يتصور البعض أن الحفلات الفنية عموماً بما فيها من عروض المسرح والسينما والليالى الثقافية والغنائية هى مجرد ترفيه وتسالٍ ورقص للترويح والتهوية على الناس فى ليالى الصيف الحارة.. وإن كان لا عيب أن يكون جانب منها موجهًا لذلك ولكن أهم جوانبها سياسية بالكامل!
ويمكن القول عنها إنها مهرجان سياسى ليس بمعنى التوجيه والتعبئة ولكن بمعنى التعبير عن عمق الشعوب، وغالباً الحالة الفنية والثقافية فى أى بلد تعبر عن روح هذا البلد، ومدى استقراره وأمنه حتى ولو كان يمر بأزمة اقتصادية، ففى النهاية الاقتصاد هو مشكلة كل دول العالم بدرجات متفاوتة.
ويذكرنى مهرجان العلمين بحفلات أضواء المدينة التى انطلقت فى الخمسينيات واستمرت حتى السبعينيات.. ومن لا يعرف من الجيل الجديد عن أضواء المدينة فإنه كان فى البداية برنامجا إذاعيا من الإذاعة المصرية وكان يقدمه وصاحب فكرته الإذاعى «جلال معوض» (1920 - 1997) وهو واحد من أشهر الأصوات الإذاعية المصرية فى فترة الخمسينيات والستينيات، والذى سجل بصوته كل البيانات التاريخية والسياسية، وهو من أشهر الذين قدموا حفلات أم كلثوم التى قالت عن تقديمه لحفلاتها أنه يغنى قبل أن أغنى!
وقد أحيا عبدالحليم حافظ فى 18 يونيو 1953، «حفلة أضواء المدينة» بحديقة الأندلس، والتى كانت أول احتفال رسمى بإعلان الجمهورية فى مصر بعد ثورة 23 يوليو، وقدمه عميد المسرح يوسف وهبى إلى الجمهور وغنى حليم أول أغانيه «صافينى مرة».. ومن بعدها انطلقت ليالى أضواء المدينة إلى الدول العربية خاصة التى كان تشهد أحداثاً سياسية وقومية.. وعلى أحد مسارحها وتحديداً فى 21 فبراير 1961 صعد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر على مسرح حفل «أضواء المدينة» الذى أقيم وقتها فى دمشق بمناسبة الذكرى الرابعة للوحدة بين مصر وسوريا، وألقى خطابًا شهيرًا عن الوحدة!
ولهذا.. فإن مهرجان العلمين الغنائى هام جدا على هذا المستوى.. وبالطبع البعد السياحى فى المهرجان لا يقل أهمية عن البعدين الفنى والسياسى، ونحن لنا خبرات فى ذلك ولا نعمل من فراغ مثل كثير من الدول.. ولذلك فلتكن الدورة الأولى للمهرجان جس نبض تفاعل الجماهير، وأرى أن التفاعل كان، ولا يزال، كبيراً وصدى المهرجان واسعاً مصرياً وعربياً.. ولكن أعتقد أنه فى حاجة إلى عناية أكثر من ذلك لتعميق الأبعاد الأخرى للمهرجان!
وكما أعرف فإن المهرجان ليس للغناء فقط.. الكثير من الفعاليات الرياضية والثقافية، بالإضافة إلى معارض وعروض ترفيهية مختلفة، كما تشارك فرق واتحادات دولية لرياضات مختلفة فى أحداث المهرجان الرياضية.. ولكن لا أحد يسمع عنها كثيراً مثل الحفلات الغنائية.. ومن المهم وصول المهرجان لكل قرية فى مصر وكل دولة فى العالم العربى حتى ولو أقيم فى العلمين.. والسوشيال ميديا الآن تجعلك فى العلمين ولو كنت فى نهاية العالمين!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أغانى العلمين السياسية الحفلات الفنية
إقرأ أيضاً:
«مهرجان الفرجان» يختتم فعالياته بمشاركة 205 مواهب و3,000 زائر
دبي-وام
اختتم «مهرجان الفرجان» فعالياته في حديقة مشرف الوطنية، بمشاركة 205 مواهب إماراتية قدموا أعمالًا فنية متنوعة، إلى جانب تنظيم 60 ورشة استقطبت أكثر من 3,000 زائر من مختلف الفئات العمرية.
وقالت إلهام العوضي، مدير التسويق في «فرجان دبي»، إن المهرجان وفّر منصة مثالية لدعم المواهب الإماراتية وتعزيز الهوية الوطنية، مشيرة إلى أن الإقبال الكبير يعكس شغف المجتمع بالفنون والتراث. وأضافت أن الفعاليات شملت ورشًا للفنون التشكيلية والحرف التقليدية والعروض المسرحية، بمشاركة «دبي للثقافة» ومؤسسة محمد بن راشد للإسكان وشركة باركن.
من جانبه، أكد أحمد سعيد الشارد، المنسق العام لمبادرة «إرث دبي»، أن المهرجان ساهم في توثيق تاريخ الإمارة عبر منصة «إرث دبي»، التي أتاحت للزوار فرصة تدوين قصص الأجداد وتجاربهم في الأحياء القديمة.
وأضاف أن هذه الجهود تعزز الوعي بأهمية حفظ الموروث الثقافي وترسيخ الهوية الإماراتية.
وشهد المهرجان عروضًا فنية بارزة، منها عمل «مكاني السعيد» للفنانة هند خالد، الذي استحضر الحنين إلى بيت الطفولة عبر الفن التفاعلي، و«بيتٌ من هدب» للفنانة شما آل علي، الذي دمج بين الخشب والجلد في تحف فنية تعكس التراث الإماراتي.
كما قدمت ميثاء حمدان عملاً بعنوان «حوار مضيء»، جمع بين الشعر والضوء والحركة في تكوين نحتي مستوحى من قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وضمن مبادرات الحفاظ على التراث، أعاد الفنانان محمد التميمي وعبدالله الاستاد إحياء قصيدة «هذي دبي» للشاعر علي الخوار، حيث تم تسجيلها هذا العام بدعم من صندوق الفرجان، ودمجها في جدارية فنية ضمن فعاليات المهرجان.
كما تضمنت الورش فعاليات للأطفال، مثل «فن الصوف»، و«التلوين على مجسم الدب»، و«تزيين المرايا بالورود»، في إطار تعزيز الإبداع لدى الأجيال الناشئة.
واختتم الشارد بالتأكيد على استمرار جهود مبادرة «إرث دبي» في توثيق ذاكرة الإمارة، بالتعاون مع المؤسسات الثقافية، للحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الوطنية في ظل النهضة المستمرة لدبي.