عربي21:
2025-02-03@03:45:37 GMT

مجزرة رابعة.. بداية تنتظر النهاية

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

مرت الذكري 11 لمجزرة رابعة العدوية، التي وقعت في 14 آب/ أغسطس 2013، ولا تزال واحدة من أحلك الأحداث في تاريخ مصر المعاصر. في ذلك اليوم، فض الجيش المصري والداخلية والبلطجية اعتصاما لمؤيدي الديمقراطية في مصر، ما أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص في غضون ساعات.

كان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول في تاريخ مصر والمنطقة، وألقت تداعياته بظلالها على الأحداث في الشرق الأوسط.



المذبحة التي تمت بأمر مباشر من الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، كان الهدف منها إبادة المتظاهرين في رابعة العدوية والنهضة، باستخدام المدرعات والجرافات والقناصة والذخيرة الحية، لخلق حمام دم وكتابة بداية لمرحلة لم تكتب نهايتها بعد.

أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة
وفقا لمصادر مختلفة، يتراوح عدد الشهداء بين 1300 و3000، ولا يزال من الصعب تحديد الرقم الدقيق بسبب الجثث المحترقة وتدمير الأدلة. كما أصيب آلاف الأشخاص واعتقل الآلاف في يوم المجزرة. وأعقبت المجزرة حملة قمع غير مسبوقة وقبض على عشرات الآلاف، وحُكم على العديد من القيادات بأحكام مشددة، واستخدم النظام المصري الإعدامات كوسيلة ردع فيعدم الثوار بمحاكمات مسيسة.

وتشهد مصر تدهورا خطيرا في حقوق الإنسان وحرية التعبير والصحافة، وانتشر التعذيب بصورة ممنهجة والإخفاء القسري والمحاكمات غير العادلة، ما خلق مناخا من الخوف والصمت غير مسبوقة.

هذه الحالة من القمع أدت لتهميش المعارضة في مصر وتعزيز سلطة الجنرال السيسي، الذي أصبح رئيسا في عام 2014.

وعلى المستوى الدولي، وعلى الرغم من أن العديد من الدول الغربية أعربت عن قلقها، إلا أن العلاقات مع مصر ظلت مستقرة، غير أن الثقة بين مصر وبعض شركائها الدوليين قد اهتزت، بسبب انتقادهم لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.

قد لا تكون رابعة سببا لسلسلة المجازر التي حدثت في سوريا واليمن وغزة، لأن لكل هذه الصراعات جذورها الخاصة وديناميتها المعقدة، ومع ذلك، فقد أعطت الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة شعورا بإمكانية استخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضة دون أن تواجه عواقب كبيرة.

لقد أظهرت مجزرة رابعة كيف يمكن قمع احتجاجات جماهيرية كبيرة باستخدام القوة المفرطة دون مساءلة أو فرض عزلة على مرتكبيها، لذلك، بعد رابعة، شهدت المنطقة موجة من تعزيز السياسات الاستبدادية، وأصبحت الحكومات أكثر استعدادا لاستخدام القوة للحفاظ على السلطة. كما شجعها ذلك على اتخاذ مواقف أكثر دموية ضد المعارضة، كما في سوريا، أو ضد مقاومة الاحتلال، كما في غزة.

مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال
إن عدم وجود ردود فعل قوية وحاسمة من المجتمع الدولي تجاه مجزرة رابعة قد أرسل إشارة إلى بعض الأنظمة في المنطقة بأن استخدام العنف المفرط لن يؤدي بالضرورة إلى عزلة دولية أو عقوبات شديدة، وهذا أحد العوامل التي شجعت الحكومات الأخرى على اتخاذ إجراءات قمعية مشابهة.

تركت مذبحة رابعة العدوية بصمة لا تمحى على مصر والمنطقة؛ فلم يقتصر الأمر على تعزيز القوة العسكرية في مصر فحسب، بل أدى أيضا إلى تفاقم القمع السياسي والانقسامات الاجتماعية والانهيار الاقتصادي لتفقد مصر دورها الحيوي ومكانتها الدولية، وتكتب البداية لسلسلة مجازر لم يكتب لها النهاية حتى لحظة كتابة هذه السطور بشكل مباشر أو غير مباشر.

