عربي21:
2025-03-18@15:22:49 GMT

النووي الأمريكي من غزة وحتى هيروشيما

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

قصفت أمريكا الشعب الياباني بالقنابل النووية لمرة واحدة، ولكنها لم تطرد يابانيا واحدا من أرضه، ولم تشرد يابانيا من بيته، ولم تستول على مصانع اليابانيين ومزارعهم.

ولم تحتل مدنهم وقراهم، ولم تتركهم لاجئين في شتى أصقاع الأرض، بلا وطن، وبلا هوية، ولم تواصل أمريكا ذبح اليابانيين على مدار الوقت، ومطلع كل شهر، وكأن الموت الأمريكي قدر اليابانيين الذين شنوا هجومهم العسكري على بير الهاربر، فاستحقوا القنابل النووية التي قتلت عشرات آلاف البشر.



تواصل المجازر
ما يتساقط على رأس الفلسطينيين من قنابل إسرائيلية وصواريخ هي أكثر وحشية وإرهابا من القنابل النووية الأمريكية التي ألقيت على هيروشيما، وهذه السكين الإسرائيلية تواصل الحز على العنق الفلسطيني دون انقطاع، ودون توقف، ودون رحمة، منذ وطأت أول قدم صهيونية لأرض فلسطين، واشتبكت مع الفلاحين الفلسطينيين، الذين رفضوا ترك أراضيهم للعصابات اليهودية سنة 1908، لتتواصل المجازر بحق الشعب الفلسطيني من ثورة 1919، وحتى ثورة البراق 1929، ومن ثم ثورة 1936، وما تلاها من مجازر بريطانية صهيونية، بحيث لم يخل يوم دون أن يراق دم الفلسطينيين، ودون أن يخترق الخنجر الصهيوني أحشاء مستقبلهم.



أمريكا قصفت اليابان بقنبلتين نوويتين، لمرة واحدة، واكتفت بذلك، ولكن إسرائيل لم تكتف بقصف الفلسطينيين بالتهجير من ديارهم، واغتصاب مدنهم وقراهم سنة 1948، وهذه أكثر وحشية من القنبلة النووية، بل لاحقتهم على طول الوقت بالتآمر تارة، وبافتعال المعارك تارة أخرى، حتى صار الدم الفلسطيني المراق في الشوارع من علامات الشرق، ومن مقومات الوجود الإسرائيلي، وهم يشكلون المجموعة الإرهابية 101، بقيادة الإرهابي شارون، سنة 1951، والتي واصلت اقتحام غزة، وتصفية المدنيين، وقتل المواطنين، خلال اصطفافهم أمام مراكز الأونروا لتوزيع المساعدات، وهذه قنبلة نووية أخرى، حتى جاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سنة 1956، ليذبح الجيش الإسرائيلي كل عنق وصلت إليها السكين الإسرائيلية، وهذه قنبلة نووية ثالثة.

حصار بيروت
سنة 1967، ذبح الصهاينة من المصريين والسوريين والأردنيين مئات آلاف العرب، وذبح الصهاينة من سكان غزة عدة آلاف، لتتواصل المجازر بحق سكان غزة والضفة الغربية منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا دون توقف، فمن الغارات على الأردن، إلى الغارات والتصفيات في المدن اللبنانية، وحتى حصار بيروت 1982، ليتجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين مليون معتقل، ويتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين مئات آلاف القتلى مع انتفاضة الحجارة 1978، ومن ثم انتفاضة الأقصى 2000، وما تلى ذلك من اقتحام للضفة الغربية سنة 2002.

ومن ثم شن المعارك العنيفة على غزة 2009، وعدوان 2012، وعدوان 2014، وما تلى ذلك من ذبح للفلسطينيين في الضفة الغربية خلال انتفاضة 2015، ومن ثم المعارك اليومية على حدود غزة، حتى جاءت معركة طوفان الأقصى 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهذه المعركة بحد ذاتها فاقت بإرهابها ما تعرضت له اليابان من قنابل نووية.

هذا الاستعراض السريع للمجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، جاء للتذكير أن أمريكا ألقت على اليابان قنبلتين نوويتين لمرة واحدة، فقتلت من قتلت، ودمرت ما دمرت، ليحيا الشعب الياباني بعد ذلك فوق أرضه، وفي مصانعه ومزارعه بلا عدوان أمريكي مباشر، وهذا ما لم يتحقق للفلسطينيين الذين ما زالوا يتلقون القنابل الإسرائيلية، ويُذبحون بأحدث ما انتجته الصناعات الحربية الأمريكية، دون توقف، ودون رادع، ودون وازع من أخلاق، أغلقت عليها الأمم المتحدة الأدراج، بفعل الفيتو الأمريكي.



ومن المفارقات المقززة في هذه المقارنة، أن القنابل النووية الأمريكية التي ألقيت على اليابان، كانت من إبداع الصناعات الإرهابية الأمريكية، وقد يكون بعض يهود أمريكا جزءاً من صناعة القنبلة النووية الأمريكية، ليتلقى الشعب الفلسطيني في القرن الواحد والعشرين، قنابل أمريكية الصنع، شارك في تطويرها وتهويل تفجيراتها صهاينة، يحملون الجنسية الأمريكية، ولكن ولاءهم وانتماءهم لإسرائيل.

يحكى أن السفير الأمريكي وعددا من سفراء أوروبا رفضوا مشاركة اليابانيين ذكرى إحياء مذبحة هيروشيما وناغازاكي، والسبب يرجع لعدم دعوة اليابان سفير إسرائيل لحضور المناسبة، وهذا يؤكد على عمق تحالف الإرهابيين، وحقدهم على البشرية.

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الياباني غزة العدوان اليابان الولايات المتحدة غزة الاحتلال العدوان مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القنابل النوویة ومن ثم

إقرأ أيضاً:

شاهيناز : أنا مجنونة ولاسعة .. وهذه حقيقتي بلا تجميل

كشفت المطربة شاهيناز عن تفاصيل شخصيتها العفوية والصريحة، مؤكدة أنها تمر بمراحل مختلفة في حياتها، مثل أي شخص آخر، ولكن هذا لا يعني أنها مترددة، بل تعتبره جزءًا طبيعيًا من رحلتها.

داعم بدرجة امتياز.. شاهيناز تروي تفاصيل ارتباطها بالملحن آدم حسينمن كورال سليم سحاب إلى النجومية | شاهيناز تروي بداياتها مع والدهاشاهيناز: أمي خلعت لي دراعي وصالحتني بالآيس كريم

وقالت شاهيناز خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" المذاع على قناة الحدث اليوم: "حياتي شهدت فترات من الابتعاد عن الساحة الفنية، وربما ظهر ذلك للبعض على أنه تردد، لكنه لم يكن كذلك. كانت هناك ظروف شخصية ونفسية دفعتني إلى الاعتزال المؤقت، لكن شغفي بالغناء لم يختفِ أبدًا."

وأضافت ضاحكة: "أنا من مواليد برج القوس، والقوس معروف بأنه مودي شوية! ممكن أكون معزومة على مناسبة، وأكون جاهزة للخروج، لكن فجأة أغيّر رأيي وأقرر البقاء في المنزل، بل وأغيّر ملابسي سريعًا وكأن شيئًا لم يكن.. سموه جنان، سموه لسعان، لكنه جزء مني"

وأكدت أنها لا تهتم كثيرًا بتبرير قراراتها، موضحة: "كل شخص لديه تقلبات وتغيرات في حياته، وأنا لست استثناءً. المهم أن أكون مرتاحة وسعيدة بما أفعله، سواء كان غناءً أو أي قرار آخر في حياتي."


https://www.youtube.com/watch?v=3VzAqPaXesw

مقالات مشابهة

  • الملف النووي الإيراني: أي سيناريوهات
  • «الصقارة».. من الإمارات إلى اليابان
  • بعد دراسة الحمض النووي لإحدى المعمرات.. التوصل إلى مفتاح طول العمر
  • حافلات الرياض: إطلاق المسار 939 للوصول إلى السفارات
  • اليابان تضاعف رسوم تسلق جبل فوجي للحفاظ على البيئة
  • وزير الدفاع الأمريكي للسوداني يهدد بضرب ميليشيا الحشد بنفس الضربات ضد الحوثيين إذا استهدفت القواعد الأمريكية
  • شاهد | ردود فعل الفلسطينيين على العدوان الأمريكي على اليمن
  • مع مناوي وحكم عقار والتحية لهؤلاء الشباب !!
  • توقعات العُمانيين من المشاركة في "إكسبو اليابان"
  • شاهيناز : أنا مجنونة ولاسعة .. وهذه حقيقتي بلا تجميل