سودانايل:
2025-04-07@07:48:33 GMT

الحرب انتهت

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

هناك ادلة وقرائن قوية على تحول قوات الدعم السريع إلى مجرد عصابات وتشكيلات اجرامية متفلتة بعد تدمير وانهيار قوتها النظامية الصلبة ذات الشوكة والتى بدأت بها الحرب فى أبريل ٢٠٢٣ م. وجولة سريعة فى النشرات الإعلامية والإخبارية السودانية وغيرها عربية او عالمية تزدحم بأنباء وتفاصيل مروعة عن مذابح وحوادث نهب واغتصابات وقصف مدارس ومستشفيات وأماكن سكن مدنيين عزل لا يحملون السلاح فى القرى والمدن التى تقع فى الخطوط الملتهبة.

وهذا يعنى انه لم يعد يشكل خطرا عسكريا بل مهددا امنيا فحسب. ويعنى ايضاً ان الدعم السريع عاد إلى صيرورته الأولى التى بدأ منها ومن بعد تحول إلى قوات عسكرية ذات وضع قانونى لا غبار عليه سواء إبان حقبة الرئيس السابق عمر البشير او بعد سقوطه فى ٢٠١٩م . ومن اسف ان وصفة إنشاء قوات الدعم السريع كانت سما قاتلا تتجرعه الدولة السودانية الآن على مكث . وكنت قد أشرت إلى ذلك فى مقال سابق مبذول عبر الأسافير حمل عنوان : خطيئة الجيش وخطأ الدعم السريع. وعقب انهيار اتفاقية أديس أبابا ١٩٧٣م الخاصة بالسلام فى جنوب السودان وقيام الزعيم الجنوبى الراحل جون قرنق بإعلان التمرد فى ١٩٨٣م تدهور الوضع العسكرى فى الجنوب واندلعت حرب واسعة وضروس دفع ثمنها السودان والجيش على وجه الخصوص إذ كان يقاتل فى جبهة واسعة وبعمق اشد اتساعا مع نقص مريع فى العتاد والاهم الجنود بسبب تدنى الإقبال على الانخراط فى سلك الجندية لقساوتها وضعف رواتبها. وفى ١٩٨٦م ظهرت قوات المراحيل - تحول اسمها بعد ذلك إلى الفرسان ومن بعد إلى الجنجويد والدعم السريع آخر الأمر فى حرب دارفور - فى مناطق التماس مع جنوب السودان وهى مليشيا لا تتقاضى رواتب لكنها تحصل على مكافأتها بالغنائم . الفكرة هى ان تقوم مكونات إثنية وعرقية معينة بالقتال نيابة عن الجيش الرسمى . والان عاد الجان إلى قمقمه وطالته تشوهات عميقة فى متاهته التاريخية ليتحول إلى مجرد عصابات اجرامية مثل جماعات الكارتل Drug Cartel او تجار المخدرات فى امريكا الجنوبية وعلى وجه الخصوص فى المكسيك وكولومبيا. انظر افعالهم من مانشرته بى بى سى العربية فى ٢١ اغسطس ٢٠٢١ م (: تحصد حرب المخدرات الوحشية في المكسيك آلاف الأرواح كل عام حيث تقاتل جماعات التهريب القوية للسيطرة على الأرض والنفوذ. وتسيطر تلك الكارتلات على مناطق شاسعة من البلاد، وهي مسؤولة أيضا عن الفساد السياسي والاغتيالات وعمليات الخطف ومنها . ينشط كارتل سينالوا في إقليم سينالوا الذي يشمل مساحات كبيرة من شمال غرب البلاد. وصفت الحكومة الأمريكية كارتل سينالوا بأنه أحد أكبر منظمات تهريب المخدرات في العالم. وتأسس الكارتل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وكان يتزعمه لسنوات عديدة تاجر المخدرات ذائع الصيت خواكين "إل تشابو" غوزمان. وكان "إل تشابو"، أو "شورتي"، يُصنف ذات يوم كواحد من اكبر أثرياء لعالم واكتسب الكارتل تحت قيادته سمعة شرسة فيما يتعلق بالعنف، وقد فتك بالعديد من الجماعات المتنافسة. وتصطدم الكارتلات المكسيكية مع بعضها البعض في الغالب، ولكن تجدر الإشارة إلى أنها يمكن أن تشكل تحالفات استراتجية أيضاً.
وقد قام الكارتل باختطاف وتعذيب وذبح أعضاء من العصابات الإجرامية المتنافسة، وكانت لديه أيضا إمكانية الوصول إلى ترسانة ضخمة من الأسلحة بما في ذلك قاذفة قنابل صاروخية والبندقية الخاصة بغوزمان من طراز أيه كي 47 كانت مطلية بالذهب. ولكن في يوليو/ تموز من عام 2019 حُكم على إمبراطور المخدرات بالسجن مدى الحياة بعد واحدة من أكثر المحاكمات شهرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وقال المدعون إن غوزمان كان يتاجر بالكوكايين والهيروين والماريغوانا، وكان يدفع المال لشبكة من التجار والخاطفين والقتلة. وأدى سجنه إلى زيادة العنف في المنطقة حيث سعت مجموعات أخرى للاستفادة من هذا التطور. وعلى الرغم من ذلك، مازالت عصابة سينالوا قوية للغاية، ومازالت تسيطر على شمال غرب المكسيك ويقال إن لها وجودا في مدن تمتد من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس إلى مدينة نيويورك الأمريكية. ويقول خبراء إنها تواصل جني مليارات الدولارات من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. ومع وجود زعيمها منذ فترة طويلة الآن خلف القضبان، يقال إن الكارتل يخضع جزئيا لسيطرة أوفيديو غوزمان لوبيز نجل غوزمان.
وعندما ألقت قوات الأمن القبض على غوزمان الصغير في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، سارع مسلحو كارتل سينالوا إلى إظهار القوة العسكرية للمجموعة.) انتهى

