عربي21:
2025-04-11@07:15:03 GMT

مجزرة رابعة.. بداية تنتظر النهاية

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

مرت الذكري 11 لمجزرة رابعة العدوية، التي وقعت في 14 آب/ أغسطس 2013، ولا تزال واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ مصر المعاصر. في ذلك اليوم، فض الجيش المصري والداخلية والبلطجية اعتصاما لمؤيدي الديمقراطية في مصر، ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص في غضون ساعات.

كان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في تاريخ مصر والمنطقة، وألقت تداعياته بظلالها على الأحداث في الشرق الأوسط.



المذبحة التي تمت بأمر مباشر من الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، كان الهدف منها إبادة المتظاهرين في رابعة العدوية والنهضة، باستخدام المدرعات والجرافات والقناصة والذخيرة الحية، لخلق حمام دم وكتابة بداية لمرحلة لم تكتب نهايتها بعد.

أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة
وفقا لمصادر مختلفة، يتراوح عدد الشهداء بين 1300 و3000، ولا يزال من الصعب تحديد الرقم الدقيق بسبب الجثث المحترقة وتدمير الأدلة. كما أصيب آلاف الأشخاص واعتقل الآلاف في يوم المجزرة. وأعقبت المجزرة حملة قمع غير مسبوقة وقبض على عشرات الآلاف، وحُكم على العديد من القيادات بأحكام مشددة، واستخدم النظام المصري الإعدامات كوسيلة ردع فيعدم الثوار بمحاكمات مسيسة.

وتشهد مصر تدهورا خطيرا في حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، وانتشر التعذيب بصورة ممنهجة والإخفاء القسري والمحاكمات غير العادلة، ما خلق مناخا من الخوف والصمت غير مسبوقة.

هذه الحالة من القمع أدت لتهميش المعارضة في مصر وتعزيز سلطة الجنرال السيسي، الذي أصبح رئيسا في عام 2014.

وعلى المستوى الدولي، وعلى الرغم من أن العديد من الدول الغربية أعربت عن قلقها، إلا أن العلاقات مع مصر ظلت مستقرة، غير أن الثقة بين مصر وبعض شركائها الدوليين قد اهتزت، بسبب انتقادهم لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

قد لا تكون رابعة سببا لسلسلة المجازر التي حدثت في سوريا واليمن وغزة، لأن لكل هذه الصراعات جذورها الخاصة وديناميتها المعقدة، ومع ذلك، فقد أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة.

لقد أظهرت مجزرة رابعة كيف يمكن قمع احتجاجات جماهيرية كبيرة باستخدام القوة المفرطة دون مساءلة أو فرض عزلة على مرتكبيها، لذلك، بعد رابعة، شهدت المنطقة موجة من تعزيز السياسات الاستبدادية، وأصبحت الحكومات أكثر استعدادا لاستخدام القوة للحفاظ على السلطة. كما شجعها ذلك على اتخاذ مواقف أكثر دموية ضد المعارضة، كما في سوريا، أو ضد مقاومة الاحتلال، كما في غزة.

مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال
إن عدم وجود ردود فعل قوية وحاسمة من المجتمع الدولي تجاه مجزرة رابعة قد أرسل إشارة إلى بعض الأنظمة في المنطقة بأن استخدام العنف المفرط لن يؤدي بالضرورة إلى عزلة دولية أو عقوبات شديدة، وهذا أحد العوامل التي شجعت الحكومات الأخرى على اتخاذ إجراءات قمعية مشابهة.

تركت مذبحة رابعة العدوية بصمة لا تمحى على مصر والمنطقة؛ فلم يقتصر الأمر على تعزيز القوة العسكرية في مصر فحسب، بل أدى أيضا إلى تفاقم القمع السياسي والانقسامات الاجتماعية والانهيار الاقتصادي لتفقد مصر دورها الحيوي ومكانتها الدولية، وتكتب البداية لسلسلة مجازر لم يكتب لها النهاية حتى لحظة كتابة هذه السطور بشكل مباشر أو غير مباشر.

آثار مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال، فمتى تستعد الشعوب لهذه التضحية حتى تكتب النهاية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجزرة رابعة

إقرأ أيضاً:

ردا على رسوم ترامب.. الصين تتعهد "بالقتال حتى النهاية"

بكين - الوكالات
أعربت الخارجية الصينية عن رفضها لما وصفتها بالضغوط وممارسات الابتزازات والتهديدات الأميركية لها. وقالت إن إجراءات واشنطن لا تظهر استعدادها لمحادثات جادة، ووصفت الرسوم الجمركية الأخيرة بأنها حرب تجارية. وأكدت أن الصين ستتخذ إجراءات بشأنها وأنها ستقاتل حتى النهاية.

