يولى الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اهتماماً كبيراً للمرأة المسلمة وقضاياها، لذا كان توجيهه عند إنشاء مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن يضم بين جنباته قسماً خاصاً بفتاوى النساء، وما يتعلق بذلك دعوياً وتوعوياً، تعمل به نخبة متميزة من المفتيات، اللاتى تم اختيارهن بعناية شديدة من بين بنات الأزهر الشريف والحاصلات على درجات علمية سواء الماجستير أو الدكتوراه.

نعمل على تقريب وجهات النظر بين الزوجين وحل الخلافات الأسرية وتقديم النصح والإرشاد

وقال د. أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى، لـ«الوطن»: تم إنشاء أول قسم من نوعه لفتاوى النساء يعنى بقضايا المرأة ويعمل به مفتيات أزهريات، ودور المفتيات بهذا القسم وعددهن 20 مفتية يتمثل فى الرد على الأسئلة والفتاوى التى تخص المرأة، كما يدعم المركز فى حل قضايا «لم الشمل» عدداً من المنسقات بالمحافظات وعددهن ٢٧ منسقة، فتقوم العضوات بتقريب وجهات النظر بين الزوجين وحل الخلافات وتقديم النصح والإرشاد لهما، مما يسهم بشكل فعال فى المحافظة على الأسرة واستقرارها.

ويتعاون مع المركز فى أداء مهامه تجاه المجتمع 54 واعظة يساهمن فى حل النزاعات الأسرية، إضافة إلى 60 مشاركة من أعضاء هيئة التدريس الإناث من جامعة الأزهر، ولهن دور توعوى ودعوى بالغ الأهمية يؤدينه من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية، ليبلغ العدد الإجمالى 161.

وأضاف: «تجد المستفتية أو السائلة الأريحية التامة لمناقشة الأمور الشخصية التى تخصها، والتى قد تفتقدها أو تشعر بشىء من الحرج عند الحديث عنها مع أحد المفتين من الرجال، كذلك لا يقتصر عمل المفتيات بقسم فتاوى النساء على إجابة الأسئلة أو الفتاوى المتعلقة بالمرأة، بل يقمن بدور دعوى وتوعوى شامل، فلهن انتشار إعلامى على كافة المنصات الإعلامية، كذلك الدور البحثى بإعداد البحوث والكتب المتعلقة بالمرأة، كأحكام المرأة فى الصيام والحج، والفتاوى الطبية الخاصة بالمرأة، وغيرها من البحوث.

وتابع: «هناك برامج خاصة على شاشات الفضائيات لإيصال رسالة دعوية للمرأة المسلمة، ويستفيد منها أكبر عدد من النساء، كما يقمن بالمشاركة الميدانية من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية التابع للمركز، بجانب الندوات واللقاءات التوعوية بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية».

أوضح مدير المركز أن المفتيات تشاركن فى البرامج التوعوية التى ينفذها المركز بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بالمحافظات، كما يشارك قسم فتاوى النساء فى وحدة الدعم النفسى بالمركز، فيقدمن الدعم النفسى والمعنوى للمتصلات، أو يكن فى استقبالهن إذا لزم الأمر ويعقدن جلسات نقاشية معهن، ويتكرر هذا الأمر كثيراً على مدار الساعة، ويعملن على حل جميع مشاكلهن والرد على كافة فتاواهن واستفساراتهن، كما يقمن بالمشاركة بالكتابة فى أعمال ومشروعات المركز الثقافية كمشروع «حكاية كتاب» ومشروع «قدوة».

«علام»: الشريعة الإسلامية تنتصر للمرأة

على جانب دار الإفتاء، فدائماً ما يؤكد د.شوقى علام، مفتى الجمهورية أن الشريعة الإسلامية تحتفى بالمرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، وأن المرأة المصرية حققت مكاسب عديدة ونجاحات غير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما حظيت بالمكانة اللائقة التى تستحقها، وهو ما جعل المؤسسات والمنظمات الدولية تُشيد بالإجراءات التى اتخذتها القيادة السياسية المصرية لدعم المرأة. وأوضح مفتى الجمهورية، فى العديد من اللقاءات والمحاضرات، أنه لا مانع أبداً من قيام المرأة بمهمة الإفتاء ما دامت قد توافرت فيها المؤهلات والشروط العلمية والخبرة الإفتائية للقيام بهذه المهمة الجليلة، وليس أدل على ذلك من أن أمهات المؤمنين كن يفتين الناس ويستدركن على الصحابة الكرام فى فتاواهم، ومنهن أم المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة والسيدة أم سلمة رضى الله عنهن.

دار الإفتاء: تدريب خريجات الكليات الشرعية فى مجال الإفتاء وعلومه للجمع بين الدراسة النظرية والتدريب

ولم تتخلف دار الإفتاء عن الركب الحضارى للدولة، حيث حرصت الدار على أن يكون للمرأة المفتية موقعها المميز وتمكينها فى عمل الإفتاء، وقد بدأ ذلك على مدار سنوات حيث ضمت دار الإفتاء بين جنباتها عدداً من المفتيات والباحثات، فضلاً على الكثير من المتدربات فى برامج التدريب على الإفتاء التى ترعاها دار الإفتاء المصرية من خلال إدارة التدريب، حيث تتبنى هذه الإدارة منظومة من المفاهيم التدريبية الحديثة المستقاة من أفضل مناهج التدريب المعاصر عملاً بأوامر الشرع الشريف التى تحث المسلمين والمسلمات على أن يأخذوا بأفضل سبل العلم.

وتضم البرامج التدريبية المتدربات من الطالبات المصريات، وكذلك غير المصريات من خريجى الكليات الشرعية من جامعة الأزهر فى مجال الإفتاء وعلومه والبرامج تجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملى على الإفتاء، حتى تتخرج الطالبة المتدربة مُتقنة لمفاهيم وأدوات الإفتاء الشرعية المنضبطة، والتمرس على منهج دار الإفتاء المصرية فى الفتوى، وإتقان مهارة التعامل مع المستفتين، وكذلك فن التعامل مع الخلاف الفقهى. وكلل هذا الإعداد والتجهيز خلال السنوات الماضية بأن قام الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية بتكليف إحدى السيدات بمنصب أمانة الفتوى؛ لتصبح سابقة هى الأولى فى تاريخ دار الإفتاء المصرية، ولن يقف الأمر على المركز الرئيسى للإفتاء بالقاهرة، بل سوف يمتد إلى باقى أفرع الإفتاء فى المحافظات.

وبحسب دار الإفتاء، فإن اختيار سيدة فى لجنة أمانة الفتوى، سابقة مهمة، وذلك تأكيداً وإيماناً من المفتى بأهمية دور المرأة والعمل على تمكينها ومنحها الفرص وفقاً لكفاءتها، فهو دائماً ما يؤكد أن المرأة شريك أساسى فى تحقيق البناء والتنمية فى الدولة، وأن دورها فى العمل والبناء والقيادة لا يمكن لأحد أن ينكره، خاصة أن التاريخ الإسلامى قد شهد بروز العديد من العالمات المفتيات اللاتى كان لهن الأثر الكبير فى إثراء الفقه الإسلامى. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

مستشارة شيخ الأزهر: مؤتمر الحوار الإسلامي خطوة نحو توحيد الأمة

أكدت مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين الدكتورة نهلة الصعيدي، أن أهمية مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي تأتي من جوهره، حيث يهدف إلى توحيد الأمة الإسلامية ولمّ شتاتها، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يحظى بأهمية قصوى في ظل الأوضاع الراهنة، حيث باتت الأمة تعيش في عالم مليء بالصراعات والحروب التي لم تجرّ عليها سوى الدمار والهلاك والخراب.

وشددت نهلة الصعيدي- في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم، الخميس، على أنه لم يعد هناك خيار أمام المسلمين سوى الحوار الإسلامي الإسلامي، داعية إلى إدراك أن مصير الأمة مشترك، وأنه لا يمكن لأي طرف أن يظن أنه بعيد عن الأزمات التي يعاني منها غيره، فكل جزء من العالم الإسلامي مرتبط بالآخر.

وأشادت بعنوان المؤتمر الذي يعكس فكرة الوحدة والاشتراك في المصير، مؤكدة أن المؤتمر جمع علماء ومفكرين من مختلف أنحاء العالم، وجميعهم لديهم الإرادة الصادقة لتغيير واقع الأمة نحو الأفضل.

