تشهد صيدلية الاسعاف بمنطقة المنشية بوسط محافظة الاسكندرية، تكدس العشرات من السيدات والرجال، في مشهد يومي يتصدر احدى الصيدليات الحكومية التابعة لهيئة الدواء المصرية، طوابير المواطنين طوال أيام الأسبوع لشراء بعض أصناف الدواء غير المتوفرة بالصيدليات، حيث تعتبر معاناة حقيقية يعيشها المواطنين بسبب نقص الأدوية .

 

ويعانى سوق الأدوية منذ عدة شهور متتالية من نقص شديد فى العديد من الأصناف الدوائية، الأمر الذى دفع المواطنين إلى التكدس أمام صيدلية الاسعاف فى طوابير طويلة لشراء تلك النواقص بعد اختفائها من جميع الصيدليات .

 

هذا قد أصبحت صيدلية الاسعاف الملاذ والأمل الأخير لأصحاب الأمراض المزمنة من سكر وضغط وقلب وغدة وأعصاب وقولون، للعثور على الأدوية الأساسية التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، لتجنب الشعور بالألم وفقدان الدواء الذي  قد يعرضهم للموت، بعدما خاب أملهم في العثور عليها بالصيدليات الخاصة .

 

رصدت " الوفد " رحلة العذاب التى يعيشها المواطن مع طوابير الاسعاف للحصول على الدواء.

 

" نقص الانسولين "

 

تقول السيدة على موظفة، وصوتها يبدوا عليه الحزن، قال لي موظف الصيدلية أن العلاج غير متوفر، ولا أعلم ماذا افعل بعدما وقفت في طوابير طويلة وانتظرت لمدة ساعة كي أصل إلى شباك الصيدلية لشراء الأنسولين لطفلي، بسبب نقصه في الصيدليات الآخري، وأخبرني الطبيب بأن صيدلية الأسعاف هي الوحيدة التي من الممكن أن يتوفر بها الأنسولين، وحينما سألت الموظف على موعد لتوفير العلاج رد بأنه لا يعلم، وبكت قائلة: “ يعني ابني يموت ولا أعمل أيه” . 

 

" مش لاقيين العلاج "

 

وتضيف “ فايزة حسن “ بالمعاش: نتحمل الوقوف بالطابور والجلوس على الأرصفة بالساعات، لكن من الصعب ان نتحمل عدم توافر الأدوية، قائلة: ”المرض بياكل فينا”، والألم صعب نتحمله خاصه بعد سنوات من الشقي والتعب، فقد افترسنا المرض ونرضي بقضاء الله، ولكن أين العلاج متسائلة: ماذا نفعل؟ .

 

" مهازل نقص الادوية "

 

وتوضح ابتسام السيد موظفة، أنها تأتي كل شهر من منطقة أبو قير حتي صيدلية الاسعاف، بحثا عن علاج ارتفاع ضغط الدم لوالدتها المريضة، كونه غير متوفر بالصيدليات، مؤكده أن التأمين الصحي أيضًا به نقص في الأدوية، متسائلة: أين المسئولين في مديرية الصحة مما يحدث من مهازل بسبب نقص الأدوية والمرضي تعاني تكافح الموت كل يوم؟، مطالبه بسرعة توفير الأدوية بجميع الصيدليات لانه حق من حقوق المواطن المصري.

 

" نقص فى المستشفيات العامة "

 

ويشير «سمير عادل» صيدلي، إلى هناك استغاثات متكررة بعدم وجود حقن مذيبات الجلطات فى المستشفيات العامة، ومن أبرز الأدوية الغير موجودة في الأسواق بالوقت الحالى هو “الانسولين” والمشهد أمام صيدلية الاسعاف والطابور الممتد لساعتين أو ثلاثة، للفوز بعلبة أنسولين مكستارد، رغم زيادة السعر من 60 جنيها إلى 93 جنيها يؤكد حجم المعاناة التى يعيشها المرضى، كما أن اختفاء حقن اندوكسان المستخدمة فى جلسات العلاج الكيماوى يهدد مرضى الأورام، حيث يعانى آلاف المرضى فى معاهد ومستشفيات علاج الأورام من تأخر جلسات الكيماوى لنقص واختفاء حقن اندوكسان، على الرغم من إرسال استغاثات لمكتب رئيس الوزراء والمكتب الفنى لرئيس الوزراء من قبل جمعية الحق فى الدواء إلا أن الأزمة لا تزال قائمة .

