ندوة بكمبالا تناقش فرص وتحديات وقف الحرب في السودان
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
“الأزمة السودانية تعكس ضعف الإرادة الوطنية وأن الحلول المتاحة تعتمد على التدخلات الإقليمية والدولية:، وفقا لمتحدث خلال ندوة نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين بكمبالا..
التغيير : فتح الرحمن حمودة
قال المتحدث الأول، الأستاذ الأكاديمي، عبد الناصر علي، إن مفاوضات جنيف ترتكز على نقطتين أساسيتين هما وقف القتال في البلاد وتوصيل المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك، خلال ندوة نظمتها رابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا امس الثلاثاء بمدينة كمبالا ندوة سياسية تحت عنوان ” مفاوضات جنيف فرص و تحديات وقف الحرب في السودان ” بحضور مجموعة من النشطاء المهتمين، السياسيين و الصحفيين.
ولفت علي، إلى أن الصراع الدائر حاليا في السودان له أبعاد إقليمية واضحة تظهر من خلال دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بينما تدعم مصر الجيش السوداني.
عبد الناصر علي: الدعم السريع لن تلتزم بمغادرة منازل المدنيين إلا إذا حصلت على ضمانات بعدم استهدافها من قبل الجيش بالطائرات
وأوضح أن قوات الدعم السريع لن تلتزم بمغادرة منازل المدنيين إلا إذا حصلت على ضمانات بعدم استهدافها من قبل الجيش بالطائرات.
وأشار إلى أن الأزمة السودانية تعكس ضعف الإرادة الوطنية وأن الحلول المتاحة تعتمد على التدخلات الإقليمية والدولية.
وأكد أن الخطر الحالي يكمن في تفاقم التوترات العرقية مما يقلل من فرص قبول الآخر.
وأضاف عبد الناصر أن فهم طبيعة الصراع يتطلب رؤية وحلا سودانيا مشيرا إلى أن النظرة الأمريكية والسعودية للمفاوضات تتسم بالاستعلاء وأن مبادرتهما قد لا تؤدي إلى شرعنة دولية.
وأوضح أن التدخل الأمريكي عادة ما يبدأ بالمساعدات الإنسانية يرافقه بعض الجهود الدبلوماسية والعسكرية ومن المتوقع أن يتصاعد ذلك إلى مراحل أخرى في إطار الصراع الدولي في المنطقة مع رفض محتمل من الجانب الروسي باستخدام حق الفيتو.
وأشار إلى أن السيناريوهات المتوقعة تشمل تدخلا أمريكيا بدعوى إنسانية قد يتطور إلى عمل مسلح مما قد يستدعي تدخل المعسكر الثاني ورأى أن حل الأزمة يبدو بسيطا ولكنه يتطلب جدية من السودانيين لإيقاف هذه المأساة.
وأوضح أن الحرب الحالية أدت إلى تحولات كبيرة على الصعيدين الثقافي والاقتصادي.
وأكد أن الصراع الدائر حاليًا هو صراع اجتماعي في جوهره رغم تجلياته العسكرية.
أما عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحفيين السودانيين بكمبالا، عواطف إسحاق، فقد تحدثت عن مشاركة النساء في مفاوضات جنيف.
وأوضحت أن مجموعة من النساء تمت دعوتهم للمشاركة بعد مشاورات واجتماعات مع السفير الأمريكي وسفيرة الولايات المتحدة لشؤون المرأة في القرن الأفريقي.
وأكدت على أهمية مشاركة النساء من مناطق وفئات عمرية مختلفة مع ضرورة مراعاة شروط تضمن مشاركة فعالة.
وأشارت إلى أن المفاوضات الحالية تختلف تمامًا عن المفاوضات السابقة في جدة التي لم تشمل النساء في لجان وقف إطلاق النار.
وأضافت أن من الضروري إشراك النساء في مسار وقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية.
وشددت على ضرورة مراعاة احتياجات النساء في هذه المفاوضات كما طالبت بمشاركة النساء بنسبة “50%” في لجان المراقبة ووضع الأجندة النسوية ضمن أجندة الوساطة.
ورأت أنه في حال عدم استجابة الأطراف لوقف العدائيات وتوصيل المساعدات فإن المجموعات النسوية قادرة على تشكيل مجموعات ضغط فعالة للضغط على طرفي النزاع من خلال أجندة نسوية لوقف إطلاق النار.
