كتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": أتى استهداف إسرائيل مخازن أسلحة لـ«حزب الله» في منطقة البقاع في شرق لبنان، مساء الاثنين - الثلاثاء، ليطرح أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت عمليات إسرائيل انتقلت إلى مستوى جديد من التصعيد، وحول الخروق الاستخباراتية الكبيرة التي تمكّن تل أبيب من تحديد مواقع هذه المخازن، كما تحدد مواقع عناصر وقياديي الحزب الذين تواصل تنفيذ عمليات اغتيال بحقهم منذ أشهر.
وعادة ما تدّعي إسرائيل استهداف مخازن أسلحة في مناطق جنوب لبنان، إلا أنها، يوم الاثنين، أعلنت أن طائراتها الحربية أغارت على عدد من المستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة للحزب في منطقة البقاع في عمق لبنان، لافتة إلى أنه «وبعد الغارات تم رصد وقوع انفجارات ثانوية تدل على وجود وسائل قتالية كثيرة في المستودعات المستهدفة».
ويأتي استهداف مخازن أسلحة «الحزب» شرقاً بعد أيام معدودة من كشف «حزب الله» عن واحد من أكبر أنفاقه، في مقطع فيديو أظهر شاحنات محملة بصواريخ ضخمة تتجول تحت الأرض. ونشر الحزب مقطع فيديو مع مؤثرات صوتية وضوئية يظهر منشأة عسكرية محصّنة يتحرّك فيها عناصر بلباس عسكري وآليات محمّلة بالصواريخ ضمن أنفاق ضخمة واسعة ومضاءة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
هذه سياسة حزب الله الآن.. هل ستعود الحرب؟
لا يُحبّذ "حزب الله" الإنجرار إلى معركة جديدة مع إسرائيل حتى وإن انتهت مهلة الـ60 يوماً التي من المفترض أن تشهد انسحاباً إسرائيلياً من جنوب لبنان بعد سريان وقف إطلاق النار يوم 27 تشرين الثاني.يوم أمس، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي قد يبقى في جنوب لبنان حتى بعد فترة الـ60 يوماً، ما يطرح علامات تساؤل عما يمكن أن يُقدم عليه إثر ذلك.. فما الذي بإمكانه فعله؟
ترى مصادر معنية بالشأن العسكري إنَّ "حزب الله" قد لا ينجرّ إلى اشتباك جديد مع إسرائيل حتى وإن بقيت الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية، وتضيف: "على الصعيد الميداني، ينشط الحزب على أكثر من صعيد. في الجانب المالي، فإن الحزب يقوم بتسديد مستحقات تأهيل المنازل وبدلات الإيواء للمتضررين، وهو ما يجعله مُقيداً بمبالغ معينة، وبالتالي قد يكون من الصعب عليه ترتيب أعباء مالية جديدة على نفسه مع التزامات شعبية إن حاولَ فتح بوابة المعركة للرد على عدم حصول انسحاب إسرائيلي من جنوب لبنان".
تعتبر المصادر أيضاً أن "الحزب لن يُجازف مرة جديدة، أقله في الوقت الحالي، في تهجير سكان جنوب لبنان"، مشيرة إلى أنَّ التفاوض هذه المرة سيكون استناداً للقرارات الدولية التي سيمنحها "حزب الله" المسار الواسع لإبراز قدرتها على ردع إسرائيل، وتضيف: "إن لم تنجح الأساليب الدبلوماسية مع إسرائيل، عندها من الممكن أن تتكرر سيناريوهات الرد العسكري المحدود من قبل حزب الله، لكن الخوف هو في أن تستغل إسرائيل ذلك لتُعيد توسيع عدوانها على لبنان. وعليه، فإن حزب الله قد لا يجنح كثيراً نحو تلك الفكرة".
من ناحية أخرى، تبرز الأولويّات العسكرية على طاولة البحث، وما يتبين، من خلال المراقبة، هو أنَّ الحزب لا يميل الآن إلى تجديد إرهاق مقاتليه وقادته، ذلك أن عملية ترميم قواعده تحتاج إلى وقتٍ متاح أمامه، فيما المشكلة الأكبر تكمنُ في أنَّ الحزب يسعى الآن إلى إراحة عناصره من جهة وإلا تجديد مجموعاته بالقدر المطلوب. لهذا السبب، فإن "انشغالات الحزب الداخلية" في تنظيم صفوفه، لا تدفعه إلى إحداث انتكاسة جديدة، ما يمنع أو يؤجل إمكانية انخراطه مجدداً على الجبهة القتالية.
ضمنياً، فإن المصادر ترى أن إسرائيل بدأت تسعى لـ"حشر حزب الله" في الزاوية، فالترويج لسيناريوهات عدم الإنسحاب قد تجعل الأخير يندفع نحو العمل لتشكيل استنفار داخلي والتحضير لهجمات جديدة وهذا ما قد تعتبره إسرائيل فرصة لها. لكن في المقابل، فإنّ ما يظهر في العلن يُوحي بأن الحزب مُنكفئ عن التجيهز لحرب جديدة، ما قد يعطي انطباعاً لدى الإسرائيليين مفاده أن الحزب تراجع في الوقت الراهن.
وإلى الآن، فإن "حزب الله" يتريث كثيراً في الكشف عن الحسابات العسكرية كاملة، وما يظهر هو أنَّ "حزب الله" يريد الحفاظ على خطوط ترسانته العسكرية ومحتواها بعيداً عن الاستهدافات، ذلك أن أي مقومات للصمود قد تتعرض لأي قصفٍ بشكل أعنف من السابق.
لهذا السبب، فإن ما يجري قد يقود الأمور نحو التوتر والتأزم، لكن الانخراط الأميركي في لعبة التفاوض مُجدداً ستعطي الضمانات المطلوبة، وما سيحصل هو أن حزب الله سيقبل بكل ذلك حفاظاً على بيئته أولاً ومناطقه ثانياً. المصدر: خاص لبنان24