أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، إلى أهمية الوصول إلى حل إنساني في السودان، مؤكدا أن المحادثات الجارية في سويسرا تعمل على فتح 3 مسارات إنسانية لتقديم المساعدات الضرورية.

وأوضح بلينكن أن الوضع الإنساني في السودان يُعتبر الأسوأ على مستوى العالم في الوقت الراهن، حيث يعاني ملايين الأشخاص من آثار القتال المستمر، الذي يحول دون وصول الغذاء والمساعدات الإنسانية الأساسية إلى المحتاجين.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن إدخال المساعدات إلى المدنيين في السودان عبر معابر، ووافق كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على ذلك.

وفي هذا السياق، أشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة تعمل بجد على التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الأعمال العدائية في السودان.

وفي غضون ذلك، انطلقت في جنيف محادثات بشأن السودان بحضور ممثلين عن الشركاء الدوليين وقوات الدعم السريع، في حين رفض وفد الحكومة السودانية المشاركة في المحادثات، مطالبا بتنفيذ الالتزامات التي تم التعهد بها في "إعلان جدة" قبل بدء أي محادثات جديدة.

التطورات الميدانية

وشهدت العاصمة السودانية الخرطوم تصعيدا عسكريا جديدا، حيث استهدف الجيش السوداني مواقع لقوات الدعم السريع في مناطق متعددة باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة.

ووفقا لمراسل الجزيرة، أطلق الجيش قذائف المدفعية من شمالي أم درمان تجاه مواقع الدعم السريع في جنوب وشرق الخرطوم، بما في ذلك حي "كُوبَر" بالخرطوم بحري.

وفي دارفور، شنّت الطائرات الحربية السودانية ضربات جوية على مواقع الدعم السريع في مدينة الضعين، مما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان بالقرب من سوق المدينة.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتزايد فيه القلق الدولي من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، حيث بدأت المجاعة تدفع بالملايين نحو الموت بسبب نقص الغذاء والاحتياجات الأساسية، وسط دعوات أممية ودولية لوقف الحرب وإنهاء الأزمة المتفاقمة في البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

الخرطوم حرة.. وخيارات مؤلمة للدعم السريع

تناولت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" هذه التطورات، مسلطة الضوء على تداعياتها السياسية والعسكرية، وموقف القوى الإقليمية والدولية منها، إضافة إلى السيناريوهات المحتملة للصراع الذي يزداد تعقيدا مع مرور الوقت.

وأعلن الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد العام للجيش، تحرير العاصمة، بينما تواجه المليشيا المتمردة خيارات شبه مستحيلة بين الاستسلام أو التراجع نحو الغرب، وجاء إعلان "تحرير العاصمة" تتويجا لسلسلة عمليات عسكرية بدأت نهاية سبتمبر الماضي، بالسيطرة على الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث، وفق ما رصده "الجزيرة نت".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4احتفالات السودانيين بانتصارات الجيش تصل إلى "السماء"list 2 of 4كيف تفاعل السودانيون بعد تحرير الخرطوم من الدعم السريع؟list 3 of 4وزير الإعلام السوداني: سقف المعركة هو تحرير آخر شبرlist 4 of 4البرهان يبحث تطورات السودان مع ولي عهد السعوديةend of list

وكشف ضباط في الجيش لـ"الجزيرة نت" تفاصيل حاسمة ساهمت في تحوّل المعركة، أبرزها فك الحصار عن الوحدات العسكرية المحاصرة، وتدفق الإمدادات القتالية بعد استعادة السيطرة على المدرعات والمراكز القيادية.

من جهته، أرجع  الكاتب والمحلل السياسي السوداني، ضياء الدين بلال انهيار قوات الدعم السريع إلى "القيادة الفوضوية والانهيار المعنوي"، مشيرا إلى أن المليشيا فشلت في الاحتفاظ بأي منطقة سيطرت عليها، وانسحبت بشكل عشوائي تاركة وراءها دمارا واسعا.

وتزامن ذلك مع تدمير البنية التحتية في المناطق المحرَّرة، لا سيما وسط الخرطوم الذي تعرّض للنهب والتخريب، بما في ذلك المتحف الجمهوري الذي تحوّل إلى أطلال.

إعلان

ولم يقتصر الدمار على الجانب العسكري، بل امتدّ ليطال الإرث الثقافي السوداني. فقد حوّلت المعارك متحف القصر الجمهوري -الذي يضم وثائق نادرة تعود لعقود- إلى ركام، فيما وصفه مراقبون بـ"ضربة قاسية للذاكرة التاريخية".

ورغم الانتصار في الخرطوم، أكد اللواء عبد المنعم عبد الباسط، قائد عمليات جنوب العاصمة، أن "المعارك لن تتوقف"، مشيرا إلى استمرار العمليات العسكرية في إقليمي دارفور وكردفان لملاحقة فلول المليشيا.

ويرجّح مراقبون انكماش قوات الدعم السريع نحو دارفور، محذّرين من محاولاتها "قيادة تمرد جديد" هناك، وتعويض خسارتها عبر هجمات مسيّرة تستهدف البنى التحتية.

وفي تحليلٍ لـ"الجزيرة نت"، باتت خيارات الدعم السريع محدودةً ومكلفة وهي خوض معارك خاسرة بوضعها الضعيف، أو الاستسلام، أو الفرار عبر الحدود الغربية.

ويرى رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين الصادق الرزيقي أن "السيطرة على القصر الجمهوري بداية النهاية للتمرد"، معتبرا أن هزيمة المليشيا تُنهي أحلامَ من راهن على إضعاف الدولة.

من ناحيته، توقع الباحث محمد علاء الدين أن تسعى المليشيا إلى "إقامة كيان شبيه بالنموذج الليبي" في دارفور للضغط سياسيا على الخرطوم، لكنه استبعد نجاحها في ظل التفوق العسكري الحكومي والدعم الشعبي المتصاعد.

وحذّر مراقبون من تحوّل قوات الدعم السريع إلى حرب غير تقليدية، عبر خلايا نائمة لتنفيذ هجمات تخريبية في المناطق الآمنة، مستخدمة مسيّرات حديثة لاستهداف محطات الطاقة والاتصالات.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش يرفع جاهزية وحداته الاستخباراتية لمواجهة هذا السيناريو، بينما تشير تقديرات إلى أن المليشيا فقدت قدرتها على التأثير الإستراتيجي بعد خسارة العاصمة.

29/3/2025

مقالات مشابهة

  • المتحدث باسم الحكومة السودانية يرسل أخطر تحذير لمناصري الدعم السريع.. الجيش في طريقه إليكم والعاقل من اتعظ بغيره 
  • الجيش السوداني يتقدم في الفاشر والدعم السريع يقصف المدينة
  • البرهان: الجيش السوداني لن يتراجع عن هزيمة وسحق الدعم السريع
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: لا تفاوض مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يدخل سوق ليبيا غرب أم درمان.. ماذا تبقى لـالدعم السريع؟
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على مواقع جديدة في أم درمان
  • “معتقلات الموت”….انتصارات الجيش السوداني تكشف المزيد من فظاعات مليشيا الدعم السريع
  • قائد في الجيش السوداني يسخر من إدعاء انسحاب الدعم السريع من الخرطوم وفق اتفاق ويكشف التفاصيل
  • الخرطوم حرة.. وخيارات مؤلمة للدعم السريع
  • الجيش السوداني يضع يده على أحدث منظومة جوي تركتها قوات الدعم السريع