الحرة:
2025-03-16@15:11:34 GMT

غارات إسرائيل تفضح مخازن حزب الله بين المدنيين

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

غارات إسرائيل تفضح مخازن حزب الله بين المدنيين

"ليلة مرعبة" عاشها سكان عدد من القرى في منطقة البقاع اللبناني، بعد غارات عنيفة شنها الطيران الإسرائيلي ليل الاثنين، مستهدفاً ما تبين أنه مخزن مقذوفات صاروخية لحزب الله، ما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران فيها، وتطاير الصواريخ والمقذوفات منها نحو المناطق المحيطة بها لنحو أربع ساعات متوالية.

"ما عدنا نعلم من أين ستأتينا الضربة، من الطيران، أم من الصواريخ العشوائية.

اختبأت مع أولادي في أبعد غرفة عن اتجاه الغارة، جلسنا على الأرض بعيدا عن الشبابيك، المشهد نفسه في المكان نفسه الذي اختبأنا فيه خلال حرب 2006، كنت طفلة خائفة في حينها، أصبحت اليوم أم خائفة أكثر"، تقول زهراء، التي تعيش على أطراف بلدة تمنين التحتا، القريبة من موقع القصف، في حديثها لموقع "الحرة".  

"رعب رعب، هذا باختصار ما يمكنني أن أقوله، ولن يفهم إلا من اختبر الأمر، القصف معروف أنه موجه نحو هدف محدد، ولكن انفجار مخزن صواريخ وتطايرها بهذا الشكل العشوائي، يعني أننا خارج إطار السيطرة، الأمر بات مرهونا بالقدَر والنصيب، كان الوضع أشبه بانفجار بركان مقابل المنزل ظهر من العدم، لا نعرف أين ستصيب حممه المتطايرة"، يصف بدوره أحمد، الذي يعيش قرب بلدة الحلانية، المشهد الذي تابعه من شرفة منزله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي بأن طائرات حربية تابعة لسلاح الجو أغارت على عدد من المستودعات لتخزين الوسائل القتالية التابعة لحزب الله "في منطقة البقاع في عمق لبنان".

غارات إسرائيلية "نادرة" تستهدف مستودعا للأسلحة شرقي لبنان أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان بـ"تعرض بلدات في قضاء بعلبك" في منطقة البقاع في شرق لبنان "لثلاث غارات إسرائيلية"، مساء الاثنين.

ونشر سكان محليون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة لانفجارات وتطاير مقذوفات من المكان المستهدف، بُعيد وقوع الغارات الإسرائيلية. 

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

أعادت واقعة ليل الاثنين، تسليط الضوء على المخاطر التي يعيشها المدنيون في لبنان، خاصة في أماكن نفوذ حزب الله، على مقربة من مخازن سريّة لصواريخ وأسلحة تابعة للميليشيا المدعومة من إيران، والتي قد تكون هدفاً عسكرياً في أي وقت.

غارات عنيفة جداً على مخازن اسلحة تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني في البقاع - لبنان والتي وضعها بين المدنيين بدلاً pic.twitter.com/7OlPT4WueY

— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) August 19, 2024

وكان جنوب لبنان شهد حادثة مشابهة في يوليو الماضي، وتحديداً في منطقة عدلون التي شهدت كذلك استهداف مستودع أسلحة أخذت تتطاير منه الصواريخ باتجاه القرى والبلدات المجاورة مثل بلدة الخرايب حيث سجل سقوط إصابات في صفوف المدنيين نتيجة ذلك، فيما انتشرت فيديوهات الانفجارات التي استمرت لفترة طويلة بعد القصف.

انفجارات متواصلة.. غارة تستهدف مستودعا للذخائر في لبنان أكدت وكالة الأنباء اللبنانية، ليل السبت الأحد، أن غارة استهدفت مستودعا للذخائر في بلدة عدلون. 