 

وتابع: هناك نقصا فى أدوية عديدة، منها أدوية سيولة الدم ومذيبات الجلطات، وأدوية علاج أمراض الأورام السرطانية، وأدوية التصلب المتعدد، وكذلك اختفي من الأسواق عقاقير علاج أمراض الكبد، وأدوية قرحة المعدة وضغط الدم، وأدوية الجيوب الأنفية وأمراض القلب والغدة الدرقية، وعشرات الأنواع من المسكنات والمضادات الحيوية والفيتامينات، كما اختفى البنج المستخدم فى عمليات التخدير والمحاليل فى المستشفيات العامة، وأدوية الشلل الرعاش ولبن الأطفال المدعم، الأمر الذي استغلته مافيا السوق السوداء فى رفع الأسعار إلى ضعف ثمنها الأصلى، كما أن كل أصناف علاج مرض الصرع والاكتئاب والوسواس القهرى والرهاب ومرض فرط الحركة مازالت غير متوفرة بسبب عدم استيراد مواد خام.

 

" نقص ادوية السكر بالتامين الصحى "

 

قالت محاسن السيد بالمعاش، الأزمة غير قاصرة على المستشفيات والصيدليات فحسب بل تعانى فروع التأمين الصحى من نقص كبير فى الدواء، وأيضا المستلزمات الطبية، مما أدى لاغلاق غرف العمليات فى فروع التأمين، وفى عيادات التأمين الصحى، واشتكى الكثير من المترددين على تلك العيادات انهم يتوجهون إليها من الساعة السابعة صباحًا لحجز أدوارهم من أجل صرف أدويتهم وينتهى بهم المطاف للجلوس فى الصيدلية انتظارا للصيدلي الذى يصرف لهم بعضا منها، وباقى أدويتهم يقوم بفصلها فى روشتات جديدة لصرفها من صيدليات التأمين إن وجدت، وأهم نواقص الأدوية فى صيدليات التأمين الصحى أدوية السكر المجانى للمرضى و سيولة الدم ومذيبات الجلطات، بعض أدوية الضغط وأدوية التصلب المتعدد وأدوية قرحة المعدة والغدة الدرقية، والمضادات الحيوية والفيتامينات وأدوية الشلل الرعاش، وبرتوكول علاج مرضى فرط الحركة .

 

وكشفت «محاسن» أن حالات كثيرة اشتكت من نقص أدويتهم التى يقومون بصرفها منذ سنوات، و تصرف لهم بشكل دورى كل شهرين لمدة عام بعد موافقة لجنة الدواء على صرف تلك الأدوية ومنها دواء خاص بالسيولة وأدوية مستوردة، ومرضى السكر وأمراض الدم كانت شكواهم أن أى دواء مستورد وباهظ الثمن يتطلب صرفه موافقة عليا من لجنة بمجلس الوزراء، رغم أن المرضى يصرفون نفس الأدوية من عدة سنوات، وهذه الشكوى متكررة من مرضى التأمين الصحى الشامل.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية الأدوية صيدلية الإسعاف زحام المواطنين طوابير أصناف الدواء الصيدليات سوق الأدوية الأصناف الدوائية صیدلیة الاسعاف التأمین الصحى

إقرأ أيضاً:

وزير الصحة يبحث الاستفادة من الخبرة الفلبينية بمجال التمريض في مصر

عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الصحة والسكان، اجتماعًا، اليوم الأحد، مع السفير عز الدين تاجو سفير جمهورية الفلبين لدى مصر، والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز التعاون في القطاع الصحي، وذلك بديوان الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

مجال التمريض

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير استهل الاجتماع بالترحيب بالسفير، والوفد المرافق له، مؤكّدًا عمق العلاقات بين البلدين، ومدى الحرص على توثيق أواصر التعاون وتعزيز الشراكة المثمرة، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة ويدعم مسيرة التنمية والتقدم.

