مثّلت واعظات وزارة الأوقاف والأزهر الشريف قوى ضاربة فى العمل الدعوى بمصر خلال السنوات الماضية، وكذلك تُعد إحدى أدوات القوى الناعمة للدولة المصرية. فعلى جانب وزارة الأوقاف، بلغ إجمالى عدد الواعظات التابعات للوزارة 503 واعظات، منهن 450 واعظة متطوعة معتمدة، و53 واعظة معيّنة بالوزارة. وأكد د. هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، أهمية دور المرأة فى مجال الدعوة، لذلك توليه الوزارة عناية خاصة، مقدّرة للواعظات ما يبذلنه من جهد مشرّف ومتميز داخلياً وخارجياً فى خدمة الدين والوطن، وتسعى الوزارة لرفع كفاءة ومهارة الواعظات.

2234 درساً للواعظات يوم الثلاثاء من كل أسبوع.. وتخصيص زى موحد لهن ليُعبر عن جانب الوسطية

وأوضح رئيس القطاع الدينى لـ«الوطن» أن مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفكر الوسطى، والخطاب الدينى الرشيد لإصلاح المجتمع، مضيفاً: «مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفهم الصحيح للدين وتبصير المجتمع بقضاياه، لا سيما بين النشء والسيدات، ولواعظات الأوقاف حضور متميز من خلال إقامة ملتقى الفكر الإسلامى لهن بمسجد السيدة نفيسة، إضافة إلى إقامته فى 19 محافظة أخرى، كما تم تخصيص درس للسيدات يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر بجميع المساجد الكبرى التى ليس بها ملتقى للواعظات، وتم الإعلان عن إقامة 2234 درساً للواعظات يوم الثلاثاء من كل أسبوع عقب صلاة الظهر.

وتُخصّص الوزارة زياً للواعظات ليُعبر عن جانب الوسطية الذى تتبناه الوزارة، وتلتزم به الواعظات، مع إضافة شعار يحمل اسم «واعظات الأوقاف»؛ ليكون مميزاً لهن، بحيث نغلق الباب أمام أدعياء الدعوة من غير المتخصّصات وغير المؤهلات وغير المسموح لهن بالدعوة، لا سيما فى ضوء محاولات بعض الجماعات دفع بعض المنتسبات إليها لاقتحام مجال الدعوة بلا تأمل ولا علم ولا دراية.

وتواصل «الأوقاف» فتح أبوابها للراغبات فى استخراج تصريح واعظة جديدة، متطوعة، بمساجدها، بالشروط والضوابط المنظمة لذلك، وتشمل أن تكون المتقدّمة لوظيفة الواعظة من خريجات الأزهر، وأن تكون واحدة من خريجات معهد إعداد الدعاة التابع لوزارة الأوقاف، وكذلك تكون المتقدمة حافظة لقدر كبير من سور القرآن الكريم، وتجتاز المتقدمة لوظيفة واعظة اختبارات القرآن الكريم التحريرية والشفوية، وكذلك تجتاز بعض الاختبارات التحريرية والشفوية التى تُعقد بديوان الوزارة، وبأفرع المديريات المختلفة. وبعد اجتياز المتقدّمة للاختبارات تُمنح الواعظة ترخيصاً لمزاولة الوعظ بشكل قانونى، ويُحدّد للواعظة الأماكن التى ستُلقى دروسها فيها، بالتنسيق مع مديرية الأوقاف التابعة لها، وتلتزم الواعظة خلال دروسها بخطة وزارة الأوقاف والموضوعات المطلوب تدريسها، وكذلك تخضع الواعظة لمتابعة دقيقة من لجان المتابعة المختصة، حتى تصل إلى درجة كبيرة من التأهيل والخبرة، وتخضع الواعظة لمجموعة كبيرة من التدريبات على يد أساتذة ومشايخ متخصّصين فى الوعظ.