لم يكن المخزن المستهدف ليل الاثنين في منطقة سكنية مكتظة، وإنما هنغار حديدية في منطقة زراعية سهلية، وهذا واضح من خلال المشاهد والصور الجوية، فضلاً عن شهادة القريبين من المكان، إلا أن الشظايا والصواريخ تتطاير أحيانا لمسافة تصل إلى كيلومترات في الجو قبل أن تسقط في أماكن بعيدة عن مكان الغارة، ما يهدد عشرات القرى والبلدات المحيطة بموقع تخزينها.

وحدثت وزارة الصحة في لبنان حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية مساء الاثنين على البقاع، حيث بلغ عدد الجرحى 11 شخصاً، دون تحديد طبيعة أو أسباب أو مكان حصول الإصابة، لتبيان ما إذا كانت ناجمة عن القصف الإسرائيلي أم عن الصواريخ المتطايرة بعد القصف، إلا أن المؤكد أن الحادثة برمتها لم تكن بعيدة عن المدنيين اللبنانيين، وكان يمكن أن تتسبب بكارثة تهدد آلاف القاطنين في المنطقة.

وقطعت فرق الدفاع المدني الطريق الدولية المؤدية إلى مدينة بعلبك، والتي عادة ما تشهد حركة نشطة في الوقت الذي حصلت فيه الغارة، خشية تساقط المقذوفات على سيارات المارة، فيما أعلنت مؤسسات وشركات عن توقيف أعمالها في اليوم التالي نتيجة سقوط صواريخ غير منفجرة في محيطها.

وأعلن المدير العام لمصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ميشال أفرام في بيان، "إقفال محطات الأبحاث في البقاع، بعد الغارات الإسرائيلية التي حدثت، بحيث سقطت صواريخ لم تنفجر بالقرب من محطة تل عمارة".

وأضاف البيان: "تحسباً لأي تطور سلبي وحفاظاً على أرواح الزملاء تقفل محطات تل عمارة وكفردان ورياق أبوابها في انتظار جلاء الموقف".

"غير مقبول"

يؤكد أحمد أنه لم يكن هناك أي مؤشرات تدل على أن المكان ذو طابع عسكري، "مجرد خيمة زراعية، يتواجد بالقرب منها مزارعين في العادة، حتى أننا في البداية ظننا أن الاستهداف وقع في منطقة زراعية مفتوحة لسيارة أو دراجة، إلى أن بدأت الانفجارات من المخزن."

ويعتقد أحمد أن المخزن كان تحت الأرض وليس فوقها في الخيمة، "بدأت الصواريخ والشظايا بالتطاير من فوقنا باتجاه الأماكن الأبعد عنا حيث كنا قريبين جدا من موقع الضربة، ومن الساعة الثامنة وخمس دقائق مساء حين وقع القصف، وحتى الساعة 12 منتصف الليل تقريباً، استمرت الانفجارات والارتجاجات وتوهج اللهب الذي كان يصدر هديراً غريباً، 4 ساعات من مشهدية مرعبة جعلت كل المنطقة المحيطة تعيش حالة هلع غير مسبوقة."

يفضل أحمد ومثله زهراء أن يكتفيا بذكر اسمهما الأول، بكونهما يقطنان في أماكن نفوذ لحزب الله، تجنباً لتبعات إبداء قلقهم ومخاوفهم واعتراضهم على نشر حزب الله لمخازنه قرب بيوتهم وقراهم.

يقول أحمد "مهما أخفوا الأمر أو تغاضوا عنه، بالأمس كان هناك موجة غضب كبيرة على حزب الله في المنطقة، وفي أحسن الأحوال نقول عتب كبير، بسبب اختيار مكان تخزين الصواريخ قرب منطقة سكنية، هناك أنصار لحزب الله، كانوا بالأمس يقولون: "إن صح أن ذلك وكان ما انفجر مخزنا، فهذه قلة أخلاق من جانب حزب الله". كانت الناس مزعوجة بالفعل، ولكن ليس أمامهم أي خيارات سوى الترقب والقلق مما هو آت."

ويضيف "في نهاية الأمر الروح عزيزة وكل الناس لديها عائلات وأولاد وأرزاق، ولا أحد مستعد للتعايش مع ألغام بهذا الحجم، مزروعة من حوله، خاصة إن كان لا يعلم بشأنها ولا يمكنه أخذ احتياطاته، أو الرحيل أقله عن المكان احتياطاً."

