التمديد ثانية لقائد الجيش: هل من خيارات أخرى؟
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
عاد الكلام مجدداً على التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون سنة جديدة، بعد التمديد الأخير له، على خلفية المخاوف من شغور الموقع بحلول كانون الثاني المقبل، موعد إحالته على التقاعد، في ظل ظروف أمنية متقهقرة ومخاوف شديدة من احتمالات توسع الحرب والحاجة القصوى إلى مؤسسة عسكرية متماسكة.
وكتبت سابين عويس في" النهار": تنفي مصادر اليرزة أن يكون لقاء العماد عون مع كبير مستشاري البيت الأبيض اكوس هوكشتاين قد تناول هذا الموضوع أو أن يكون الزائر الأميركي فاتحه فيه، مشيرة إلى أن الأمر غير مطروح حالياً، ولاسيما أن اهتمام القيادة منصب في شكل كامل على أمن الجنوب الذي يحتل أولوية الأولويات، ولا يزال من المبكر الحديث عن هذا الموضوع قبل أكثر من أربعة أشهر من الاستحقاق قد تحمل الكثير من التطورات والمعطيات.
لكن حرص قيادة الجيش على عدم الخوض في هذا الموضوع لا يعني أنه ليس مطروحاً بجدية، علما أن مهلة الأشهر المتبقية ليست كافية بحسب أوساط سياسية لإنجاز الخطوات القانونية المطلوبة للتمديد، بسبب التجاذبات السياسية الكبيرة المتحكمة في هذا الملف الحساس وارتباطه مجدداً باستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية.
الأوساط لا تنفي أن ظروف التمديد لقائد الجيش اليوم تختلف عن تلك التي كانت سائدة قبيل التمديد الأول. فملفا غزة والجنوب قلبا كل الأوراق الداخلية، وما كان متعذراً قبل عام بات ممكناً اليوم، وتحديدا على الساحة المسيحية التي كان لأحد أركانها "التيار الوطني الحر" الدور الأكبر في تأخير الإجراء بسبب حسابات رئاسية تتصل برئيس هذا التيار.
وبحسب الأوساط، فإن هذه الحسابات تراجعت اليوم أمام الأخطار المحدقة بالتمثيل المسيحي في الدولة. فموقع قيادة الجيش هو آخر المواقع الأساسية المتبقية في يد المسيحيين، بعد شغور موقعي الرئاسة الأولى وحاكمية المصرف المركزي. من هنا، ترى الأوساط أن مسار التمديد الثاني قد يكون أسهل من الأول، وإن لم تكن قد تحددت بعد آلياته القانونية والدستورية.
لكن المؤكد بالنسبة إليها أن هناك تفهماً لدى غالبية القوى- باستثناء"حزب الله" المتفرغ لحرب الإسناد الخاصة به- لضرورة تلافي الشغور في موقع القيادة العسكرية، نافية أن يكون هناك أي خلاف بين بكركي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط في هذا الشأن. وقد نفى جنبلاط نفسه هذا الأمر لـ"النهار"، مؤكداً أن لا صحة لما يتم تداوله في الإعلام، ومشيراً إلى أنه لا يرى أي رابط بين ملف تثبيت مرسوم رئيس الأركان وقيادة الجيش.
وفُهم في هذا المجال أن جنبلاط يعول على دور لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمعالجة الإشكالية القائمة بفعل استمرار الاعتراض العوني على المرسوم. لكنه يرفض إبداء أي رأي في هذا الشأن، واضعاً الملف في عهدة نجله تيمور.
والواقع وفق قراءة مراجع قانونية، أنه لن يكون أمام القوى السياسية خيار غير السير بتمديد ثانٍ لقائد الجيش، على قاعدة عدم قانونية أي من الخيارات الأخرى المطروحة، وأحدها تسلم من هو أعلى رتبة، وللمفارقة هو عضو المجلس العسكري اللواء بيار صعب الذي يحال قريبا على التقاعد، وان كان وزير الدفاع مدد له بموجب قرار لا يزال مثار جدل قانوين، أو تولي رئيس الأركان القيادة. وبحسب المراجع، إن رئيس الأركان يحل محل القائد في حال السفر أو المرض ولكنه لا يملأ شغور موقعه، كما أن مرسوم تعيينه لم يوقع بعد ولا يزال أسير الجدل الدستوري حول قانونيته.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لقائد الجیش فی هذا
إقرأ أيضاً:
بـ1337 ثانية شمس فرنسا الصناعية النووية تحقق رقما قياسيا
حققت فرنسا إنجازًا مهمًا في أبحاث الاندماج النووي حيث حافظ مفاعل "ويست" الواقع جنوبي البلاد على حالة البلازما لمدة 1337 ثانية، أو ما يقرب من 22 دقيقة و17 ثانية، مجاوزا الرقم القياسي السابق الذي سجله مفاعل "إيست" الصيني والذي حافظ على البلازما لمدة 1066 ثانية.
والفكرة في الاندماج النووي أن يقوم العلماء بدمج نواتَيْ ذرتين معا، فيتحولان إلى عنصر آخر، وأثناء هذه العملية يصدر قدر من الطاقة، وهي نفسها العملية التي تحدث في باطن الشمس بشكل طبيعي، ولذا تسمى مفاعلات الاندماج النووي عادة بالشموس الصناعية.
ولإحداث اندماج نووي في مكان آخر غير باطن النجم، يجب أن يتحايل العلماء للوصول إلى تلك الدرجات المرتفعة جدا من الحرارة، والأصعب من ذلك الحفاظ عليها، حيث تُستخدم مغانط كهربائية فائقة التوصيل (مبردة بالهيليوم السائل) لكي تحصر البلازما في شكل حلقة ذات درجة حرارة هائلة.
والبلازما حالة للمادة لا تظهر إلا تحت درجات حرارة شديدة، وفيها تنسلخ الإلكترونات وتسبح حول أنوية ذرات المادة بحرية. وتعد ضرورية لإيجاد حالة الاندماج النووي في تلك المفاعلات.
إعلانوتُستخدم هذه المغانط أيضا لتثبيت البلازما بحيث لا تتلامس حتى مع جدران المفاعل، لأن ذلك لو حدث فإنها مع درجة الحرارة تلك ستخترق جدران المفاعل فورا، ويتوقف الاندماج النووي.
ولكي يحدث الاندماج النووي، يجب تسخين البلازما إلى درجات حرارة عالية للغاية، في حدود 50 مليون درجة مئوية أو أكثر، للتغلب على القوى التنافرية بين أنوية الذرات التي يرجى دمجها معا.
ويعد الحفاظ على البلازما مستقرة لفترات طويلة تحديًا هائلاً في أبحاث الاندماج النووي، فكلما طالت فترة حصر البلازما والتحكم فيها، أصبح من الممكن تسخير الطاقة الناتجة عن تفاعلات الاندماج.
ولذلك فإن الإنجاز الأخير الذي حققه مفاعل "ويست" يعد تقدمًا كبيرًا في هذا المجال، مما يشير إلى أن الباحثين يطورون التقنيات والفهم اللازمين للحفاظ على حالات البلازما المواتية لإنتاج الطاقة المستمرة.
ورغم ذلك تظل هناك العديد من التحديات، فحاليًا تتجاوز الطاقة المطلوبة لبدء تفاعلات الاندماج واستمرارها الطاقة المنتجة، مما يعني أن تلك المفاعلات تستهلك الطاقة، ويركز الباحثون حاليا على تحقيق ناتج طاقة إيجابي صافٍ، حيث يولد المفاعل طاقة أكثر مما يستهلك.
وفي الواقع، يُطلِق تفاعل الاندماج النووي ما يقرب من 4 ملايين ضِعْف الطاقة الناتجة عن التفاعلات الكيميائية التي تحدث أثناء احتراق الفحم أو النفط أو الغاز، و4 أضعاف الطاقة الناتجة من تفاعلات الانشطار النووي، مما يعني أنه مع نجاح تلك التجارب فإن المفاعلات الاندماجية ستوفر كما هائلا من الطاقة لسكان كوكب الأرض.
وأضف إلى ذلك أن وقود الاندماج النووي يتوفر على نطاق واسع ولا ينضب تقريبا، لأنه يمكن تقطير الديوتيريوم (أحد العناصر المستخدمة في الاندماج) من جميع أشكال الماء، مثل ماء البحر.
إعلانوينتج التريتيوم (وهو عنصر آخر يستخدم في الاندماج النووي) أثناء تفاعل الاندماج النووي نفسه بسبب تفاعل مع الليثيوم، لذلك قد يؤدي استخدام طاقة الاندماج النووي -حال نجح الأمر يوما ما- إلى خفض أسعار الكهرباء عالميا انخفاضا ملحوظا.
كما أن معايير الأمان في هذا النوع من التجارب مرتفعة جدا، ببساطة لأن الاندماج النووي لا يستخدم مواد انشطارية مثل اليورانيوم والبلوتونيوم، فالتريتيوم ليس مادة انشطارية وليس قابلا للانشطار، ولا توجد مواد مخصبة في مفاعلات الاندماج النووي يمكن استغلالها لصنع أسلحة نووية.
وعلاوة على ذلك لا يسمح هذا النوع من التفاعلات بوقوع حوادث نووية من نوع "فوكوشيما" (حادثة التسريب عام 2011) لأنه في حال حدوث أي اضطراب تبرد البلازما في غضون ثوانٍ ويتوقف التفاعل كليا، ولا يوجد خطر من حدوث تفاعل متسلسل. من جانب آخر لا تُنتج مفاعلات الاندماج النووي نشاطا عاليا ونفايات نووية طويلة العمر.
وبالطبع لا يمكن أن تنبعث سموم ضارة من التفاعلات الاندماجية مثل ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الدفيئة الأخرى في الغلاف الجوي. ويُعَدُّ المنتج الثانوي الرئيسي لهذا النوع من التفاعلات هو الهيليوم، وهو غاز خامل وغير سام. وفي النهاية، حتى في "أسوأ السيناريوهات" المفترضة، مثل حدوث حريق في المفاعل، لن يكون إخلاء السكان المجاورين ضروريا.
ولذلك فإن الأبحاث والتجارب جارية على قدم وساق في أماكن متعددة حول العالم، ويعتقد العلماء أن بحلول عام 2040 ستبدأ بعض دول العالم في استغلال طاقة الاندماج النووي لتوريد الكهرباء إلى مُدنها.