بينما أشار، الكاتب المحلل والكاتب الصحفي، الجميل الفاضل، إلى أن مفاوضات جنيف في يومها الأول لم تكن مرتبطة بالأطراف المتقاتلة في السودان وأنها تمت بسرية تامة.
تعقد فرص الحلوأكد أن الإدارة الأمريكية كانت تدرك ما قد يحدث مشيرا إلى أن المشهد السياسي الدولي والإقليمي يعقد من فرص التوصل إلى حل.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية تسعى لتحقيق نقاط إيجابية تمهد الطريق لفوز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية المقبلة.
وأضاف أن توقيت المفاوضات جاء نتيجة لظروف إقليمية ودولية وداخلية بالإضافة إلى الأوضاع الميدانية.
وأوضح أن الأمريكيين قدموا صيغة محددة للطرفين في جنيف مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع ترى في التفاوض فرصة لتخفيف الضغط عنها.
واعتبر أن موقف الجيش معقد للغاية حيث تسعى بعض المجموعات لاستمرار الحرب للعودة إلى السلطة.
وختم بالقول إن جنيف لم تكن تهدف لجمع الطرفين بقدر ما كانت تسعى لتحقيق أهداف محددة داخل بنية السلطة في بورتسودان وأن نهاية الحرب الحالية لن تقضي فقط على جماعات الإسلام السياسي بل ستؤثر أيضا و تقضي على القوى التقليدية.
وفي يوليو الماضي، انتخبت عضوية نقابة الصحفيين السودانيين في كمبالا عز الدين ارباب رئيسا لرابطة الصحفيين السودانيين في أوغندا بجانب “8” أعضاء آخرين نصفهم من الصحفيات لعضوية المكتب التنفيذي للرابطة وأجازت العضوية اللائحة التنظيمية وانتخبت الهيكل التنفيذي بمراقبة عدد من أعضاء النقابات والتنظيمات المهنية والمجتمع المدني.
الوسومحرب الجيش والدعم السريع رابطة الصحفيين السودانيين بكمبالا مباحثات جنيفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: حرب الجيش والدعم السريع مباحثات جنيف الصحفیین السودانیین الدعم السریع مفاوضات جنیف فی السودان النساء فی وأوضح أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: لم يعد بإمكان العالم تجاهل السودان فيما يدخل عامه الثالث من الحرب
مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث اليوم، دعت وكالات الأمم المتحدة إلى تحرك دولي فوري ومنسق للتخفيف من "المعاناة الإنسانية الهائلة الناجمة عن النزاع" ومنع تفاقم عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، وأدى عامان من الصراع الدائر في السودان إلى أكبر أزمة إنسانية ونزوح في العالم، تفاقمت بسبب التخفيضات الحادة في المساعدات الدولية. فهناك أكثر من 11.3 مليون شخص نازح داخليا في البلاد - 8.6 مليون منهم فروا من ديارهم في الصراع الحالي - بينما لجأ 3.9 مليون عبر الحدود إلى الدول المجاورة خلال العامين الماضيين وحدهما، بحثا عن الأمان والغذاء والمأوى.
داخل السودان، يحتاج أكثر من 30 مليون شخص - أي ثلثي سكان البلاد - إلى مساعدة إنسانية عاجلة، بمن فيهم 16 مليون طفل.
"لامبالاة من العالم الخارجي"
وفي بيان صدر اليوم الثلاثاء، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي إن السودان "ينزف"، حيث أصبح شعبه محاصر "من جميع الجهات - حرب، وانتهاكات واسعة النطاق، وإهانة، وجوع، وغيرها من المصاعب".
وقال إن السودانيين "يواجهون لامبالاة من العالم الخارجي، الذي أبدى خلال العامين الماضيين اهتماما ضئيلا بإحلال السلام في السودان أو إغاثة جيرانه".
وأكد السيد غراندي أن السودانيين ليسوا الوحيدين الغائبين عن الأنظار، بل إن العالم "أدار ظهره إلى حد كبير للدول والمجتمعات" التي استقبلت هذا العدد الكبير من اللاجئين.
وقال إن استقرار المنطقة بأسرها مهدد، وإن تأثير حالة الطوارئ السودانية يمتد إلى أبعد من ذلك، حيث يصل السودانيون إلى أوغندا، ويعبرون ليبيا - في رحلات محفوفة بالمخاطر - إلى أوروبا.
وقال: "هؤلاء اللاجئون يحتاجون ويستحقون حقوقهم الأساسية - في الأمان والكرامة، وفي التعليم والعمل، وفي الصحة والسكن، وفي السلام. لقد قام الكثيرون بهذه الرحلات بحثا عن تلك الحقوق، وسيحذو حذوهم الكثيرون".
وأكد المفوض السامي أنه بعد عامين من المعاناة، "لم يعد بإمكان العالم تجاهل هذه الحالة الطارئة". وأضاف: "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإحلال السلام في السودان. ويجب تكثيف الدعم الإنساني والتنموي. إن الاستمرار في تجاهل الوضع سيؤدي إلى عواقب وخيمة".
السودان ليس منسيا
من جانبها، قالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، آمي بوب، إن آلاف الأرواح قد أُزهقت بسبب العنف، وتشتتت شمل الأسر، "وتحطمت آمال وتطلعات الملايين في مواجهة الجوع والمرض والانهيار الكامل للاقتصاد".
وشددت على أن السودان بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، "وعلى نفس القدر من الأهمية، إلى استثمار طويل الأجل لضمان عودة الناس بأمان، وتمكينهم ومجتمعاتهم من التعافي وإعادة بناء حياتهم".
منذ اندلاع النزاع، قدمت المنظمة الدولية للهجرة مساعدات وحماية لما يقرب من أربعة ملايين شخص في السودان والدول المجاورة، بما في ذلك المأوى والمياه والصرف الصحي والخدمات الصحية. ومن خلال مصفوفة تتبع النزوح، توفر المنظمة الدولية للهجرة أيضا بيانات حيوية لتوجيه خطط الاستجابة الإنسانية بأكملها.
على الرغم من حجم الاحتياجات، لم تتلق المنظمة سوى 10% من التمويل لخطة استجابتها. وناشدت المنظمة المجتمع الدولي توفير تمويل فوري ومستدام لتوسيع نطاق عملياتها.
وفي هذا السياق، قالت السيدة بوب إن شعب السودان "لا يستطيع أن يتحمل الانتظار، ويجب على المجتمع الدولي إيصال رسالة واضحة وموحدة مفادها أن شعب السودان ليس منسيا".
تحويل الأجساد إلى ساحات معارك
كانت آثار الحرب مدمرة بشكل خاص على النساء والفتيات السودانيات. وفي حديثه من بورتسودان إلى الصحفيين في جنيف، قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، محمد رفعت، إن قصص العنف الجنسي التي سمعها مؤخرا خلال زيارة للعاصمة الخرطوم كانت مروعة.
وقال إنه التقى بمجموعة من النساء في مكان عام حيث تحدثن إليه بصراحة عن العنف الجنسي الذي تعرضن له، "بما في ذلك التحرش الجنسي أمام أزواجهن المصابين، وسط صراخ أطفالهن".
وأفادت آنا موتافاتي، المديرة الإقليمية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في شرق وجنوب أفريقيا، بزيادة مذهلة بلغت 288% في طلب الدعم المنقذ للحياة بعد الاغتصاب والعنف الجنسي.
وقالت: "لقد شهدنا أيضا ما يبدو أنه استخدام ممنهج للاغتصاب والعنف الجنسي كسلاح حرب. شهدنا تحول حياة النساء وأجسادهن إلى ساحات معارك في هذا الصراع".
وفيما أكدت السيدة موتافاتي إن هذه الانتهاكات لا يتم الإبلاغ عنها بشكل كامل بسبب الخوف والوصمة، قالت إن الأرقام "لا تعكس الألم والخوف" الذي عانت منه الناجيات.
وأضافت أن النساء اللواتي فرّرن من منازلهن والتمسن الأمان في مواقع التجمع المؤقتة "لم يبق لديهن سوى الملابس التي يرتدينها"، وهن الآن عالقات بلا أي فرصة لكسب لقمة العيش، بينما يُحرم أطفالهن من التعليم. وقالت: "لدينا جيل كامل هنا تتأثر حياته بسبب عدم قدرته على الذهاب إلى المدرسة".
وشددت السيدة موتافاتي على أن النساء اللواتي يتحملن وطأة الصراع "يردن استعادة بلدهن، وقد سئمن من اندلاع صراع تلو الآخر في بلدهن الجميل".