الرجوب: مصر بقيادة الرئيس السيسي أحبطت مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من غزة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أكد الفريق جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي أحبطت المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية. مشددا على أن دور مصر محوري في حماية الإقليم وفي حل الصراع العربي الإسرائيلي، لا سيما في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
وقال الرجوب، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش المؤتمر الكشفي العالمي المنعقد في القاهرة، إن مصر تتمتع بالصدارة في هذا المجال، نظرًا لعاملي التاريخ والجغرافيا، حيث يرتبط هذا الدور أيضًا بالأمن القومي المصري كجزء من الاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن مصر تميزت منذ عام 1948 بموقفها الداعم للدولة الفلسطينية وأن دورها كان حاسمًا في تكريس الهوية الوطنية الفلسطينية على المستويين الإقليمي والدولي. مشيرا إلى أنها تعمل بكل جهد ممكن من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر 2023.
وأوضح الرجوب أن مصر تري أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لتحرك دولي أوسع للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، مما يعد الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة.
وأضاف أن مصر، رغم التعقيدات الكبيرة في الوضع الراهن، حرصت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب على غزة على إبقاء قضية إقامة الدولة الفلسطينية على أجندة المجتمع الدولي، وشددت علي وحدة الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ووحدة النظام السياسي، ووحدة الهدف والوسيلة والقرار من خلال إدارة نظام سياسي يشكل مظلة لكل الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس الشرقية.
وأشار الرجوب إلى أن الفلسطينيين يتطلعون إلى مبادرة مصرية على ثلاث مراحل، الأولى تتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي، مشيرًا إلى الجهود المبذولة من قبل مصر ودولة قطر بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لوقف العدوان وتبادل الأسرى.
وأضاف أن المرحلة الثانية تتعلق بإطلاق جهد دولي لعقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
وتابع: المرحلة الثالثة تتعلق بدور مصر في إنهاء الانقسام الفلسطيني، مؤكدا أهمية خلق بيئة إيجابية لبناء خارطة طريق تبدأ بمقاربة سياسية نضالية وتنظيمية بين حركتي فتح وحماس.
وأشار إلى ثلاثة عناصر رئيسية في هذه المقاربة: أولها وحدة الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ثانيها إقامة الدولة على حدود عام 1967 وفق قرارات الأمم المتحدة، وثالثها ترتيب البيت الفلسطيني من خلال حكومة توافقية تشكل مظلة لجميع الفلسطينيين وتوحيد الأراضي والمؤسسات والخدمات.
وقال الرجوب إن الحكومة التوافقية يجب أن تكون شريكة للمجتمع الدولي في إعادة إعمار غزة وتنفيذ مشاريع التنمية المستدامة في كافة الأراضي الفلسطينية، وإنها يجب أن تلتزم بسقف زمني واضح وتختار وزراء يتمتعون بالثقة والاحترام، مشيرًا إلى أن هذا التوافق يمكن أن يتم عبر حوار وطني شامل تستضيفه وترعاه مصر للتوافق على عدة مبادئ.
وتابع قائلا:إن هذه المبادئ تشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إنهاء ملف الأسرى، تعزيز الوحدة الفلسطينية وتطوير مفهوم الصدام مع الاحتلال، وضمان أن تكون المقاومة الشعبية الشاملة هي الخيار الاستراتيجي.
وأشار إلى أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون تعددية سياسية، ولكن تحت سلطة واحدة، وسلاح واحد، وديمقراطية تحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وتاريخه، كما أكد على أهمية الاتفاق على آليات بناء الشراكة عبر صناديق الاقتراع وليس العنف، وبرعاية مصرية.
وشدد على ضرورة المحافظة على الإنجازات الفلسطينية وعدم العودة إلى الماضي، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني لديه أربعة إنجازات يجب العمل علي تحقيقها والحفاظ عليها: الدولة الفلسطينية، منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد، السلطة الوطنية الفلسطينية التي ترعى الشعب الفلسطيني، وحق الفلسطينيين في اتخاذ قراراتهم بشكل مستقل.
وأعرب الرجوب عن ثقته في دور مصر المستقبلي في تحقيق هذه الأهداف، مشيرًا إلى أن لدى مصر علاقات متوازنة مع جميع مكونات الحالة السياسية الفلسطينية، مما يؤهلها للعب دور محوري في هذا السياق.
وأكد أن الظروف الحالية مواتية والمنطق يقتضي كسر كل الحواجز لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية، معربا عن تطلع فلسطين إلى دور مصر من اجل مواجهة كافة التحديات لتحقيق هذا الهدف.
وقال الفريق جبريل الرجوب إن العدوان الإسرائيلي الحالي هو عدوان أحادي الجانب، يعتمد على الإرهاب الرسمي لتحقيق أهداف استراتيجية لليمين الإسرائيلي.. وإن هدف إسرائيل منذ اليوم الأول للعدوان هو إحداث تغييرات ديموغرافية وجغرافية وسياسية في شريط جغرافي يمتد على مساحة 365 كيلومترًا( قطاع غزة )، وذلك من خلال القتل والتدمير لإجبار السكان على الهجرة أو خلق ظروف معيشية طاردة على المدى البعيد.
وأردف: هذا العدوان يهدف أيضًا إلى اقتطاع جزء من أراضي قطاع غزة تحت ذريعة إنشاء منطقة أمنية، وفي الوقت ذاته القضاء على فكرة إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967.
وأشار الرجوب إلى أن إسرائيل تسعى لاجتثاث بذرة الرفض لوجودها في المنطقة، وذلك من خلال محاولة دمجها في المنطقة دون إقامة الدولة الفلسطينية، كما أن الهدف الاستراتيجي لها هو توسيع نطاق الحرب على قطاع غزة لتتحول إلى حرب إقليمية شاملة، مما قد يستدرج الولايات المتحدة الأمريكية إلى الانخراط في هذه الحرب.
وشدد على ضرورة توفير كل أسباب الصمود للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وعلى أهمية بناء سد أمام (رئيس وزراء إسرائيل) نتنياهو لمنعه من تحقيق الاندماج في المنطقة دون انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967.
وقال الرجوب إن العدوان الإسرائيلي على غزة تسبب في استشهاد أكثر من 40 ألف مواطن فلسطيني وجرح عشرات الآلاف ودمار واسع للبنية التحتية، بالإضافة إلى المستشفيات والجامعات ودور العبادة.
وحذر من أن استمرار هذا العدوان يمثل خطرًا على الجميع، داعيًا إلى صحوة دولية لإجبار إسرائيل على الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وأشار إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تدرك معاناة الفلسطينيين، مؤكدًا أن إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية هو ضرورة لاستقرار الوضع الإقليمي.
كما أشار إلى أن حركة فتح منذ اليوم الأول للعدوان عقدت اجتماعًا استراتيجيًا ركز على عدة ركائز، أهمها الوقف الفوري لإطلاق النار على قطاع غزة، وتوفير الإغاثة اللازمة للشعب الفلسطيني، والاستمرار في محاربة الاحتلال.
وختم الرجوب بتأكيده أن المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني يمكن أن تكون فرصة لتحقيق الوحدة الفلسطينية وإقامة الدولة، مشددًا على ضرورة العمل في المحافل الدولية لضمان دعم كل الأصدقاء في العالم لتلك الأهداف.
اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يعتقل الفريق الرجوب عقب عودته من أولمبياد باريس 2024
جبريل الرجوب: طوفان الأقصى ضربة موجعة وهدم للأسطورة الإسرائيلية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية الرئيس السيسي حركة فتح الفريق جبريل الرجوب جبريل الرجوب طوفان الأقصى أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح إقامة الدولة الفلسطینیة العدوان الإسرائیلی الشعب الفلسطینی والقدس الشرقیة قطاع غزة من خلال دور مصر أن تکون عام 1967 إلى أن أن مصر یجب أن
إقرأ أيضاً:
الصعيد قبل وبعد.. أستاذ اقتصاد يُوضح حجم التنمية في عهد الرئيس السيسي
تحدث الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد، عن أقاليم وقرى الصعيد قبل التنمية وبعد التنمية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلا: «بالعودة لسنوات مضت وتحديدا عام 2014 حينما قرر التقرير الخاص بالجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، والذي كان يتحدث عن مؤشرات الاقتصاد الكلي للدولة المصرية، أوضح أن هناك فجوة تنموية ما بين إقليم الصعيد والتنمية على مستوى الدولة».
وأضاف «عنبر»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن هذه الفجوة كانت تتعلق بمعدل الفقر والبطالة أو التنمية الاقتصادية حينما نقابلها بمستوى التنمية عمومًا في الدولة المصرية، موضحا أن هذه الفجوة تشير إلى أن هناك تكريس لعملية التنمية داخل العاصمة، وترتب على هذا الأمر أن كل من يبحث عن فرصة استثمارية وزيادة دخله لم يكن هناك سبيل أمامه سوى النزول إلى القاهرة ومحافظة الوجه البحري.
وأكد أن هذه الفجوة الكبيرة كانت مبررا رئيسًا للإجابة على تساؤل، لماذا لا توجد مصانع في الصعيد؟، وهذا لأنه لم يكن هناك ما يحسن هذه الاستثمارات سواء من بنية تحتية أو طرق أو حتى تعليم وتدريب للكادر البشري.
وعن التنمية في عهد الريس عبدالفتاح السيسي، أكد أنه بعد تبني الدولة المصرية برنامجها "الإصلاح الاقتصادي"، تغيرت هذه النظرة وأدركت الدولة هذه الفجوة الكبيرة التي ترتب عليها آثار كبير على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي وبعض الأمور التي يمكن أن تعزز معنى المواطنة لهؤلاء الأشخاص، كما أنشأت الدولة هيئات خصيصا لتنمية الصعيد، ومن خلال المبادرات التي كانت على المستوى العام للدولة، كان لقرى الصعيد النصيب الأكبر من هذه المبادرات.
وتابع: وضعت المبادرات على معايير محددة تأخذ في اعتبارها القرى الأكثر احتيجا للخدمات، -فمثلا على سبيل المثال وليس الحصر- مبادرة «حياة كريمة» في مراحلها المتتالية كان إقليم الصعيد احتل فيها نصيب الأسد، ما أدى إلى انحصار الفجوة التنموية وفقا للمؤشرات، لتصبح على ذات المستوى منذ أن تبنت الدولة مفهوم التنمية المتوازنة والتي تضع في اعتبارها العدالة في التوزيع.