلب غزة واستمرار تمسك الحكومة الإسرائيلية بالحفاظ على محور فيلادلفيا وممر نيتساريم بحجة الأمن، وقال: "إنه لأمر مدهش كيف يتم هندسة وعينا بالأمن".

وتساءل: "ما الأمن بالضبط؟ قتل المدنيين في الأسر؟ أم استمرار الصواريخ في السقوط علينا من الشمال؟ أم مواجهة الإرهابيين الذين يحملون 8 كيلوغرامات من المتفجرات ويفجّرون في تل أبيب؟ أم هو عدم معرفة مئات الآلاف من الطلاب ما إذا كانوا سيحضرون في مدارسهم في الأول من سبتمبر/أيلول وفي أي مدرسة سيداومون؟".

التعامل مع إيران

وانتقل أشكنازي للحديث عن رؤيته لأولويات الحكومة في المرحلة المقبلة، والتي تتمثل بالاستناد إلى إعادة الأسرى من أجل الاستعداد لمواجهة إيران. وقال: "حان الوقت لوقف كل هذا التطرف الأكبر في التاريخ، والعمل على إنقاذ المختطفين وإعادتهم في المفاوضات. هذا ما قاله الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد دانيال هاغاري أمس بصوته لجميع الناس. لا توجد طريقة عسكرية لإعادة جميع الرهائن".

وأضاف: "حان الوقت للتعامل حقا مع العدو الرئيسي – إيران. يجب أن يتم ذلك في تحالف واسع تقوده الولايات المتحدة. لقد حان الوقت للتعامل بقوة مع حزب الله وتفكيك قوته. يتم ذلك فقط من خلال المناورة القوية في لبنان".

كما دعا إلى ضرورة تحمل المستويات السياسية والعسكرية المسؤولية عن إخفاقاتها التي أدت إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وقال: "لقد حان الوقت لإنشاء لجنة تحقيق حكومية حتى يمكن تصحيح ما يحتاج إلى تصحيح حقيقي ومهني.. لقد حان الوقت لوقف الاحتفالات، بما في ذلك احتفال الليلة في معسكر غليلوت حيث سيتم تسليم قيادة فرع الاستخبارات الفاشل. إسرائيل لا تحتاج إلى احتفالات ومسيرات النصر الآن. تحتاج إلى إصلاح. إنها بحاجة إلى إعادة التأهيل، وتحتاج أيضا إلى الأمان".

ودعا أشكنازي لإعادة الأسرى أحياء وليس في توابيت، حتى لو انطوى ذلك على حساب مؤلم وهو تخليص السجناء، حسب تعبيره.

وختم قائلا: "يجب أن تسير النساء والأطفال بأمان في الشوارع بدون خوف من التفجير أو الاختطاف، وبعد كل يمكنك ترتيب أي حفل تريده".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حان الوقت

إقرأ أيضاً:

قلعة شمع.. حيث تسقط أساطير إسرائيل أمام صمود التاريخ

ها هي آلة القتل الإسرائيلية تؤكّد مجددًا عنجهيتها وبطشها.. تؤكّد أن سلاحها لا يقوم إلا على الدم والقتل ومحو عائلات وآثار وتاريخ وذكريات.. هكذا اعتد اللبنانيون على هذا التصرف الإسرائيليّ.. 

وبعد صولات وجولات، ها هو اليوم قد بدأ في استهداف معالم بلاد الارز التاريخية، فبعد تهديد قلعة بعلبك، وتدمير مبنى المنشيه التاريخي، طال بارود تفجيراته قلعة شمع.. فعلى سفحٍ جنوبي يحتضنه الأفق بين صور وعكا، تقف تلك القلعة هناك شامخة في وجه الزمن، شاهدة على حقبات متداخلة من الحروب والاحتلالات. فهناك، امتزجت أساطير الصليبيين بمآثر المماليك، وارتفعت أبراج القلعة لتحمي الأرض والمقام المقدس، رُسمت حكايات لا تزال صداها يتردد حتى يومنا هذا.

اليوم، عادت القلعة إلى الواجهة، ليس بفضل تاريخها الذي يمتد قرونًا، بل نتيجة استهداف جديد لطالما هدد بطمس معالمها. إسرائيل، التي حولت هذا الموقع إلى قاعدة عسكرية لعقود، لم تتوقف عن محاولة محو ذاكرة المكان، سواء بالقنابل أو بالادعاءات. الغارات الجوية التي دمرت أجزاء كبيرة منها في حرب عام 2006 ما زالت شاهدة على عنفٍ يرفض التاريخ تبريره، وها هي اليوم تُستباح مجددًا تحت ذريعة البحث عن دليلٍ تاريخي يزعم ارتباط المكان بتراثٍ إسرائيلي. 

داخل أسوار القلعة، يرقد مقام النبي شمعون الصفا، رمزٌ ديني وروحي يتوسط المكان. هذا المقام، الذي لطالما كان مقصدًا للزوار والحجاج، لم يسلم من الاعتداءات. ففي أحدث الفصول، تسلل عالم آثار إسرائيلي برفقة جنود مدججين بالسلاح إلى الموقع، محاولًا إثبات رواية خرافية عن أصول إسرائيلية مزعومة لهذا المقام. لكن الحقيقة كانت أسرع في كشف النوايا، حين انتهت زيارته بمقتله في مواجهة مسلحة، ليُضاف هذا الحدث إلى قائمة طويلة من محاولات الطمس التي فشلت في تشويه هوية القلعة.

هوية القلعة المعروفة أبًا عن جدّ يشهدُ لها تاريخ الآباء والاجداد، وأبراجها العالية كانت خير شاهد على التواصل الفكري والثقافي بين أهالي لبنان وفلسطين.. أبراج وحجارة قبل أن تتبعثر بفعل آلة القتل استوطن التاريخ فيها مسبقًا.. تاريخ يعبق برائحة أجدادنا الذين صلبوا على هذه الأرض وقدّموا ثمنها دمًا..

هذه القلعة التي يعود عمرها لأكثر من 800 عام وبناها الصليبيون كانت قد تعرضت خلال عدوان 2006 للاستهداف وكانت الحكومة الإيطالية جاهزة لإعادة إعمار التاريخ، وقبلها عام 1978 استوطنت فيها مجموعات عسكرية إسرائيلية على مدى 22 عامًا إلا أن محاولة طمس الهوية لم تنجح.. وحجارة القلعة التي بقت صامدة لا تزال تصدح: هذه الأرض لن يدنّسها الغزاة ومهما حاولوا أن يطمسوا اصواتنا، فلا صوت يعلو فوق صوت التاريخ. المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • CNN: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان الثلاثاء
  • قلعة شمع.. حيث تسقط أساطير إسرائيل أمام صمود التاريخ
  • موقع أمريكي يؤكد: هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري
  • المتحدث باسم نتنياهو لـCNN: الحكومة الإسرائيلية تصوت غدًا على اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله
  • موقع أمريكي يؤكد أن هجمات اليمنيين البحرية واحدة من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري
  • واشنطن:هجمات اليمنيين من نقاط التحول الأكثر أهمية في التاريخ العسكري
  • معاريف: إسرائيل قد تقصف مبنى البرلمان اللبناني
  • ترامب الابن.. صاحب النفوذ في الحكومة الأمريكية الأكثر جدلاً
  • معاريف: إسرائيل تريد استبعاد فرنسا من أي اتفاق في لبنان
  • خبير فرنسي: هذه هي الإدارة الأكثر معاداة للفلسطينيين في التاريخ الأميركي