سودانايل:
2025-01-14@03:34:34 GMT

الحرب انتهت

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

هناك ادلة وقرائن قوية على تحول قوات الدعم السريع إلى مجرد عصابات وتشكيلات اجرامية متفلتة بعد تدمير وانهيار قوتها النظامية الصلبة ذات الشوكة والتى بدأت بها الحرب فى أبريل ٢٠٢٣ م. وجولة سريعة فى النشرات الإعلامية والإخبارية السودانية وغيرها عربية او عالمية تزدحم بأنباء وتفاصيل مروعة عن مذابح وحوادث نهب واغتصابات وقصف مدارس ومستشفيات وأماكن سكن مدنيين عزل لا يحملون السلاح فى القرى والمدن التى تقع فى الخطوط الملتهبة.

وهذا يعنى انه لم يعد يشكل خطرا عسكريا بل مهددا امنيا فحسب. ويعنى ايضاً ان الدعم السريع عاد إلى صيرورته الأولى التى بدأ منها ومن بعد تحول إلى قوات عسكرية ذات وضع قانونى لا غبار عليه سواء إبان حقبة الرئيس السابق عمر البشير او بعد سقوطه فى ٢٠١٩م . ومن اسف ان وصفة إنشاء قوات الدعم السريع كانت سما قاتلا تتجرعه الدولة السودانية الآن على مكث . وكنت قد أشرت إلى ذلك فى مقال سابق مبذول عبر الأسافير حمل عنوان : خطيئة الجيش وخطأ الدعم السريع. وعقب انهيار اتفاقية أديس أبابا ١٩٧٣م الخاصة بالسلام فى جنوب السودان وقيام الزعيم الجنوبى الراحل جون قرنق بإعلان التمرد فى ١٩٨٣م تدهور الوضع العسكرى فى الجنوب واندلعت حرب واسعة وضروس دفع ثمنها السودان والجيش على وجه الخصوص إذ كان يقاتل فى جبهة واسعة وبعمق اشد اتساعا مع نقص مريع فى العتاد والاهم الجنود بسبب تدنى الإقبال على الانخراط فى سلك الجندية لقساوتها وضعف رواتبها. وفى ١٩٨٦م ظهرت قوات المراحيل - تحول اسمها بعد ذلك إلى الفرسان ومن بعد إلى الجنجويد والدعم السريع آخر الأمر فى حرب دارفور - فى مناطق التماس مع جنوب السودان وهى مليشيا لا تتقاضى رواتب لكنها تحصل على مكافأتها بالغنائم . الفكرة هى ان تقوم مكونات إثنية وعرقية معينة بالقتال نيابة عن الجيش الرسمى . والان عاد الجان إلى قمقمه وطالته تشوهات عميقة فى متاهته التاريخية ليتحول إلى مجرد عصابات اجرامية مثل جماعات الكارتل Drug Cartel او تجار المخدرات فى امريكا الجنوبية وعلى وجه الخصوص فى المكسيك وكولومبيا. انظر افعالهم من مانشرته بى بى سى العربية فى ٢١ اغسطس ٢٠٢١ م (: تحصد حرب المخدرات الوحشية في المكسيك آلاف الأرواح كل عام حيث تقاتل جماعات التهريب القوية للسيطرة على الأرض والنفوذ. وتسيطر تلك الكارتلات على مناطق شاسعة من البلاد، وهي مسؤولة أيضا عن الفساد السياسي والاغتيالات وعمليات الخطف ومنها . ينشط كارتل سينالوا في إقليم سينالوا الذي يشمل مساحات كبيرة من شمال غرب البلاد. وصفت الحكومة الأمريكية كارتل سينالوا بأنه أحد أكبر منظمات تهريب المخدرات في العالم. وتأسس الكارتل في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وكان يتزعمه لسنوات عديدة تاجر المخدرات ذائع الصيت خواكين "إل تشابو" غوزمان. وكان "إل تشابو"، أو "شورتي"، يُصنف ذات يوم كواحد من اكبر أثرياء لعالم واكتسب الكارتل تحت قيادته سمعة شرسة فيما يتعلق بالعنف، وقد فتك بالعديد من الجماعات المتنافسة. وتصطدم الكارتلات المكسيكية مع بعضها البعض في الغالب، ولكن تجدر الإشارة إلى أنها يمكن أن تشكل تحالفات استراتجية أيضاً.
وقد قام الكارتل باختطاف وتعذيب وذبح أعضاء من العصابات الإجرامية المتنافسة، وكانت لديه أيضا إمكانية الوصول إلى ترسانة ضخمة من الأسلحة بما في ذلك قاذفة قنابل صاروخية والبندقية الخاصة بغوزمان من طراز أيه كي 47 كانت مطلية بالذهب. ولكن في يوليو/ تموز من عام 2019 حُكم على إمبراطور المخدرات بالسجن مدى الحياة بعد واحدة من أكثر المحاكمات شهرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
وقال المدعون إن غوزمان كان يتاجر بالكوكايين والهيروين والماريغوانا، وكان يدفع المال لشبكة من التجار والخاطفين والقتلة. وأدى سجنه إلى زيادة العنف في المنطقة حيث سعت مجموعات أخرى للاستفادة من هذا التطور. وعلى الرغم من ذلك، مازالت عصابة سينالوا قوية للغاية، ومازالت تسيطر على شمال غرب المكسيك ويقال إن لها وجودا في مدن تمتد من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس إلى مدينة نيويورك الأمريكية. ويقول خبراء إنها تواصل جني مليارات الدولارات من تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا. ومع وجود زعيمها منذ فترة طويلة الآن خلف القضبان، يقال إن الكارتل يخضع جزئيا لسيطرة أوفيديو غوزمان لوبيز نجل غوزمان.
وعندما ألقت قوات الأمن القبض على غوزمان الصغير في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2019، سارع مسلحو كارتل سينالوا إلى إظهار القوة العسكرية للمجموعة.) انتهى

