قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة لا تقبل أي احتلال إسرائيلي طويل الأمد لقطاع غزة، فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن خطة وقف إطلاق النار التي تتم مناقشتها تتوافق مع مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتتضمن بقاء قوات الاحتلال على طول حدود قطاع غزة مع مصر.

وعقب زيارة إلى الدوحة، أمس الثلاثاء، في ختام الجولة التاسعة له بالمنطقة منذ اندلاع الحرب على غزة، شدد بلينكن على أن "الوقت داهم" للتوصل إلى هدنة في غزة، وأكد أن الولايات المتحدة ترفض احتلالا إسرائيليا "طويل الأمد" للقطاع.

ولفت إلى أن واشنطن ستقوم بكل ما هو ممكن خلال الأيام المقبلة لإقناع حركة حماس بالموافقة على مقترح سد الفجوات بشأن التوصل لاتفاق لتبادل الأسرى مع إسرائيل ووقف إطلاق النار بغزة. وأضاف أنه بمجرد موافقة حماس على المقترح ستكون هناك حاجة إلى الاتفاق على تنفيذ التفاصيل.

وأكد بلينكن أن هناك "اتحادا مع قطر ومصر للعمل بمختلف الطرق لكي لا يكون هناك تصعيد في قطاع غزة"، وقال إن "العالم يدعم خطة بايدن ومجلس الأمن أيضا، وواشنطن تسعى للحصول على موافقة كل الأطراف، ونعمل على التفاصيل".

وأضاف أنه "سمع مباشرة من نتنياهو أن إسرائيل قبلت مقترح سد الفجوات، وأبدى أمله أن تقوم حماس بالشيء نفسه"، وفق تعبيره.

وقدمت الولايات المتحدة مقترحها الجديد "لسد الفجوات" بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل خلال محادثات عُقدت في العاصمة القطرية يومي الخميس والجمعة الماضيين.

اتهامات لنتنياهو

لكن نتنياهو أكد أمس أن إسرائيل لن تقبل مقترحا يتضمن إنهاء الحرب، وشكك في إمكانية إنجاز صفقة تبادل الأسرى.

وقال -خلال اجتماع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة ممن يرفضون إنجاز الصفقة- إن إسرائيل لن تنسحب من محوري نتساريم وفيلادلفيا بأي شكل، مؤكدا أن الموقعين يشكلان أهمية إستراتيجية، عسكرية وسياسية.

وردا على ذلك، قال مسؤول أميركي كبير -يرافق بلينكن في جولته بالشرق الأوسط- إن تصريحات نتنياهو "غير بناءة وتهدد سير المحادثات".

ونفى المسؤول الأميركي صحة تقارير ذكرت أن بلينكن اقتنع -خلال اجتماعه مع نتنياهو الاثنين في القدس المحتلة- بمطلب إسرائيل البقاء في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر.

وفي السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين في فريق التفاوض الإسرائيلي أن نتنياهو يسعى إلى تفجير المفاوضات من خلال تصريحاته أمس، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مقربين من نتنياهو أنه إذا لم يرُق لفريق التفاوض موقفُ نتنياهو فبإمكانه ترك المهمة والرحيل.

وقال المسؤولون في فريق التفاوض إن مغادرة الفريق حاليا غير ممكنة لأن المفاوضات وصلت إلى مرحلة حرجة.

كما نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر مطلع على المفاوضات أن تصريحات نتنياهو بشأن محور فيلادلفيا تجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق وتزيد من الشكوك، وتشير لحماس والوسطاء بأن نتنياهو غير مهتم بالاتفاق.

من جانبها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مطلعين على المحادثات أن خطة الاتفاق الذي يتم التفاوض عليه تتوافق مع مطالب نتنياهو الجديدة التي أضافها أواخر يوليو/تموز الماضي، وتتضمن بقاء القوات الإسرائيلية على طول حدود قطاع غزة مع مصر.

حماس ترد

من جانبها، قالت حركة حماس إنّ تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن بشأن تراجع الحركة عن اتفاق وقف إطلاق النار هي ادعاءات مضلّلة، ولا تعكس حقيقة موقف الحركة الحريص على الوصول إلى وقف العدوان.

وأضافت الحركة أن التصريحات تأتي في إطار ما وصفته بالانحياز الأميركي الكامل للاحتلال، والشراكة الكاملة في العدوان وحرب الإبادة على المدنيين العزل في قطاع غزة، ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وأكدت حماس أن ما عُرض عليها مؤخرا يشكّل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في الثاني من يوليو/تموز، والمرتكز على إعلان بايدن نفسه، وقرار مجلس الأمن رقم 2735.

وأوضحت حماس أن الوسطاء في قطر ومصر يعلمون أن الحركة تعاملت بكل إيجابية ومسؤولية في كل جولات المفاوضات السابقة، وأن نتنياهو كان دائما هو من يعرقل الوصول إلى اتفاق، ويضع شروطا وطلبات جديدة.

وكان بايدن قال إن حماس تراجعت عن موقفها إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأشار إلى أن بلاده ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى صفقة.

وينصّ مقترح بايدن في مرحلة أولى على هدنة مدتها 6 أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وتبادل أسرى ومحتجزين، وتتضمن مرحلتها الثانية انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

واشنطن تسلم تل أبيب 1800 قنبلة ثقيلة منعتها إدارة بايدن

وصلت شحنة قنابل أمريكية ثقيلة إلى الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس السبت، بعد أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أخرّت إرسالها.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصادرها أن "شحنة القنابل الثقيلة، التي تضم 1800 قنبلة من طراز MK-84، والتي تم تأخيرها قرابة العام من قبل إدارة بايدن منذ اجتياح إسرائيل لمدينة رفح في أيار/ مايو 2024، وصلت إلى إسرائيل الليلة الماضية".

قنابل ترمب وصلت إلى نتنياهو ..

شحنة القنابل الثقيلة (1800 قنبلة من طراز MK-84) التي تم تأخيرها لما يقرب من عام من قبل إدارة بايدن (منذ دخول "إسرائيل" إلى رفح في أيار/مايو 2024)، وصلت إلى "إسرائيل" بتوجيه من الرئيس البرتقالي دونالد ترامب.

????القنابل المذكورة هي ذخائر جوية مخصصة… pic.twitter.com/miUUhhSu8D — Dima Halwani (@DimaHalwani) February 16, 2025
وأكد المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون قادوش، أن الشحنة وصلت إلى ميناء أسدود، حيث تم تفريغها عبر عشرات الشاحنات ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.


وأوضح قادوش في منشور في حسابه على منصة "إكس" أن الشحنة وصلت بتوجيه من الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه الذخائر الجوية مخصصة لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ويبلغ وزن كل قنبلة منها طنًا واحدًا.

من جانبه، أشار الصحفي الإسرائيلي ينون ميغال، عبر حسابه على "إكس"، إلى أن سفينة الشحن الأمريكية رست في ميناء أسدود على البحر المتوسط، وتم تفريغ حمولتها ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.

وأضاف أن وزارتي الحرب والجيش الإسرائيليين تواصلان جهودهما لشراء ونقل الذخائر للجيش، حيث وصل أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية حتى الآن عبر 678 رحلة جوية و129 بارجة وسفينة حربية، واصفًا العملية بأنها "الأكبر من نوعها في تاريخ إسرائيل".

يذكر أن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أكدوا في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي أن ترامب رفع الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على إرسال قنابل MK-84 إلى الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت إدارة بايدن قد فرضت الحظر في أيار/ مايو 2024 بعد أن تسببت هذه القنابل في خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين الفلسطينيين ودمرت منشآت طبية، بما في ذلك المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، الذي تعرض لقصف الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 باستخدام قنبلة من هذا الطراز، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 470 شخصًا.


وتُعتبر قنابل MK-84، التي تنتجها شركة جنرال ديناميكس للذخائر والأنظمة التكتيكية لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، من الأسلحة الثقيلة التي يبلغ وزنها طنًا واحدًا وطولها 3.83 متر. تم تطويرها خلال حرب فيتنام، وتُعرف بقدرتها على تدمير الكتل الخرسانية وإلحاق أضرار كبيرة على بعد مئات الأمتار.

وكان تقرير إسرائيلي صدر في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قد كشف عن حاجة دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز قدرات جيشها عبر شراء مكثف للأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدفعية والصواريخ والذخائر المتنوعة.

ومن خلال الدعم الأمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025 عمليات عسكرية واسعة في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • انزعاج إسرائيلي من بقاء حماس حاكمة لغزة بعد الفشل في إخراجها من المشهد
  • واشنطن تسلم تل أبيب 1800 قنبلة ثقيلة منعتها إدارة بايدن
  • نتنياهو: رؤية ترامب لغزة تتحول إلى واقع ولدينا استراتيجية مشتركة
  • إسرائيل ترفض إدخال البيوت المتنقلة إلى قطاع غزة
  • رفض تسليمها بايدن...وصول شحنة من القنابل الأميركية الثقيلة إلى إسرائيل خلال الليل
  • إسرائيل ترفض إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة لغزة
  • أستاذ علوم سياسية: نتنياهو يحاول عدم الوصول للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار
  • حماس: على واشنطن الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار
  • محلل سياسي: نتنياهو عاد مكسور الخاطر من واشنطن.. ترامب سحب منه الأضواء
  • ما خيارات دمشق أمام توجه جيش الاحتلال لبقاء طويل الأمد في سوريا؟