لمين عصماني : ” الشعب راهو مدرك ولايمكن إستغبائه”
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
لمين عصماني : ” الشعب راهو مدرك ولايمكن إستغبائه”
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
.المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
بعض من أسفار التوراة في نقض العهود
أحدث طوفان الأقصى تغييرا جذريا في الوعي العالمي لصالح مظلومية فلسطين؛ دحض الإشاعات والأكاذيب التي روج لها ورسخها الإعلام الصهيوني في وعي الشعوب، فبينما كانت استطلاعات الرأي قبل الطوفان ترى أن فلسطين أرض يهودية وأن الفلسطينيين محتلون وإسرائيل دولة متسامحة معهم؛ تحولت الكفة لصالح دعم القضية الفلسطينية بعد الطوفان وأكدت حق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة وحرية على أرضه وزوال الاحتلال وخرجت المظاهرات المؤيدة والداعمة في كل دول العالم.
الإجرام الصهيوني لم يتوقف حتى في ما قيل إنها هدنة، والآن عاود الإجرام بشتى الوسائل والأساليب، منع دخول المساعدات الإنسانية والدوائية والغذائية؛ واستأنف ارتكاب المجازر الجماعية والاغتيالات وهو أمر كان متوقعا، لأنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة للإجرام الصهيوني، فقد صرح وزير المالية الإسرائيلي أثناء اتفاق التبادل “سنعود اليكم” وشجعه على المضي في الإجرام بيان الجامعة العربية في القاهرة حيث تكفل بإعادة الإعمار وترميم جرائم الكيان ولم يدعم المقاومة ولا شعب غزه ولم يستطع اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الإجرام الصهيوني ومنع العودة إلى ارتكاب جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.
أمريكا الحليف والشريك في كل الجرائم أكدت على السنة وأفواه المسؤولين هناك من ترامب إلى أصغر مسؤول انهم داعمون للإجرام الصهيوني وخطط الترحيل جاهزة ومعدة وعندما عاود العدو الصهيوني ارتكاب الجرائم، صرح وزير الخارجية الأمريكي بقوله “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”، متجاهلا الإدانات الدولية للإجرام الصهيوني؛ لأن صهاينة أمريكا لا يحترمون سوى ما يحقق مصالحهم أما ما يتعأرض معها فليس سوى إرهاب يجب القضاء عليه رغما عن الإرادة الدولية وغيرها؛ اما قرارات القمم العربية فلا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به، لأنها تعرض أولا على الكيان المحتل وعلى السفير الأمريكي وبعد ذلك تذاع على الشعوب.
وزراء أكبر دول الاتحاد الأوروبي “النادي المسيحي ..فرنسا وألمانيا وبريطانيا” في بيانهم ألقوا باللوم على الشعب الفلسطيني “غزة” في استمرار الإجرام اليهودي، في أسلوب تحريضي ضد المقاومة (استئناف الغارات الإسرائيلية على غزة يمثل تراجعا دراماتيكيا لشعب غزة والأسرى وعائلاتهم والمنطقة بأسرها؛ شعروا بالفزع إزاء الخسائر في صفوف المدنيين؛ وألحّوا بالعودة الفورية إلى وقف اطلاق النار؛ ودعوا جميع الأطراف إلى استئناف المفاوضات لضمان تنفيذ وقف اطلاق النار بالكامل) وكأن المقاومة هي التي خرقت الاتفاق وكأن المدنيين يموتون من تلقاء أنفسهم.
وحسب وجهة نظرهم، فإن المسؤولية على حماس حيث قالوا (يجب أن يشمل ذلك اطلاق حماس الأسرى الذين تحتجزهم) أما الأسرى لدى الكيان المحتل فلا يجب الحديث عنهم، ولم يقف الأمر في سفاهة القول إلى حد معين، بل إنهم طلبوا الاستعانة بكل من له نفوذ لممارسة الضغط على حماس فقط دون بقية الفصائل لمنعها من تنفيذ وشن المزيد من الهجمات على إسرائيل.
الوزراء الغربيون أعطوا الضوء الأخضر لاستكمال جرائم الإبادة وقتل الأسرى وسجنهم سواء داخل السجون المعدة لذلك أو داخل السجن الكبير فلسطين وغزة.
لا غرابة في الأمر، فمعظم الحملات الصليبية الإجرامية التي أرسلتها أوروبا كان قياداتها ملوك وأمراء تلك الإمبراطوريات تحت ذرائع تحرير (بيت المقدس من الكفار) “المسلمين” حتى تم تحرير فلسطين من الاحتلال الصليبي وصولا إلى بسط الخلافة العثمانية الإشراف عليه إلى بداية عصرنا الحالي، فتكاتفت جهود الحلف الصهيوني الصليبي من أجل إسقاطها واحتلال فلسطين ووضعها تحت الانتداب البريطاني بعد أن كانت وفقا لاتفاقية “سايكس بيكو” منطقه (ج) ولها وضع خاص.
الحملات الصليبية فتكت بالمسلمين والنصارى معا وتوافقت مع اليهود الذين كانوا هم الطابور الخامس لصالحهم وكمكأفاة لهم وتكفيرا عن المآسي التي تعرضوا لها من قبلهم، سلموا لهم فلسطين على أنها أرض الميعاد والتزاموا بذلك أمام العالم، بموجب “وعد بلفور”.
الحملات الصليبية التي قادتها أوروبا كانت تحت رايات محاربة الكفار وتخليص بيت المقدس لصالح النصارى، لكن بقدرة قادر تحولت لصالح اليهود بناء على الوعد الإلهي لهم؛ مع أن التاريخ يؤكد أن فلسطين أرض عربية قبل الإسلام؛ وإسلامية بعد الفتح الإسلامي وفي سفر التثنية الإصحاح السابع (متى أتى بك الرب الهك إلى الأرض التي أنت داخل اليها لتتملكها وطرد شعوب كثيرة من أمامك الحثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين واليبوسيين سبع شعوب؛ ودفعهم الرب أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم، لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم)، الشفقة معدومة والعهد لا يحترم.
وفي تسريبات السفير الإسرائيلي لدى النمسا أثناء اجتماعه مع الجالية اليهودية صرح: بأنه لا يوجد مدنيون في غزة وانه يجب إصدار قانون بإعدام الأطفال حتى لا يكون هناك تردد لدى المجرمين من قادة الجيش والضباط.
تسويق الأكاذيب ونسبتها إلى الله لا يُستغرب وجزء من الإجرام لدى الحلف الصهيوني الصليبي، وبينما نجد التوراة تتحدث عن وصايا الرب لهم ألا يخافوا من طرد كل تلك الشعوب، لكنه يوصي باتباع المرحلية قليلا قليلا مخافة أن تنقم عليه (لكن الرب الهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا، لا تستطيع أن تفنيهم سريعا لئلا تكثر عليك وحوش البرية؛ ويدفعهم الرب أمامك ويوقع بهم اضطرابا عظيما حتى يفنوا؛ ويدفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من تحت السماء؛ لا يقف إنسان في وجهك حتى تفنيهم)، فالاعتماد على إثارة الاضطرابات الداخلية حتى يسهل الأمر عليهم؛ والاعتماد على جرائم الإفناء لهذه الأمم ولكل من قد يعترض إجرامهم حتى لو كان معهم.
أسفار التوراة تؤكد على اتباع المرحلية لطرد تلك الشعوب من أرضها وعدم الاستعجال، لكن الملاحظ هنا استعجال اليهود وصهاينة العرب وصهاينة الغرب في إبادة وطرد الشعب الفلسطيني خاصة أن هناك بقية الشعوب التي يجب طردها مازالت مسنودة بصمود الشعب الفلسطيني الذي يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة العربية والإسلامية ومقدساتها.
العلو والاستكبار الصليبي بلغ اليوم أوج جبروته وسطوته، فترك تعاليم التوراة جانبا، فلم يبق سوى وحشيته وإجرامه ولذلك يريد إفناء الشعب الفلسطيني فيستخدم افتك وأقوى الأسلحة المحرمة دوليا لتحقيق ذلك.
وإذا كانت التوراة تؤكد أنه لا مفر من إفناء الجميع حتى الملوك، فهل معنى ذلك استثناء المتعاونين معهم من الملوك والرؤساء من محو اسمهم مكافأة لهم على تعاونهم؟ هم بتعاونهم يظنون ذلك وطبيعتهم تقول أنهم لا عهد لهم ولا ذمة، فلن يحترموهم أبدا حتى لو حققوا لهم ما يريدون، لأن نصوص التوراة مقدمة على إخلاص وولاء(الكلاب) الأنظمة العميلة والمطبعة والمتصهينة مثل –السعودية والإمارات والبحرين ومصر والمغرب وتونس وغيرها.
وبينما يستعجل اليهود في إفناء الشعب الفلسطيني تستعجل الأنظمة المتصهينة في التعاون معا من أجل القضاء على المقاومة خاصة بعد معركة الطوفان، فقد انحازت لصالح السلطة الفلسطينية في دعمها للسيطرة على قطاع غزة، في تدخل سافر في شأن داخلي بحت يخضع للرأي العام الداخلي، لكن الإملاءات الأمريكية والصهيونية أرادت ذلك، تريد سلطة تتفاوض لا مقاومة تحارب وتناضل فذلك إرهاب يجب التعاون من اجل القضاء عليه بالتعاون مع سلطات الاحتلال.
الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي تريدان الوصول إلى حل الدولتين والسلطة الفلسطينية أيضا والسبيل الوحيد هو التطبيع والتفاوض؛ والاحتلال يعمل جاهدا للقضاء على أي إمكانية لحل الدولتين وفرض الأمر الواقع، وهو ما يؤكده استطلاع الرأي الذي أجرته جامعة ميرلاند الأمريكية وشارك فيه 521خبيرا في ملف الصراع في الشرق الأوسط 52 %، حل الدولتين لا يمكن تحقيقه؛42%لايزال ممكنا ولكنه ليس محتملا خلال العشر السنوات المقبلة وخطوات الكيان تتجه في تحقيق استحالة التنفيذ له.
وحول الواقع السياسي داخل الأراضي المحتلة فإن 59 %دولة واحدة بنظام الفصل العنصري و30 %احتلال شبه دائم من قبل الكيان.
وحول السيناريو الأقرب في حال عدم تحقق حل الدولتين فإن 77%دولة واحدة عنصرية؛ اما17%فيرى اندماج الجانبين في دولة واحدة بشروط غير عادلة.
وبين استغلال الوقت وفرض الأمر الواقع بالقوة، ينفذ الاحتلال أهدافه؛ أما الأنظمة العربية فهي تعول على الإجرام وتدعمه وتعمل على تنفيذ سياساته وتسلم كل أوراق الضغط التي لصالحها ولذلك فقد اطمأن الإجرام لما يفعل وأرسل منشوراته لاستكمال طردهم منها “لا تعولوا على الدول العربية وغادروا غزة لأنهم يدعموننا ولا يدعمونكم وسنبذل لكم المساعدة”!