أستاذ تفسير: معجزة القرآن الكريم توافق طور الكمال البشري والنضوج العقلي
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
عقدت أكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر المكون الشرعي للدفعة التاسعة (الدورة الشاملة)، أمس الثلاثاء، فعاليات دورة المكون الشرعي واللغوي في إطار تنفيذ استراتيجية الوزارة في التدريب والتأهيل والتميز العلمي للأئمة والواعظات.
وأكد الدكتور رمضان عبدالعزيز أحمد عطا الله، رئيس قسم التفسير بكلية أصول الدين بالمنوفية، في المحاضرة الأولى والتي جاءت بعنوان «وجود الإعجاز في الآيات الكونية»، أن المعجزة أمر قد يتفهمه الإنسان ويدركه أو يبصره، ولكنه يعجز عن الإتيان بمثله كما يعجز عن معرفة أصوله ونشأته وجملة القوانين والسنن المنظمة له في ضوء ما تبوأ الإنسان من مكانة في العلم والمعرفة، فقد ذكر الله تعالى الآيات الكونية في خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وآية خلق الإنسان من طين، وغيرها من الآيات الكونية في معرض الاستدلال على صدق القرآن الكريم، ووجه الاستدلال بهذه الآيات الكونية: أنها سيقت في معرض الإثبات لصدق القرآن وأنه (لَا رَيْبَ فِيهِ)، أي: لا شك فيه ولا مرية، وأنه منزل من رب العالمين.
وأشار إلى أن الآيات الكونية هي: الآيات المنسوبة إلى الكون الذي هو الخلق الذي كونه الله تعالى فكان، وذلك: السماوات والأرض والجبال والسهول والأنهار والشمس والقمر والنبات والحيوان والجماد، وخلق الإنسان، وآيات الله عز وجل في الآفاق، وما فيهما وما بينهما من سائر المخلوقات، والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن الله تعالى قد أقسم بكثير من الآيات الكونية في مثل قوله تعالى: «فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ».
وأضاف أن معجزة القرآن الكريم هي معجزة عقلية، جاءت موافقة لطور الكمال البشري ونضوج الإدراك العقلي والعلمي الذي وافق عصر النبوة وما تلاه فكان كما حكى القرآن: آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم في قوله تعالى: «بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ»، والإعجاز في القرآن الكريم لا يقتصر على كلماته التي تتألّف من جنس ما يتألّف منه كلام البشر فقط، وإنّما يتجلّى الإعجاز في كتاب الله في حديثه عن أمور غيبيّة حدثت في الأزمان الغابرة، وأمور ستحدث في المستقبل، وبِما اشتملت عليه آياته وسُوره من الأسرار والآيات الكونيّة التي لم تُكتَشَف إلّا بعد نزول القرآن بعقود أو قرون طويلة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معجزة القرآن الكريم الإعجاز القرآن القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
بدرس التراويح بالجامع الأزهر.. مفتي الجمهورية: من نعم الله تعالى على أمة محمد أن خصها بليلة القدر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ألقى فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، درس التراويح اليوم الأربعاء، عن فضل ليلة القدر وبركتها، مبينا أن ليلة القدر هي أعظم ليلة في السنة، وقد خصها الله بفضل عظيم وبركة كبيرة، فهي خير من ألف شهر: قال الله تعالى: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" ولنزول القرآن الكريم فيها قال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"، ولكثرة نزول الملائكة في هذه الليلة بالخير والرحمة قال تعالى: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ"، فضلا عن السلام والطمأنينة فهي ليلة مليئة بالسلام حتى طلوع الفجر، قال تعالى: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".
وأوضح مفتي الجمهورية كيفية إحياء ليلة القدر وذلك من خلال الإكثار من الصلاة وقيام الليل وتلاوة القرآن الكريم والدعاء والاستغفار والإكثار من ذكر الله والتسبيح وأعمال الخير، موصيا باغتنامها لنكون من الفائزين ببركتها وأجرها العظيم.
واختتم الدكتور "عياد" أن ليلة القدر هي هدية من الله لعباده، ومن وفقه الله لقيامها فقد نال أعظم البركات في الدنيا والآخرة، ومن نعم الله تعالى علينا أن خصنا بها، مبينا أن هذه الليلة استحقت البركة لأنها نزل فيها القرآن الكريم، ذاك الكتاب المبارك والدستور الرباني الذي نزل؛ لتحقيق الصلاح للبشرية جمعاء.
ويُحيي الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: مقارئ قرآنية، ملتقيات دعوية عقب الصلوات، دروسًا علمية بين التراويح، صلاة التهجد في العشر الأواخر، تنظيم موائد إفطار يومية للطلاب الوافدين، إضافة إلى احتفالات خاصة بالمناسبات الرمضانية، وذلك في إطار الدور الدعوي والتوعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وترسيخ القيم الإسلامية السمحة.