من ناحيتها ترى زهراء أن ما حصل بالأمس "غير مقبول صراحة"، وتضيف "مهما كانت القضية والرأي منها، وأيا تكن الأسباب، لا يمكن تفخيخ المجتمع والمناطق المدنية بهذه الطريقة، لا يمكن تحويل الناس إلى وقود حروب، وهذا المزاج العام فعلياً هنا."
تعبر زهراء عن خشية وقلق مستمرين حول منزلها وتنقلاتها لجهلها بمدى قربها من أي هدف عسكري محتمل، "منذ الصباح أنظر إلى كل ما يثير الشكوك في محيطي، بدأت أضع لائحة بأماكن سأتجنبها خلال تنقلاتي المقبلة، بصراحة لا أعلم كيف أتوجه أو إلى أين، لا مكان آمن بعد الآن هنا، يجب أن نخرج من كل المنطقة، ولكن إلى أين؟".

يستذكر أحمد أنه خلال حرب عام 2006، "كان بين أيدي الناس بعض الأموال وكانت الأحوال أفضل، وكانت سوريا آمنة ومفتوحة أمام الهاربين من الحرب، أو النازحين عن أماكن مهددة أو قريبة من مراكز لحزب الله، أما اليوم فكل ذلك غير متوفر، لا مكان تهرب إليه الناس، اليوم ابن منطقة البقاع ليس لديه أصلاً ما يكفي من المال لينزح، معظم المجتمع مزارعين أو موظفين، معدل مدخولهم الشهري يقارب 300 دولار، كيف سيكفي هؤلاء مصروف الحرب والنزوح؟"

انتهاك للقانون الدولي

وكان للبنانيين تجربة سابقة مع استخدام حزب الله للمناطق اللبنانية في سبيل أنشطته العسكرية، لا سيما في حرب عام 2006، حيث أجرت منظمة هيومن رايتس ووتش تحقيقاً موسعاً حول أداء حزب الله خلال تلك الحرب، بيّن أن الميليشيا التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، عرّضت في مواقف عدة موثقة بالتواريخ والأمكنة حياة المدنيين للخطر، إما بسبب نشاطها العسكري أو بسبب إخفاء مخازن أسلحة بين المدنيين. 

ووثقت المنظمة  حينها عدداً من الحالات التي انتهك فيها حزب الله قوانين الحرب عبر تخزين الأسلحة والذخيرة في مناطق مأهولة وعدم بذل أي جهد بغرض إبعاد المدنيين الواقعين تحت سيطرته عن تلك المناطق.

كما نقل التحقيق معلومات مفادها أن حزب الله خزن أسلحةً في مناطق مدنية بضواحي بيروت الجنوبية. وقابل مدنيين في الضاحية الجنوبية نقلوا لـ"هيومن رايتس ووتش" مشاهداتهم لتخزين ونقل الأسلحة من مبان سكنية في الضاحية الجنوبية والاحتماء في ملاجئ مدنية، وهو ما اعتبره التحقيق انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني بتعريض المدنيين للخطر.

في حينها، رأت المنظمة أن الحالات التي قام بها الحزب بتخزين الأسلحة ونشر المقاتلين في أحياء كثيفة السكان، فإنه كان يرتكب انتهاكاً جسيماً لقوانين الحرب، تتضمن "اتخاذ المدنيين دروعاً".

ويفرض القانون الإنساني على الأطراف المتقاتلة اتخاذ الاحتياطات الأخرى اللازمة لحماية ما تحت سيطرتها من سكان مدنيين من الأخطار الناجمة عن العمليات العسكرية.

ويشمل هذا تجنب إقامة أهداف عسكرية (كالأسلحة والذخيرة) في المناطق المكتظة بالسكان، وعند تعذر ذلك نقل السكان المدنيين بعيداً عن المناطق المجاورة للأهداف.

في هذا السياق يوضح الخبير العسكري والعميد الركن المتقاعد خالد حمادة، أن القوانين الدولية الموقع عليها لبنان، والتي تلزم بتجنيب المدنيين الخطر، لا تحترمها التنظيمات المسلحة غير الرسمية، كما هو حال حزب الله، ولا تنظر إلى هذه القوانين وبروتوكولات جينيف كمرجعية لسلوكها العسكري.

ما يجري حاليا في لبنان، بحسب حمادة، هو انتهاك للقانون الدولي الإنساني، معتبراً أن الواجب الأول يقع على عاتق الحكومة اللبنانية، "يجب على الحكومة أن تكون قادرة على إلزام حزب الله بعدم استخدام المناطق المدنية لتخزين الأسلحة، ولكن الكل يدرك في لبنان وخارجه نقاط الضعف الموجودة على المستوى السياسي في لبنان، وبالتالي تبقى حياة المدنيين رهن تصرفات ميليشيات مسلحة ليس لها أي ضوابط قانونية ولا يمكن للدولة أن تلزمها بأي اعتبار."

أزمة محلية - دولية

ولطالما شكل ملف تخزين حزب الله لأسلحته في مناطق مدنية، مادة تجاذب وخلاف محلي لبناني، حيث رفض اللبنانيون في مرات عدة أنشطة حزب الله العسكرية في مناطقهم المدنية، كما حصل في واقعة بلدة شويا في قضاء حاصبيا عام 2021 حين أوقف السكان راجمة صواريخ تعود لحزب الله بعد إطلاقه رشقة على إسرائيل، كذلك في حادثة الكحالة عندما اشتبك الأهالي مع عناصر من الحزب عقب سقوط شاحنة كانت تنقل أسلحة عبر مناطقهم، وكانت بلديات محلية ومرجعيات دينية مثل بكركي، قد حذرت في أكثر من مناسبة من الأخطار المحدقة بحياة السكان جراء تخزين حزب الله لأسلحته بين المدنيين.

واتخذ التجاذب في مراحل عدة طابعاً دولياً، كما حصل عندما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عام 2020 خلال كلمة له في الجمعية العامة للأمم المتحدة وجود مصنع صواريخ في منطقة الجناح في بيروت، ما اضطر الدولة اللبنانية في حينها لتنظيم جولة لسفراء الدول الأجنبية في المكان لإظهار عدم صحة الاتهام الإسرائيلي.

ومؤخراً نشرت صحيفة "التلغراف" البريطانية، تقريرا قالت فيه إن حزب الله اللبناني يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت، ونسبت تلك المعلومات إلى "مبلغين" من المطار.

وزعم تقرير الصحيفة أن المطار يضم صواريخ "غير موجهة" إيرانية الصنع، وصواريخ فاتح-110 قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة، وصواريخ إم-600 بمدى بين 150 إلى 200 ميل، فضلا عن أسلحة أخرى، وهو ما يثير مخاوف من أن يصبح مطار "رفيق الحريري"، الذي يقع على بعد 4 أميال فقط من وسط المدينة، هدفا عسكريا رئيسيا.

في المقابل نفى لبنان رسميا تلك الإتهامات وأقام جولة للإعلاميين ولمن يرغب من سفراء الدول الأجنبية في باحات مطار بيروت وقاعاته ومخازنه للتأكيد على خلوها من أي مخازن عسكرية.

ويتطلب تخزين الأسلحة العسكرية والصواريخ اعتماد بروتوكولات حماية وآلية تخزين تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتمالات بما فيها تعرض المواد المخزنة للاستهداف، أو خلل تقني، أو حريق، أو تلف، وهو ما يوجب أيضاً دراسة طريقة تخزينها وبعدها عن الأماكن المدنية، ويفرض تفكيك المقذوفات كالصواريخ بحيث تكون غير مفعّلة عند وقوع أي طارئ كي لا تلحق الأضرار بمحيطها، كما حصل في البقاع.  

ويقول الخبير العسكري "بالنتيجة هناك خرق للقوانين الدولية من الجانبين، من جانب حزب الله الذي يخزن في أماكن مدنيين، ومن جهة أخرى على إسرائيل التي تقصف مناطق مدنية بذريعة وجود اهداف عسكرية لحزب الله، سواء مقاتلين او مخازن".

