صحيفة أمريكية: تشققات في استراتيجية محور المقاومة الإيرانية.. وجموح الحوثيين يزعج طهران (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن تشققات تظهر في استراتيجية ما يسمى بـ"محور المقاومة" الإيرانية، على خلفية الرد على هجمات إسرائيل ردا على اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية.
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن طهران تواجه اختبارًا غير مسبوق في مدى اعتمادها على شركائها، وذلك مع اقتراب الشرق الأوسط من حافة صراع أوسع نطاقا.
وأضافت بينما تدرس إيران كيفية الرد على مقتل هنية، فإنها تحتاج إلى معرفة كيفية ضرب إسرائيل بما يكفي لتأسيس الردع دون تشجيع الانتقام على الأراضي الإيرانية.
وتوقعت أن تؤدي المصالح المتنوعة للميليشيات المتحالفة المختلفة بما في ذلك تلك الموجودة في لبنان والعراق وسوريا واليمن إلى تعقيد الأمور.
وأكد التقرير أنّ تأخّر ردّ محور المقاومة على إسرائيل يعود بجزء منه إلى خلافات داخله نتيجة تنوّع المصالح، إذ يريد الحوثيون هجوماً واسعاً مع الميليشيات العراقية، ولا تريد سوريا المشاركة.
وترى أن مخاطر الحرب الإقليمية ستكون عالية بشكل خاص بالنسبة لميليشيا حزب الله اللبنانية، التي تقع على الحدود الشمالية للاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت الصحيفة عن توماس جونو، الأستاذ المتخصص في الشؤون الإيرانية في كلية الدراسات العليا للشؤون العامة والدولية في جامعة أوتاوا قولها "إن عقيدة إيران تقوم على دفع انعدام الأمن بعيداً عن حدودها، والسعي إلى احتواء العنف، واستنزاف خصومها ولكن تجنب الحرب الشاملة".
وأشار التقرير إلى أن مخاطر الحرب الإقليمية ستكون عالية بشكل خاص بالنسبة لميليشيا حزب الله اللبنانية، التي تقع على الحدود الشمالية للاحتلال الإسرائيلي.
مصادر أخرى للصحيفة أكدت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يعتمد بقاؤه إلى حد كبير على إيران وميليشياتها، أبلغ طهران أنه لا يريد الانجرار إلى حرب، وفقًا لمستشار للحكومة السورية ومسؤول أمني أوروبي. تكافح دمشق أزمة اقتصادية ناجمة عن سنوات من العقوبات، مما أدى إلى الاحتجاجات والسخط بين شرائح كبيرة من سكانها، وفقدت قيادتها السيطرة على جيوب شاسعة في شمال وشرق البلاد.
وقالت وول ستريت جورنال على النقيض من ذلك يبدو أن الميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق والمتمردين الحوثيين في اليمن يتوقون إلى تبني نهج أكثر عدوانية، ليس فقط تجاه إسرائيل، بل وأيضاً تجاه القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة وغيرها من المصالح الغربية.
ويقول أندرو تابلر، المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “إيران تشبه إلى حد ما عربة يجرها قطيع من الخيول الجامحة. فإيران تمسك بزمام الأمور، ولكن حلفاءها غالباً ما يختلفون حول وتيرة واتجاه السفر، وهذا قد يؤدي إلى حوادث”.
وقال مسؤولون حوثيون وأوروبيون إن الحوثيين في اليمن كانوا يريدون تنفيذ ضربات ضخمة على السفن الحربية الأمريكية والموانئ الإسرائيلية ليس فقط انتقاما لمقتل هنية ولكن أيضا للضربة الإسرائيلية على ميناء رئيسي الشهر الماضي-حسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية.
وقال أسامة الروحاني، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، إن "الحوثيين متهورين وطموحين للغاية. إنهم يستمدون الشجاعة من حقيقة أنهم يسيطرون بشكل كامل على أراضيهم ويقعون في موقع استراتيجي يتسبب في إلحاق الضرر بالتجارة العالمية من خلال أعمالهم العدائية ضد طرق الشحن".
