قال وزير الخارجية الأردني، إن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة أولوية وخطوة أولى لخفض التصعيد الذي يهدد المنطقة، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، منذ قليل. 

.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة فلسطين اخبار فلسطين

إقرأ أيضاً:

العودة إلى شمال غزة .. إرادة صمود أعجزت ترسانة العدوان الإسرائيلي

يمانيون ـ  تقرير | يحيى الربيعي

تسبب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023 واستمر لأكثر من 470 يوما، في أضرار بشرية ومادية واسعة النطاق في البنية التحتية للقطاع.

حجم الحطام الناتج عن هذا  العدوان هو الأكبر في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي ، حيث بلغ ما يعادل 17 ضعف إجمالي حطام جميع الحروب السابقة مع العدو الإسرائيلي منذ عام 2008.

وفقًا لبيانات من منظمات دولية، فإن حجم الحطام في عام 2024 وحده بلغ نحو 51 مليون طن، مما يسلط الضوء على التدمير الهائل الذي وقع في كافة جوانب الحياة في القطاع، بما في ذلك المنازل، المستشفيات، والمدارس. من المتوقع أن تستغرق عملية إزالة جميع الأنقاض أكثر من 21 عامًا، وهي فترة طويلة تعكس الأبعاد الكارثية للعدوان وتحديات إعادة الإعمار التي ستواجه الشعب الفلسطيني.

هذه الأرقام والمؤشرات تلقي الضوء على مدى معاناة السكان الذين يعيشون في ظل هذه الظروف المأسوية، ويفتح النقاش حول الأسلحة والسياسات المدمرة التي يستخدمها العدو بدعم غربي، وتأثيرها المباشر على حياة المدنيين. تشير التقديرات إلى تضرر حوالي 80 في المئة من مباني غزة، ومعظم الأضرار في الشمال. يقول سام روز، المسؤول في وكالة الأونروا، إن عدد السكان العائدين “من المرجح أن يتضاعف”، ولكنهم سيواجهون مشاهد مدمرة.

لكن، ورغم كل اليأس والألم، يبقى الأمل مضيئًا في قلوب الغزيين العائدين إلى ديارهم، حيث يسعون لإعادة بناء حياتهم من جديد، رغم كافة التحديات التي تواجههم.

نشوة النشرة وفرحة العودة

ومع تراجع دوي القذائف، بدأت الصور تعكس واقعًا مؤلمًا لشعب غزة العائد إلى دياره. علي يحيى، أحد هؤلاء الفلسطينيين، عاد إلى منزله في مدينة الزهراء بعد أشهر من النزوح، ليستأنف البحث عن حياة جديدة تحت سقف مأوى مهدم في أكتوبر 2023.

عائلة علي، مثل العديد من العائلات، دُمرت منازلهم بفعل القصف، مما جعلهم يتنقلون داخل غزة بحثًا عن الأمان. فقال علي: “رغم أن الحزن يتملكني، إلا أنني أشعر بفرحة العودة.” ويعبر عن شعوره بنشوة النصر بينما يسير مع الآلاف من الفلسطينيين الذين يرتدون آمالهم ويحملون أحلامهم في أكياس بسيطة.

ويشعر علي بالقلق والأسى على جيرانه، ويتساءل: “ماذا حدث لهم؟ هل نزحوا أم قتلوا أم اعتقلوا؟ هل عاد معي جميع جيراني اليوم؟” تحمل هذه الأسئلة مشاعر متضاربة بين الأمل في اللقاء والقلق من المصائر المجهولة.

عمل علي كمصمم ملابس، ولكنه اضطر لترك كل شيء: “تركت شمال غزة وبيتي وعملي، كل شيء ذهب. الأهم أنني لا أزال أبحث عن مصير الأشخاص الذين أحببتهم. لا زلت أحلم خلال رحلة عودتي يمكنني أن أراهم وأن نعيش معًا ذكريات تثبت العودة والبناء.”