وقال «عبدالغفار» إن الاجتماع تطرق إلى مناقشة فرص التعاون في عدد من ملفات التعاون المشتركة، وعلى رأسها تجربة الفلبين الناجحة في التمريض، حيث تم مناقشة سبل الاستفادة من الخبرة الفلبينية في مجال التمريض، ولاسيما التدريب وتبادل الخبرات، إذ تمّ اقتراح إنشاء برنامج لاستقدام الخبراء من دولة الفلبين في مجال التمريض، لتدريب التمريض المصري، بما يضمن نقل الخبرات بشكل مباشر وفعّال، لتعظيم الاستفادة المرجوة.

إمكانية تصدير الدواء إلى الفلبين

وأضاف «عبدالغفار» أنَّ الاجتماع تناول مناقشة فرص التعاون المستقبلية في مجال الصيدلة، وشركات الأدوية، إذ بحث الطرفان إمكانية تصدير الدواء إلى الفلبين، لتحقيق التكامل في الاحتياجات بين البلدين، من خلال التنسيق بين هيئة الدواء المصرية وهيئة الغذاء والدواء في الفلبين، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لعملية تسجيل الدواء.

ومن جهته، أعرب عز الدين تاجو سفير جمهورية الفلبين لدى مصر، عن مدى سعادته وامتنانه للتعاون مع مصر، إذ يتشارك البلدين في الكثير من الاهتمامات في القطاع الصحي، موجها دعوة للدكتور خالد عبدالغفار، لحضور القمة العالمية السابعة لسلامة المرضى، المقرر عقدها في الفترة من 3 إلى 4 أبريل 2025، في مقر بنك التنمية الأسيوي، بالعاصمة مترو مانيلا بجمهورية الفلبين.

حضر الاجتماع الدكتور محمد حساني مساعد الوزير لشئون مشروعات ومبادرات الصحة العامة، والدكتور بيتر وجيه رئيس قطاع الطب العلاجي، والدكتورة علا خيرالله، رئيس قطاع تنمية المهن الطبية، والدكتور حاتم عامر معاون الوزير للعلاقات الصحية الخارجية، والدكتورة سوزان زناتي مدير عام إدارة العلاقات الصحية الخارجية.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يبحث الاستفادة من الخبرة الفلبينية بمجال التمريض في مصر
  • ماجد جورج: تدخل هيئة الدواء في التفتيش علي المصانع يهدد صادرات تقدر بالمليارات
  • وزير الإسكان: تحديث الأحوزة العمرانية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين
  • رابطة دولية تقرع ناقوس الخطر بشأن عطل التعليم بإقليم كوردستان: سلبية وكثيرة
  • تحذير طبي .. 30 مليون شخص يتناولون هذا الدواء يومياً رغم مخاطره
  • رئيس بلدية رفح الفلسطينية: الاحتلال يهدد حياة المدنيين ويعطل جهود الإغاثة والإعمار
  •  أستاذ أمراض نفسية يوضح أعراض القلق المرضي.. هل تعاني منها؟ (فيديو)
  • رئيس بلدية رفح: العدو الصهيوني يهدد حياة المدنيين ويعرقل جهود الإغاثة
  • ناقوس الحرب يدق الأبواب.. تهديد جديد من «الحوثيون» إلى أمريكا وإسرائيل
  • تزايد أعداد الجمال السائبة في الظاهرة يهدد حياة المواطنين