مقتل 10 أشخاص بغارة إسرائيلية على النبطية جنوب لبنان قتل 10 أشخاص على الأقل، بينهم أطفال، بغارة إسرائيلية على النبطية في جنوب لبنان، السبت.

تغيير هذا الواقع المفروض يستلزم وفق حمادة، تحرك دولة قوية لردع الطرفين وحماية المدنيين، "وهذا ما لا يتوفر حاليا بالدولة اللبنانية" على حد قوله. لذا فإن التعويل في هذه الحالة على مواقف من المنظمات والجمعيات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية لتثير هذه القضية على مستوى دولي لمحاولة فرض قيود معينة أو الزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ إجراءات معينة للحد من كل هذه المخاطر التي تهدد المدنيين في لبنان.

ومنذ سنوات حتى اليوم، ينشر الجيش الإسرائيلي صوراً ومقاطع مصورة لما يزعم بأنها منشآت عسكرية ومخازن ومصانع صواريخ تابعة لحزب الله، مقامة وسط مناطق مدنية مكتظة ومأهولة قرب مساجد ومدارس، ويعتبر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يستخدم سكان لبنان كتكتيك عسكري لتنفيذ مخططاته. وهو ما ينفيه حزب الله باستمرار.

هل تستطيع إسرائيل فعلاً "ردع" حزب الله؟ لا يزال التوتر سيد الموقف على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان، وذلك خوفا من حدوث تصعيد كبير قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة نطاق في المنطقة، وذلك عقب اغتيال القيادي العسكري البارز في في ميلشيات حزب الله، فؤاد شكر، والذي لقي حتفه بضربة جوية في 30 يوليو الماضي.


ودائما ما تطالب اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتخاذ أقصى "الاحتياطات المستطاعة" خلال الحروب لتجنيب المدنيين آثار العمليات العسكرية، حيث تدعو لاتخاذ الخطوات المطلوبة للتعرف على الهدف العسكري المشروع "في الوقت المناسب وبالشكل الذي يعفي السكان المدنيين من الضرر قدر المستطاع".

كذلك، ومن بين الاحتياطات، تجنب "إقامة أهداف عسكرية داخل المناطق المكتظة بالسكان أو بالقرب منها، وتدعو أطراف النزاع للسعي بجهد إلى "نقل ما تحت سيطرتهم من السكان المدنيين بعيداً عن المناطق المجاورة للأهداف العسكرية".

وتحذر من أنه لا يجوز لأطراف النزاع استخدام المدنيين لصالح "درء الهجمات عن الأهداف العسكرية" أو التذرع بوجودهم في "درء الهجوم عن الأهداف العسكرية، أو تغطية، أو تحبيذ، أو إعاقة العمليات العسكرية، وإذا استخدم أحد أطراف النزاع المدنيين كدروع يجب ألا يفعل الطرف الآخر مثله، وأن يستمر في اتباع قواعد القانون الإنساني الدولي، وتفادي الهجمات العشوائية واتخاذ الاحتياطات لحماية المدنيين.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تخزین الأسلحة بین المدنیین منطقة البقاع مناطق مدنیة لحزب الله فی لبنان فی منطقة حزب الله فی أماکن فی مناطق لا یمکن وهو ما ما حصل

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".

 وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  قواسم مشتركة

ورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.


ظهور حزب الله

وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. 


السابع من أكتوبر

وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.


محاولات تطبيع سابقة

ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.

وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".

هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  خطورة حزب الله

بحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • انفجارات.. غارات إسرائيلية تستهدف البقاع
  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • إسرائيل تشن غارتين على البقاع شرقي لبنان
  • لبنان - غارات إسرائيلية على منطقة الشعرة
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • أصوات انفجارات تُسمع في البقاع… هذا مصدرها!
  • إسرائيل تشنّ غارة جوية على منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • غارات إسرائيلية على منطقة جنتا عند الحدود اللبنانية السورية
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مواقع لحزب الله جنوبي لبنان