الجامعة العربية إلى أين؟!
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أغسطس 21, 2024آخر تحديث: أغسطس 21, 2024
د. علي عزيز أمين
صحيح أننا نشهد تراجعات واضحة في دور الأطر والتكتلات والمنظمات الدولية والإقليمية والمناطقية في العالم أجمع ، إلّا مَن رحم ربّي، حيث تتراجع الأمم المتحدة بشتى منظماتها ومؤسساتها الدولية عن أداء دورها المناط بها ، ومبرر وجودها أصلاً، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي بات ملحقاً هامشيّاً بحلف الناتو بزعامة الإدارة الأمريكية، لدرجة فقد معه هويته الأوروبية، والغاية التي تم تأسيسه في سبيلها.
وينسحب الأمر كذلك على جامعة الدول العربية، التي اخترعها وزير خارجية بريطانيا “انتوني إيدن” في حينه عام 1946، في إطار استبدال السياسة البريطانية لإستراتيجية “فرّق تسد” باستراتيجية “وحّد تحكم”، وحصر دورها في ميثاقها التأسيسي مجرد سكرتاريا وحتى منزوعة الدسم. ومنذ تأسيسها لم تقم بأي دور مشهود للدفاع عن مصالح أعضائها، أو حماية المصالح القومية العربية، أو حتى التعبير عن هذه المصالح كأضعف الإيمان. وقد شهد المواطن العربي غياباً شبه كامل في كافة المفاصل المهمة في حياة الأمة، والتي تستدعي على الأقل تسجيل موقف للتاريخ من هذه الجامعة، لكن أمراً من هذا لم يحدث، لدرجة دفعت هذا المواطن الذي يأس من طول الإنتظار من هذه الجامعة، إلى أصدار شهادة وفاتها، ولم يبق سوى ترتيب مراسم التشييع والدفن وبيت العزاء؟!
ربما ما سبق كان مفهوماً وربما مستوعباً من البعض، أما أن تصبح هذه الجامعة منصة وأداة تستخدم ضد المصالح القومية العربية، وبمنتهى الوضوح، وترتضي أن أن تكون مراسلاً وممراً لتمويل أطراف تجاهر بعدائها لكل ما هو عربي، وباموال عربية، مستغلة فلسطين “قميص عثمان” لهذا الفعل المشين، فتلك طامة كبرى، وجريمة لا تغتفر، يمكن لها أن تجهز على البقية الباقية من مبررات وجود الجامعة ذاتها.؟!
أن تقحم الجامعة منطقة “الأهواز” ضمن الأراضي العربية المحتلة، وتحوّلها كذلك إلى جزء من اهتمامات قطاع فلسطين، فتلك سقطة كبرى تتعارض مع قرارات الجامعة وسياستها المعلنة باعتبار فلسطين قضية العرب المركزية، وأولوية استعادة الأراضي التي احتلها “الكيان” الغاصب، الفلسطينية منها والعربية كذلك، وهنا تثار جملة من التساؤلات حول مًن المستفيد من هكذا سقطة، وهل باتت الجامعة تساوي ما بين هذا الكيان وإيران، وهل بات مطلوباً من العرب تشتيت الجهود وخلط الأوراق والدخول في صراعات جانبية لا تخدم سوى مخططات العدو الإسرائيلي ومَن يدعمه في احتلاله وعدوانيته، والتي فشلت حتى الآن في تكريسها، وهل بات الأمر يتطلب توجيه عقيدة الجيوش العربية شرقاً باتجاه إيران، وهي التي لم تتحرك بعد غرباً باتجاه العدو الحقيقي الذي يستهدفها بلا استثناء، وتحويل هذه الجيوش إلى مجرد مرتزقة يخدمون المشروع الصهيوني الإجرامي، ويسفكون الدماء العربية والإسلامية؟!
وما يستدعي الانتباه هذه الانتقائية غير البريئة طبعاً في ضم “الأهواز للأراضي العربية المحتلة، وتجاهل مقصود لأراضٍ عربية اخرى محتلة، أليست “سبتة” و”مليلة” ولواء “الإسكندرونة” أراضٍ عربية كذلك، ما لكم كيف تنتقون وكيف تحكمون في الجامعة التي يفترض أنها عربية وتدافع عن المصالح العربية جميعها دون تمييز أو استثناء لا يخدم سوى العدو الصهيوني المتربّص بالأوطان العربية جمعاء ودون تمييز أو استثناء، فكلهم عدو واحد بنظره، ولا يخفي ذلك، بل يجاهر به، وبالفم الملآن، يسمع حتى مَن به صممٍ أو عماً، أفلا تسمعون أو تبصرون، ما لكم كيف تحكمون؟!
أوليس من المنطقي، بل والأخلاقي، أن يتم تعيين سفراء في جامعة الدول العربية، لكلاً من إيران وتركيا، لبحث ومناقشة كافة القضايا العالقة، وسماع الرأي الآخر، أوليس هذا جزءً لا يتجزأ من البروتوكول والأعراف الدبلوماسية في فضّ النزاعات، وهو ما ينسجم مع ميثاق ودور الجامعة في معالجة كافة القضايا الخلافية مع دول الجوار، أم أن الأمور تسير بالانتقائية، وتوجيهات محددة بالريموت كونترول، ألا يكفي المنطقة العربية عبثاً بمصالح أوطانها وشعوبها، وقبل أي اعتبار آخر؟!
ثم لماذا تعويم قضية فلسطين المركزية، وتحويل ملف منطقة “الأهواز” إلى قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة، في تغيير فاضح لدور ومسؤولية ونطاق عمل هذا القطاع الحيوي، ولحساب مَن يتم هذا الأمر السقطة الكبرى؟!
لكن الجريمة الكبرى، والتي ترافقت مع تلك السقطة الكبرى، تكمن في استخدام المال العربي طواعية لتمويل جهات منتقاة لا تعمل للمصالح العربية او حتى تراعيها، بغية تحويل مواطني “الأهواز” العربية، إلى مجرّد بندقية للإيجار، واستغلال حاجاتهم الحياتية المُلحّة، على خطى “القاعدة” و”داعش” وأخواتهما، وتوجيههم كذخيرة بشرية لخدمة أجندات غربية استعمارية وصهيونية، وإثارة صراعات لا ناقة ولا جمل للعرب والمسلمين فيها، في الوقت الذي يموت فيه الغزيون جوعاً ومرضاً وقهراً من الخذلان العربي المريب، أليس فيكم رجل رشيد أيّتها الأمة “الخيرية”؟!
إن مَن وقع في مثل تلك السقطة الكبرى، وارتكب عن سبق إصرار وترصد هذه الجريمة الكبرى قد باع نفسه للشيطان، ولا بدّ من لفظه ليس من الجامعة فقط، بل ومراجعة انتمائه العروبي والإسلامي، كي لا يتمادى في غيّه، وقد يدعو لقمة عربية وربّما إسلامية في “تل أبيب” مستقبلاً. ومثل ذلك لن يكون مستغرباً على مَن وقع في تلك السقطة والجريمة.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
مذكرة تفاهم بين عمان الأهلية والأكاديمية العربية للسمع والتوازن
#سواليف
وقّعت #جامعة_عمان_الاهلية مذكرة تفاهم مع الأكاديمية العربية للسمع والتوازن “ومقرها عمان” ، وذلك بهدف تعزيزالتعليم الطبي المستمر ورفع سوية الاختصاصين المهنية والعمل على زيادة الوعي المجتمعي.
وقد وقّع الاتفاقية عن الجامعة الأستاذ الدكتور ساري حمدان رئيس الجامعة وعن الأكاديمية الدكتور خالد عبد الهادي رئيس الأكاديمية ، بحضورعميد كلية العلوم الطبية المساندة في الجامعة الأستاذ الدكتور غالب عريقات ، والدكتور فادي السويطي رئيس قسم السمع والنطق ، والدكتور محمد المصري رئيس قسم السمع والتوازن ” الأمين العام للأكاديمية “.
وتعدّ جامعة عمان الاهلية الجامعة العربية الأولى والوحيدة التي أطلقت برنامج ماجستير بتخصص السمع والذي يعتبر من الإنجازات التعليمية على مستوى العالم العربي ودول الشرق الأوسط . وأيضاً برنامج متميز في معالجة النطق لدرجة الماجستير، ذلك بالأضافة الى برنامج البكالوريوس في السمع والنطق .
ويعزز كل ذلك مركز جامعة عمان الاهلية للسمع والنطق والمعتمد من وزارة الصحة الأردنية كمركز تدريبي وكذلك من جامعة لوبك الألمانية والأكاديمية البريطانية .
كما تطلق الجامعة سنويا مؤتمرها الدولي لصحة السمع والتوازن بالتعاون مع الاكاديمية العربية للسمع والتوازن وجامعة لوبك الألمانية ، وسيعقد مؤتمرها الحادي عشر في شهر نيسان من العام المقبل .
وأكد الأستاذ الدكتورساري حمدان رئيس الجامعة أن هذه الاتفاقية تعد خطوة هامة نحو تعزيز مكانة الجامعة في مجالات الدراسات العليا، وفي سعي الجامعة لتعزيز شراكاتها مع المؤسسات التعليمية الدولية وتزويد الطلبة بالمهارات اللازمة وتمكينهم من الوصول الى موارد تعليمية متخصصة تسهم في تطويرقدراتهم ومهاراتهم في سوق العمل.
وأشار السيد الرئيس الى انه ونظراً لتصدّر جامعة عمان الاهلية المرتبة الأولى على الجامعات الخاصة الأردنية والمرتبة 43 عربيًا بتصنيف QS Arab 2025 ، فقد أضافت هذه الاتفاقية فتح الأفق أمام الاختصاصيين من الدول العربية للالتحاق في هذه البرامج بالجامعة عوضًا عن السفر الى الدول الغربية .
هذا ..وقد حرصت الاتفاقية على اعتماد مراكز تدريبية في معظم الدول العربية حيث ستقوم الاكاديمية بصفتها الممثلة للاختصاص في الدول العربية باعتمادها وفق المعايير المعتمدة من الجامعة ووزارة التعليم العالي وان الاكاديمية العربية ترتبط بشراكات مع الاكاديمية الامريكية للسمع والاكاديمية البريطانية و جامعة لوبك الألمانية وغيرها.