دورات تدريبية مكثّفة لواعظات الأزهر والأمين العام لمجمع البحوث: يسهمن فى استقرار المجتمع

وفى سياق متصل، بلغ عدد واعظات مجمع البحوث الإسلامية، إحدى الأذرع الشرعية للأزهر الشريف والمسئول عن ملف الواعظات بالأزهر، 201 واعظة، تم اختيارهن من بين آلاف المتقدّمات من خريجات جامعة الأزهر، وتم انتقاء الأعلى فى الدرجات والتقديرات، واختيار تخصّصات الشريعة والشريعة والقانون وأصول الدين واللغة العربية، والتربية واللغات والترجمة، وكذلك تم عمل دورات تدريبية مكثّفة لعام أو أكثر لمن تم اختيارهن، للعمل فى مهمة واعظات الأزهر، استعداداً لبدء العمل.

بدوره، قال د. نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لـ«الوطن»: كان لواعظات المجمع مشاركات فعّالة، منها عقد ندوات ولقاءات مباشرة، وإلقاء الدروس الإلكترونية عبر منصتى «زووم، وتيمز»، وكذا كتابة المقالات والمشاركة فى بعض اللقاءات التليفزيونية والبرامج الإذاعية، وعمل بوسترات دعوية، والنشر على مواقع التواصل الاجتماعى الخاصة بكل واعظة، مضيفاً: «لا نغفل دور المرأة المهم فى استقرار المجتمع، فتقوم الواعظات بتوعيتها بأهمية الأسرة، والتربية السليمة للأبناء، لأنها صمام الأمان ضد استقطاب النشء للتطرّف الفكرى ممن يتربصون بالوطن، والتنبيه كذلك إلى أهمية لغة الحوار داخل المنزل، للرد على ما يجول بخاطر الأبناء فى الموضوعات المختلفة».

كما تقوم الواعظات بتوعية الشباب، وذلك عن طريق الندوات والدروس فى المدارس والمعاهد والجامعات ومراكز الشباب ودور الرعاية ومعظم الأماكن التى بها تجمعات، متبعات فى ذلك نشر منهج رسول الله، وذلك من خلال الحوار الدينى العقلى الدائم والمستمر، والتحدّث عن قيم التسامح والعفو بين الناس، وتصحيح المفاهيم المغلوطة فى ضوء أدلة من الكتاب والسنة، والتنويه إلى أهمية التوازن بين الدين والدنيا دون مغالاة فى أحدهما على حساب الآخر، كما يقمن باستثمار المناسبات الوطنية، كذكرى انتصارات أكتوبر للتوعية بأهمية الانتماء للوطن، والتذكير بالتضحيات التى بذلها أجدادنا من أجل الحفاظ على الوطن، وكذلك تحذير الشباب من استغلال الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة فى هدم الوطن أو المتاجرة به.

وحسب «عياد»، تتم المشاركة فى الحملات التى يطلقها مجمع البحوث للتنبيه على أهمية الوطن وضرورة الحفاظ عليه والمشاركة فى بنائه ورفع مكانته بين الدول، كما شاركت واعظات الأزهر فى حملة «بلدى أمانة»، بالتعاون مع واعظات الأوقاف وعضوات من المجلس القومى للمرأة، التى تم تنفيذها بمحافظات قنا، والفيوم، والقليوبية، وشمال سيناء، ودمياط والشرقية، وأسيوط، وذلك بطرق الأبواب والتحدّث مع الأسر عن الحفاظ على الوطن، والتوعية بمخاطر الشائعات، وترشيد الاستهلاك، والإنفاق من غير إسراف.

وقال د. محمود الهوارى، الأمين العام المساعد لشئون الدعوة: تقوم الواعظات بعمل لقاءات عبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة للوجود بين جميع الفئات والتعرّف على الأفكار وحل المشكلات أولاً بأول عن طريق الحوار الدائم، وتصحيح المفاهيم المغلوطة قبل أن تستفحل، من خلال الدروس الإلكترونية التى تقدّمها واعظات الأزهر مع الأبناء والبنات، وتقديم النصائح وشرح الآيات والأحاديث شرحاً دقيقاً صحيحاً، وذلك بصورة دورية، كما يقوم فريق من الواعظات بعمل بوسترات دعوية تهدف إلى حب الوطن، وبناء الإنسان، والتحفيز على البناء العلمى السليم، والحث على ترشيد الاستهلاك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الشريف وزارة الأوقاف ختان الإناث

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف الجديد: بناء الشخصية الوطنية أحد مرتكزات تجديد الخطاب الديني

قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إنَّ المؤسسات الدينية في مصر ملقى على عاتقها مسؤولية تجديد الخطاب الديني، مقترحا 4 محاور لإنجاز هذه المسؤولية، راجيا أن يكون مقترحه باكورة وبداية الانطلاق لإكمال المسيرة التي بدأتها الدولة.

وأضاف في لقاء خاص على قناة إكسترا نيوز، أنه لابد من حشد الخطباء لإطفاء نيران الفكر المتطرف، ورغم قطع الدولة المصرية شوطا كبيرا في هذا الملف وإنجاز قدر عظيم، إلا أننا بحاجه إلى بذل مزيد من الجهد.

إطفاء نيران التطرف الديني

وأكد أهمية تحصين وعي الأجيال القادمة والشباب خاصة في عالم السوشيال ميديا، ومن أعظم أهداف الوزارة هو التحول الرقمي والتواجد بكثافة على السوشيال ميديا وألا تقتصر الدعوة والخطاب الديني على المساجد فقط، بل تتجاوزه إلى المنصات المختلفة.

وتابع: «لابد من إطفاء نيران التطرف الديني والتطرف اللا ديني المضاد أيضا وعلى الخطباء والأئمة مواجهة ظواهر تهدد المجتمع وتعمل على التراجع القيمي والأخلاقي والسلوكي، أبرزها أفكار الإلحاد والانتحار والإدمان والتنمر والطلاق وارتفاع معدلاته وحرمان المرأة من الميراث والتحرش».

تنمية الشخصية الوطنية من منطلق ديني 

وشدد على أهمية بناء الشخصية الوطنية لتكون أحد مرتكزات تجديد الخطاب الديني، وإعادة صناعتها من منطلق ديني، وأن يسمع الإنسان القرآن والسنة والخطب للأئمة والعلماء ويخرج منها ممتلئا بحب الوطن والاعتزاز به وتقديره وإجلاله، ويكون واسع الأفق محب للخير قوي شغوف بالعلم والعمران.

واستطرد: «المحور الأخير، وهو صناعة الحضارة ولن يتأتى ذلك إلا بتنمية الشغف وطلب العلم والإبداع والابتكار من مدخل ديني، الإبداع في علوم الفلك والطب والهندسة وأن يقرأ القرآن ويرى فيه إشارة إلى علوم الفلك وتخرج أجيال ترغب في الحصول على جائزة نوبل، أنا أريد حلم كبير للمصريين وسنعمل على تحقيقه».

مقالات مشابهة

  • بنات الموديلز في اليمن.. صدام مع المجتمع وقيود العادات والتشريع الديني (تقرير خاص)
  • د. الخشت يهنئ الأزهري بتوليه وزارة الأوقاف
  • طلب إحاطة ضد توحيد خطبة الجمعة: يضعف مستوى الدعاة ويعرقل تجديد الخطاب الديني
  • وزير الأوقاف: تنسيق كامل مع مؤسسات الدولة وعلى رأسها الأزهر
  • خطة وزير الأوقاف أسامة الأزهري لتحقيق رؤية وطنية تحت قيادة الرئيس السيسي
  • وزير الأوقاف الجديد: بناء الشخصية الوطنية أحد مرتكزات تجديد الخطاب الديني
  • خطة وزير الأوقاف الجديد لتجديد الخطاب الديني على أرض الواقع (فيديو)
  • أسامة الأزهري: سنعمل تحت قيادة الرئيس السيسي على تحقيق كل ما يليق بوطننا
  • وزير الأوقاف الجديد: تجديد الخطاب الديني ضمن أولوياتنا
  • من هو أسامة الأزهري؟ سيرة ذاتية لوزير الأوقاف الجديد