يمن مونيتور/ (شينخوا)/ ترجمة خاصة:

وسط الصراع الطويل والفقر المستشري الذي ابتلي به اليمن لسنوات، أنشأت مها الذبحاني ملجأ فريدا للكلاب والقطط المهجورة في صنعاء.

وقالت المرأة اليمنية البالغة من العمر 34 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) “أقوم برعاية جميع الحيوانات الضالة المصابة، وخاصة تلك التي تعاني من إعاقات دائمة، وأوفر لها الطعام والمأوى والرعاية الطبية”.

يبدأ يوم الذبحاني مبكرًا بالعمل في إحدى الشركات الخاصة في وسط صنعاء. وبعد انتهاء ورديتها في الساعة الرابعة عصرًا، تتوجه إلى أحد المطاعم المحلية لجمع بقايا الطعام لحيواناتها. ورغم هذه الجهود، غالبًا ما تكون البقايا أقل من احتياجات الملجأ.

وقالت “أقوم بزيارة مسالخ الدجاج ثلاث مرات أسبوعيا لجمع الإمدادات الإضافية”.

ويشكل توفير الطعام المتخصص، وخاصة للقطط الفارسية ذات الشعر الطويل والتي تحتاج إلى عناية كبيرة، تحدياً آخر. إذ يصل سعر كيس الطعام الذي يزن 15 كيلوغراماً، والذي لا يدوم أكثر من أسبوع، إلى 35 ألف ريال يمني (حوالي 55 دولاراً أميركياً).

تصنف الأمم المتحدة اليمن على أنه يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فقد دخل البلد في حرب أهلية وحشية منذ عام 2014، مما أدى إلى تدمير اقتصاد البلاد ودفع الملايين إلى الفقر.

ولكن بالنسبة للذبحاني، فإن الحيوانات الضالة والمصابة، إلى جانب البشر، هي أيضا في حاجة ماسة إلى العطف والرعاية.

ولا يوفر ملجأها الرعاية الفورية فحسب، بل يسعى أيضًا إلى إيجاد منازل دائمة للحيوانات التي أعيد تأهيلها. وأوضحت: “نعلن عن التبني على وسائل التواصل الاجتماعي. تبقى الحيوانات التي تعاني من حالات دائمة هنا، بينما يتم وضع الحيوانات الأخرى مع أسر ترعاها”.

تنفق الذبحاني شهريا أكثر من 50 ألف ريال يمني على الإيجار والمياه والكهرباء لقسمي الملجأ، أحدهما للكلاب والآخر للقطط. وكثيرا ما تجبرها تكاليف الأدوية والعلاجات والرعاية البيطرية على الاستدانة.

ويضيف موسم الأمطار طبقة أخرى من الصعوبة، حيث تتسرب المياه عبر سقف الملجأ التالف والأرض غير المحاطة بالأسوار، مما يؤدي إلى ظروف شديدة البرودة يمكن أن تكون قاتلة للقطط الصغيرة.

ورغم هذه العقبات، تظل الذبحاني ملتزمة بقضيتها، حيث تستقبل الحيوانات المصابة والضالة يوميًا. وتأمل في المزيد من المتطوعين والدعم، خاصة وأنها تواجه نقصًا في التمويل من الجمعيات الخيرية والمنظمات.

“إن الإنسانية لا تقتصر على التعاطف مع البشر فحسب، بل أيضًا مع الحيوانات التي تعيش معنا على الأرض”، كما قالت.

يمن مونيتور21 أغسطس، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة وول ستريت جورنال: جموح الحوثيين يزعج إيران مقالات ذات صلة وول ستريت جورنال: جموح الحوثيين يزعج إيران 21 أغسطس، 2024 بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة 21 أغسطس، 2024 قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط 21 أغسطس، 2024 “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 الأخبار الرئيسية وول ستريت جورنال: جموح الحوثيين يزعج إيران 21 أغسطس، 2024 ملجأ يمنية للحيوانات الضالة تعاطف نادر وسط الحرب 21 أغسطس، 2024 بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة 21 أغسطس، 2024 قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط 21 أغسطس، 2024 “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك وول ستريت جورنال: جموح الحوثيين يزعج إيران 21 أغسطس، 2024 “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 قتلى وجرحى بهجوم على موقع عسكري جنوبي اليمن 21 أغسطس، 2024 برنامج الأغذية العالمي يستأنف توزيع المساعدات تدريجياً في مناطق الحوثيين 21 أغسطس، 2024  ماذا يعني التعديل الحكومي الحوثي بالنسبة لليمن؟ 21 أغسطس، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 18 ℃ 23º - 17º 74% 2.13 كيلومتر/ساعة 23℃ الأربعاء 24℃ الخميس 24℃ الجمعة 24℃ السبت 25℃ الأحد تصفح إيضاً وول ستريت جورنال: جموح الحوثيين يزعج إيران 21 أغسطس، 2024 ملجأ يمنية للحيوانات الضالة تعاطف نادر وسط الحرب 21 أغسطس، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬566 غير مصنف 24٬175 الأخبار الرئيسية 14٬295 اخترنا لكم 6٬934 عربي ودولي 6٬742 غزة 6 رياضة 2٬277 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬211 كتابات خاصة 2٬049 منوعات 1٬968 مجتمع 1٬819 تراجم وتحليلات 1٬718 ترجمة خاصة 16 تحليل 3 تقارير 1٬574 آراء ومواقف 1٬486 صحافة 1٬472 ميديا 1٬368 حقوق وحريات 1٬293 فكر وثقافة 878 تفاعل 804 فنون 471 الأرصاد 287 بورتريه 63 صورة وخبر 33 كاريكاتير 32 حصري 20 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

مروان عباس محمد فارع

المنتخب اليمني ............. لماذا لم يكن زي منتخب اليمن الف...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...

SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال لجنة رئاسیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

أكثر من 6800 هجوم فلسطيني في عام.. قمع الاحتلال يشعل فتيل المقاومة بالضفة

تستمر عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، على الرغم من العمليات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ بداية معركة طوفان الأقصى، وقد وفرت الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة واعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة حوافز لاستمرار الفعل المقاوم.

وتسعى فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية في عمليتاها إلى مواجهة المخططات العسكرية الكبرى لجيش الاحتلال التي تهدف إلى تقويض بنيتها العسكرية في مخيمات الضفة، وخلق واقع سياسي وأمني جديد وفقا لأجندة اليمين الإسرائيلي الساعي إلى ضم الضفة الغربية.

وأشار تقرير إحصائي صادر عن مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى تزايد عمليات المقاومة الفلسطينية في العام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه، وإن كانت نسبة العمليات الكبيرة قد تراجعت.

عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تزايدت في العام 2024 مقارنة بالعام الذي سبقه (غيتي) إحصائيات العمليات

أشار تقرير مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إلى زيادة كبيرة في نطاق العمليات في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر على مدى العامين الماضيين.

ووفقًا لبيانات جهاز الأمن الداخلي فى إسرائيل (الشاباك) فقد نفذت 6828 عملية في عام 2024، بما فيها العمليات الشعبية التي تتضمن إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف، وهو ضعف عدد الهجمات في عام 2023 البالغة 3436 هجوما.

إلا أن العمليات المهمة في الضفة الغربية والقدس شهدت انخفاضا بنسبة 44%، بما فيها عمليات الدهس والطعن وإطلاق النار والمتفجرات؛ مع تسجيل 231 هجوما مهما في عام 2024 مقارنة بـ 414 هجوما مهما في عام 2023.

إعلان

وتُظهر البيانات أيضا أن 14 هجوما مهما نفذها فلسطينيو الداخل المحتل، 5 منها نفذها بدو من النقب، وكان النمط السائد هو الطعن.

وفي عام 2024، بلغ عدد القتلى الإسرائيليين في العمليات 46، بزيادة نحو 7% مقارنة بعام 2023، و337 جريحا بزيادة نحو 50%، وكانت حصيلة عمليات شهر أكتوبر/تشرين الأول هي الأكبر في العام 2024 إذ بلغت 11 قتيلا و76 جريحا.

وبحسب التقرير، فقد نفذ 82 اعتداء داخل الخط الأخضر، من كتسرين في الشمال وحتى بئر السبع في الجنوب، وكان التركيز كبيرا على تل أبيب ومحيطها.

وفي منطقة الضفة الغربية، كان أكبر عدد من العمليات في محافظة نابلس (43)، تليها جنين (31)، ورام الله (28)، والخليل (24)، وطولكرم (23).

وينقل التقرير إحباط جهاز الشاباك في العام الماضي 1040 هجومًا كبيرًا في الضفة الغربية والقدس، كما أحبط عددا مقاربا من العمليات لعام 2023 التي بلغت 1032 عملية.

واعتقل الاحتلال 3682 فلسطينيا في الضفة الغربية والخط الأخضر، مقارنة بـ5100 اعتقال في عام 2023، إضافة إلى ذلك، وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، تم خلال عام 2024 تنفيذ 110 غارات جوية، والتي تشكل توجها جديدا في مواجهة المقاومة في الضفة، وأسفر عن استشهاد 165 مقاوما.

دوافع متجددة للمقاومة

ويمكن تفسير استمرار العمليات رغم حجم القمع الإسرائيلي بعدة عوامل أساسية، منها:

تفاعل الفلسطينيين مع حجم الإجرام الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو رد فعل تأخر في الأشهر الأولى من الحرب إلى حين تكون البنى العسكرية القادرة على الاشتباك الفاعل مع الاحتلال. هجمات المستوطنين ازدادت بحدة منذ طوفان الأقصى، ففي الفترة من 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024 سُجل ما لا يقل عن 1860 حادثة عنف من المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة (بمعدل 4 حوادث يوميًا)، وفقًا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
وشهدت محافظة نابلس أعلى عدد من اعتداءات المستوطنين بواقع 411 حادثة، تلتها محافظة رام الله بـ410 حوادث، وفي الخليل 362 حادثة. العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تستنفر المقاومين للدفاع عن مخيماتهم ومدنهم من ناحية، وتوفر لهم أهدافا عسكرية إسرائيلية في متناول أسلحتهم. إعلان

وهذا الواقع مرشح للاستمرار لفترة غير محددة، إذ يسعى الاحتلال إلى تعزيز حضوره العسكري المباشر في مراكز مدن الضفة الغربية تمهيدا للتقدم في مسار ضمها، والذي يقدمه نتنياهو كمكسب لأحزاب اليمين في حكومته للاستمرار في دعمه وتجنب إسقاط الحكومة بفعل الخلاف بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

تهريب الأسلحة

يشير الاحتلال إلى تزايد تهريب الأسلحة عبر الحدود الأردنية، كسبب لتزايد المقاومة في الضفة في السنوات الأخيرة، وتكرر حديث الاحتلال عن إحباط وملاحقة شحنات إيرانية وصلت إلى مدن الضفة الغربية.

ففي مارس/آذار 2024، قال الجيش الإسرائيلي إن جهاز الأمن العام "الشاباك" أحبط أخيرًا محاولات إيرانية لتهريب شحنات كبيرة من الأسلحة المتطورة منها عبوات تحتوي على شظايا متفجرة وألغام مضادة للدبابات إلى نشطاء في الضفة الغربية لاستخدامها في تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.

‏وبحسب الشاباك، كانت وراء المخطط "الوحدة الإيرانية 4000″، وقسم العمليات الخاصة التابع لمنظمة استخبارات الحرس الثوري الإيراني، برئاسة جواد غفاري، ووحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا، والمعروفة باسم "الوحدة 18840". التابعة لرئيس "الوحدة 840" الإيرانية أصغر بكري.

كما نسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بتاريخ 9 أبريل/ نيسان 2024 إلى مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، أن إيران تدير طريق تهريب للسلاح إلى الأراضي الفلسطينية عبر العراق وسوريا ولبنان والأردن، بالتعاون مع المهربين البدو.

الجيش الإسرائيلي قال إنه استولى على كمية "كبيرة" من الأسلحة المتطورة من إيران (الصحافة الإسرائيلية) جغرافيا العمليات

تركزت الأعمال الدفاعية لفصائل المقاومة في المخيمات الفلسطينية كمخيمات جنين ونور شمس وطولكرم، لما فيها من كثافة سكانية ونمط عمراني يسهل التخفي ويعيق تقدم آليات الاحتلال.

إعلان

وشكلت المناطق البعيدة عن المستوطنات وقوات الجيش الإسرائيلي ورقابتها المشددة بيئات حاضنة لمقاومة الاحتلال، كما أظهرت دراسة نشرتها مجلة "السلم والصراع: علم نفس السلام" في فبراير/ شباط 2024.

وتوصلت الدراسة بالجمع بين مسح تمثيلي للسكان البالغين من 49 مجتمعًا في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس مع بيانات جغرافية مشفرة للمستوطنات والبنية التحتية للمراقبة، إلى أن "تماسك المجتمع يتنبأ بزيادة الاستعداد للمقاومة بشكل مباشر وغير مباشر من خلال معايير المجتمع المتصورة للتضامن، في حين أن العيش في مجتمعات أقرب إلى المستوطنات أو البنية التحتية للمراقبة ينبئ بانخفاض تماسك المجتمع، وانخفاض توقعات التضامن مع المقاومة، وقلة الرغبة في الانخراط فيها".

وفي التعامل مع هذا التوزيع الجغرافي لعمليات المقاومة يعمل الاحتلال على تغيير البيئة العمرانية للمخيمات الفلسطينية من خلال شق طرق واسعة تمر من خلالها، بما يجعلها مكشوفة لأي عمليات اقتحام مباغتة من قوات الاحتلال.

ويشير تقرير لوكالة رويترز بتاريخ 25 فبراير/شباط 2025 إلى أن قوات الاحتلال شقت طرقا واسعة داخل مخيم جنين، بدلا من أزقته الضيقة.

ونقل التقرير عن المتحدث باسم بلدية جنين بشير مطاحن قوله "إن ما يحدث في جنين هو تكرار لما حدث في جباليا "، وإن 12 جرافة على الأقل تعمل على هدم المنازل والبنية التحتية في المخيم.

وأضاف أن فرق الهندسة التابعة لجيش الاحتلال شوهدت وهي تستعد للإقامة لفترة طويلة، وجلبت خزانات مياه ومولدات كهربائية إلى منطقة خاصة تبلغ مساحتها نحو فدان واحد.

استمرار العمليات

في ضوء التوجهات السياسية الإسرائيلية الساعية إلى ضم الضفة الغربية، والتراجع النهائي عن فكرة حل الدولتين، من المرجح أن تستمر العمليات العسكرية الواسعة في الضفة الغربية، وأن تنخفض بالمقابل شرعية الدور الأمني لأجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يرجح أن يدفع المزيد من الفلسطينيين إلى القناعة بأن مقاومة الاحتلال هي الوسيلة الوحيدة الممكنة لإعاقة هذا التوجه الإسرائيلي.

إعلان

وكذلك الحال بالنسبة إلى عنف المستوطنين الذي يتوقع استمراره وتزايده، خصوصا في ظل توسع عمليات التسليح التي قادها وزير الأمن السابق إيتمار بن غفير، وتوفر الغطاء السياسي الإسرائيلي والأميركي، حيث كان من أوائل قرارات الرئيس دونالد ترامب، إلغاء العقوبات التي فرضتها إدارة سلفه جو بايدن على عدد من المستوطنين الإسرائيليين المتورطين في أعمال عنف ضد الفلسطينيين.

وكما لا يبدو أن الحرب في غزة متجهة إلى هدوء طويل الأمد، بفعل اتضاح فشل الاحتلال في تحقيق أهداف حربه على القطاع، فإن مختلف العوامل التي شكلت حوافز لتصاعد المقاومة في الضفة في العامين السابقين تدفع باتجاه استمرارها في المستقبل القريب، وسيكون مدى نجاحها وفاعليتها مرتبطا بمدى الدعم السياسي الذي يمكن أن تحصل عليه من المحيط العربي والإسلامي، ومدى الضغوط التي ستواجه العمل العسكري الإسرائيلي في الضفة وتحدد مدى حرية عمله، على مستوى التدمير والتهجير والقتل والأسر.

وبذلك فمن المرجح أن تكون الضفة بؤرة صراع عسكري مستمر مع الاحتلال في الأشهر وربما السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الطائرات المسيرة واجزائها المهربة الى اليمن وأنباء عن سلسلة إمداد معقدة بين الحوثيين والصين
  • يونيسف: لا يزال أكثر من 25 % من أطفال لبنان خارج المدرسة
  • أكثر الدول امتلاكاً لاحتياطيات المعادن النادرة في العالم (إنفوغراف)
  • السعودية تفتح باب الحوار مع الحوثيين: خطوة نحو ضم اليمن لمجلس لتعاون الخليجي؟
  • أمريكا تحسم موقفها من اليمن.. ومصادر تكشف عن نقاشات مكثفة في واشنطن بشأن التعاطي مع الحوثيين
  • أكثر من 6800 هجوم فلسطيني في عام.. قمع الاحتلال يشعل فتيل المقاومة بالضفة
  • ٧٠٠ مليون دولار.. البترول تعلن طرح 61 فرصة استثمارية خلال أغسطس 2024
  • اليوم.. “المرور” تطرح المزاد الإلكتروني للوحات المميزة عبر “أبشر”
  • اليمن.. مطالبة بالتحقيق في وفاة مختطفين لدى الحوثيين
  • وردنا الآن | الأرصاد يحذير جميع المواطنين من موجة غبار تؤثر على 5 محافظات يمنية