وكالة الصحافة المستقلة:
2024-09-13@01:13:44 GMT

الجامعة العربية إلى أين؟!

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

أغسطس 21, 2024آخر تحديث: أغسطس 21, 2024

د. علي عزيز أمين

صحيح أننا نشهد تراجعات واضحة في دور الأطر والتكتلات والمنظمات الدولية والإقليمية والمناطقية في العالم أجمع ، إلّا مَن رحم ربّي، حيث تتراجع الأمم المتحدة بشتى منظماتها ومؤسساتها الدولية عن أداء دورها المناط بها ، ومبرر وجودها أصلاً، وكذلك الاتحاد الأوروبي الذي بات ملحقاً هامشيّاً بحلف الناتو بزعامة الإدارة الأمريكية، لدرجة فقد معه هويته الأوروبية، والغاية التي تم تأسيسه في سبيلها.

.؟!

وينسحب الأمر كذلك على جامعة الدول العربية، التي اخترعها وزير خارجية بريطانيا “انتوني إيدن” في حينه عام 1946، في إطار استبدال السياسة البريطانية لإستراتيجية “فرّق تسد” باستراتيجية “وحّد تحكم”، وحصر دورها في ميثاقها التأسيسي مجرد سكرتاريا وحتى منزوعة الدسم. ومنذ تأسيسها لم تقم بأي دور مشهود للدفاع عن مصالح أعضائها، أو حماية المصالح القومية العربية، أو حتى التعبير عن هذه المصالح كأضعف الإيمان. وقد شهد المواطن العربي غياباً شبه كامل في كافة المفاصل المهمة في حياة الأمة، والتي تستدعي على الأقل تسجيل موقف للتاريخ من هذه الجامعة، لكن أمراً من هذا لم يحدث، لدرجة دفعت هذا المواطن الذي يأس من طول الإنتظار من هذه الجامعة، إلى أصدار شهادة وفاتها، ولم يبق سوى ترتيب مراسم التشييع والدفن وبيت العزاء؟!

ربما ما سبق كان مفهوماً وربما مستوعباً من البعض، أما أن تصبح هذه الجامعة منصة وأداة تستخدم ضد المصالح القومية العربية، وبمنتهى الوضوح، وترتضي أن أن تكون مراسلاً وممراً لتمويل أطراف تجاهر بعدائها لكل ما هو عربي، وباموال عربية، مستغلة فلسطين “قميص عثمان” لهذا الفعل المشين، فتلك طامة كبرى، وجريمة لا تغتفر، يمكن لها أن تجهز على البقية الباقية من مبررات وجود الجامعة ذاتها.؟!

أن تقحم الجامعة منطقة “الأهواز” ضمن الأراضي العربية المحتلة، وتحوّلها كذلك إلى جزء من اهتمامات قطاع فلسطين، فتلك سقطة كبرى تتعارض مع قرارات الجامعة وسياستها المعلنة باعتبار فلسطين قضية العرب المركزية، وأولوية استعادة الأراضي التي احتلها “الكيان” الغاصب، الفلسطينية منها والعربية كذلك، وهنا تثار جملة من التساؤلات حول مًن المستفيد من هكذا سقطة، وهل باتت الجامعة تساوي ما بين هذا الكيان وإيران، وهل بات مطلوباً من العرب تشتيت الجهود وخلط الأوراق والدخول في صراعات جانبية لا تخدم سوى مخططات العدو الإسرائيلي ومَن يدعمه في احتلاله وعدوانيته، والتي فشلت حتى الآن في تكريسها، وهل بات الأمر يتطلب توجيه عقيدة الجيوش العربية شرقاً باتجاه إيران، وهي التي لم تتحرك بعد غرباً باتجاه العدو الحقيقي الذي يستهدفها بلا استثناء، وتحويل هذه الجيوش إلى مجرد مرتزقة يخدمون المشروع الصهيوني الإجرامي، ويسفكون الدماء العربية والإسلامية؟!

 

 

وما يستدعي الانتباه هذه الانتقائية غير البريئة طبعاً في ضم “الأهواز للأراضي العربية المحتلة، وتجاهل مقصود لأراضٍ عربية اخرى محتلة، أليست “سبتة” و”مليلة” ولواء “الإسكندرونة” أراضٍ عربية كذلك، ما لكم كيف تنتقون وكيف تحكمون في الجامعة التي يفترض أنها عربية وتدافع عن المصالح العربية جميعها دون تمييز أو استثناء لا يخدم سوى العدو الصهيوني المتربّص بالأوطان العربية جمعاء ودون تمييز أو استثناء، فكلهم عدو واحد بنظره، ولا يخفي ذلك، بل يجاهر به، وبالفم الملآن، يسمع حتى مَن به صممٍ أو عماً، أفلا تسمعون أو تبصرون، ما لكم كيف تحكمون؟!

أوليس من المنطقي، بل والأخلاقي، أن يتم تعيين سفراء في جامعة الدول العربية، لكلاً من إيران وتركيا، لبحث ومناقشة كافة القضايا العالقة، وسماع الرأي الآخر، أوليس هذا جزءً لا يتجزأ من البروتوكول والأعراف الدبلوماسية في فضّ النزاعات، وهو ما ينسجم مع ميثاق ودور الجامعة في معالجة كافة القضايا الخلافية مع دول الجوار، أم أن الأمور تسير بالانتقائية، وتوجيهات محددة بالريموت كونترول، ألا يكفي المنطقة العربية عبثاً بمصالح أوطانها وشعوبها، وقبل أي اعتبار آخر؟!

ثم لماذا تعويم قضية فلسطين المركزية، وتحويل ملف منطقة “الأهواز” إلى قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة، في تغيير فاضح لدور ومسؤولية ونطاق عمل هذا القطاع الحيوي، ولحساب مَن يتم هذا الأمر السقطة الكبرى؟!

لكن الجريمة الكبرى، والتي ترافقت مع تلك السقطة الكبرى، تكمن في استخدام المال العربي طواعية لتمويل جهات منتقاة لا تعمل للمصالح العربية او حتى تراعيها، بغية تحويل مواطني “الأهواز” العربية، إلى مجرّد بندقية للإيجار، واستغلال حاجاتهم الحياتية المُلحّة، على خطى “القاعدة” و”داعش” وأخواتهما، وتوجيههم كذخيرة بشرية لخدمة أجندات غربية استعمارية وصهيونية، وإثارة صراعات لا ناقة ولا جمل للعرب والمسلمين فيها، في الوقت الذي يموت فيه الغزيون جوعاً ومرضاً وقهراً من الخذلان العربي المريب، أليس فيكم رجل رشيد أيّتها الأمة “الخيرية”؟!

إن مَن وقع في مثل تلك السقطة الكبرى، وارتكب عن سبق إصرار وترصد هذه الجريمة الكبرى قد باع نفسه للشيطان، ولا بدّ من لفظه ليس من الجامعة فقط، بل ومراجعة انتمائه العروبي والإسلامي، كي لا يتمادى في غيّه، وقد يدعو لقمة عربية وربّما إسلامية في “تل أبيب” مستقبلاً. ومثل ذلك لن يكون مستغرباً على مَن وقع في تلك السقطة والجريمة.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

جامعة نايف العربية تناقش في أثينا "أمن الوثائق وكشف الاحتيال في المعابر"

أكد وكيل جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للعلاقات الخارجية خالد بن عبد العزيز الحرفش، ارتفاع معدلات الجريمة العابرة للحدود بمختلف أنواعها خاصة في ظل تنامي معدلات الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين حول العالم، والتي تعد أحد أخطر القضايا المعاصرة في ظل الكوارث والأزمات الإنسانية، وتفاقم المآسي والأضرار الناجمة عن النزاعات المسلحة والمشكلات الاقتصادية، ما يجعلها تهديدًا لأمن الدول واستقرارها.
وقال إن العالم يشهد حراكًا اقتصاديًا وثقافيًا واسعًا، يستدعي تنقل ملايين البشر يوميًا عبر مختلف وسائل النقل، وهو الأمر يستدعي ضرورة المواكبة الأمنية لمواجهة التهديدات الناجمة عن ذلك.
أخبار متعلقة وزير الاتصالات: بدعم ولي العهد المملكة منصة للمبتكرين في خدمة البشريةوزير الخارجية يبحث التطورات في غزة مع نظيره التركيالقمة العالمية للذكاء الاصطناعي تناقش "مستقبله وآثاره على البشرية" .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ورشة العمل الإقليمية "أمن الوثائق وكشف الاحتيال في المعابر الحدودية" - اليوم
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح فعاليات ورشة العمل الإقليمية "أمن الوثائق وكشف الاحتيال في المعابر الحدودية" التي تنظمها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في العاصمة اليونانية أثينا خلال الفترة من 10 - 12 سبتمبر 2024م، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، وكلية متروبوليتان، بمشاركة 52 خبيرًا ومختصاً من وزارات الداخلية والجهات ذات العلاقة في الدول العربيةقضايا الهجرة واللجوءوأشار وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية إلى أن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب تعمل على تقديم الدعم الفني والقانوني والتشغيلي وتعزيز القدرة الإقليمية في مجال إدارة الهجرة والحدود، وتقديم استشارات استرشادية واستراتيجيات إدارة التنقل البشري والهجرة على نحو أكثر كفاءة دوليًا وعربيًا.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ورشة العمل الإقليمية "أمن الوثائق وكشف الاحتيال في المعابر الحدودية" - اليوم
وأوضح سعى الجامعة منذ ما يقارب النصف قرن إلى نقل أفضل الممارسات والخبرات في تخصصات الأمن للدول العربية، عبر علاقاتها الدولية الواسعة ومنظومة شراكاتها العالمية، وضمن هذا السياق ترتبط الجامعة بعلاقات تعاون متميزة مع المنظمة الدولية للهجرة توجت بمذكرة تفاهم مشترك أسهمت في دعم مساعي الجامعة لرفع قدرات الأجهزة الأمنية العربية في مجالات أمن الحدود، ونظمت في إطارها العديد من الفعاليات كان آخرها "الملتقى العربي للحد من تهريب المهاجرين" الذي عقد في تونس خلال شهر مايو الماضي.
وتابع أن الجامعة وفي سياق جهودها لتعزيز أمن الحدود ومعالجة مشكلاتها وما يصاحبها من قضايا الهجرة واللجوء، فقد أنشأت مؤخرًا "المركز العربي للتعاون الفني في إدارة الهجرة والحدود"، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، بهدف رفع قدرات الدول العربية في هذه المجالات إضافة إلى تعزيز التعاون العربي الدولي في أمن الحدود.الهجرة غير النظاميةمن جهته أوضح المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عثمان البلبيسي أنه على مدى العقود الماضية، تم تسجيل زيادة عالية في الهجرة غير النظامية داخل المنطقة العربية ودول جنوب أوروبا، ولذلك، يعد التنسيق الإقليمي وبناء القدرات المشتركة أمراً ضرورياً لتنظيم هجرة أمنة ومنظمة ونظامية، ومن أحد الجوانب الأساسية لإدارة الهجرة على الحدود هي إدارة الهوية، بما في ذلك أمن وثائق السفر وكشف التلاعب والاحتيال بها.
وأكد أهمية علاقات التعاون والتنسيق بين المنظمة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في إطار مذكرة التفاهم بين الجانبين، حيث جاء توقيع هذه المذكرة نظراً للدور المتميز الذي تلعبه الجامعة منذ إنشائها عام 1978 ميلادية في مجالات عدة مثل التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب في المجالات الأمنية، بالإضافة إلى دورها الرائد كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب.
وأشار إلى أنه ترسيخًا للعلاقة المتميزة فقد تم توقيع اتفاقية تعاون فني بين المنظمة الدولية للهجرة والجامعة في عام 2022 لإنشاء المركز العربي للتعاون الفني في مجال الهجرة والحدود في مقر الجامعة، حيث نقوم معاً في الوقت الحالي بإنشاء مختبر فحص الوثائق في مركزنا المشترك الذي سيزيد من فرص التدريب الأكاديمي لكبار الممارسين وصناع القرار في المنطقة، كما أطلقنا الترجمة العربية لدليل إجراءات فحص جوازات السفر 3,0 الصادر عن المنظمة الدولية للهجرة.تهريب المهاجرينكما أكد ممثل وزير الداخلية اليوناني رئيس إدارة الأجانب وأمن الحدود الجنرال يوانيس ستافراكاكيس أهمية اليقظة المستمرة والتعاون الدولي وملاحقة الذين يهددون أمن الحدود من خلال الاحتيال على الوثائق وتهريب المهاجرين، داعيًا إلى أن تكون الورشة نقطة انطلاق لتعزيز الجهود والتعاون المشترك مع الجامعة ومواصلة مبادراتنا نحو حدود أكثر أمانًا وكفاءة، وبوابات للهجرة الآمنة والمنتظمة والإنسانية التي تعود بالنفع على الجميع.
وفي ذات السياق أكدت نائب مدير كلية متروبوليتان د. تريانت فلوريس، أهمية تعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول في مجالات أمن الحدود لمواجهة التهديدات الأمنية العابرة للحدود.
يشار إلى الورشة تهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف أبرزها: توفير فهم موحد للمصطلحات القانونية والفنية المستخدمة في مجال أمن الوثائق وكشف الاحتيال، وتحديد أفضل الممارسات في مجال أمن الوثائق وكشف مكافحة التزوير والاحتيال والخبرات اللازمة لتعزيز إدارة الحدود وفقًا للمعايير العالمية، إضافة إلى تحديد أحدث الابتكارات التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال أمن الوثائق، والتعرف على حقوق الإنسان التي تقوم عليها وثائق الهوية وخصوصية الوثائق والاستخدام المسؤول لتقنيات تأمين المستندات.

مقالات مشابهة

  • ما سر اهتمام الجامعة العربية بتركيا من جديد؟
  • أبو الغيط يؤكد دعم الجامعة العربية لـ"الأونروا"
  • الوفد السوري ينسحب خلال كلمة تركيا في الجامعة العربية!
  • اجتماع عربي لاتيني بالجامعة العربية لدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
  • مصر.. شيخ الأزهر لمسؤول أوروبي: هل يوجد حل لـالمهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة؟
  • جامعة نايف العربية تناقش في أثينا "أمن الوثائق وكشف الاحتيال في المعابر"
  • قرارات إجرائية من الجامعة العربية بشأن تطورات القضية الفلسطينية
  • القاهرة: اليمن تترأس اجتماعات الدورة الـ 162 لمجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء
  • دعوى قضائية ضد جامعة كاليفورنيا بعد منع طلاب من الدخول بسبب فلسطين
  • الجامعة العربية تبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا