«مهارات التفكير الإيجابي» في ندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
عقدت صباح اليوم الأربعاء، مكتبة دار الكتب بمدينة طنطا محاضرة تثقيفية بعنوان "مهارات التفكير الإيجابي"، وذلك ضمن أجندة فعاليات وأنشطة الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة عمرو البسيوني بمحافظة الغربية، أدارتها نيفين زايد مديرة الدار بحضور عدد من الرواد.
وأكدت الدكتورة أميرة صابر، أستاذ مساعد بقسم الصحافة والإعلام بكلية التربية النوعية، أن التفكير الإيجابي له العديد من الفوائد، منها التعامل مع ضغوط الحياة.
وتابعت "صابر": "عليك دوما أن تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ لأنه السبب الأهم لتغير نظرتك إلى الحياة، وسلوكك تجاه نفسك، وهو ما أكدت عليه معظم الدراسات، التي أوضحت بأن الشخصية التي تتسم بالإيجابية لديها القدرة على العيش بشكل أفضل"، وشددت أن التفكير الإيجابي لا يعني أن تتجاهل مواقف الحياة المزعجة، بل المقصود به أن تتعامل مع المواقف المزعجة بطريقة أكثر إيجابية وإنتاجية، وأن تؤمن بأن القادم هو الأفضل.
وأشارت أستاذ الصحافة والإعلام إلى المنافع والمزايا جراء تفكير الإنسان بشكل إيجابي، من بينها: العيش في سلام نفسي، وتقليل مستويات الشعور بالتوتر والقلق، والقدرة على مقاومة الأمراض، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية والسكتات الدماغية، لافتة إلى أن الدراسات قد أكدت أن الأشخاص الإيجابيين يحصلون على أنماط حياة أكثر صحة، لقدرتهم على ممارسة الأنشطة البدنية وإتباع الأنظمة الغذائية الصحيحة.
عن كيفية التفكير بشكل إيجابي، قالت الدكتورة أميرة صابر إن البداية مع تحديد الأشياء التي يريد الشخص تغييرها، سواء كانت في العمل أو الحياة اليومية، وعليك أيضا بتقييم نفسك وتصرفاتك بشكل دقيق مع الحرص على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا، واحرص على مخالطة الأشخاص الإيجابيين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ندوة تثقيفية دار الكتب بطنطا
إقرأ أيضاً:
اطمئنوا أهل الكتب
أتذكر الحالة الشعورية - السرور الذي لا يوصف - التي أسرت على كامل جسدي؛ مع إنجازي أول كتاب ألفته «فرصاد أخضر» ولو أن دار النشر التي تعاملت معها لم تساعدني على تمام هذا الشعور بالصورة التي كنت أرجوها، ومع ذلك تكاملت حمولة المشاعر بيني وبين كافة أسرتي التي سرها كثيرا هذا الإنجاز، بغض النظر عن قيمته المعرفـية، وهي القيمة الموكول تقييمها من قبل القارئ العزيز، وأتصور أن الحالة الشعورية هذا هي من نصيب كل كاتب يظهر كتابه على النور أول مرة؛ الـ «مولود البكر» من بين هدير المطابع، ويكون بين يدي الناس؛ ليكون عربون مودة؛ أكثر منه مقايضة مالية، التي قد يفكر فـيها البعض، ولذلك كنت كثيرا ما أصطدم بسؤال: «كم قيمة هذا الكتاب؛ ما نريد نخسرك؟» فالكاتب؛ فـي تصوري البسيط؛ لا يسعى إلى المكسب المادي - المنزوع أساسا؛ من حساباته - بقدر ما يرى فـي كتابه حمولة معرفـية غالية، ولو كان هذا الفهم يستحضره الكاتب نفسه فقط، وهذا يكفـيه، كما أعتقد، ولأنه مقتنع بما هو عليه من تأليفه للكتاب، فلذلك يكون استيعابه للصدمات واسع، وقد تعرضت شخصيا لذلك عندما قدمت لأحد الذين أعتبرهم من الفئة الواعية لمفهوم المعرفة ذات الكتاب؛ فأول ما بادرني به: «هذه السلعة لا تؤكل عيش» - صدمة قوية - وعقب: «ابعث لي رقم حسابك».
ولذلك تتفاوت ردات الفعل من قبل القارئ؛ خاصة إذا استلم هذا الكتاب أو ذاك هدية، لا شراء من مكتبة، أو من معرض كتاب، حيث يتقصد من ذلك كتابا معينا، والسؤال هنا: هل هذه الصورة «المادية» مرتبطة بزمن معين، أي أن الأزمان قادرة على نسخها بأهمية المعرفة؟ وهل للكتاب قيمة غير تلك التي يراها القارئ؟ والسؤال الختامي: ماذا عن حقيقة المؤلف؛ الذي يدرك ذلك، ومع ذلك يستأنف التأليف؛ مع أن التأليف حالة جهادية بكل ما تعنيه الكلمة؟ فتأليف كتاب يحتاج إلى عمر زمني لا يقل عن عام إلى عامين؛ إن أراد له مؤلفه أن يكون كتابا ذا قيمة معرفـية نوعية. من جميل ما قرأت فـي هذا السياق: النص التالي: «بائع الكتب لا يراقب بضاعته، ولا يخشى السرقة، لأن القارئ لا يسرق والسارق لا يقرأ» - انتهى النص - أيفسر ذلك كسادا مطلقا لمعنى الكتاب؛ مع أن الكتاب هو العمود الفقري للحياة؟ ولكن هناك؛ من غير اللصوص التقليدين؛ من يسرق الكتب، وما أكثر قضايا الانتحال التي نسمع عنها، والتي يصل البعض منها إلى منصات المحاكم، فسارق الأفكار «الكتب» ليس يسيرا أن ينفذ بجلده؛ لأن الفكر مسألة وجودية متأصلة فـي ذهنية الكاتب، أو المفكر، وليس يسيرا إعارتها أو التحايل عليها، لتنتقل من فلان من الناس إلى فلان من الناس، ولذلك من يعاني من مغازلة الشهرة، وأن يشار إليه بـ «الكاتب» سريعا ما يسقط مع أول محاولة لرمشة العين، فالمسألة أعقد مما يتصور، فالمعاناة الذهنية التي يعيشها الكاتب، ليست يسيرة أن يتحملها أي فرد يود أن يكون كاتبا.
«اطمئنوا أهل الكتب»: فمشروعكم التنويري لن تسقطه ترهلات الذاكرة الكسولة، التي لا تعي حقيقة الواقع القائم على المعرفة، ولذلك لا تؤجلوا تجليات الإضاءات الكونية التي ترسلها المعرفة على امتداد هذا الكوكب، لتكتب لكم عمرا جديدا يتوغل عبر مفازات الزمن الممتد، وإن تصحرت هذه المفازات فـي لحظات فارقة بين زمنين، فإنها - يقينا - ستعاود التألق والحضور الطاغي، فالحياة لا يمكن أن تتنفس الحرية، وتتجاوز توغلات الزمن إلا من خلال كتاب يسطع نوره على امتداد الأفق، بغض النظر عن من يكون مؤلفه وكاتبه، والساهر على حمايته.