كم عدد الرهائن الذين ما زالوا مختطفين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
تُعد إعادة الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة منذ هجمات السابع من أكتوبر على إسرائيل، في مقدمة أولويات المفاوضات التي ينخرط فيها الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر منذ أشهر عدة، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتُقدر الحكومة الإسرائيلية أن 251 رهينة تم احتجازهم في الهجوم واسع النطاق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
والثلاثاء، أعلنت إسرائيل، عبر عملية مشتركة بين الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك"، انتشال 6 جثث لمختطفين من داخل نفق في خان يونس، وسط قطاع غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر، تم إطلاق سراح 116 رهينة محتجزين في قطاع غزة، حسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، حيث أدى اتفاق هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي إلى الإفراج عن 81 رهينة من النساء والأطفال المحتجزين لدى حماس، مقابل سجناء من النساء والمراهقين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية.
وخارج إطار صفقة، تم إطلاق سراح 24 مواطنا أجنبيا، لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما تم إطلاق سراح أو إنقاذ 11 رهينة بينهم أميركيان، حسب "واشنطن بوست".
كما قالت إسرائيل، وفق الصحيفة الأميركية، إنها استعادت جثث 30 رهينة من قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.
ووفقا لأحدث الأرقام، يُعتقد أن 71 رهينة ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة، فيما تشير أنباء إلى مقتل 64 رهينة على الأقل، حسبما تذكر "واشنطن بوست".
ولم يتضح بعد عدد الرهائن الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز، وأعمار وأجناس وجنسيات من بقي في غزة.
من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن 109 رهائن لا يزالوا متواجدين حاليا لدى حركة حماس في غزة، حسب ما أفاد مراسل "الحرة".
ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن 73 منهم على قيد الحياة، بينما ترجح مصادر أجنبية أن عدد الأحياء أقل، لكن لا يقل عن 50 رهينة، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.
وتقدر إسرائيل أن غالبية من بقي من الرهائن يحملون الجنسية الإسرائيلية أو مزدوجي الجنسية وهم من الذكور، كما من غير الواضح عدد الرهائن من الجيش الإسرائيلي، وفقا لـ"واشنطن بوست".
ويُعتقد أن بعض الأميركيين ما زالوا قيد الاحتجاز في غزة، فوفقا للبيت الأبيض، فإن عدد المواطنين الأميركيين المحتجزين أقل من 10 رهائن.
ومن بين الرهائن المحتجزين طفلين وحيدين متبقين، هم كفير بيباس، الذي كان يبلغ من العمر 9 أشهر عندما اختُطف، وشقيقه أرييل البالغ من العمر 4 سنوات، حسب "واشنطن بوست".
وتقول إسرائيل إنها تقيم مزاعم حماس بأن أطفال كفر بيباس وأمهم شيري قد قُتلوا.
وحسب "يديعوت أحرونوت"، يتواصل الضغط والغضب الشعبيان على الحكومة الإسرائيلية، لا سيما بعد انتشال جثث 6 رهائن في الوقت الذي كان بوسع الحكومة إنقاذهم أحياء، كما يقول المطالبون بصفقة فورية للإفراج عن الرهائن المحتجزين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، قولها إن التحديات الأهم أمام إبرام صفقة، هي "رفض حماس الحضور إلى طاولة المفاوضات، بسبب محورا فيلادلفيا ونتساريم اللذين يصر رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على بقاء القوات الإسرائيلية فيهما".
وتجري المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، على أساس "مقترح إسرائيلي" أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو الماضي، ينص على 3 مراحل تشمل وقفا لإطلاق النار، وانسحابا للقوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وإدخال مساعدات، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية مقابل الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وتوقفت محادثات استضافتها قطر الأسبوع الماضي، دون تحقيق انفراجة، لكن من المتوقع استئناف المفاوضات هذا الأسبوع في القاهرة بناء على مقترح أميركي لسد الفجوات بين حماس وإسرائيل.
واندلعت الحرب في غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40139 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرهائن المحتجزین السابع من أکتوبر واشنطن بوست فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكرر سيناريو الضفة..(البلاد) تدق ناقوس الخطر.. غزة تحت سكين الاحتلال.. تقسيمٌ واستيطان
البلاد – رام الله
في مشهد متسارع لا يحمل سوى نُذر الكارثة، تتعرض غزة لعدوان مزدوج، لا يقتصر على قصف وتدمير ممنهج، بل يمتد إلى مخطط واضح لتقسيم جغرافي واستيطان مباشر على الأرض، بينما تغرق المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى في جمود قاتل، في ظل اشتراطات إسرائيلية تُقارب الشروط التعجيزية.
فقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن استمرار جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات عسكرية عالية الكثافة داخل قطاع غزة، مستخدمًا معدات هندسية ضخمة لتجريف شوارع وتدمير أحياء بأكملها بطريقة ممنهجة. وفي تطور لافت، أشار موقع “واللا” العبري إلى أن الجيش يستعد لإطلاق مناورة عسكرية كبرى تهدف إلى تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، عبر شريط يفصل شمال القطاع عن جنوبه، ضمن خطة تمتد إلى إنشاء مراكز توزيع مساعدات غذائية تديرها شركات أمريكية مدنية، في خطوة تحمل أبعادًا سياسية خطيرة تهدف إلى تقويض سلطة حماس وإضعاف بنيتها الشعبية.
الخطة، التي وصفها الموقع بأنها من “أضخم العمليات العسكرية”، ستستلزم وفق المعلومات المنشورة، تجنيدًا واسعًا لقوات الاحتياط وتحريك وحدات نظامية من جبهات أخرى، لتأمين السيطرة على المناطق المستهدفة. حتى اللحظة، تسيطر القوات الإسرائيلية على ما يُقارب 40% من مساحة القطاع، بعدما نفذت نحو 1300 غارة وهجوم، وسيطرت على محاور رئيسية شمالًا وفي رفح جنوبًا، بما يشمل مناطق مكتظة مثل حي الدرج وحي التفاح.
وفي موازاة الاجتياح العسكري، تتقدم على الأرض حركة استيطانية إسرائيلية باتجاه قطاع غزة، لأول مرة منذ انسحاب 2005. فقد كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن نحو 30 عائلة إسرائيلية تعيش حاليًا في مواقع مؤقتة شرق القطاع، فيما سجّلت 800 عائلة أخرى أسماءها للانتقال إلى 6 مستوطنات محتملة داخل غزة، بدفع من حركة “ناحالا” الاستيطانية المتطرفة.
وقد نُظِّم احتفال رمزي بعيد الفصح اليهودي في خيام نُصبت قرب السياج الفاصل شرق غزة، تمامًا كما فعل المستوطنون سابقًا في الخليل عام 1968 وكيدوميم عام 1975، حين استغلوا الطقوس الدينية لبناء أمر واقع استيطاني دائم. اليوم، تقول أربيل زاك، إحدى أبرز قيادات “ناحالا”، إن نحو 80 بؤرة استيطانية أُنشئت في الضفة الغربية منذ بداية الحرب، وإن غزة ستكون “الجبهة التالية”.
في هذا السياق، افادت وسائل إعلام إسرائيلية، أن تل أبيب لن توقف الحرب على غزة قبل تحقيق أربعة شروط أساسية: إطلاق سراح جميع الأسرى، إنهاء حكم حماس، نزع سلاح غزة بالكامل، وإبعاد قادة الحركة إلى الخارج. وهي شروط رفضتها حماس بشدة، مؤكدة أن إطلاق الأسرى مرهون بوقف الحرب أولًا، وبصفقة شاملة تتضمن انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة.
وسط هذه الوقائع المتسارعة، يبدو أن غزة لم تعد تواجه فقط آلة حرب تقليدية، بل مشروعًا متكاملًا لإعادة رسم خريطتها بالسلاح والمستوطنات والابتزاز السياسي، ما يجعل ما تبقى من القطاع على حافة التفكك الكامل والانهيار الجغرافي والديموغرافي في آن.