سواليف:
2025-03-15@02:02:28 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. استعراضية

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

#استعراضية

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 15 / 5 / 2016


كنت خريجاً حديثا، أحاول أن أملأ الفراغ بأي أفعال مفيدة غير الشهيق والزفير الذي كنت أطلقه أثناء البطالة الطازجة، وقتها كانت اهتماماتي الرياضية طفيفة للغاية فلا أميز الدوري عن الكأس عن الدرع ، كما لم يكن يعنيني من يقف على أعلى سلم الترتيب ومن يتذيّله، ولا أسماء اللاعبين، ولا كيفية احتساب النقاط …
المهم ذات يوم مررت بالقرب من ستاد مدينة الحسن فإذا بجمهور طويل يقف في طابور الدخول إلى الملعب ،وبعض الباعة يبيعون أعلاماً وعصابات رأس وطواقي وزوامير هواء ، وترمس وفستق ووشاحات للفريقين المتبارزين… وبسبب الملل الشديد، قررت الوقوف في الطابور وقطع تذكرة، فإنه من حسن الحظ ان استطيع قتل ساعتين من الوقت بدينار واحد…جلست في واجهة الدرجة الثانية ،وبدأت أدّعي الحماسة والترقب والنظر إلى الساعة.

.بينما كان كل من حولي يتبادلون الشتائم اللطيفة ،والسجائر ، والمداعبات التي تخدش الحياء العام..دقائق دخل الفريقان ساحة الملعب فوقفت الجماهير وصفّقت طويلا لهم على إيقاع طبلة كانت مع أحد الشباب في أعلى المدرّج..أنا صفّقت بحماسة شديدة وحاولت أن أصفّر كما يفعل باقي الجمهور لكن لم أفلح ،حاولت تبديل الأصابع في الفم وثني اللسان جيداً ففشلت لقد خرجت صافرتي على شكل زعيق انتبه لها الجمهور الذين حولي ورمقوني بنظرات استهزاء واستصغار وبعضهم أطلق قهقهة لا تزال ترنّ في ذاكرتي…
نفّذت ركلة البداية، والجمهور ملهي بتقشير الترمس وعضّ عرانيس الذرة ، صرت أتابع الكرة بنظراتي وأميل رأسي وأقف على رجلي كلما سنحت هجمة ، كنت متحمّساً جداً فأصيح بأعلى صوتي، وألوم اللاعبين على ضياع الفرصة ..بينما ينظر الذين تحتي والذين حولي بالمدرجات بنصف عين…فأخجل وأعود إلى مكاني، وعندما أرى الحكم يحابي فريقاً على حساب فريق كنت أقف وأصيح حتى تنتفخ عروق رقبتي ويحمرّ وجهي بينما لا أحد من الجمهور يأتي بحركة ،باختصار كانوا يلتهون بتقشير الفستق وفصفصة بزر دويرة الشمس…كلما ضاعت فرصة قمت من مكاني وصرخت بأعلى صوتي وكلما سنحت فرصة ضربت على ركبتي وفغرت لائماً على ضياعها…قال أحد الجالسين خلفي مباشرة ماله هاظ؟؟..وآخر رفع صوته ليسمعني : منين طلع لنا؟…وعندما وضع الحكم ضربة مباشرة قريبة من خط ال18 ظلماً على فريقنا…قفزت من مكاني بانفعال وأنا أصيح ..مش هيك يا حكم..مش هيك يا حكم…فشدّني أحدهم من قميصي وهو جالس وقال بطولة بال عجيبة: خالي استعراضية…لم أفهم ، قلت له: شو يعني..؟؟..قال لي: المباراة استعراضية تشدّش ع حالك!!..وقتها كنت لا أفرق بين الاستعراضي والجدي وبين الودي والقتالي..أنا أعرف أن المباراة مباراة فيها فوز وفيها خسارة وتسجل للتاريخ..قال لي الرجل طويل البال بعد أن هدأت وبدأنا نتقاسم كيس الترمس خاصته : الدوري محسوم من زمان يا خالي .. بس بيلعبوا عشان الجمهور…
ومنذ ذلك التاريخ كلما صرخت بأعلى صوتي أو قمت بالاحتجاج على ضياع فرصة للوطن او احتساب ركلة ضده ضد مصلحته..تذكّرت مقولة الرجل المكوّع: خالي استعراضية.. فالنتيجة محسومة من زمان…
وغطيني يا كرمة العلي..

مقالات ذات صلة التوقعات الجوية لما بقي من آب 2024/08/21

أحمد حسن الزعبي

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

#رزنامة_اعتقال_احمد_حسن_الزعبي

#51يوما

#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي

#غزة_تباد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: استعراضية الحرية لاحمد حسن الزعبي غزة تباد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

مخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب فى حواره لـ«البوابة نيوز» : لا يوجد أرشيف وتوثيق حقيقى لهذا الفن بمصر.. وأهم أسباب تراجعه عدم وجود معاهد متخصصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

_ «فن العرائس» يساعد على غرس فكرة الانتماء وتقبل الآخر ونبذ العنف

_ هناك عروض كثيرة مهمة لمسرح القاهرة للعرائس لكنها لم تأخذ حقها

_ من المسئول عن عدم وجود أرشيف وتوثيق حقيقي لعروض العرائس في مصر؟

_ بعد ظهور القنوات الفضائية.. تراجع التليفزيون المصرى عن إنتاج برامج بالعرائس

_ لماذا لم يتم تطوير «فن العرائس» حتى الآن؟

 

 

تحريك الدمى او العرائس لتحكى القصص وتنقل الأفكار والمشاعر للجمهور، هى سمة أساسية لـ"فن العرائس".. ذلك الفن الذى يُعد واحدًا من أقدم أشكال الترفيه، منذ العصور القديمة فى مختلف الثقافات، اختلفت اشكاله وانواعه بين القفاز والماريونيت والعصا والدمى المتحركة.

إلا أن اهميته الكبيرة ظلت ثابته حتى الآن، حيث استطاع هذا الفن الشعبى ان يجعل من طلته أداة تعليمية للأطفال، كما ساهم فى نشر القيم والثقافات بطريقة ممتعة للكبار والصغار.

فلماذا افتقر فن العرائس  للاهتمام فى العقود الأخيرة؟.. ولماذا ايضا لا نوثق تجاربنا فى فن العرائس؟.. وهل تجمد فن العرائس عند الليلة الكبيرة؟.. أسئلة كثيرة تدور فى أذهان المهتمين بهذا الفن المميز.

التقينا المخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب، وذلك لدوره البارز فى إحياء وتطوير هذا الفن التقليدى فى مصر،  للإجابة على الأسئلة السابق طرحها فى حوار خاص لـ"البوابة"، خلال السطور التالية:

 

المخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب 

 

 

■ فن العرائس من الفنون القديمة فى التاريخ المصرى.. حدثنا عن بدايته؟

- فن العرائس من البداية بشكل عام  هناك فى متحف اللوفر بفرنسا عروسة عجان تتحرك بالخيوط من اسفل  يعود تاريخها الى العصر الفرعوني، ولو تحدثنا عن كم العرائس وانواعها فى مصر قديما وحديثا فهى كثيرة جدا بداية من الحضارة الفرعونية مثل عروسة النيل.

وفى الحضارة القبطية متمثلة فى الكنسية او الحضارة الاسلامية متمثلة فى الجامع نجد ان الكينار الموجود اعلى الكنسية او الجامع المصنوع بالجبس تسمى عروسة، او مع الفلاح فى الحقل (عروسة خيال المآته) أو (عروسة القمح) حتى فى احتفالات الاخوة اللاقباط بعيد (حد السعف)، وايضا العروسة المحشوه بالقطر، العروسة المصنوعة من الورق وتخرم بالابرة (عروسة الحسد).

وكذا عروسة المولد المصنوعة من الحلوي، العرائس التى تستخدم فى الفن  مثل عروسة الاراجوز (القفاز)، عرائس خيال الظل ، عرائس العصا او المقبض ، عرائس الماريونت ( الخيوط )، عرائس الماسكات ، والحديث منها عرائس المسرح المظلم المضئ (المسرح الاسود )، عرائس الطاولة، العرائس العملاقة.

مصر عرفت فن خيال الظل عن طريق شمس الدين بن دانيال الموصلى فى القرن الثالث عشر عندما جاء الى مصر من العراق هربا من التتار، وبعد حرالى ٢٠٠ سنة عندما دخل سليم الاول مصر وشاهد او بابة خيال ظل فى حياته وكانت بعنوان (شنق طومان باى على باب زويلة) اعجب بها كثيرا واخذ معه الى الاستانة كل الصناع المهرة وكان منهم لاعبى خيال الظل، هذا وفق ما كتبه دكتور ابراهيم حمادة فى كتبه (تمثليات خيال الظل لابن دانيال )، .ام فن الاراجوز المصري.

فن الاراجوز المصرى نشأ بوصفه حاجة أنتجتها خلاصة وعى الذاكرة الجمعية للشعب المصرى على مدى آلاف السنين ليعبّر من خلالها عن ضميره ووجدانه النابض، إذ حافظ فن الاراجوز المصرى منذ نشأته على ثوابت موروثه الثقافى الشعبى المتمثل فى طبيعة خطابه وهيئته وأسلوب إيقاعه الحركى والصوتي، وهذا يجعل منه أيقونة جمالية تاريخية تستحق ان تُدرج ضمن قائمة اليونسكو.

ولو عدنا الى اصل تسميته بـ(الاراجوز) المشتق من كلمة قبطية قديمة (ارجويوس) والتى تعنى فعل الكلام او صانع الحكايات، ولهذا جاءالتتويج العرائسى الذى أعلنت عنه منظمة اليونسكو فى ضم و ادراج الاراجوز المصرى على قائمة الصون العاجل للتراث الثقافى غير المادي، وكان ذلك بجهود المخلصين والمثابرين لإعادة احياء هذا الفن الشعبى الفرجوي.

الاراجوز المصرى هى العروسة القفازية الفاعلة رغم بساطتها لما قدمته تلك العروسة من عروض فى الموالد والمقاهى والأعياد على مدى عقود عدة.

■ فن العرائس افتقر للإهتمام فى العقود الأخيرة.. تعليقك؟                                          

- فن العرائس تم الاهتمام به مثله مثل معظم الفنون فى عهد وزير الثقافة الراحل (ثروت عكاشة ) وتم خلال هذة الفترة انشاء فرق فنية كثيرة فى الفنون مثل الفنون الشعبية والاستعراضية، مسرح.القاهرة للعرائس، السيرك القومي، والعديد من الفرق المسرحية.

وعندما تم انشاء التليفزيون المصرى كانت العرائس لها نصيب فى برامجه وانتاجه  ولكن بعد ظهور القنوات الفضائية وتراجع التلفزيون انتاج برامج بالعرائس

■ حدثنا عن مدى اهمية "فن العرائس" للطفل؟

- أهيمة مسرح العرائس للطفل أنه مسرح تربوى وتوعوى يساعد فى بناء شخصية الطفل، زيادة الوعى لدى الطفل سلوكا، وغرس فكرة الانتماء وتقبل الاخر ونبذ العنف.

■ هل عدم تطوير فن العرائس طوال الفترة الماضية سبب فى تراجعه؟

- عدم تطور العرائس لاسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم وجود معاهد متخصصة لتعليم فنون مسرح العرائس بكل مفرداته، وعدم وجود منح دراسية خارجية لتعلم هذا الفن وتبادل الخبرات والاطلاع على احدث مدارس فن العرائس.

■ هل تجمد فن العرائس عند الليلة الكبيرة؟

مسرح العرائس تجمد عند الليلة الكبيرة، الليلة الكبيرة ايقونة فن العرائس المصرية نعم، .ولكن هناك عروض كثيرة مهمة لمسرح القاهرة للعرائس ولكن لم تأخذ حقها فى تسلط الضوء عليها مثل الليلة الكبيرة مثال (مسرحية حمار شهاب الدين) (صحصح لما ينجح) وغيرها، وهناك اجتهادات وتجارب لبعض الفنانين الشباب اتمنى الاهتمام بهم والعمل تطويرها.

■ لماذا لا نوثق تجاربنا فى فن العرائس؟

- للأسف لا يوجد ارشيف وتوثيق حقيقى لعروض العرائس فى مصر سواء عروض مسرح القاهرة للعرائس او حتى عروض الهيئة العامة لقصور الثقافة او حتى الفرق الحرة او الخاصة ولا اعرف من المسئول عن ذلك .

■ هل هناك استراتيجية لعودة هذا الفن الى ما كان عليه؟

-  فى اعتقادى أنه لتطوير فن العرائس فى مصر:

يجب ان يكون هناك اهتمام بتعليم هذا الفن بالمعاهد والكليات الفنية لزيادة عدد المشتغلين به.

الاستفادة بالخبرات الموجودة بعمل ورش لتدريب وتعليم كوادر جديدة.

ايجاد منافذ لتقديم هذا الفن بأماكن كثيرة مثل: الساحات، الحدائق العامة،  ومراكز الشباب والمدارس والمسارح.

                                                       

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل جديدة عن نجاته من “الوحوش”.. ونجوت!!
  •  نهاية سعيدة في "الكابتن".. حسام يحقق آخر أمنيات الأرواح ويتزوج سما
  • الغرابلي: كيف تحذر الدول مواطنيها من زيارة ليبيا بينما تدعو لتوطين الأفارقة بها؟
  • مهرجان هوليوود للفيلم العربي يكرّم أحمد حلمي
  • اليوم.. عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل ولاد الشمس
  • مخرج ومدرب العرائس ناصر عبد التواب فى حواره لـ«البوابة نيوز» : لا يوجد أرشيف وتوثيق حقيقى لهذا الفن بمصر.. وأهم أسباب تراجعه عدم وجود معاهد متخصصة
  • ناصر عبد التواب: من المسئول عن عدم وجود أرشيف وتوثيق حقيقي لعروض العرائس؟
  • الكاتب الصحفي صلاح الدين عووضه يروي تفاصيل مثيرة .. ونجوت من الموت!!
  • بالفيديو.. أبرز مسلسلات رمضان 2025 الناجحة أمام الجمهور
  • "ديزني" تكسب قضية سرقة فيلم "موانا" من الكاتب وودال