حمل علي معه أثناء فراره حقيبتين فقط تحتويان على أشياء بسيطة لكنها مهمة: جهاز آي باد، وثائق، سترة بغطاء للرأس (هودي)، زجاجة مياه، ومجموعة إسعافات أولية. هذه الأشياء تمثل جزءًا من حياته السابقة، وذكرى من زمن لم يكن فيه الخوف والدمار هم الحاضر الوحيد. عودة علي وأمثاله هي تجسيد قوي لروح النضال الفلسطيني، هي العودة إلى جذورهم، ورغم الدمار، يبقى الأمل يتلألأ في عيونهم، حيث يسعون لإعادة بناء حياتهم وأرضهم.

وعلى أمل أن يحمل المستقبل المزيد من الصمود حتى نيل كل الحرية، عاد أدهم البرطاوي، الشاب البالغ من العمر 31 عامًا، إلى منزله في شمال غزة بعد أكثر من عام من التهجير. كان يأمل أن يجد الوضع أفضل، لكنه صُدم بما قابلته عينه. وسط أنقاض منزله في مدينة الزهراء، قال: “نصف منزلنا اختفى تمامًا”. فقد دمرت الجرافات كل شيء؛ غرفة المعيشة والمطبخ والشرفات، ولم يتبقى سوى غرفتين وحمام، وهو يشعر بالقلق من احتمال نهب ما تبقى.

أدهم هو واحد من مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين بدأوا بالعودة إلى شمال غزة بعد البدء في تنفيذ الاتفاق وانسحاب العدو الإسرائيلي.

بدا عماد علي الزين، الذي عائد أيضًا إلى منزله في جباليا، محطماً. “من المستحيل وصف الدمار الذي يحيط بي”، قال عماد البالغ من العمر 48 عامًا، وهو يحاول إخلاء المكان لنصب خيمة. “كنت سعيدًا في طريق العودة، لكنني شعرت بخيبة أمل عند رؤية المشهد الكارثي”. ما زالت جثامين آلاف الشهداء مفقودة تحت الأنقاض، وتظل الذخائر غير المنفجرة تمثل خطراً كبيراً.

 

الحياة في أحضان الأم “الأرض”

عادت الحياة ببطء إلى شمال غزة، حيث احتشد آلاف الغزيين عند شارع الرشيد في صباح يوم الاثنين الماضي، مستبشرين بإعلان مسؤول في وزارة الداخلية في قطاع غزة أن مسيرة العودة بدأت بالفعل وأن العدو الاسرائيلي بدأ في انسحاب من محور “نتساريم”.

تجاوزت عملية التحرك من جنوب غزة إلى الشمال خطواتها ببطء، ولكن العائدين لم يفقدوا الأمل. قال أحد النازحين مبتسمًا: “على الأقل إحنا راجعين لبيوتنا. الآن بقدر أقول إن الحرب خلصت، وأتمنى أن يستمر الهدوء.”

خطواتهم كانت على بقايا المدن القديمة، حيث كان بإمكانهم رؤية الأصدقاء يتبادلون التحيات والعناق، وسط الأنقاض. فيديوهات من المواقع تظهر كيف كان الناس يمرون عبر كتل من الحطام، بينما الباعة يقفون بجانب الطريق، يعرضون الحفاضات والنقاط الضرورية.

مع مرور الوقت، بدأ الغزيون يعودون إلى منازلهم، فكان الطريق المليء بالذكريات يحمل بين طياته العواطف المتباينة. أحد العائدين عبر عن شعوره: “الشعور لا يوصف. أنا أعود ورأسي مرفوعًا. لقد تحملنا الإذلال والمعاناة، ولكن في النهاية، سنعوض ما فقدناه.”

لكل عائد قصة، ولكل قلب حلم بالعودة إلى الحياة في أحضان الأم “الأرض”، غير أن طريقهم إلى ذلك مليء بالتحديات، والأمل يبقى رائدهم. في أجواء من الفوضى، وقف رجل بجانب سيارته يصنع القهوة، بينما صور من فوق ركام تُظهر حجم الدمار الهائل الذي عانت منه المدينة. كانت المشاعر متضاربة، حيث عبر فلسطيني بقلب مليء بالحزن عن مشاعره: “الحزن يتملكني”، وكأن الكلمات لا تكفي لتصف معاناتهم في ظل كل هذا الدمار والفقد.

 

المشهد مبارك للغاية. وسعادتنا هائلة

تقول التقديرات إن أكثر من 200 ألف شخص قد عبروا بالفعل إلى الشمال سيرًا على الأقدام، بعد أن عاشوا لفترة طويلة في خيام جنوب القطاع. وحول مشاعرهم عند العودة، شارك عائد آخر: “المشهد مبارك للغاية. وسعادتنا هائلة.” ومع ذلك، اعترف العديد منهم بأن الرحلة كانت “صعبة للغاية”، إلا أنهم أضافوا: “نحن سعداء لأننا سنلتقي بعائلاتنا وأحبائنا.”

ومع بلاغات العودة، كانت منصات التواصل الاجتماعي،  تنقل لحظات من الحزن والارتياح لدى النازحين الفلسطينيين. وعلى طريق الرشيد، كانت علامة “مرحبا بكم في غزة” ترحب بالآلاف العائدين، لكن الدمار كان مشهداً مأساوياً. على الجانبين، تظهر المباني المدمرة، فيما لم يتبق من الحديقة الساحلية سوى ذكراها.

يعكس واقع العودة إلى شمال غزة مأساة عميقة، حيث لا تزال آثار العدوان الإسرائيلي حاضرة بوضوح. تجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية، من شبكات المياه والكهرباء، وكذلك تدمير المنازل، هي مشاهد تتكرر يوميًا في حياة الفلسطينيين. العدو لم يترك شيئًا إلا وأخضعه للتدمير، من خلال الاقتحامات، والاغتيالات، والاعتقالات، والتي كانت تمثل حياة يومية مليئة بالإجرام الصهيوني.

عادت الحياة إلى الشوارع المحطمة، حيث انعدام وسائل الحياة اليومية. لم يعد هناك خدمات كافية، في ظل غياب آليات النظافة والموارد الأساسية مثل الأسواق والمعامل والمصانع. عادت الحياة، رغم ما حاول العدو صناعته من أشعة الألم والإهانة. استباحة الدماء، الإبادة، وجرائم الحرب أصبحت واقعًا مأساويًا.

تأثرت وسائل الحياة بشكل كارثي، إذ نسفت البنى التحتية شوارع، مياه، وكهرباء، ومواصلات واتصالات، وتوقفت الأسواق، المدارس، المشافي، الحدائق، المنتزهات وكل مرافق الخدمة العامة محى الدمار ذكرها من الوجود، لتحل محلها مشاهد محاولات العائدين المستميتة لاستخراج الملابس من تحت الركام وغسلها لاستخدامها، بينما يتم نصب الخيام من بقايا الأثاث والمفروشات المتبقية.

 

شموخ على طريق العودة

في شمال غزة، حيث لا يبقى سوى العتمة والبؤس الناتج عن آلة الحرب الإسرائيلية، تتجلى قصة صمود مستمرة لن تنتهي إلا بالنصر الكامل. آثار القتل والتدمير تركت منازل مهدمة، بينما تظل الأرواح الشاحبة تحفر للأمل في قلب هذا الدمار القاسي.

العائدون، رغم كل شيء، يستمرون في الصمود، وفي خضم هذا الدمار، تظل رحلتهم إلى منازلهم شاقة وصعبة، رحلة لا يجرؤ على خوضها إلا العظماء من شعب فلسطين العصية على كل محاولات التهويد. هذا الشعب الذي، رغم ما يواجه من عذابات، يختزل الكثير من عنفوان الشجاعة، وكأنه يحمل بين طياته بذور أمل قابلة للتكاثر، تنمو مع كل جولة من جولات الجهاد على طريق العودة إلى كامل الأراضي المحتلة.

في نظر الفلسطينيين، الحرية ليست مجرد كلمة، بل هي الأمل الذي ينتظرونه صباحًا، يُعبر عن ذلك السؤال القائم في نفوسهم: “أليس الصبح بقريب؟” وهذا ما تجيب عليه الأفواج الفلسطينية الجائعة إلى العودة، التي تتقدم كالأمواج الهادرة على طول قطارات العودة إلى الشمال.

تلك هي القصة الحقيقة لتاريخ الجهاد الفلسطيني، والتي تجسد تحديًا مستمرًا ضد الاضطهاد والمظالم. إن فصول هذا الجهد، التي طبعها الألم والدموع، هي وثيقة حية للصرخة الجماعية للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يثبت للعالم أن صموده يمثل رمزًا للأمل، وقوةً لا يمكن كسرها، حتى في أحلك الظروف. فكلما زادت المحن، اقتربت الهمم من الفجر المشرق الذي يُبشر بنصر قريب.

 

سنعيش عليها أو في باطنها

هنا، وفي خضم هذه الأجواء المفعمة بالعنفوان، تصاعدت الأصوات في سماء غزة، تردد بحماس وتأكيد على الصمود والإصرار، مُعبرةً عن الفخر والشجاعة للتمسك بالأرض. تلك الأصوات هي أصداء مفعمة بدموع الانتصار، حيث يحقّق دم الفلسطينيين، رمزية الحياة والمقاومة، انتصارات على العدو الصهيوني.

تجد هذه الأصوات دعمها من “مخازن ذخيرة الصمود”، التي تمثل قوتهم وإرادتهم في مواجهة غطرسة العدو الإسرائيلي، الذي يسعى إلى تنفيذ مخططاته عبر القتل والتهجير. إنها رسالة واضحة تُوجه إلى العالم.

ولدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الناعق بتهجير شعب فلسطين إلى مصر والأردن كان رد الشعب الفلسطيني مزلزلا ، صادحا بالهتافات الرافضة للاستسلام، مُعلنةً: “لن نبرح عن أرضنا، سنعيش عليها رغم كل شيء، سواء كنا أجسادًا محطمة على ظهرها أو جثامين تحت التراب.” تؤكد هذه الكلمات أن الحياة الفلسطينية مترابطة بشكل وثيق مع الأرض، التي تُعتبر مصدر الهوية والحياة.

يُخبر الفلسطينيون العالم، خاصة ترامب، أنهم لن يقدروا على تحقيق ما فشل فيه العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي بالقتل والإجرام.

تلخص هذه الأصوات حالة الإصرار والتحدي التي تواجه العدو الإسرائيلي، وتجسد الرفض الفلسطيني لمجرد القبول بمناقشة أي محاولات للتهجير أو تزييف الحقائق. إنها احتفالية بالصمود، تُبرز الإرادة القوية للشعب الفلسطيني في الحفاظ على هويته وأرضه، مهما كان الثمن.

المصدر: موقع أنصار الله

 

 

 

مقالات مشابهة

  • خطوة وصفت بـ«الاستفزازية».. الخارجية الفلسطينية تدين اقتحام وزير الدفاع الإسرائيلي لـ جنين
  • العودة إلى شمال غزة .. إرادة صمود أعجزت ترسانة العدوان الإسرائيلي
  • ملك الأردن: نؤكد ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة
  • المغرب يعزز قدراته الدفاعية باستلام أولى دفعات طائرات أباتشي AH-64E المتطورة
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مواصلة العدوان بالضفة الغربية إلى أجل غير مسمى
  • وزير المالية الإسرائيلي: يجب احتلال غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة
  • وزير خارجية الأردن: نرفض الوطن البديل للفلسطينيين وسنتصدى لمحاولات تهجيرهم
  • وزير الدفاع الإسرائيلي يحث نظيره الأمريكي على اتخاذ إجراءات سريعة ضد إيران
  • 22 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على العائدين إلى جنوب لبنان
  • ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 47306 شهداء