وفي بيان لوزارة التجارة الصينية في وقت سابق أشار إلى أن بكين لن ترضخ لتهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية وستتخذ تدابير مضادة.

وأمس قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إن التهديدات والضغوط ليست الطريقة السليمة للتعامل مع بلاده بعد أن وصف الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي  بأنها تنمّر.

وأضاف المتحدث لين جيان في مؤتمر صحفي دوري، أن الرسوم الجمركية "نموذج للتحرك الأحادي الجانب وسياسات الحماية والتنمر الاقتصادي"، وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضت باسم المعاملة بالمثل لا تخدم إلا مصلحة واشنطن على حساب مصالح الدول الأخرى.

وكان ترامب شدد أمس الاثنين على أنه لا ينوي تعليق الرسوم الجمركية التبادلية التي أعلنها الأسبوع الماضي رغم الاعتراضات الدولية، وأمهل الصين حتى نهاية اليوم الثلاثاء لإلغاء إجراءاتها المضادة قبل فرض رسوم إضافية عليها بنسبة 50%، وهو ما سيرفع الرسوم الجمركية المفروضة على الصين خلال العام الجاري إلى مستوى 104%.

وفي سياق ذي صلة، اقترح الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية مضادة ردا على رسوم ترامب الذي شملت عشرات الدول وتسببت في انخفاض الأسواق المالية وعززت توقعات بانزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود.

وقال ترامب إن الرسوم الجمركية -التي تبلغ 10% كحد أدنى على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة مع نسب تستهدف اقتصادات بعينها تصل إلى 50%- من شأنها أن تساعد الولايات المتحدة على استعادة قاعدتها الصناعية التي يقول إنها تراجعت بفعل تحرير التجارة لعقود

أوروبا تنسق مع الصين

دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اتصال مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى تجنب "التصعيد" بشأن الرسوم الجمركية الأميركية وردّ بكين عليها.

وقال الاتحاد في بيان صدر اليوم الثلاثاء إن فون دير لاين دعت خلال الاتصال "إلى حل للوضع الراهن عبر التفاوض، وأكدت الحاجة الى تجنب تصعيد جديد" في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي.

وأكدت فون دير لاين "مسؤولية أوروبا والصين في دعم نظام تجاري حر وعادل ويستند إلى شروط تنافسية متساوية" في مواجهة "الاضطرابات العالمية" الناجمة عن الإعلانات الأميركية، وفق ما جاء في بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي.

وأعرب الاتحاد الأوروبي أيضا عن قلقه من تدفق البضائع الصينية إلى أراضيه في محاولة للالتفاف على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

وفي هذا الصدد، أكدت فون دير لاين "الدور الأساسي" للصين في منع هذا "التحول المحتمل" لا سيما "في القطاعات المتضررة من الفائض الإنتاجي العالمي".

وذكر البيان أن فون دير لاين ولي "ناقشا إنشاء آلية لمراقبة" تدفق محتمل للسلع

في غضون ذلك، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأميركية مثل فول الصويا والمكسرات والنقانق، لكنها تستبعد سلعا أخرى مثل الويسكي من القائمة، وفقا لوثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز

مقالات مشابهة

  • 3 سيناريوهات تنتظر كروان مشاكل فى استئنافه على حكم الحبس فى سب ريهام سعيد
  • هل تنتظر بيرين سات مولودها الأول بعد 11 عامًا من الزواج؟
  • وزير التجارة الصيني: مستعدون للمفاوضات مع واشنطن وإلا سنقاتل حتى النهاية
  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو
  • أنهى حياة عامل بمبيد زراعي.. عقوبات رادعة تنتظر تاجر الإسماعلية
  • إطلالة  فضفاضة تثير الجدل.. هل تنتظر ريهانا طفلها الثالث؟
  • خزان صرف صحي يخطف 3 أشقاء من سوهاج وينهي أحلامهم
  • سيناريوهات تنتظر أحمد فتوح أمام محكمة النقض.. تفاصيل
  • ردا على رسوم ترامب.. الصين تتعهد "بالقتال حتى النهاية"
  • الوقت المناسب بين الوجبات… كم ساعة يجب أن تنتظر؟