آثار مجزرة رابعة محسوسة حتى اليوم، فرابعة ستظل رمزا قويا للنضال من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكنها أيضا تذكير مأساوي بالتكلفة الباهظة لهذا النضال، فمتى تستعد الشعوب لهذه التضحية حتى تكتب النهاية؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مصر السيسي حقوق الإنسان مجزرة رابعة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجزرة رابعة

إقرأ أيضاً:

فرنسا تنتظر تشكيل الحكومة: الأولوية لتنفيذ الاصلاحات

يتحفظ المسؤولون الفرنسيون عن التعليق مباشرة على مجريات تشكيل الحكومة اللبنانية، ويفضل الناطق باسم الخارجية، انتظار صدور تشكيلة حكومة نواف سلام لكي تعطي فرنسا رأيها، ولكنه عبّر في الوقت نفسه عن "ثقته التامّة بالسلطات اللبنانية المعنية للتوصل إلى نتيجة تمكّن لبنان بشكل عام من الحصول على حكومة قوية وقادرة على جمع كافة أطياف الشعب اللبناني على تنوّع اتجاهاته".   وفي لقاء صحافي رفض الناطق باسم الخارجية كريستوف لوموان، التعليق مباشرة عمّا إذا كان يجب اشراك "حزب الله" في الحكومة المقبلة، قائلاً: سوف نصدر حكمنا عند صدور التشكيلة الحكومية.   ومع أن الخطاب هو خطاب دبلوماسي بامتياز، فإن الدبلوماسية الفرنسية تتمنّى أن تتم عملية التشكيل من دون تأخير لأن استحقاقات كثيرة تنتظر لبنان ولأن على المسؤولين الإفادة من الاهتمام الدولي والعربي الراهن بإنجاز خطوات عملية على طريق طيّ صفحة الحرب الأخيرة والبدء بعملية إصلاح واسعة لا تخفي باريس ضرورة أن تشمل كل القطاعات بدءاً بانتظام العمل في مؤسسات الدولة وإصلاح القضاء وإعادة تأهيل القطاع المصرفي.   وفي هذا الإطار، عبر الناطق باسم الخارجية عن أمله في أن "يتم تشكيل هذه الحكومة في أقرب وقت ممكن، حيث إنه من الضروري للغاية تحديد وتنفيذ الإصلاحات التي ينتظرها لبنان منذ فترة طويلة، من أجل إنعاش البلاد، واستعادة ازدهار اللبنانيين، وكذلك إعادة الأمن والسيادة إلى لبنان في مختلف أنحاء أراضيه" كما قال، مضيفاً أن هذا "يرتيط بالاتفاق على وقف إطلاق النار، الذي ينص بشكل خاص على عودة الجيش اللبناني إلى جنوب لبنان، وإن تشكيل الحكومة هو عنصر أساسي من أجل تنفيذ كل هذه الإصلاحات".   وكرر الناطق باسم الخارجية قوله "نحن على ثقة تامة بقدرة رئيس الوزراء اللبناني الجديد والرئيس اللبناني الجديد على تأليف حكومة تُمكّن لبنان من استعادة فعاليته".   وبخصوص وقف إطلاق النار، قال إنه لا يزال قائماً على الرغم من تمديد مهلة الانسحاب الإسرائيلي إلى 18 شباط، بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي التام ونزع سلاح "حزب الله".

مقالات مشابهة

  • بالفيديو| "اليوم" ترصد تطورات وظائف المستقبل التي تنتظر الخريجين 
  • السنغالي باب غايي: أفضل كأس افريقيا على الوصول لنصفة نهاية كأس العالم او النهاية
  • فرنسا تنتظر تشكيل الحكومة: الأولوية لتنفيذ الاصلاحات
  • المعارضة وأخواتها في التقاليد السياسية العربية
  • 5 أمور حول الملل الذي يقض مضاجعك.. فما مدى تأثيره على صحتك؟
  • الإفراج عن ثلاثة رهائن إسرائيليين في عملية تبادل رابعة بين حماس وإسرائيل  
  • دفعة رابعة من تبادل الأسرى في غزة.. 3 مقابل 183
  • طرابلس عاصمة المعارضة الجديدة
  • تنتظر الرد.. السليمانية تخاطب بغداد لصرف رواتب موظفيها
  • هل تنجح المعارضة في تفجير الخلاف بين الثنائي والعهد؟