إعلان الانتهاء من الأعمال العسكرية Military Combat وتحولها إلى العمليات الأمنية Security Operations سيسقط حجية ندية الدعم السريع مع الجيش بل ويمنح الجيش سندا من القانونين السودانى والدولى فى احتواء خطورته وشروره التى لا تهدد بلادنا فحسب بل الإقليم الجغرافى المحيط القريب والبعيد. ويقتضى ذلك بالضرورة اتساق الخطاب الرسمى للجيش وحركة الدبلوماسية الخارجية والإعلام فى شرح أبعاد هذا التطور والانتقال .
ان الأوان ان تتوجه عقولنا وأفئدتنا نحو السلام والتنمية والدستور.

حسين التهامى

husselto@yahoo.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قتلى بمسيرات الدعم السريع في الدبة ومئات الجثث بالخرطوم

قال مصدر عسكري للجزيرة إن قتلى وجرحى سقطوا في وقت مبكر اليوم الأحد إثر استهداف مسيّرات لقوات لدعم السريع مقر اللواء 73 في الجيش السوداني بمدينة الدبة شمالي السودان.

وتقع الدبة شمال الخرطوم وجنوب دنقلا، كما تقع ضمن حدود الولاية الشمالية.

وكان مصدر في سد مروي شمالي السودان قال للجزيرة إن قوات الدعم السريع استهدفت أمس السبت، لليوم الثاني، مدينة مروي بالمسيرات، مما أدى إلى إصابة أحد محولات الكهرباء بسد مروي وانقطاع الكهرباء عن عدة ولايات في البلاد.

وقال مصدر في قيادة الفرقة 19 مشاة مروي التابعة للجيش السوداني إن المضادات الأرضية أسقطت عددا من المسيرات التي أطلقت لاستهداف مقر قيادة الفرقة وسد مروي.

وفي الأشهر القليلة الماضية، هاجمت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مدنا عدة خارج نطاق المعارك بينها القضارف وسنار جنوبي شرقي السودان.

ويأتي استهداف قوات الدعم السريع مدينة الدبة في الولاية الشمالية بعد أيام من هزيمتها على يد الجيش السوداني في الخرطوم.

مئات الجثث

في غضون ذلك، قال مصدر من وزارة الصحة السودانية للجزيرة أمس السبت إن قوات الدفاع المدني والأجهزة المختصة تمكنت خلال الأيام الماضية من جمع نحو 320 جثة لقتلى الحرب.

إعلان

وأضاف المصدر أن معظم الجثث تعود لضحايا المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في وسط وغرب مدينة الخرطوم.

وأشار إلى أن هنالك جثثا يرجح أنها لمدنيين كانوا في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع تم إلقاؤها في آبار أو دفنها بشكل غير لائق.

وتوقع المصدر ازدياد أعداد الجثث بعد توسيع عمليات البحث في المناطق التي شهدت أخيرا عمليات عسكرية بولاية الخرطوم.

اشتباكات مستمرة

ميدانيا، تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه، وقوات الدعم السريع غربي وجنوبي مدينة أُم درمان بالتزامن مع عمليات تمشيط للجيش بمحلية جبل الأولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.

وقالت مصادر في حكومة ولاية الخرطوم للجزيرة إن سلطات الولاية أجلت نحو 5 آلاف مواطن من سكان منطقة الجُمُوعِية جنوبي مدينة أم درمان إلى شمال المدينة إثر هجمات شنتها قوات الدعم السريع في الأيام الماضية على المنطقة.

واتهمت مصادر محلية الدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في الجموعية.

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال إعلام الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني إن الطيران الحربي شن أمس السبت غارة على مواقع لقوات الدعم السريع بمحيط المدينة، وأوقع في صفوفها خسائر في الأرواح والعتاد.

وأضاف إعلام الفرقة السادسة -في بيان- أن الجيش والقوات المتحالفة معه يواصلون عمليات تمشيط مكثفة داخل أحياء مدينة الفاشر لمنع تسلل من وصفهم بالعناصر التخريبية إلى داخله.

كما ذكر الجيش في الفاشر أن قوات الدعم السريع تستهدف بعدد من الطائرات المسيرة مناطق متفرقة داخل المدينة.

يذكر أن قوات الدعم السريع حاولت مرارا اقتحام الفاشر، لكن الجيش والقوات المتحالفة معه أفشلوا كل المحاولات.

وأسفر الصراع المستمر في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 عن عشرات الآلاف من القتلى ونحو 15 مليون نازح.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سجن سوبا.. الشاهد على جرائم وانتهاكات الدعم السريع بحق السودانيين
  • الجيش السوداني: مرتزقة من اليمن ودول أخرى يقاتلون مع الدعم السريع!
  • معاناة النازحين الفارين من هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • قتلى وجرحى بمسيّرات "الدعم السريع" ومئات الجثث بالخرطوم
  • قتلى بمسيرات الدعم السريع في الدبة ومئات الجثث بالخرطوم
  • آلاف السودانيين يفرون إلى جنوب أم درمان خوفا من قوات الدعم السريع
  • اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ"الدعم السريع" على مقر "الفرقة 19 مشاة" وسد مروي  
  • مسيرات الدعم السريع تستهدف كهرباء سد مروي مجددا والجيش يكشف الحقائق
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان