سيدات الفتوى: 161 مفتية للرد على التساؤلات ومواجهة مشكلات الأسرة
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
يولى الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اهتماماً كبيراً للمرأة المسلمة وقضاياها، لذا كان توجيهه عند إنشاء مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية أن يضم بين جنباته قسماً خاصاً بفتاوى النساء، وما يتعلق بذلك دعوياً وتوعوياً، تعمل به نخبة متميزة من المفتيات، اللاتى تم اختيارهن بعناية شديدة من بين بنات الأزهر الشريف والحاصلات على درجات علمية سواء الماجستير أو الدكتوراه.
وقال د. أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى، لـ«الوطن»: تم إنشاء أول قسم من نوعه لفتاوى النساء يعنى بقضايا المرأة ويعمل به مفتيات أزهريات، ودور المفتيات بهذا القسم وعددهن 20 مفتية يتمثل فى الرد على الأسئلة والفتاوى التى تخص المرأة، كما يدعم المركز فى حل قضايا «لم الشمل» عدداً من المنسقات بالمحافظات وعددهن ٢٧ منسقة، فتقوم العضوات بتقريب وجهات النظر بين الزوجين وحل الخلافات وتقديم النصح والإرشاد لهما، مما يسهم بشكل فعال فى المحافظة على الأسرة واستقرارها.
ويتعاون مع المركز فى أداء مهامه تجاه المجتمع 54 واعظة يساهمن فى حل النزاعات الأسرية، إضافة إلى 60 مشاركة من أعضاء هيئة التدريس الإناث من جامعة الأزهر، ولهن دور توعوى ودعوى بالغ الأهمية يؤدينه من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية، ليبلغ العدد الإجمالى 161.
وأضاف: «تجد المستفتية أو السائلة الأريحية التامة لمناقشة الأمور الشخصية التى تخصها، والتى قد تفتقدها أو تشعر بشىء من الحرج عند الحديث عنها مع أحد المفتين من الرجال، كذلك لا يقتصر عمل المفتيات بقسم فتاوى النساء على إجابة الأسئلة أو الفتاوى المتعلقة بالمرأة، بل يقمن بدور دعوى وتوعوى شامل، فلهن انتشار إعلامى على كافة المنصات الإعلامية، كذلك الدور البحثى بإعداد البحوث والكتب المتعلقة بالمرأة، كأحكام المرأة فى الصيام والحج، والفتاوى الطبية الخاصة بالمرأة، وغيرها من البحوث.
وتابع: «هناك برامج خاصة على شاشات الفضائيات لإيصال رسالة دعوية للمرأة المسلمة، ويستفيد منها أكبر عدد من النساء، كما يقمن بالمشاركة الميدانية من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية التابع للمركز، بجانب الندوات واللقاءات التوعوية بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية».
أوضح مدير المركز أن المفتيات تشاركن فى البرامج التوعوية التى ينفذها المركز بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة بالمحافظات، كما يشارك قسم فتاوى النساء فى وحدة الدعم النفسى بالمركز، فيقدمن الدعم النفسى والمعنوى للمتصلات، أو يكن فى استقبالهن إذا لزم الأمر ويعقدن جلسات نقاشية معهن، ويتكرر هذا الأمر كثيراً على مدار الساعة، ويعملن على حل جميع مشاكلهن والرد على كافة فتاواهن واستفساراتهن، كما يقمن بالمشاركة بالكتابة فى أعمال ومشروعات المركز الثقافية كمشروع «حكاية كتاب» ومشروع «قدوة».
«علام»: الشريعة الإسلامية تنتصر للمرأةعلى جانب دار الإفتاء، فدائماً ما يؤكد د.شوقى علام، مفتى الجمهورية أن الشريعة الإسلامية تحتفى بالمرأة وتمنحها كافة حقوقها المشروعة، وأن المرأة المصرية حققت مكاسب عديدة ونجاحات غير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما حظيت بالمكانة اللائقة التى تستحقها، وهو ما جعل المؤسسات والمنظمات الدولية تُشيد بالإجراءات التى اتخذتها القيادة السياسية المصرية لدعم المرأة. وأوضح مفتى الجمهورية، فى العديد من اللقاءات والمحاضرات، أنه لا مانع أبداً من قيام المرأة بمهمة الإفتاء ما دامت قد توافرت فيها المؤهلات والشروط العلمية والخبرة الإفتائية للقيام بهذه المهمة الجليلة، وليس أدل على ذلك من أن أمهات المؤمنين كن يفتين الناس ويستدركن على الصحابة الكرام فى فتاواهم، ومنهن أم المؤمنين السيدة عائشة والسيدة حفصة والسيدة أم سلمة رضى الله عنهن.
دار الإفتاء: تدريب خريجات الكليات الشرعية فى مجال الإفتاء وعلومه للجمع بين الدراسة النظرية والتدريبولم تتخلف دار الإفتاء عن الركب الحضارى للدولة، حيث حرصت الدار على أن يكون للمرأة المفتية موقعها المميز وتمكينها فى عمل الإفتاء، وقد بدأ ذلك على مدار سنوات حيث ضمت دار الإفتاء بين جنباتها عدداً من المفتيات والباحثات، فضلاً على الكثير من المتدربات فى برامج التدريب على الإفتاء التى ترعاها دار الإفتاء المصرية من خلال إدارة التدريب، حيث تتبنى هذه الإدارة منظومة من المفاهيم التدريبية الحديثة المستقاة من أفضل مناهج التدريب المعاصر عملاً بأوامر الشرع الشريف التى تحث المسلمين والمسلمات على أن يأخذوا بأفضل سبل العلم.
وتضم البرامج التدريبية المتدربات من الطالبات المصريات، وكذلك غير المصريات من خريجى الكليات الشرعية من جامعة الأزهر فى مجال الإفتاء وعلومه والبرامج تجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملى على الإفتاء، حتى تتخرج الطالبة المتدربة مُتقنة لمفاهيم وأدوات الإفتاء الشرعية المنضبطة، والتمرس على منهج دار الإفتاء المصرية فى الفتوى، وإتقان مهارة التعامل مع المستفتين، وكذلك فن التعامل مع الخلاف الفقهى. وكلل هذا الإعداد والتجهيز خلال السنوات الماضية بأن قام الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية بتكليف إحدى السيدات بمنصب أمانة الفتوى؛ لتصبح سابقة هى الأولى فى تاريخ دار الإفتاء المصرية، ولن يقف الأمر على المركز الرئيسى للإفتاء بالقاهرة، بل سوف يمتد إلى باقى أفرع الإفتاء فى المحافظات.
وبحسب دار الإفتاء، فإن اختيار سيدة فى لجنة أمانة الفتوى، سابقة مهمة، وذلك تأكيداً وإيماناً من المفتى بأهمية دور المرأة والعمل على تمكينها ومنحها الفرص وفقاً لكفاءتها، فهو دائماً ما يؤكد أن المرأة شريك أساسى فى تحقيق البناء والتنمية فى الدولة، وأن دورها فى العمل والبناء والقيادة لا يمكن لأحد أن ينكره، خاصة أن التاريخ الإسلامى قد شهد بروز العديد من العالمات المفتيات اللاتى كان لهن الأثر الكبير فى إثراء الفقه الإسلامى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم تلاوة المرأة القرآن أمام الرجال الأجانب.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عن حكم تلاوة المرأة القرآنَ الكريم بمحضر من الرجال الأجانب، أو تسجيلها تلاوتها ثم إذاعتها ونشرها على العموم بعد ذلك؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن تلاوة المرأة للقرآن بحضرة الرجال الأجانب تجوز مع الكراهة؛ لأن شؤون النساء مبنية على الستر، وشأنها الإسرار في العبادات؛ كالأذان، والفتح على الإمام، والتلبية في النسك، ونحوها، أما تسجيلها الصوت وسماعه مسجلًا فلا كراهة فيه؛ لأن المسموع حينئذٍ ليس هو عين صوتها، بل هو حكايته ومثاله، أشبه صدى الصوت.
وأشارت إلى أن صوت المرأة في حد ذاته ليس بعورة، وإنما الممنوع أداءً واستماعًا هو ما يخشى معه من الفتنة كما قال تعالى: ﴿فلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا﴾ [الأحزاب: 32]، والخضوع بالقول: تليينه وترقيقه عند مخاطبة الرجال.
وتابعت: وقد رَغَّبَ الشرع الشريف في قراءة القرآن والاشتغال به وملازمته؛ فروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَثَلُ المؤمن الذي يَقرأُ القرآن مثل الأُتْرُجَّة ريحُها طَيِّب وطَعمها طَيِّب، ومَثَلُ المؤمن الذي لا يَقرأ القرآن مَثَلُ التمرة لا ريح لها وطعمها طَيِّب حُلو» متفق عليه، وروى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» متفق عليه، إلى غير ذلك من النصوص السَّنِيَّة.