وسط أجواء حماسية مبهجة، نظم المشروع الوطنى للقراءة، التابع لمؤسسة البحث العلمى، فرع مصر وشمال أفريقيا، التصفيات النهائية لاختيار الفائزين بالموسم الثالث للمسابقة، من ضمن 881 متنافساً، لاختيار 40 منهم فى الأبعاد الثلاثة الأولى للمشروع، وخمس مؤسسات فى البعد الرابع، تحت رعاية كل من وزارة التربية والتعليم والأزهر الشريف، وطبقاً لرؤى وزارات التعليم العالى والثقافة والتضامن والشباب والرياضة، بعد النجاح المشهود الذى تم الوصول إليه فى الدورتين السابقتين، من أجل نشر مفهوم المعرفة المستدامة لدى جميع فئات المجتمع، وتعزيز ريادة مصر الثقافية، تماشياً مع رؤية الدولة لعام 2030.

وخلال التصفيات، تم تصعيد 40 متسابقاً فى مختلف أبعاد المسابقة، حيث تم خلالها اختيار 20 فائزاً بفئة الطالب المثقف (طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية)، و10 بفئة القارئ الماسى (طلاب الجامعات)، و10 آخرين بفئة المعلم المثقف (معلمى التعليم قبل الجامعى)، و5 مؤسسات فى بعد المؤسسة التنويرية. وتشترط المنافسة عدة معايير، أبرزها قراءة 30 كتاباً فى مجالات المعرفة المتنوعة، ثم تلخيصها فى مُدَوّنتىْ الإنجاز بالنسبة لبُعد الطالب المثقف، أو على الموقع الإلكترونى للمشروع لبُعدى القارئ الماسى والمعلّم المثقف.

ويقدّر إجمالى القيمة المالية للجوائز التى يحصل عليها جميع الفائزين بـ20 مليون جنيه، شاملة المنافسات الأربع؛ حيث يحصل فائزو البعد الأول على جوائز تبدأ من 50 ألف جنيه وتصل إلى مليون جنيه، إضافة إلى كأس الطالب المثقف، كما يتسلم فائزو البعد الثانى جوائز تبدأ من 100 ألف جنيه.

«الوطن» تابعت التصفيات التى عُقدت بفندق الماسة بالعاصمة الإدارية، وتحدثت إلى المتسابقين من مختلف الأبعاد والمراحل العمرية، وكشف المتشاركون مراحل التقدم إلى المسابقة وأبرز الكتب التى تقدّموا بها، وكذلك طموحاتهم المستقبلية.

رجب: أتمنى أن يتم الترويج للمشروع فى الجامعات

وتحدث محمد رجب فتحى، 40 سنة، حاصل على بكالوريوس علوم، باحث دراسات عليا فى كلية تفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، ويعمل إخصائى تحاليل طبية، عن تجربته، قائلاً إنه تأهل للتصفيات النهائية فى المشروع الوطنى للقراءة، بعد أن شارك فى مرة سابقة، لكن لم يحالفه الحظ وقتها للتصفيات النهائية، وأضاف: «بطبيعة الحال أقرأ منذ أن كنت فى المرحلة الابتدائية، وفكرة المسابقة استهوتنى، خاصة أننى بالفعل قرأت أكثر من 30 كتاباً (شرط المسابقة الأساسى)، وأقوم بتلخيص الكتب التى قرأتها فى عدد قليل من الكلمات، كشرط أساسى فى المسابقة»، موضحاً أن شروط المسابقة ميسرة.

وأشار إلى أن المسابقة تشترط تنوع المجالات: «لذلك قرأت فى مجال علوم القرآن، والتاريخ والآداب، والروايات، والتنمية البشرية وعلم النفس والفلسفة، ودخلت مرتين تصفيات هذه الدورة من خلال الجامعة (منطقة القاهرة)، تصفية أولية، ثم تصفية تالية، ومن خلال امتحان أساتذة الجامعة لى، والنهائى هى المرحلة الثالثة للتصفيات». وقال «أتمنى أن يتم تعريف الناس بالمسابقة بشكل أوسع، ونشرها فى قطاعات التعليم وعلى مستوى الجامعات، ليتمكن عدد كبير من الطلاب من المشاركة، وأن تكون هناك مرونة فى تحديد مجالات الكتب»، مؤكداً أن المشارك فى المسابقة فائز، سواء حصل على جائزة أم لم يحصل، والقراءة ليست فقط فى عدد كتب نقرأها، ولكن فى الاستفادة من القراءة، وقد استفدت من الكتب التى قرأتها بشكل عام، كتاب «العادات الذرية» تعلمت منه فكرة التغيير بخطوات صغيرة وتعلم العادات الإيجابية وتعلم طريقة التعامل مع الآخر من خلال كتب علم النفس، وغير ذلك مما تعلمته من القراءة بشكل عام.

«لوجينا»: الكتب المترجمة متعة وسأخصّص جزءاً من مبلغ الجائزة لمشروع يدر علىّ عائداً مادياً

لوجينا يوسف محمد، فى الصف الثانى الإعدادى، الفضول كان طريقها للقراءة، وبدأت بالكتب الصغيرة، إلى أن صارت الكتب مرجعية لها للإجابة عن الأسئلة التى تقابلها فى الحياة، وقالت: «كلما شعرت أننى بحاجة لمعرفة معلومة عن أى شىء أبحث عن الكتب التى تحدثت عن هذا الموضوع».

لذلك تميل «لوجينا» إلى قراءة الكتب المترجمة: «أجد بها إجابة عن أغلب الأسئلة التى تعترض طريقى»، ومن الكتب التى دخلت بها المسابقة «فن الإغواء، فن اللامبالاة، مقدمة ابن خلدون المبسّطة». وأضافت: «من الصعوبات التى واجهتنى فى تصفيات المرحلة الثانية للمسابقة، طلب منى تلخيص الـ30 كتاباً التى شاركت بها، وفى خلال 48 ساعة فقط، وهذه التصفيات كانت فى الإدارة التعليمية، وبخلاف ذلك لم تكن هناك أى صعوبات وتمكنت من إجابة الأسئلة التى وجّهت إلىّ من لجان التحكيم بسهولة».

وعن طموحاتها عند الفوز بالجائزة، قالت: «سأُخصّص جزءاً كبيراً من مبلغ الجائزة للاستثمار فى مشروع يدر علىّ عائداً مادياً ومستمراً، وهذا من ضمن ما تعلمته من القراءة، وخاصة كتاب «الأب الغنى والأب الفقير» للكاتب روبرت تى كيوساكى، وهو من ضمن الكتب التى تقدمت بها فى المسابقة وقمت بتلخيصها»، منوهة بأنها تلتحق بالدراسة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية «واحد من أكبر أحلامى».

«حنين»: القراءة هوايتى منذ الصغر

وتحدثت حنين طلعت مصطفى، طالبة فى الصف الثانى الثانوى فى مدرسة السيدة نفيسة الثانوية، عن المشروع، وقالت: «اشتركت عندما رأيت إعلاناً عن المسابقة فى مكتبة مدرستى، سألت إخصائية المكتبة عن التفاصيل، وأخبرتنى بالتفاصيل، وبالتعاون مع الإخصائية منسق المشروع الوطنى للقراءة».

وتابعت: القراءة هوايتى منذ الصغر، كانت أمى تصحبنى معها خلال ذهابها إلى معرض الكتاب كل عام، وما زالت هذه عادتى حتى الآن، والمسابقة تشترط قراءة 30 كتاباً، ومكتبتى فى المنزل تحتوى على أضعاف هذا العدد، فى معظم مجالات المعرفة، وبدأت بكتاب واحد، وهو «أثر النبى» للكاتب عمر طاهر، ثم كتاب بعد آخر، موجّهة نصيحة إلى الأمهات: «اصطحبن أطفالكن إلى معرض الكتاب ليبدأوا فى القراءة ويحصلوا على المتعة»، كما نصحت الطلاب بالبدء فى قراءة علم النفس المبسط ليتعرفوا على أنفسهم. وعن المجالات التى قرأت فيها، قالت «حنين»: أحب القراءة فى مختلف المعارف، ودخلت المسابقة فى مجال الفلسفة وعلم النفس والعلوم البحتة والديانات والسير الذاتية والتراجم.

تولين محمد عبده، فى الصف الثالث الابتدائى، بمدرسة الشهيد أحمد مبروك فى إدارة العامرية التعليمية بالإسكندرية، قالت: قرأت 60 كتاباً، فى مكتبة الإدارة التعليمية، وفى مكتبتى المدرسة والإسكندرية. وتابعت: قمت بتخليص الكتب بخط يدى، وعندما دخلت أمام لجنة التحكيم سألنى المحكمون عن «قصص الفيل حكيم وعيون بسمة وسكر زيادة»، ومن الكتب التى قرأتها أيضاً «صاحبى الجديد، والصندوق، وهيا بنا، وتفضل معى» وقبل القراءة لم أكن أعرف الكثير مما حولى، ولكن عندما قرأت رأيت نفسى طفلة كبيرة. وقالت: لو حصلت على الجائزة سأفتح مشروع مكتبة فى إدارة العامرية، وأتمنى دخول كلية طب الأسنان عندما أكبر، لأننى أحب هذا المجال، ولأن أختى تعمل عملية تقويم لأسنانها.

وقالت جودى محمد إبراهيم، من بورسعيد فى الصف الثالث الابتدائى: «اشتركت فى المسابقة من خلال المدرسة، قرأت 30 كتاباً، ومن بين الكتب التى أعجبتنى قصة «الإسراء والمعراج»، و«سلمى تعرف حقوقها»، وأحببت هذه القصة، لأن «سلمى» كانت مثلى تحب القراءة، وأمى تعلّمنى القراءة، وكذلك معلمة الفصل، وأقرأ فى المدرسة وأحياناً فى البيت، وعندما لا أفهم كلمة خلال القراءة أرجع إلى أمى أو المعلمة لشرح الكلمات غير المفهومة. وعن الامتحان فى التصفيات النهائية، سألونى عن دار النشر واسم المؤلف، وسؤال عن الدروس المستفادة فى أحد الكتب التى قرأتها وهو «جزاء الكسل».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المدارس الجامعات الوطنى للقراءة من خلال فى الصف

إقرأ أيضاً:

نائبة: قرار العفو الرئاسي لأبناء سيناء يعزز حقوق الإنسان ويدعم الاستقرار الوطني

كتب - نشأت علي:

أكدت النائبة إيالاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو عن 54 محكومًا من أبناء سيناء يُعد خطوة هامة تحمل دلالات كبيرة في مسيرة تعزيز حقوق الإنسان في مصر.

وأوضحت في بيان اليوم، أن القرار يعكس التزام الدولة المصرية بنهج يضع البعد الإنساني في المقدمة، ما يدعم المصالحة المجتمعية ويُعزز الاستقرار الوطني.

وأشارت حارص إلى أن القرار يُبرز حرص القيادة السياسية على تكريم الدور الوطني والبطولي الذي يقوم به أبناء سيناء، الذين كانوا ولا يزالون خط الدفاع الأول عن الوطن في مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية.

وأكدت أن هذا العفو ليس فقط إعمالًا لصلاحيات الرئيس الدستورية، ولكنه أيضًا رسالة واضحة تُظهر توجه الدولة نحو تحقيق العدالة الاجتماعية والإنسانية ضمن رؤية استراتيجية شاملة.

وأضافت حارص أن القرار يندرج ضمن الجهود المستمرة للدولة لتعزيز قيم التسامح والتعايش، مشيرة إلى أن الاستجابة لمطالب نواب ومشايخ وعواقل رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء تُعبر عن مدى حرص القيادة السياسية على تلبية تطلعات المواطنين. كما أكدت أن القرار يسهم في تحسين أوضاع المحكوم عليهم وأسرهم، بما يتماشى مع القيم الإنسانية الرفيعة.

ولفتت إلى أن القرار يأتي في انسجام مع المبادئ التي تتبناها الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس، والتي تسعى لتحقيق توازن دقيق بين احترام كرامة الإنسان وحماية الأمن القومي، مؤكدة أن هذه الخطوة ليست مجرد عمل رمزي، بل هي دليل عملي على التزام الدولة ببناء الجمهورية الجديدة، التي تضع حقوق الإنسان في صلب سياساتها، وتعزز صورة مصر كدولة رائدة في المنطقة قادرة على تحقيق التقدم والازدهار لشعبها.

اقرأ أيضًا:

قرارات عاجلة من الأعلى للإعلام بشأن البرامج الدينية

منخفض أوروبي.. الأرصاد تحذر: انخفاض في الحرارة والصغرى تصل 4 درجات

هل يحتاج ركوب المترو لسدادات أذن للحماية من الضوضاء؟ دراسة رسمية تجيب

لحفظ وتحفيظ القرآن الكريم.. خطوات الاشتراك في مبادرة "عودة الكتاتيب"

حقيقة الصور المتداولة.. هل يباع الزيت المستعمل مرة أخرى بعد تكريره؟

النائبة إيالاريا حارص عضو لجنة العلاقات الخارجية مجلس النواب قرار العفو الرئاسي العفو الرئاسي لأبناء سيناء

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة طلب إحاطة في النواب بشأن مشكلات التصالح في مخالفات البناء أخبار دفاع النواب: العفو عن 54 من المحكوم عليهم رسالة بأن دور أبناء سيناء أخبار

مقالات مشابهة

  • النائب أحمد صبور: العفو عن 54 من أبناء سيناء يعزز مفهوم التلاحم الوطني
  • قنا.. تسليم اتفاقيات مشروع ريادة الأعمال للتمكين الاقتصادي بصعيد مصر
  • محافظ قنا يشهد تسليم اتفاقيات مشروع ريادة الأعمال الاجتماعية للتمكين الاقتصادي بصعيد مصر
  • جامعة الدلتا التكنولوجية تنظم ندوة "ريادة الأعمال ودعم الأفكار الإبتكارية
  • “مسك الليل” مسرحية جديدة للكاتب ميسرة صلاح الدين
  • نائبة: قرار العفو الرئاسي لأبناء سيناء يعزز حقوق الإنسان ويدعم الاستقرار الوطني
  • عياد رزق: قرار الرئيس بالعفو عن 54 مسجونا يعزز التلاحم الوطني
  • برلماني: قرار العفو الرئاسي عن 54 من أبناء سيناء يعزز التماسك الوطني
  • أبو النصر: قرار الرئيس بالعفو عن 54 من أبناء سيناء يعزز وحدة الصف الوطني
  • د.حماد عبدالله يكتب: تحديث البنية الثقافية