كشف الصورة الزائفة التي يصنعها الدعم السريع
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
ينبغي أن نقولها بكل ثقة: إنّ تجارب السودان والدول المجاورة، قد أثبتت أضرار التدخّلات الأجنبية ومساوئها. رسم صورة وردية أو سردية حالمة للتدخل الأجنبي ليس إلا خداعًا أو جهلًا. ولذا، لن يقبل به الشعب السوداني أبدًا؛ لأنه ليس فيه خير للسودان ولا لمستقبله.
نسوق على ذلك دليلًا واحدًا: المنظمات الدولية تجمع التبرّعات وتستهلك 30٪ من المبالغ المحصلة في المرتبات والتشغيل.
اعتمدت قوات الدعم السريع في ردودها بشكل كبير على استخدام الذكاء الاصطناعي في غرفها الإلكترونية، مركزة على خلق سردية زائفة تصورها كجهة راغبة في السلام، ومتجاوبة مع الجهود الإقليمية والدولية
التدخل الدولي لن يكتفي بتقويض ما تبقى من مؤسسات الدولة وبنية المجتمع، لكنه كذلك سيغذّي ويضاعف جيوش المنظمات النفعية التي تستفيد من هذه الأموال. وبالتأكيد هناك أزمة حقيقية في توفر المواد الغذائية، لكن حتى في حال توفر الغذاء، يظل توزيعه صعبًا؛ بسبب انتشار قوات تنهب المواطنين وتصادر شحنات المساعدات. وقد كان هذا هو الحال الذي سبّب أزمة إنسانية في المدن المحاصرة كالفاشر ومدني وبابنوسة.
لهذا كله، ينبغي على الحكومة أن تتخذ خطوة حازمة بنزع الغطاء الدبلوماسي والسياسي عن قوات الدعم السريع كإجراء أولي لمحاصرة هذه القوات العابرة للحدود، والتي تحتمي بشبكة من وكلاء المصالح المتعددة.
وفي هذا الإطار، كانت مناورة ذهاب الوفد الحكومي إلى جدة وطرح شروطه، حركة ذكية في خضم ضغوط إقليمية ودولية، فقد مكّن ذلك الحكومة من استعادة زمام المبادرة. وأشير هنا تحديدًا إلى الوزير أبو نمّو، رئيس الوفد الحكومي، الذي أعرفه شخصيًا وأشهد بكفاءته، فهو من أمهر المفاوضين الذين قادوا مثل هذه المهام، إذ يمتلك معلومات دقيقة وشاملة حول قوات الدعم السريع وأهدافها واحتياجاتها ووكلائها.
كما ينبغي الإشارة إلى أن لقاءات الحكومة مع الدعم السريع في الدورات السابقة تميزت بالحزم وعدم التردد، دون الانصياع للضغوط أو الابتزازات الإقليمية والدولية، وهو ما أثمر عن اتفاق جدة، الذي يجب تنفيذه دون مماطلة أو تسويف. لقد أظهرت الحكومة في تعاملها مع الأزمة قدرة على الصمود وقوة في الأداء، مما أتاح لها خلق مساحة وأفق للتفاوض.
وفي المقابل، اعتمدت قوات الدعم السريع في ردودها بشكل كبير على استخدام الذكاء الاصطناعي في غرفها الإلكترونية، مركزة على خلق سردية زائفة تصورها كجهة راغبة في السلام، ومتجاوبة مع الجهود الإقليمية والدولية، وذلك بهدف ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة. ترد منصات الذكاء الاصطناعي التي تديرها قوات الدعم السريع تلقائياً على أي مبادرة، دون تأنٍ للدراسة والتحليل والتشاور.
تقسيم القضاياأفضل أساليب التفاوض هو تقسيم القضايا إلى أجزاء، ومن ثم تقديم حلول لكل جزء، وفي الحالة السودانية يجب توجيه الحوار نحو القضايا الإنسانية الأساسية، كالنزوح، ومحاصرة المدن، والاعتداءات على المدنيين العزل. فمن شأن هذا أن يمنح وضعًا تفاوضيًا أفضل. إذ من الصحيح أن الوسيط الأميركي يتمتع بمرونة كبيرة، لكنه لن يمنح الوفد الحكومي كل ما يطمح إليه؛ إذ يعتمد منهج "العصا والجزرة"، وينتظر ردود أفعال الحكومة.
سيعود الوفد الأميركي بمقترحات جديدة، خصوصًا أن مبعوثه ليس في عجلة من أمره لإغلاق هذا الملف؛ فهو سياسي سابق يطمح إلى تحقيق النجاح في بعثته، وسيدفعه هذا أن يكون مرنًا إلى أقصى درجة. ومع ذلك فمن المهم إدراك أن السودان ليس على أجندة الناخب الأميركي، وليس ضمن اهتمامات السياسيين، أما أوروبا، فقد أنهكتها حرب أوكرانيا، ولم تعد تملك إلا خيارات محدودة. أي أن المجتمع الدولي لم يعد يملك ذلك البريق والقوة. لذلك، على الحكومة السودانية أن تظل متمسكة بشروطها وتواصل المناورة دون استعجال، فظهرها محميّ بدعم شعبها الصامد.
التمسك بشرط إخلاء المنازل والأعيان المدنية، ثم إخراج الدعم السريع من الحياة السياسية، أمران لا يمكن التنازل عنهما؛ لأن التنازل سيؤدي إلى عودة الحرب، أو في أقل تقدير يحول السودان إلى دولة مأزومة تدار بالوكالة. هناك محاولات لنفخ الروح في الدعم السريع عبر مشروع وقف إطلاق النار، لكن كسر شوكتها هي الحل، وهو أمر أصبح اليوم في متناول اليد بصمود الشعب رغم المجازر والإبادة.
الكرة في ملعب الحكومة السودانية وهي التي تملك المبادرة، وعليها ألا تخدع بالإنسانية الخادعة التي تصرخ: "مجاعة" وتملأ الكون تباكيًا على المعاناة الإنسانية، فوراء ذلك ماكينة فبركة إعلامية هدفها التلاعب بالقضايا السياسية.
"مجموعة تقدم"، هي الجناح السياسي للدعم السريع، ويسعها أن تتفاوض وتقدم طرحها دون تسترّ خلف المواقف الرمادية، وما يفضي إليه التفاوض سيكون ملزمًا لجناحها العسكري. إذا أنجزت "تقدم" هذه الخطوة، فقد تستعيد بعض رأس مالها السياسي المتآكل، وإلا فلن تكون جزءًا من المجتمع السياسي الوطني.
محددات لتعزيز قدرة الحكومة على إدارة الأزمةلتجنب المخاطر المحتملة وتعزيز موقف الحكومة السودانية، من الضروري مراعاة النقاط التالية على المستويين الدبلوماسي والداخلي:
تعزيز الدبلوماسية النشطة: يمكن للسودان الانخراط في دبلوماسية نشطة لعرض مخاوفه ومطالبه بوضوح. ويشمل ذلك تكوين تحالفات مع دول أفريقية وغير أفريقية تشارك السودان في مخاوفه. فالجبهة الموحدة من الدول التي تشترك في مخاوف السودان بشأن السيادة والتدخل الخارجي، يمكن أن تعزز موقف السودان التفاوضي.إن دول الجوار، رغم تباين مواقفها، تعيش ظروف السودان وتفهم اضطراباته. ويمكن إجراء لقاءات وتشجيع الدبلوماسية الشعبية لتمتين العلاقات مع تشاد، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، ومصر باعتبارها دولًا تتأثر بانعكاسات الحرب في السودان وعلى السلم والأمن الإقليمي. سيكون هذا مفيدًا في التعاطي مع المجتمع الدولي وحماية السيادة الوطنية.
الاعتماد على القانون الدولي: يُعد الاستناد إلى القانون الدولي ركيزة أساسية لتعزيز موقف السودان في الأزمة الراهنة. يجب التأكيد على أهمية السيادة الوطنية، كما هو منصوص عليه في القانون الدولي، والذي ينص على مبدأ عدم التدخل وحق الدول في تقرير مصيرها الداخلي دون وصاية خارجية. يمكن للسودان أن يقدم النزاع على أنه شأن سوداني بحت، وأن للدولة حقها في الدفاع عن مواطنيها ضد منظومة إجرامية عابرة للحدود تمارس الإرهاب، وتحاصر المدن، وتنهب وتسرق. هذه السردية، إذا تم تقديمها بشكل قانوني، يمكن أن تضفي الشرعية على موقف السودان. اتخاذ إجراءات إنسانية استباقية: يمكن أن تكون خطوة مهمة للسودان في التعامل مع الأزمة الراهنة، مع الحفاظ على سيادته. يمكن للحكومة السودانية أن تعرض إنشاء آليات خاصّة بها لتوفير الوصول الإنساني تتماشى مع المعايير الدولية، ولكن تحت سيطرة الحكومة السودانية. يمكن أن يُظهر هذا التزامًا بتخفيف الأزمة الإنسانية مع الحفاظ على السيادة الوطنية. على سبيل المثال، يمكن فتح مدخل أدرى وطينة على الحدود التشادية مع وضع آليات ومراقبين؛ لضمان وصول الإغاثة إلى المواطنين واللاجئين في دول الجوار، رغم شحها، دون أن تُستخدم كحيلة من الكفلاء لتأجيج الصراع. التأكيد على عدم إطالة أمد الحرب: يتطلب التركيز على التزام السودان بالسلام والاستقرار. يمكن للسودان أن يبرز موقف الحكومة كخطوة ضرورية لضمان احترام جميع الأطراف للاتفاقيات الموقعة في جدة، والتي تشمل بنودًا رئيسية، مثل: وقف إطلاق النار، والخروج من منازل المواطنين وأعيان المدينة. يمكن تقديم الحجة بأن المواقف السابقة للمبعوثين واللجنة الرباعية كانت إما منحازة أو ضعيفة أو غامضة، مما شجع قوات الدعم السريع وأعطاها غطاءً دبلوماسيًا، الأمر الذي أدى إلى استمرار الصراع وارتكاب جرائم حرب في أنحاء البلاد. تثبيت آليات وقف إطلاق النار: يجب أن يشمل الدفاع عن اتفاق جدة من خلال آليات قوية للمراقبة والتنفيذ. هذه الآليات يمكن أن تضمن التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، مما يمنع الدعم السريع من استغلال وقف إطلاق النار كوسيلة لإعادة التنظيم وإطالة أمد الصراع. يجب أن تُجمع قوات الدعم السريع في مراكز محددة خارج المدن لحماية المواطنين وتشجيع عودتهم إلى منازلهم. تجنب تمكين الدعم السريع: الاستسلام للضغوط دون ضمان التزام الدعم السريع باتفاق جدة قد يشجعه على المزيد من الانتهاكات، مما يؤدي إلى مزيد من النزوح وعدم الاستقرار. إذا استمرت قوات الدعم السريع في احتلال منازل المواطنين ومرافق المدينة، فقد يقوض ذلك سلطة الحكومة ويطيل أمد الصراع. على الحكومة تثبيت أركان الدولة وبسط سيطرتها لتمكين السودانيين من العودة إلى بيوتهم. كيف يمكن للمواطن أن يعود إلى منزله وهو يجاور "قاتلًا داعميًا"، أو توجد نقطة ارتكاز لتلك القوات تسأله عن هويته؟ يجب التمسك بشرط خروج الدعم السريع لتعود الشرطة والحياة إلى مدن السودان. الحفاظ على الدعم الداخلي: لقد صبر الشعب السوداني لأكثر من 16 شهرًا على انتهاكات هذه القوات وحرمانه من حقوقه الأساسية وتجريده من إنسانيته؛ وأصبحت المعركة الآن معركة الشعب السوداني من أجل حياته وكرامته. على الحكومة السودانية أن تتحمل تبعات أفعالها؛ خاصة أنها تستند إلى هذا الشعب الأبي. إذا نُظر إلى الحكومة على أنها تستسلم للضغوط الدولية دون حماية المصالح الوطنية، فإنها ستفقد دعم الشعب السوداني. وقد يُضعف ذلك شرعية الحكومة وقدرتها على الحكم بفاعلية، مما قد يؤدي إلى معارضة واسعة، وربما ثورة شعبية تعرض البلاد لخطر التمزق. توصيات سياساتيةإلى جانب ما سبق، هناك عدد من التوصيات الأخرى التي يحسن بالحكومة السودانية الاهتمام بها وهي تتعامل مع هذا التحدي، ومن ذلك:
الانخراط في دبلوماسية موازية: ينبغي للسودان، في الوقت الذي تتعامل فيه الوفود السودانية مع الفاعلين الدوليين، تعزيز العلاقات مع القوى الإقليمية التي يمكن أن تشكل توازنًا أمام التأثير الغربي. قد يشمل ذلك التواصل مع دول في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، التي قد تدعم موقف السودان بشأن السيادة وعدم التدخل. إنشاء ممرات إنسانية بضمانات: اقتراح إنشاء ممرات إنسانية تخضع للمراقبة المشتركة من قبل الحكومة السودانية والمنظمات الدولية المحايدة. يهدف ذلك إلى منع تهريب الأسلحة، وضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بأمان. التواصل الشفاف: يجب على الحكومة السودانية الحفاظ على التواصل المفتوح مع جميع أبناء الشعب السوداني في الداخل والخارج لدورهم في حشد الدعم المادي والدبلوماسي والسياسي. من الضروري تفعيل الدبلوماسية الشعبية، بما في ذلك التظاهر أمام سفارات الدول الداعمة للدعم السريع وفق خطة محددة، والاستفادة من المنصات الإعلامية في الدول الأوروبية وأميركا للتأثير على صنّاع القرار والضغط لتجريمهم. ينبغي على الحكومة تقديم تحديثات دورية للشعب حول جهودها لتحقيق السلام، وضمان وصول الدعم الإنساني، مع توضيح أن السيادة الوطنية والأمن غير قابلين للتفاوض. الوساطة المحايدة: الدعوة إلى عملية وساطة أكثر حيادية تشمل دولًا أو منظمات دولية تُعتبر محايدة من قبل الدولة السودانية، مثل بعض دول الاتحاد الأفريقي. إن ما تفعله قوات الدعم السريع بشعب أعزل لا يمكن غضّ الطرف عنه؛ فالوساطة المحايدة يمكن أن تساعد في بناء الثقة، وتسهيل مفاوضات أكثر إنتاجية. وعلى المبعوثين أن يتعلموا من تجارب سابقة أظهرت أن عدم الحيادية يؤدي إلى الفشل، مما يستدعي الاستقالة. تجربة فولكر واللجنة الرباعية كانت سببًا في عسكرة الساسة واحتمائهم وراء من يحمل السلاح. النهج القائم على التوازن: بتبنّي نهج ثابت قائم على التوازن، يمكن للسودان أن يؤكد مصالحه الوطنية مع إظهار التزامه بالسلام وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مما يقلل من خطر حدوث مزيد من الصراع، ويحافظ على سيادته في مواجهة الضغوط الدولية. معالم النصر داخليًا ليست بعيدة، وإن صمود فاشر السلطان في وجه التتار رغم محاولاتهم الفاشلة زاد من ثقة شعبنا في هزيمة هؤلاء.النصر قادم بإذن الله.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات قوات الدعم السریع فی الحکومة السودانیة السیادة الوطنیة وقف إطلاق النار الشعب السودانی موقف السودان على الحکومة الحفاظ على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح تنفي إنضمام بعض منسوبيها لمليشيا الدعم السريع
نفت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح بشدة صحة الإعلان التضليلي الصادر من مليشيا الدعم السريع وماتضمنه من مشاهد مصورة بثها إعلامهم الكاذب حول إنضمام عناصر من القوة المشتركة في غرب دارفور بكل عتادها إلى صفوفهم مؤكدة بحسب البيان الذي أصدرته على صفحتها في ” الفيسبوك” أنه ليس لديها أي عنصر يمكن أن يتخلى عن درب المقاومة الوطنية ضد التدخل الاجنبي ،كما أن جميع أبطالها ثابتون على موقفهم الوطني ومتمسكون بمبادئهم النضالية ، ولن يكونوا أداة بيد قوى الإرتزاق والعمالة .وجددت استمرار معركتها ضد مليشيا الدعم السريع ، وأعوانهم من المرتزقة الإقليميين والدوليين حتى تحرير كامل الأراضي السودانية وقالت أنها تمتلك السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية من أقصي غرب السودان مع تشاد إلى مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية ، ولن تسمح لأي مخطط يهدف إلى تسهيل عبور السلاح والوقود للمليشيا و أدوات الغزو الأجنبي داخل السودان.وأشارت القوة المشتركة أن إستخباراتها قد رصدت خلال الأسابيع الماضية تحركات أحد الجنرالات التشاديين المقربين من قادة مليشيا الدعم السريع، وهو مسؤول رفيع مكلف بإدارة أمن الحدود في تشاد يسعى هذا الجنرال إلى زعزعة إستقرار المناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوة المشتركة، بهدف كسر السيطرة الأمنية المحكمة على الحدود السودانية التشادية الليبية، التي تمنع مرور السلاح والوقود نحو المليشيا.واضافت أن الجنرال يقود مخططآ خطيراً يهدف إلى تسهيل عبور الأسلحة والوقود لصالح مليشيا الدعم السريع، التي تحاول بشتى الوسائل إعادة فرض وجودها في الشريط الحدودي معلنة استعداد قواتها لمواجهة أي تحركات مشبوهة على الحدود الدولية.ودعت الشعب السوداني إلى ضرورة عدم الالتفات للأكاذيب الرخيصة التي تروجها مليشيا الدعم السريع المتمردة واعوانها التي أصبحت تستغل الحرب النفسية خاصة بعد هزائمهم الميدانية المتتالية التي لحقت بهم وبشرت الشعب بأن النصر قادم بإذن الله ، وبفضل إلتزامهم بالمباديء الوطنية ، ووحدتهم مع الشعب في سبيل مواجهة المخطط الإجرامي .وفيما يلي تورد (سونا) نص البيان الذي أصدرته القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح.بسم الله الرحمن الرحيمالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلحبيان نفي :-جماهير شعبنا الأبي….تابعت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح الإعلان التضليلي الصادر عن مليشيا الدعم السريع، وما تضمنه من٢٢١٢ض١ مشاهد مصورة بثها إعلامهم الكاذب، تزعم فيها إنضمام عناصر من القوة المشتركة في غرب دارفور إلى صفوف المليشيا بكل عتادها، في مسرحية سيئة الإخراج ومكشوفة الأهداف.أولاً :نؤكد بشكل قاطع أن القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ليس لديها أي عنصر يمكن أن يتخلى عن درب المقاومة الوطنية ضد التدخل الأجنبي، ناهيك عن الإنضمام إلى مليشيا مرتزقة تخدم مشروع الغزو الأجنبي للسودان فان جميع أبطال القوة المشتركة ثابتون على موقفهم الوطني ومتمسكون بمبادئهم النضالية، ولن يكونوا أداة بيد قوى الإرتزاق والعمالة الأجنبية.ثانياً :ظلت إستخبارات القوة المشتركة تراقب عن كثب تحركات مليشيا الدعم السريع، وكشفت تفاصيل هذه المسرحية المفضوحة المشاهد التي بثها إعلام المليشيا ما هي إلا محاولة يائسة بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها المليشيا في ولاية غرب دارفور، خصوصاً في مناطق الشريط الحدودي مع تشاد، مثل معارك كلبس، جبل مون، سربا، والمواقع الإستراتيجية الأخرى التي سيطرنا عليها مؤخرًا. وقد تم طرد مليشيا الدعم السريع بشكل كامل من هذه المناطق الحدودية.المسرحية التي روجتها مليشيا الدعم السريع أظهرت مجموعة من الأفراد لا يتجاوز عددهم عشرة أشخاص، وهؤلاء ليسوا عناصر من القوة المشتركة، بل هم أفراد يتبعون لسليمان صندل، الذي إختار منذ بداية هذه الحرب الإصطفاف مع الجنجويد وأعداء الوطن.كما أن الأفراد الظاهرين في المشاهد يستقلون مركبات عسكرية جديدة لم تُستخدم بعد، وهي جزء من دفعات عسكرية وصلت مؤخرًا إلى المليشيا قادمة من ميناء في دولة الكاميرون، بتمويل ورعاية إماراتية، ليتم إستخدامها في هذه المسرحية العبثية التي تهدف لتضليل الرأي العام.ثالثاً : رصدت إستخبارات القوة المشتركة خلال الأسابيع الماضية تحركات أحد الجنرالات التشاديين المقربين من قادة مليشيا الدعم السريع، وهو مسؤول رفيع مكلف بإدارة أمن الحدود في تشاد يسعى هذا الجنرال إلي زعزعة إستقرار المناطق الحدودية التي تسيطر عليها القوة المشتركة، بهدف كسر السيطرة الأمنية المحكمة على الحدود السودانية-التشادية-الليبية، التي تمنع مرور السلاح والوقود نحو المليشيا.هذا الجنرال يقود مخططًا خطيرًا يهدف إلى تسهيل عبور الأسلحة والوقود لصالح مليشيا الدعم السريع، التي تحاول بشتى الوسائل إعادة فرض وجودها في الشريط الحدودي، لكن قواتنا مستعدة تمامًا لمواجهة هذا التهديد وردع أي تحركات مشبوهة على الحدود الدولية.رابعاً : لقد رصدت إستخباراتنا أيضًا محاولة سليمان صندل، بالتنسيق مع الجنرال التشادي، لإستقطاب لاجئين سودانيين في معسكرات اللاجئين قرب الحدود التشادية وقد حاولوا خداع اللاجئين باسم “القوة المشتركة”، بهدف تجنيدهم ضمن حركة صندل الذي لا وجود له في أرض الواقع و من ثم ضمهم لصفوف حليفه مليشيا الدعم السريع.هذه المحاولات باءت بالفشل الذريع، لأن الجميع يعرفون الفرق بين حركات الكفاح المسلح التي تكونت تحت لواء القوة المشتركة، التي تسعي لتحرير السودان، وبين أدوات الإرتزاق والتبعية للخارج و حلفاء الجنجويد.خامساً (رسالتنا للنظام التشادي):أنتم تتمادون في دعم وتسليح مشروع أجنبي يهدد أمن الشعبين السوداني والتشادي معًا. ندعوكم إلى إستخدام صوت العقل، والتفكير في مصلحة الشعبين الشقيقين، السوداني والتشادي يجب أن تكون الحدود منطقة للتبادل التجاري والتعاون المشترك، وليس ممرًا للمرتزقة والسلاح لقتل الأبرياء في السودان.إن تسهيلكم لتوريد الأسلحة عبر الحدود السودانية لصالح مليشيات الجنجويد، والمشاركة في مخططات ضرب إستقرار السودان و قتل الأطفال و النساء في المعسكرات ، سيجعل منكم شركاء في الجرائم ضد الإنسانية التي تُرتكب في السودان، وسيحملكم الشعب السوداني والتاريخ المسؤولية الكاملة.السودانيات و السودانيين……تؤكد القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح أن معركتنا ضد مليشيا الدعم السريع وأعوانهم من المرتزقة الإقليميين والدوليين مستمرة حتى تحرير كامل الأراضي السودانية نحن نمتلك السيطرة الكاملة على المناطق الحدودية، من أقصى غرب السودان مع تشاد إلى مثلث الحدود السودانية-الليبية-التشادية في الشمال، ولن نسمح لأي مخطط يهدف إلى تسهيل عبور السلاح والوقود للمليشيا و أدوات الغزو الأجنبي داخل السودان.جماهير شعبنا الأبي…ندعو شعبنا الأبي إلي عدم الإلتفات للأكاذيب الرخيصة التي تروجها مليشيا الدعم السريع وأعوانها، فالحرب النفسية هي جزء من معركتهم الفاشلة بعد الهزائم الميدانية ونؤكد أن النصر قادم بإذن الله، بفضل إلتزامنا بالمباديء الوطنية، ووحدتنا مع شعبنا في مواجهة هذا المشروع الإجرامي.؛؛المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار لأعداء الوطن؛؛سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب