أكدت د. إلهام محمد شاهين الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات أن الدعوة النسائية تشهد طفرة كبرى فى السنوات الماضية، وذلك من خلال اقتحام الواعظات لعدد من المجالات الدعوية المختلفة، واستخدام وسائل لم تكن مستخدمة من قبل، وقد وجّه شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بوجود الواعظات فى كل محافظة للعمل على تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة، فالواعظات قوة كبرى فى مجال الدعوة إلى الله.

وأوضحت «شاهين»، خلال حوارها مع «الوطن» أن واعظات الأزهر يشاركن فى حملات طرق الأبواب و«حياة كريمة»، لنشر منهج الأزهر القائم على الاعتدال فى كل شىء فلا إفراط ولا تفريط.. وإلى نص الحوار:

كيف تقيّمين الدعوة النسائية فى مصر؟

- تشهد الدعوة النسائية خلال السنوات الأخيرة طفرة كبيرة جداً فى مصر، وذلك من خلال اقتحام الواعظات عدداً من المجالات الدعوية المختلفة، واستخدام وسائل لم تكن مستخدمة من قبل، خاصة بعد أزمة كورونا والاتجاه الأكبر للدعوة الإلكترونية، فاقتحمت الواعظات مجال الدعوة الإلكترونية عن طريق إنشاء صفحات دعوية على السوشيال ميديا، وإعطاء الدروس عبر خاصية البث المباشر خلال التطبيقات الإلكترونية المختلفة، فأصبحت الواعظة والداعية قادرة على الوصول للجمهور فى كل مكان بسهولة شديدة، وأيضاً تم استخدام طرق وآليات جديدة كالبوسترات الدعوية والفيديوهات والصوتيات، التى أجادت فيها الواعظات بشكل كبير، وهذا لم يكن موجوداً من قبل.

وماذا عن المجال الإفتائى للسيدات؟

- دخول الواعظات لمجال الإفتاء شهد أيضاً طفرة، وهذا لم يكن متاحاً من قبل، فأصبحت لدينا واعظات وداعيات مؤهلات للمشاركة فى مجال الفتوى منهن أعضاء فى لجان الفتوى بالفعل، وأصبحن قادرات على اللقاءات المباشرة مع الجمهور، وشهدنا ذلك فى معارض الكتاب المختلفة فى القاهرة والإسكندرية، إذ شاركت الواعظات فى ركن للفتوى بمختلف المعارض، واستقبلن أسئلة الجمهور وأجبن عنها، كما اقتحمت الواعظات المجال الأسرى عن طريق وحدات لم الشمل وحل المشكلات الزوجية بصورة مباشرة، والمساهمة فى إنهاء الخلافات الأسرية والوجود فى الشارع والمشاركة مع مؤسسات الدولة فى حملاتهم التوعوية مثل حملات طرق الأبواب وحياة كريمة، وغيرها من الحملات الرسمية حتى أصبحت الواعظات قوة كبرى فى مجال الدعوة إلى الله.

د. إلهام شاهين: نعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة.. والواعظات قوة كبرى فى مجال الدعوة إلى الله 

وماذا عن الوجود الإعلامى للواعظات؟

- شهد العام الماضى وجوداً كبيراً للواعظات فى المجال الدعوى الإعلامى، عبر المشاركة فى البرامج التليفزيونية بالفضائيات والراديو، وعن طريق كتابة مقالات فى الصحف والمواقع الإخبارية والمجلات، وعن طريق نشر فيديوهات متعلقة بالمناسبات المختلفة يتم بثها عبر صفحات الأزهر على السوشيال ميديا، ويوتيوب أو القنوات الفضائية.

هل هناك تعاون بين واعظات الأزهر والأوقاف؟

- بالفعل هناك تعاون كبير بين واعظات المؤسستين، بهدف نشر وسطية الدين والتعاون فى المواسم الدعوية الكبرى، منها الدروس بالمساجد الكبرى فى رمضان، كذلك الدورات التدريبية التى تحضرها الوعظات بأكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثى الفتوى، كما تشارك واعظات المؤسستين فى الحملات التى تطلقها مؤسسات الدولة، وهدفنا من هذا التعاون نشر الدعوة وإصلاح أحوال المجتمع وتعديل كثير من السلوكيات الخاطئة التى انتشرت خلال الفترات الماضية، ونهدف أيضاً لعودة الخطاب الوسطى لمصليات النساء، فالخطاب الوسطى هو الخطاب الإسلامى الذى يجب أن يقوم به الجميع وهو منهج الإسلام، فقال الله تعالى فى سورة البقرة « وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً»، والرسول ما خُيّر بين أمرين إلا واختار أيسرهما، وهذا هو منهج الإسلام، القائم على التيسير على الناس دائماً، وهو منهج الأزهر القائم على الاعتدال فى كل شىء، فلا إفراط ولا تفريط، ولا يصح إلا الصحيح.

بصفتِك مسئولة عن ملف الواعظات حدثينا عن خطة الدعوة النسائية لديكم؟

- لدينا خطة كبرى لنشر الدعوة الوسطية، ونحتاج لتضافر جهود المؤسسات الرسمية بالدولة لتنفيذ تلك الخطة، حيث تحتاج الدعوة النسائية للتطوير المستمر، وتوسيع رقعة وجود المرأة فى المجال الدعوى لتطوير أحوال المجتمع من حولنا.. ولابد أن نتذكر أن المرأة هى مَن تؤثر فى الزوج والأب والابن، لذا نحتاج لوجود الواعظات فى القرى والنجوع لنشر وسطية الدين بعيداً عن الغلو والتطرف، وقد وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بالعمل على تجديد الخطاب الدينى ومواجهة الأفكار المتطرفة.

الاختيار

فكرة إنشاء وحدة للواعظات بدأت منذ عام 2015، وتقدم لنا آلاف من السيدات خريجات جامعة الأزهر، وتم انتقاء الأعلى فى الدرجات والتقديرات، واختيار تخصصات الشريعة والقانون والشريعة وأصول الدين واللغة العربية، والتربية واللغات والترجمة، كذلك تم عمل دورات تدريبية مكثفة لمدة عام وأكثر لمن تم اختيارهن، للعمل فى مهمة واعظات الأزهر، ووجّه شيخ الأزهر بوجودهن فى كل المحافظات، وتم عقد اجتماع بكل الواعظات على مستوى الجمهورية، وترشيح منسقات لكل محافظة، وعددهن سيزيد الفترة المقبلة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث عن طریق فى مجال من قبل

إقرأ أيضاً:

مسؤولة في إدارة بايدن تعلن استقالتها تنديدا بدعم عدوان الاحتلال على غزة

أعلنت المساعدة الخاصة بوزارة الداخلية الأمريكية مريم حسنين استقالتها من منصبها، تنديدا بسياسات إدارة الرئيس جو بايدن تجاه العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.

وقالت حسنين في بيان، الأربعاء، "أستقيل اليوم من منصبي كمعينة من قبل إدارة بايدن في وزارة الداخلية".

وأضافت: "باعتباري أمريكية مسلمة، لا أستطيع الاستمرار في العمل مع إدارة تتجاهل أصوات موظفيها المتنوعين من خلال الاستمرار في تمويل وتمكين الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين".

وبذلك، تصبح حسنين، البالغة من العمر 24 عاما، أصغر المعيّنين المستقيلين من إدارة بايدن على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.


وذكرت حسنين أنها انضمت إلى إدارة الرئيس بايدن معتقدة أن صوتها ووجهة نظرها ستساعد في السعي لتحقيق العدالة، موضحة أنه "مع ذلك، خلال الأشهر التسعة الماضية من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، اختارت هذه الإدارة الحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من الاستماع إلى الأصوات المتنوعة للموظفين الذين يطالبون بشكل عاجل بالحرية والعدالة للفلسطينيين".

وقالت حسنين إن الطريقة الوحيدة لإسماع صوتها وتمثيل مجتمعها بشكل هادف هي المغادرة، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي لم يستخدم النفوذ الأمريكي لوقف عمليات القتل في غزة، إنما "واصل تمويل هذا العنف، بينما يؤجج جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الفلسطينيين من خلال تكرار التعابير المناهضة للعرب والأكاذيب الصريحة".

وأضافت: "عندما حضرت أنا وعائلتي، إلى جانب مسلمين وعرب أمريكيين آخرين، للتصويت لصالح الرئيس بايدن في عام 2020، كان ذلك لأن حملة بايدن وعدت بالعدالة".

واستدركت حسنين: "تحطم هذا الوعد والإيمان بالإدارة من خلال سياساتهم، وتجريد العرب والمسلمين من إنسانيتهم، أصبح واضحا أنه ليس لي مكان في هذه الإدارة".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الاستقالة جاءت بعد أسبوع واحد من استقالة محمد أبو هاشم، وهو طيار أمريكي من أصل فلسطيني، بعد 22 عاما من العمل، بسبب الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال في الحرب الدموية ضد قطاع غزة.


وسبق أن استقال 11 مسؤولا من الإدارة الأمريكية، احتجاجا على تقاعس واشنطن عن وقف العدوان على غزة، حسب وكالة الأناضول.

ولليوم الـ271 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ37 ألف شهيد، وأكثر من 87 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • تعاون بين “مؤسسة الجليلة” و”النهضة النسائية بدبي” لدعم المرضى
  • شعبة صناعة الذهب: الفريق كامل الوزير قادر على تحقيق طفرة في ملف توطين الصناعات المحلية
  • مسؤولة في إدارة بايدن تعلن استقالتها تنديدا بدعم عدوان الاحتلال على غزة
  • “التلغراف”: الناتو لن يوجه الدعوة إلى أوكرانيا للانضمام بسبب الفساد
  • "التلغراف": الناتو لن يوجه الدعوة إلى أوكرانيا للانضمام بسبب الفساد
  • ساعة المسلة: هل يتحول إقليم كردستان الى “جنوب تركيا” بدل “شمال العراق”
  • وكيل الأزهر يستقبل وفدا إندونيسيا لبحث سبل التعاون في مجال التعليم
  • من هو شريف فاروق وزير التموين الجديد؟.. قائد طفرة في خدمات المواطنين
  • «النقل» تبحث تنفيذ كبرى الشركات المصرية لمشروعات البنية التحتية بالعراق 
  • وزير النقل يبحث مع السفير العراقي تنفيذ كبرى الشركات المصرية بمشروعات البنية التحتية