وأوضحت أن المؤتمر يكتسب أهمية إضافية من رعاية ملك البحرين حمد بن عيسى وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، معتبرة أن هذه الرعاية تضفي على الحدث ثقلًا كبيرًا وتؤكد أن المؤسسات الكبرى في العالم الإسلامي تدرك خطورة المرحلة وتبذل جهودًا حقيقية لإيجاد حلول فاعلة.

وأشارت إلى ضرورة أن يتم وضع آليات لخطوات عملية على أرض الواقع، من خلال متابعة تنفيذ التوصيات التي ستصدر عن المؤتمر.

كما أثنت مستشار شيخ الأزهر على دعوة الدكتور أحمد الطيب إلى وضع "ميثاق" يكون بمثابة دستور لوحدة الصف الإسلامي، معتبرة أن هذا الميثاق يجب أن يكون مساحة مفتوحة لتجاوز الخلافات الفرعية والتركيز على القواسم المشتركة، مشددة على أن المطلوب من المؤتمرات ليس مجرد التوعية، بل اتخاذ قرارات فعلية من شأنها تحقيق الوحدة والتعاون بين المسلمين.

في سياق آخر.. أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن المرأة هي المجتمع بأسره، لأنها لا تقتصر على كونها نصفه، بل هي التي تصنع النصف الآخر وتربي الأجيال القادمة.

وأوضحت أن دور المرأة قد غُيب لسنوات طويلة، مما أثر سلبًا على بنية المجتمع وجعله يعاني من اختلالات تربوية وفكرية.

وأضافت أن تغييب دور المرأة تسبب في إفقادها الوعي الحقيقي بمكانتها وأهميتها في بناء الأمة، مشيرة إلى أن بعض المفاهيم الحديثة، مثل "التمكين" و"المساواة"، قد تم استغلالها بشكل غير صحيح، مما جعل المرأة تنشغل بأمور جانبية وتبتعد عن دورها الرئيسي في صناعة الأجيال.

ولفتت إلى أن المرأة تتحمل ضغوطًا نفسية كبيرة نتيجة الجمع بين مسؤولياتها الأسرية والمهنية، وهو ما يتطلب دعمًا حقيقيًا لها حتى تتمكن من تحقيق التوازن بين مختلف أدوارها، مؤكدة أن المجتمع مسؤول عن دعم المرأة وتمكينها بطريقة صحيحة، بحيث لا يكون ذلك على حساب أسرتها أو تربية أبنائها.

كما أشارت إلى أن المرأة كان لها إسهامات متعددة عبر التاريخ الإسلامي، ليس فقط على المستوى الأسري، بل أيضًا في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية، حيث تربّى على يدها كبار العلماء والمفكرين الذين أسهموا في نهضة الأمة.

واختتمت حديثها بالتأكيد، أن إعادة الاعتبار لدور المرأة في المجتمع سيسهم بشكل كبير في تحقيق النهضة الإسلامية وترسيخ ثقافة الحوار والتفاهم بين أبناء الأمة.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: موضوع التقريب بين أبناء الأمة شغل العلماء ردحا من الدهر

حاكم «ولاية بورنو النيجيرية» يشيد بدور شيخ الأزهر في ترسيخ قيم التعايش بين الشعوب

لماذا خلق الله بعضنا فقراء وآخرون أغنياء؟.. الأطفال يسألون شيخ الأزهر بمعرض الكتاب

مقالات مشابهة

  • حكم ترك المرأة شعرها بعد التصفيف عند الاغتسال من الجنابة.. دار الإفتاء تجيب
  • «التضامن»: 41 مليار جنيه ميزانية «تكافل وكرامة» سنوياً و70% من المستفيدين سيدات
  • العروبة بطل دوري «سيدات الطاولة» للموسم السادس
  • هل أترك تحية المسجد حال صعود خطيب الجمعة للمنبر.. أمين الفتوى يوضح
  • هل يجوز الجمع بين نية القضاء وصيام الستة من شوال؟
  • مستشارة شيخ الأزهر: مؤتمر الحوار الإسلامي خطوة نحو توحيد الأمة
  • أصلي جميع الفروض بالفاتحة وسورة الإخلاص.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • هل يأثم من يسب ويشتم الناس فى سره ؟.. أمين الفتوى يجيب
  • ختام دورة إعداد المفتي المعاصر لـ الأئمة الألمان بمنظمة خريجي الأزهر
  • دراما رمضان 2025 تناقش مشكلات المرأة المطلقة.. منها حسبة عمري وعايشة الدور