إعلان الانتهاء من الأعمال العسكرية Military Combat وتحولها إلى العمليات الأمنية Security Operations سيسقط حجية ندية الدعم السريع مع الجيش بل ويمنح الجيش سندا من القانونين السودانى والدولى فى احتواء خطورته وشروره التى لا تهدد بلادنا فحسب بل الإقليم الجغرافى المحيط القريب والبعيد. ويقتضى ذلك بالضرورة اتساق الخطاب الرسمى للجيش وحركة الدبلوماسية الخارجية والإعلام فى شرح أبعاد هذا التطور والانتقال .
ان الأوان ان تتوجه عقولنا وأفئدتنا نحو السلام والتنمية والدستور.

حسين التهامى

husselto@yahoo.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بعد سقوطها..قائد الدعم السريع يتعهد باستعادة مدينة ود مدني في السودان

قال قائد قوات الدعم السريع السودانية إن قواته "خسرت مدينة ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة، السبت، إثر هجوم للجيش.

وتعهد محمد حمدان دقلو في كلمة إلى مقاتليه والشعب السوداني بـ"استرداد" كامل المدينة في وسط السودان والتي سيطرت عليها قواته منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023.

#عاجل| قائد قوات #الدعم_السريع يعترف بخسارة مدينة ود مدني لصالح الجيش السوداني ويقول: خسرنا جولة ولم نخسر معركة pic.twitter.com/7yPAK8Cmgm

— 24.ae | عاجل (@20fourLive) January 11, 2025

يأتي ذلك بعدما أعلن الجيش الذي يقاتل الدعم السريع منذ أبريل (نيسان) 2023 أنه دخل المدينة، السبت، وأن قواته "تعمل الآن على تطهيرها من جيوب المتمردين داخل المدينة". وأشاد مسؤولون حكوميون موالون للجيش باستعادة المدينة الرئيسية التي تمثل مفترق طرق هام للإمدادات بين عدة ولايات.

وود مدني هي أيضاً أقرب مدينة رئيسية إلى العاصمة الخرطوم التي مزقتها الحرب، على بعد 200 كيلومتر إلى الشمال.

وأضاف دقلو في كلمته "اليوم خسرنا جولة ولم نخسر المعركة".

وأودت الحرب بعشرات الآلاف وشردت 12 مليون سوداني، ما يقرب من 9 ملايين منهم لا يزالون داخل البلاد، في ما تقول الأمم المتحدة إنها أكبر أزمة نزوح في العالم.

وفي الأشهر الأولى من الحرب، لجأ نحو نصف مليون سوداني إلى الجزيرة بحثاً عن مأوى، قبل أن يؤدي الهجوم السريع لقوات الدعم السريع إلى نزوح ما يزيد على 300 ألفاً من الولاية في ديسمبر (كانون الأول) 2023، وفق الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية توالياً.. مسيّرات الدعم السريع تتسبب في أعطال وإظلام بسد مروي 
  • البرهان: الحرب لن تتوقف إلا بخروج ميليشيا الدعم السريع من مساكن المواطنين
  • بعد ارتكابها جرائم إبادة.. البرهان يؤكد رفض التفاوض مع الدعم السريع
  • كباشي: لا تفاوض بعد اليوم مع قوات الدعم السريع
  • الإخوان المسلمين والدعم السريع.. ما المخبوء تحت القشرة؟
  • الدعم السريع يحاول استهداف قائد درع السودان بتمبول
  • قائد قوات الدعم السريع في السودان يعترف بهزيمته ويعلن توعدا جديدا
  • بعد سقوطها..قائد الدعم السريع يتعهد باستعادة مدينة ود مدني في السودان
  • العقوبات الأمريكية على الدعم السريع والإسلاميين بين الاحتفاء والحيادية
  • جدوى العقوبات الأمريكية ضد الدعم السريع