الجزيرة:
2024-11-15@22:59:02 GMT

أزمة سكن تواجه المرحّلين من تركيا للشمال السوري

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

أزمة سكن تواجه المرحّلين من تركيا للشمال السوري

شمال سوريا- بعد قرابة شهرين من البحث المضني، لم توفّق أسرة اللاجئ محمود حريتاني، المرحّلة حديثا من تركيا، بالعثور على منزل مناسب للإيجار في ريف إدلب شمال غربي سوريا، حيث ضاعفت زيادة عمليات ترحيل اللاجئين السوريين الطلب على السكن في الشمال السوري.

ويقول حريتاني إنه زار العديد من المكاتب العقارية بهدف استئجار منزل لأسرته المكونة من 5 أفراد، بدون أن يصل إلى مبتغاه، مشيرا إلى أن المنازل القليلة الشاغرة التي عرضت عليه لا تناسبه، بسبب قدمها وعدم تناسبها مع قيمة الإيجار.

ويضيف في حديث للجزيرة نت، أن عشرات الأسر المرحّلة من تركيا تبحث عن منزل للسكن والاستقرار، حيث صادف العديد من السوريين في المكاتب العقارية، وهم يواجهون مشكلة تأمين المنزل المناسب.

ولفت اللاجئ العائد إلى الشمال السوري، الخاضع لسيطرة المعارضة، إلى أن مشكلة السكن ليست العائق الوحيد أمامه اليوم، حيث يتوجب عليه البحث عن عمل يؤمن له مصدر رزق جديد، كي لا ينفق ما تبقى لديه من المال القليل الذي حصل عليه ثمنا لممتلكاته المباعة في تركيا.

استغلال الأزمات

زاد الطلب على المنازل في الشمال السوري الذي يعاني أصلا من أزمات مركبة متعلقة بالسكن وفرص العمل، حيث تراوح إيجار المنزل بالمنطقة وفق الخدمات والمناطق ما بين 100 و250 دولارا أميركيا.

بالمقابل يبلغ متوسط دخل الفرد في شمال غربي سوريا نحو 100 دولار أميركي، حيث يحصل العامل بنظام الأجرة اليومية على 3 دولارات يوميا، وهو النظام السائد لدى العمالة في المنطقة.

ويؤكد حسين الرحال، العامل في مجال إيجار العقارات بريف إدلب، أن الإقبال على منازل مستأجرة زاد بشكل غير مسبوق خلال الشهرين الماضيين، لافتا إلى أن زيادة الطلب رافقها رفع لقيمة الإيجار.

وفي حديثه للجزيرة نت، قال إن بعض المكاتب تستغل أزمات المرحّلين وعدد من النازحين، من خلال طلب أرقام مالية كبيرة لا تتناسب مع حال المنزل من حيث الموقع والمساحة والخدمات المحيطة، بهدف إرضاء مالك المنزل والحصول على نسبة عمولة جيدة.

وتوقع الرحال أن تتفاقم أزمة السكن مع قدوم المزيد من اللاجئين السوريين من تركيا إلى مناطق الشمال السوري، داعيا حكومة الإنقاذ العاملة في إدلب إلى ضبط مسألة تحديد قيم الإيجارات، والتدخل لمنع استغلال الأسر الفقيرة المرحلة.

غياب الخدمات

وتجاوز عدد سكان مناطق سيطرة المعارضة في شمال سوريا 6 ملايين نسمة، وفق آخر إحصائية أجراها "فريق منسقو استجابة سوريا" الإنساني العام الماضي، شملت محافظات إدلب وحلب وحماة.

ووثّق الفريق ارتفاع نسبة العائلات الواقعة تحت حد الفقر في شمال غربي سوريا إلى 91% نهاية الشهر الماضي، وفق الأسعار الأساسية وموارد الدخل، في حين بلغت نسبة العائلات الواقعة تحت حد الجوع 41% من إجمالي الأسر الواقعة تحت خط الفقر.

ووصلت معدلات البطالة بين السكان المدنيين إلى ما يزيد على 88%، مع اعتبار أن عمال "المياومة" ضمن الفئات المذكورة، لكونهم يعملون بشكل غير دائم وبحسب المواسم.

ويرى أستاذ العلوم المالية والمصرفية فراس شعبو، أن تجمع معارضي النظام في منطقة واحدة من الشمال السوري سبب حالة غير سوية على الصعيد السكاني والصحي والاقتصادي والأمني، بسبب كثافة السكان وزيادة الطلب على الخدمات والعقارات والعمل.

وحذر شعبو في حديثه للجزيرة نت، من أن عودة مزيد من السوريين من تركيا إلى شمال غربي سوريا يعني حدوث كارثة حقيقية، إذا لم يتم إيجاد آليات وخدمات تتناسب مع حجم العائدين، مشيرا إلى أن مناطق سيطرة المعارضة تفتقر بالأصل إلى البنى التحتية والمؤسسات الخدمية.

وربط الخبير الاقتصادي ارتفاع إيجارات المنازل مقابل تدني الأجور في المنطقة بموضوع العرض والطلب، مؤكدا أن قلة المعروض مع ارتفاع الطلب عليه يرفع قيمة الإيجارات كقاعدة اقتصادية عامة تنطبق على أي مكان، وليس في سوريا فقط.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات شمال غربی سوریا الشمال السوری من ترکیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

كيف ستُوازن تركيا بين الأطلسي والبريكس؟

تساءل كُتّاب ومحللون سياسيون فرنسيون عن إمكانية أن تكون تركيا عضواً في كل من حلف الناتو ومجموعة بريكس في ذات الوقت، وهل يُشكّل ذلك تناقضاً في التوجّهات السياسية والمصالح الاقتصادية لأنقرة التي كشفت عن طموحها من خلال تقديم طلب الحصول على العضوية الرسمية في التجمّع الذي يضم في عضويته روسيا والصين وإيران، وأصبح تدريجياً برأي الغرب تكتلاً مُسيّساً كبديل لنظام عالمي تُهيمن عليه الولايات المتحدة وأوروبا.

وباتت تركيا في الواقع أول دولة عضو في حلف شمال الأطلسي يتخذ خطوة رسمية للانضمام إلى مجموعة البريكس+، لكن هل يُمكن التوفيق بين العضويتين؟ سؤال لم يتم طرحه بشكل ملموس على الإطلاق في قمة البريكس الأخيرة التي انعقدت فيي شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في روسيا، المجموعة التي تمّ إنشاؤها في عام 2010، وجمعت في البداية روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا، ثمّ انضمت إليها الإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية.

Jouer sur les deux tableaux : quand la Turquie, membre l’Otan, veut intégrer les Brics +/Jordi Lafon / MARIANNE https://t.co/GX4uWYLOow via @de_turquie

— OBSERVATOIRE DE LA TURQUIE CONTEMPORAINE (@de_turquie) October 29, 2024

وبحسب مجلة "ماريان" الفرنسية، فإنّ مُعارضة نظام متعدد الأقطاب، والذي من شأنه أن يعكس بشكل أكثر صدقاً تطوّر مناطق العالم المختلفة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ونهاية الحرب الباردة، هو في الأساس هدف مجموعة البريكس +.

رمزية الطلب التركي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي جوردي لافون، أنّ مجموعة البريكس+ تسعى إلى إثبات جاذبيتها، حيث أنّ ما يقرب من أربعين دولة مرشحة رسمياً للانضمام. ولكنّ طلب تركيا يحمل بشكل خاص رمزاً قوياً: فهي ليست فقط عضواً في منظمة حلف شمال الأطلسي، رمز العالم الغربي القديم، بل إنّها أيضاً مرشحة منذ زمن طويل للاندماج في الاتحاد الأوروبي.
ويستاءل لافون "هل ينبغي لنا أن نستنتج أنّ الاتحاد الأوروبي أصبح أقل جاذبية من مجموعة البريكس+؟" وهو ما يُلمّح له وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بإتقان "لو كان تكاملنا الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي قد تُوّج بالعضوية، ربما لم نكن لنكون في مثل هذا الوضع".

????À relire à l'occasion du sommet des #BRICS qui se tient en ce moment à #Kazan - "La #Russie et les nouveaux membres des #BRICS : opportunités et limites d'une coopération scientifique et technologique". Note @IfriRNV d'Irina Dezhina. ➡️ https://t.co/olay31afL0 pic.twitter.com/Gb4rYdaPXW

— Institut français des relations internationales (@IFRI_) October 23, 2024

ورغم قول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ الدول العشر الحالية في البريكس قررت بأغلبية ساحقة الاكتفاء في الوقت الراهن بأعضائها الجدد، والعمل على فئات الدول الشريكة والعديد من الخطوات قبل العضوية الكاملة لدول جديدة، إلا أنّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان قد حصل في موسكو على دعم واضح من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي رحّب شخصياص بـِ "اهتمام تركيا بعمل البريكس".

عقبات لكن من أين تأتي عقبات انضمام تركيا للبريكس. وفقاً لدوروثي شميد، مديرة برنامج تركيا والشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية "سيكون هناك تردد من جانب الصين لإجراء توسعة جديدة. أما بالنسبة للروس، فمن ناحية أخرى، هناك اهتمام أكبر بكثير بالترحيب بهذا البلد الذي يُمثّل، من وجهة نظرهم، نقطة الضعف، في حلف شمال الأطلسي".
أما على الجانب الغربي فلا ردّ فعل رسمي في هذه المرحلة، على الرغم من التحليلات التي تؤكد وجود مُعارضة أمريكية بشكل رئيس. ولكن ربما بسبب الرغبة في عدم إعطاء أهمية كبيرة للنهج التركي والدعم الروسي، فلا موقف واضح بعد من جانب واشنطن وبروكسل، كما أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها اعتادوا كثيراً على التعامل مع الغموض التركي. بين الشرق والغرب

وكونها ممتدة بين الشرق والغرب تُمثّل تركيا موقعاً جغرافياً مُهمّاً قبل مكانتها الدبلوماسية، وهذا ما يضع الغربيين في موقف صعب. كما أنّ أنقرة لم تُشارك في العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا وتحافظ في ذات الوقت على علاقات وثيقة إلى حدّ ما مع كييف.
ويحتاج الناتو إلى تركيا في الشرق الأوسط، فقد أصبح الجيش الرائد في المنطقة وله صناعة دفاعية فعّالة للغاية. كما وتتمتع تركيا بنفس القدر من الأهمية في البحر الأسود، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً لأنّه من الضروري ضمان مشاركة تركيا في الأهداف الأمنية لحلف شمال الأطلسي، في حين أنّ لديها مصالح اقتصادية تجعلها أقرب إلى روسيا، كما توضح دوروثي شميد التي تتسائل "كيف يمكننا أن نبقي تركيا إلى جانبنا؟ إنّه أمر معقد ولكنّه بعيد عن أن يكون غير ممكن لأنّ تركيا تعتبر روسيا شريكاً بقدر ما تُعتبر تهديداً."

Jouer sur les deux tableaux : quand la Turquie, membre l'Otan, veut intégrer les Brics + https://t.co/Iv3U6iHMBV

— Marianne (@MarianneleMag) October 28, 2024

وحسب المحرر السياسي في مجلة "ماريان" الفرنسية، فإنّ اللعب على كلا الجانبين يصبّ في مصلحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبينما يقوم أنصار العالم المتعدد الأقطاب ببناء مؤسساتهم وتعزيز صفوفهم لتحدّي هيمنة واشنطن على بقية العالم، تتوتر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع العالم الغربي. والسؤال المطروح اليوم هو "إلى متى سيتحمّل حلفاء تركيا هذه اللعبة المزدوجة؟".

مقالات مشابهة

  • تقرير: الحرب تزيد المخاوف من اندلاع أزمة طائفية في لبنان
  • تصريح مفاجئ من عبد الله غل حول السوريين في تركيا
  • تعرف على خطوات استخراج شهادة ميلاد من المنزل
  • هل تعول تركيا على ترامب لشن عملية عسكرية عابرة للحدود في سوريا؟
  • تركيا.. كشف لغز وفاة 3 أشقاء إيرانيين في أنطاليا
  • خطوة بخطوة من المنزل.. طريقة استخراج بطاقة الرقم القومي 2024
  • ما الذي تراهن عليه تركيا في سوريا بعد فوز ترامب؟
  • كيف ستُوازن تركيا بين الأطلسي والبريكس؟
  • الدفاع المدني بغزة: آلاف المواطنين في الشمال دون رعاية إنسانية أو طبية
  • 783 قتيلًا من جيش الاحتلال في غزة: تزايد الخسائر مع استمرار معارك الشمال