تفيد الصحيفة أيضا أن إيران تواجه التحدي نفسه مع حلفائها العراقيين، قوات الحشد الشعبي، التي كان تركيزها الرئيسي على مهاجمة القواعد الأميركية في العراق وسوريا في سعيها لطرد القوات الأميركية من المنطقة.
وخلصت وول ستريت جورنال إلى القول إن العثور على الرد المناسب على مقتل هنية سوف يكون أمراً حاسماً، سواء لتجنب أي رد انتقامي من جانب القوات الإسرائيلية الأفضل تجهيزاً أو للحفاظ على احترام حلفائها.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن ايران اسرائيل الحوثي أمريكا
إقرأ أيضاً:
معهد أمريكي: ما الذي يمكن أن يخلفه سقوط الأسد من تأثير مباشر على اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط معهد أمريكي الضوء على الانقسام في ردود الفعل باليمن جراء سقوط نظام بشار الأسد في دمشق على يد قوات المعارضة السورية في الثامن من ديسمبر الجاري.
وقال "المعهد الأمريكي للسلام" في تحليل للخبيرة في شؤون الخليج واليمن أبريل لونجلي ألي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الحكومة اليمنية، رحبت بسقوط نظام الأسد، وهنأت الشعب السوري على عودته إلى الحضن العربي ورفضه "الوصاية الأجنبية الإيرانية". وأعلن رئيس المجلس الرئاسي القيادي رشاد العليمي أن الوقت قد حان لإيران "لرفع يدها عن اليمن".
وأضاف "من ناحية أخرى، دعمت جماعة أنصار الله (المعروفة شعبيا باسم الحوثيين) نظام الأسد منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن يكون لها وجهة نظر مختلفة. ففي خطاب عاطفي في الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول، حاول زعيمهم عبد الملك الحوثي إعادة تركيز الاهتمام على غزة ، مؤكدا دفاع الحوثيين الثابت عن فلسطين، في حين وصف التطورات في سوريا وأماكن أخرى بأنها مؤامرة أمريكية إسرائيلية لإضعاف المنطقة.
وتابع "لكن من غير الواضح ما إذا كان سقوط نظام الأسد سيخلف أي تأثير مباشر على اليمن. وعلى مستوى الصورة الكبيرة، فإن الضربة التي تلقتها إيران تخلق تصوراً بأن الحوثيين معرضون للخطر".
وأوضح "نتيجة لهذا، يستغل أنصار الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الفرصة للقول بأن الوقت قد حان الآن لضرب الحديد وهو ساخن ضد ما يبدو بشكل متزايد وكأنه العقدة الشاذة في محور المقاومة قبل أن يصبح أكثر تهديداً".
وقال ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت دعواتهم ستُقابل بالعمل. فالحكومة منقسمة وستحتاج إلى دعم عسكري لاستئناف القتال الذي توقف إلى حد كبير منذ الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في عام 2022".
وأردف التحليل "لا تريد المملكة العربية السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة العودة إلى الحرب، والموقف السياسي للإدارة الأمريكية الجديدة غير مؤكد. وهناك أيضًا فرصة لأن تحول إسرائيل انتباهها نحو اليمن، خاصة في ظل استمرار هجمات الحوثيين على الأراضي الإسرائيلية".
وترى الخبيرة ألي أن تصور الحوثيين لنقاط ضعفهم غير واضح أيضاً. فحتى الآن، كانوا يضاعفون هجماتهم على إسرائيل ــ التي أكسبتهم شعبية في الداخل ولكنها ألحقت أضراراً محدودة بتل أبيب ــ والسفن في البحر الأحمر، في حين صعدوا من خطابهم ضد الولايات المتحدة.
وقالت "ربما يرى البعض في الجماعة أن التطورات الإقليمية تشكل فرصة وحتى التزاماً بمحاولة تأكيد دور قيادي في محور المقاومة والأهم من ذلك قضية معارضة إسرائيل والنفوذ الغربي في المنطقة، ولو أن هذه الطموحات سوف تتشكل وفقاً لاستعداد إيران لمواصلة المساعدة".
وزادت "ربما يرى آخرون سبباً لمحاولة جني المكاسب التي تحققت في أقرب وقت ممكن وإعادة تركيز الاهتمام على اتفاق السلام في اليمن".