ماذا لو أن الرئيس السيسي كان قد قرر البقاء تحت العباءة الأمريكية والغربية، وأن يبيع القرار الوطني لصالح تلك الكتلة، وأن يحد من علاقته بروسيا والصين، وماذا لو أنه لم يقم بهذا التطوير والتحديث الضخم للقوات المسلحة، وإحداث نقلة هائلة في قدراتها، وتنويع مصادر التسليح، وتوطين تكنولوجيا الصناعات العسكرية مما زاد بالطبع من نفوذ مصر السياسى؟
ماذا لو أن الرئيس السيسي تجاهل القيام بمشروعات عملاقة، وبنى تحتية هائلة تضعنا بكل قوة وثبات على مائدة المستقبل، وتجعل من مصر ركيزة أساسية فى مبادرة الحزام والطريق الصينية، ضاربا بمصالح دول بالإقليم رأت ان تلك المشروعات قد قطعت عليها الطريق للقيام بهذا الدور؟ وماذا أيضا لو أن الرئيس لم يبدأ بتعمير سيناء وربطها بلحمة الوطن بثلاثة أنفاق عملاقة، وخطوط سكك حديدية مرورا بقناة السويس، وتدشين خط سكة حديد طابا العريش، وتطوير ميناء العريش لينهى حلما بإنشاء قناة أشدود؟ وأخيرا ماذا لو قرر الرئيس أيضا فتح مخازن الجيش المصري لإمداد أوكرانيا بأسلحة وذخائر في حربها مع روسيا كطلب أمريكا؟
ثم نأتي لرأس الأمر وعموده، ماذا لو وافق الرئيس على تنفيذ المخطط الصهيو أمريكى بتهجير أهالي غزة لسيناء مقابل مليارات الدولارات، وإسقاط ديوننا وما كان سيتبع ذلك مباشرة من تهجير أهالي الضفة الغربية إلى الأردن كتصفية نهائية للقضية الفلسطينية، ماذا إذن لو كانت كل قرارات الرئيس بالعكس تماما؟
الإجابة بسيطة وواضحة:
ما كنا لنتعرض لتلك الحملات الشرسة، والمسعورة التي تهدف لتركيعنا، وضرب اقتصادنا، وكسر إرادتنا الوطنية، ولم تكن أصوات الخيانة والعمالة وأتباعهم من الجهلة والمغيبين لتخرج من الأساس.
ولأن السيسى قد فعل عكس أمنياتهم، ومخططاتهم فكانت تلك الحرب الممنهجة المدروسة علينا لاستبدال وعى المصريين بوعى مضلل ومزيف، وقودها الأكاذيب، والشائعات، والتشكيك فى كل الإنجازات لتكوين كتلة من الرافضين والغاضبين والناقمين لاستخدامها في ساعة صفر، اعتقدوا أننا سنصل اليها بعد أن غرسوا في عقولهم الجاهلة المريضة أنه بمجرد تغيير الرئيس سينفتح أمامهم الباب الواسع للحرية والرخاء!
وقد أوهموهم أن مصر وحدها على المجرة هى من تعانى أزمات اقتصادية، وتضخم وارتفاع أسعار، وليست أزمة عالمية تضرب بمعظم بلدان الأرض شرقا وغربا عقب وباء كورونا، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية التى استنزفت الاقتصاد العالمى، إضافة لحرب غزة وتأثيراتها الشديدة على حركة الملاحة بقناة السويس، أحد أهم مدخلات الاقتصاد المصرى.
وبالطبع ليس بوسع تلك الجوقة من الجهلة والمغيبين أن تستوعب أنها أداة سهلة ونموذجية يستخدمها من يديرون تلك الحرب علينا، وهى ما تسمى بحروب الجيل الخامس، أو حروب ما بعد الحداثة، وهى أن تدمر وطنك بنفسك، ومن داخلك عن طريق تلك الجوقة من المغيبين المندفعين بكل جهل وغباء وحمق لهدم بلادهم، وحرق مستقبلهم بأيديهم بمساعدة طابور خامس من الخونة والجواسيس والعملاء.
فالمعركة اذن ليست فى ميادين القتال التقليدية، ولكنها فى كل مكان تصل إليه شبكه الإنترنت والموبايل، كما أنها ليست بين مؤيد ومعارض، إنها بين وطنى وخائن.. بين وطنى وجاهل ومغيب.. إنها معركة وعى كبيرة.. معركة معنويات اشتعلت منذ تصدت مصر لمشروع الشرق الأوسط الجديد، ومستمرة طالما بقيت مصر متماسكة ولم تتحول لأشلاء دولة كما هو حال سوريا وليبيا والعراق والسودان واليمن.. معركة يستميتون فى إشعالها مع بداية كل عقد، ظنا منهم أننا من البلاهة والسذاجة والغفلة لنقع فى هذا الفخ المدمر، وأن نعيد الكرة من جديد، وندمر كل ما أنجزناه لنصير أضحوكة للعالم.
فيا أيها المصرى البطل المساعد والداعم لوطنك.. أنت من تقف في وجه المتربصين والخونة، وأتباعهم من الجهلة والمغيبين.. أنت منتصر بوعيك وعقلك وهم مهزومون.. أنت الحقيقة وهم الزيف والكذب والتدليس والضلال.. أنت الحق وهم الباطل.. أنت محارب آخر الزمان.
اقرأ أيضاًالرجوب: مصر بقيادة الرئيس السيسي أحبطت مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة
صحف الكويت تبرز تأكيد الرئيس السيسي أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات الرئيس السيسي غزة تصفية القضية الفلسطينية التهجير الفلسطيني أيمن جودة الرئیس السیسی ماذا لو
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يشارك في جلسة إصلاح الحوكمة العالمية بقمة العشرين
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، في جلسة إصلاح الحوكمة العالمية ضمن فعاليات قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حسبما أفادت قناة «إكسترا نيوز»، في نبأ عاجل.