"أوروبيون لأجل القدس" تحذر من مخاطر تستهدف المسجد الأقصى في ظل الإبادة الجماعية بغزة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
القدس المحتلة - صفا
يصادف اليوم الذكرى الـ55 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، والتي تأتي وسط وقائع أكثر خطرًا تمس المسجد وتسعى لفرض أمر واقع جديد فيه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا مع صمت مطبق وتفرد إسرائيلي على وقع جريمة الإبادة الجماعية التي تُرتكب ضد المواطنين في قطاع غزة.
وقبل أيام، شارك وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ووزير شؤون النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف، في اقتحام المسجد الأقصى الذي بات يشهد أداء المتطرفين اليهود صلوات وسجود ملحمي وذلك بحماية الشرطة الإسرائيلية.
وتأتي ذكرى إحراق قبلة المسلمين الأولى هذا العام، مع تعاظم سياسات التهويد التي تنتهجها الحكومة اليمينة الإسرائيلية الأكثر تطرفًا في تاريخ الكيان الإسرائيلي، والتي ترمي إلى تحويل المخططات التي وضعها اليمين المتطرف بحق تهويد الأقصى وتقسيمه إلى أمر واقع.
إن حريق المسجد الذي وقع قبل 55 عامًا ممتد إلى اليوم بأشكال وصور مختلفة، بعضها أكثر خطورة وتهديدًا بقبلة المسلمين الأولى، ويبدو أن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن عجز المجتمع الدولي عن وقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها منذ أكثر من 10 أشهر في قطاع غزة، يجعلها أكثر جرأة في محاولة تغيير الأمر الواقع في المسجد، متجاهلة المخاطر التي يمكن أن تترتب وراء ذلك.
في هذه الذكرى، حذرت مؤسسة "أوروبيون لأجل القدس"، من خطورة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، والتي تتمثل في توسع سياسة اقتحام المسجد والسماح للمتطرفين اليهود بأداء الصلوات العلنية وفرض إجراءات عملية لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، مع تضييق القيود على وصول المسلمين ومنع أعمال الترميم بالمسجد في وقت تتزايد فيه المخاطر جراء الحفريات الإسرائيلية المتصاعدة.
وقالت المؤسسة، إن حكومة الاحتلال تعمل عبر عدة مسارات لتهويد المسجد الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه، مضيفة "وثقنا أكثر من 125 اعتداء على المسجد خلال 7 أشهر، كما وثقنا مشاركة 28653 مستوطنًا في اقتحام المسجد منذ بداية العام حتى نهاية يوليو/تموز الماضي".
وأكدت "أوروبيون لأجل القدس"، أن "ذكرى إحراق المسجد الأقصى، مناسبة مهمة يجب أن يتوقف عندها الجميع؛ لاستشعار حجم المخاطر والتهديدات الإسرائيلية التي تستهدف المساس بالمسجد، ومحاولة فرض أمر واقع جديد يتجاوز الحقوق التاريخية والقانونية الثابتة فيه".
ووقعت جريمة إحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس/آب 1969، عندما اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى "دينيس مايكل روهان" وهو بروتستانتي المذهب صهيوني الاعتقاد؛ حيث تعاون مع جهات صهيونية لتنفيذ فعلته الإرهابية.
وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، والتهمت الحرائق 1500 متر مربع، وهو ما يمثل أكثر من ثلث مساحة المسجد القبلي البالغة 4400 متر مربع، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضًا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، فكان لهذا المنبر مكانة خاصة، حيث أن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات والسياسات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال المدينة عام 1948، بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس، وفرض التهويد عليها وتكريس الوجود الاستيطاني الدخيل.
وعلى مدار العقود الماضية لم تتوقف هذه السياسة، بل تصاعدت في الآونة الأخيرة، حتى باتت قوات الاحتلال تكرر استباحة المسجد الأقصى واقتحامه بعنف والاعتداء على المصلين، والسماح للمستوطنين باقتحامات يتخللها استفزازات وأداء طقوس تلمودية لمحاولة فرض التهويد.
وأوضحت "أوروبيون لأجل القدس"، أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى مناسبة للتذكير بحجم الانتهاكات التي تقترفها السلطات الإسرائيلية بحق المسجد، ومجمل مدينة القدس التي يواجه سكانها الأصليون أبشع أشكال التمييز العنصري في العصر الحديث.
وشددت على أن "المسجد الأقصى المبارك إرث حضاري عالمي يحتاج لجهود عالمية لحمايته وتخليصه من الاحتلال الغاشم الذي يسعى إلى تزوير التاريخ وتزوير هويته الحضارية الإسلامية"، متابعة "ما يتعرض له المسجد والمقدسيون من تنكيل واعتداء يزيد إيمانهم بعدالة قضيتهم ويعزز ارتباطهم وعموم المسلمين بقبلتهم الأولى، ورفض أي محاولات لتهويده".
وأمام المخاطر المتعاظمة التي تستهدف المسجد الأقصى والمخالفة للحق التاريخي والقانوني الذي أقرته الأمم المتحدة، طالبت "أوروبيون لأجل القدس"، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد والمصلين فيه ومجمل المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
ودعت دول الاتحاد الأوروبي وعموم المجتمع الدولي، إلى إجراءات فعالة لوقف السياسات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد وعموم مدينة القدس المحتلة، وتطبق فيهما أبشع أشكال نظام الفصل العنصري.
ووجهت "أوروبيون لأجل القدس"، التحية لأهل القدس ورواده الذين يرابطون ويصرون على الدفاع عن مدينتهم رغم الممارسات الإسرائيلية، مطالبة المسلمين وجميع الأحرار في العالم بإسنادهم في نضالهم المشروع للتحرر من نير الاحتلال وممارسة حقهم في حرية العبادة وصون مقدساتهم.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: أوروبيون لأجل القدس المسجد الاقصى القدس حرب الابادة بغزة ذكرى احراق الاقصى إحراق المسجد الأقصى تستهدف المسجد التی تستهدف مدینة القدس
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون "الأقصى" بحماية الاحتلال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اقتحم مستوطنون، اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن عشرات المستوطنين المتطرفين اقتحموا باحات "الأقصى" وأدوا ما تسمى بـ "طقوس تلمودية" وسط حراسة مشددة من جنود الاحتلال الذين شددوا من إجراءاتهم العسكرية عند بوابات المسجد الأقصى وفي محيط البلدة القديمة.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، في أكتوبر 2023، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.