ليست أنانية ولا عزلة أيضا – #ماهر_أبوطير
لا يلام #الأردن حين يحاول استرداد عافيته الداخلية التي تضررت كثيرا بسبب #حرب_غزة، فالقصة هنا ليست إدارة للظهر لغزة، بقدر تخفيف التداعيات على الأردن داخليا.
هذه ليست أنانية، ولا عزلة، خصوصا مع المؤشرات التي تتدفق بين وقت وآخر، حول تراجع قطاعات مختلفة، وما يعنيه ذلك من تأثير على الاقتصاد في ظل العجز والمديونية، وربما الأردن يحتاج أكثر من غيره من دول جوار #فلسطين، إلى وقف الحرب، إذا تمكن من ذلك.
يخرج علينا قبل يومين ئيس مجلس مفوضي إقليم البترا، فارس بريزات، في مقابلة مع قناة المملكة، ويعلن عن إغلاق 35 فندقا في البترا وتسريح قرابة 371 موظفا بسبب تراجع الحركة السياحية، التي تعتمد على الولايات المتحدة وأوروبا بدرجة رئيسية، مع توقعه ألا تتجاوز نسبة الزوار هذا العام 25 % من إجمالي عدد السياح للبترا العام الماضي، والأخطر في كلامه ما قاله حول وجود استثمارات بأكثر من نصف مليار دينار من منشآت سياحية في منطقة وادي موسى تحديدا، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من هذه الاستثمارات يعتمد على الاقتراض من البنوك، ومعنى كلامه هنا أن هذه الاستثمارات تتعرض إلى أخطار كبيرة، كونها مقترضة أساسا من البنوك، بما يعنيه ذلك من احتمالات تعثر السداد المالي، في ظل تراجع السياحة، وما يعنيه ذلك من تأثير بنيوي على استقرارها ووجودها، ولنا هنا أن نضع كل الاحتمالات.
مقالات ذات صلة لغتنا الجميلة 2024/08/20من الطبيعي جدا أن تتراجع السياحة، لأن السائح حين يتابع أخبار المنطقة، والصواريخ المتطايرة، وإغلاقات المطارات، ومنع التحليق، واحتمالات توسع الحرب في كل المنطقة، فسيفضل الذهاب إلى مناطق آمنة، ولن يغامر بنفسه، أو عائلته، فهو في نهاية المطاف سائح يختار منطقة من بين مناطق عدة، وليس مضطرا للمغامرة، أو شرب حليب السباع للقدوم إلى منطقة الشرق الأوسط التي تنام في حال وتصحو على حال ثانية، كل يوم وليلة.
ربما الذي أنقذ فصل الصيف اقتصاديا وسياحيا، إلى حد ما، قدوم الأردنيين إلى بلدهم، فهو بلدهم نهاية المطاف، ولديهم من الاحتمال والدوافع ما يجعلهم يأتون ولا يغيبون عن الأردن، على الرغم من أن المقارنة هنا غير جائزة بين السائح والمواطن، لكننا نتحدث بمنطق الأرقام.
لقد كانت أبلغ جملة قيلت حول حرب غزة، أنها تبدو وكأنها على حدودنا، وليس على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، وإذا كان هذا الكلام هو الواقع، فإن التراجعات شملت قطاعات كثيرة، من البناء والمقاولات، مرورا بغيرها من قطاعات، لاعتبارات التحوط أو الحذر أو عدم اليقين أو قلة السيولة، وهو أمر نراه حتى على مستوى تحصيلات الخزينة المالية من الرسوم والضرائب.
من ناحية سياسية-اقتصادية، لا بد من معالجة مختلفة، حتى لا تتعمق هذه التأثيرات الحادة على الأردن، وهي معالجة لا تبدو مستعصية، لكنها صعبة بطبيعة الحال، بما يوجب اتخاذ خطوات لتحريك الاقتصاد داخليا، وتجهيز خطة منذ الآن لما بعد الحرب، هذا إذا توقفت الحرب التي تبدو تأثيراتها المؤذية شاملة، وتتجاوز حدود مساحات الحرب الجغرافية.
تتوالى المؤشرات ونحن شعب يحترف تشخيص الأزمات دائما، لكننا بحاجة الى الحلول، لأن الاستسلام للواقع مكلف استراتيجيا، وهو ثمن مؤلم، لا يرضاه الغزيون لنا، حتى لا يعتقد البعض أن وقوع الأضرار على الأردن، يعد طبيعيا، أو عملا من أعمال الوطنية نهاية المطاف، فهذه سذاجة تتم عنونتها بمثل شعبي يقول.. “إذا ما خربت ما بتعمر”، وهو مثل من أسوأ الأمثال العربية، ويعبر عن جهل وعمى بصر وبصيرة على حد سواء أيها السادة.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأردن حرب غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
كل قرية من قرى الجزيرة المستباحة لها قصة وخلفيات
الإستباحات … خلفيات ودوافع …
كل قرية من قرى الجزيرة المستباحة لها قصة وخلفيات في إرشيف فيسبوك خاصة والإنترنت عامة.
وبعض القرى المستباحة سواء في الجزيرة أو في منطقة الدندر كان لها ماضي خلافات وتقاطعات مع بعض الجوار ما يجعلك تشعر وكأن ما حدث لها خلال الحرب الحالية فرصة تم إنتهازها لتصفية حسابات قديمة أو لفرض واقع جديد يجسد أطماعا ظلت كامنة.
الغريب انني وجدت أن بعض القرى كانت بينها قضايا خلافية تمت تسويتها بمؤتمرات مصالحة مشهودة ولكنها تجددت في هذه الحرب مابين ضحايا ومهاجمين وكأن تلك المصالحات كانت على مضض ولكن ظلت الضغائن كامنة فلما تهيأ لبعض ذوي النفوس الضعيفة أن عهدا جديدا قد حان في صالحهم لم يكتفوا بنقض العهد الذي كان بل خانوا كل قيم الجيرة والإنسانية وسولت لهم أنفسهم أن الفرصة قد أتت لطرد الآخر والإستيلاء على كل ما كان لديه وتحته.
هكذا يبدو الوضع من خلال الوقائع المتكررة المتشابهة ، وبالنسبة لي شخصيا فإن أرشيف الفيسبوك والإنترنت يعزز توقعا وتوجسا كان في نفسي لسنوات ، فماذا كان يقتضي شبابا في الجزيرة الخضراء الوادعة للتدرب منذ سنوات على دخول معسكرات التدريب على حمل واستخدام السلاح وتبني خطابات التهميش والمظلومية والمجاهرة بأحلام التحرير ؟ !
تحرير ماذا وتحرر من من ؟!
إن مقتضى العدالة والمنطق أن يتولى أبناء كل منطقة إدارة التعويضات وإعادة الإعمار في منطقتهم وإن أية إدارة مركزية أو إتحادية لأعمال التعويضات وإعادة الإعمار لن يكتب لها النجاح لأن مفهوم أخوة الوطن والوطنية نفسه قد تعرض لزلزال مدمر بسبب هذه الحرب ونكباتها التي ما خطرت على عقول ولا قلوب الضحايا يوما ما.
#كمال_حامد ????