يمن مونيتور:
2024-12-22@05:05:40 GMT

قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط

في ساحة السياسة الدولية، تبرز كل من مصر وقطر كلاعبين رئيسيين يتمتعان بثقل سياسي كبير وقدرة على التأثير في مجريات الأحداث، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد تعقيدات وصراعات متشابكة. إن الدور الذي تلعبه هاتان الدولتان يتجاوز حدودهما الجغرافية بكثير، مما جعلهما محط أنظار القوى العالمية التي تجد فيهما شريكين موثوقين لتحقيق الاستقرار وحل النزاعات الإقليمية.

مصر، بتاريخها الطويل ومكانتها المحورية، لطالما كانت تمثل العمود الفقري للسياسة العربية والإقليمية. قدرتها على الحفاظ على توازن القوى في المنطقة وتجربتها الثرية في التعاطي مع الأزمات، جعلاها لاعبا لا غنى عنه في أي جهد يسعى لحل الصراعات. من جهة أخرى، استطاعت قطر، على الرغم من صغر حجمها، أن تحتل موقعا متقدما في الدبلوماسية الدولية بفضل سياستها المتوازنة والمنفتحة على الحوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك القوى والتيارات الدينية التي يصعب على الآخرين الوصول إليها.

يمكن تشبيه الدور الذي تلعبه قطر في الشرق الأوسط بدور الأمم المتحدة على الساحة العالمية. فكما تسعى الأمم المتحدة إلى خلق مساحات للحوار وحل النزاعات، نجحت قطر في تحويل نفسها إلى مركز رئيسي للدبلوماسية، حيث أصبحت الوجهة المفضلة للدبلوماسيين والسياسيين الباحثين عن حلول توافقية للأزمات المستعصية. هذا الدور الفريد الذي تلعبه قطر نابع من قدرتها على بناء جسور الثقة بين الأطراف المختلفة، وهو ما عجزت عن تحقيقه بعض الدول العربية.

إن التحالف بين ‎مصر وقطر يعكس نضجا سياسيا واستراتيجيا قل نظيره في المنطقة. هذا التحالف مبني على فهم مشترك لتعقيدات السياسة الإقليمية والدولية، وعلى إدراك عميق بأن التعاون بين الدولتين يمكن أن يخلق قوة مؤثرة على المستوى العالمي. بفضل هذا التعاون، أصبحت مصر وقطر قادرتين على لعب دور الوسيط المقبول والفاعل في النزاعات التي تهدد استقرار المنطقة.

في أعقاب أحداث 7 أكتوبر التي شهدت تصعيدا غير مسبوق بين إسرائيل وحركة حماس، تحركت الدبلوماسية القطرية بسرعة لتعزيز جهود التهدئة ووقف الحرب، مستفيدة من علاقاتها المتينة مع مختلف الأطراف الفاعلة. في الوقت ذاته، استخدمت مصر نفوذها الإقليمي وثقلها السياسي للضغط من أجل فتح قنوات الحوار وإنهاء الأعمال العدائية. هذا التعاون بين الدوحة والقاهرة أثمر عن نتائج ملموسة، حيث أصبحت مواقفهما جزءًا أساسيًا من أي مفاوضات تهدف إلى إحلال السلام في المنطقة.

الثقة التي تحظى بها مصر وقطر من المجتمع الدولي لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة لسياسات دبلوماسية ذكية ومتوازنة تجذب احترام وتقدير القوى العالمية. هذه الثقة تعززت بفضل قدرة الدولتين على لعب دور الوسيط النزيه الذي يستطيع جمع الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار. بينما انكفأت بعض الدول الأخرى في المنطقة على قضاياها الداخلية أو على مصالحها وترديد الشعارات، واصلت مصر وقطر تحريك عجلة الدبلوماسية الإقليمية، مما أكسبهما دورا رياديا في معالجة أزمات المنطقة.

وفي الوقت الذي نجد فيه بعض القوى التقليدية في المنطقة قد تراجعت عن دورها القيادي، أو عجزت عن التكيف مع التغيرات السريعة في المشهد الدولي، استطاعت مصر وقطر أن تحافظا على موقعهما المتقدم كقوتين قادرتين على تقديم الحلول الفعالة للأزمات المستعصية. هذا النجاح هو نتاج لسياسات خارجية مدروسة ومبنية على مبدأ التوازن والانفتاح على كافة الأطراف، ما جعل مصر وقطر محل ثقة واحترام من قبل المجتمع الدولي.

إن البيان الثلاثي الذي صدر مؤخرا عن الولايات المتحدة ومصر وقطر يُعد تجسيدًا واضحا للثقل السياسي الذي تتمتع به هاتان الدولتان. هذا البيان لم يكن مجرد تصريح دبلوماسي، بل هو دليل على أن مصر وقطر أصبحتا قوى لا يمكن تجاوزها في أي جهد دولي يسعى لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. بينما يتراجع دور بعض الدول الأخرى في المنطقة، تواصل مصر وقطر تعزيز مكانتهما كقوتين قادرتين على التأثير في مجريات الأمور، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل على الساحة الدولية بأسرها.

في الختام، يمكن القول إن مصر وقطر قد نجحتا في تشكيل تحالف استراتيجي يعكس نضجا سياسيا وقدرة على التأثير تتجاوز بكثير حجم الدولتين الجغرافي. بفضل هذا التحالف، أصبحت مصر وقطر قادرتين على تقديم نموذج رائد للدبلوماسية الفاعلة التي تسهم في حل الأزمات وإحلال السلام في المنطقة. هذا الدور الذي تلعبه الدولتان اليوم هو دليل على أنهما قادرتان على تحقيق ما عجزت عنه بعض الدول الأخرى، مما يجعلهما شريكين أساسيين للقوى العظمى في السعي نحو تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط .

يمن مونيتور21 أغسطس، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام "لجنة رئاسية" للنظر في مطالب حضرموت بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة مقالات ذات صلة بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة 21 أغسطس، 2024 “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 قتلى وجرحى بهجوم على موقع عسكري جنوبي اليمن 21 أغسطس، 2024 برنامج الأغذية العالمي يستأنف توزيع المساعدات تدريجياً في مناطق الحوثيين 21 أغسطس، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف العامل الوطني ملاذاّ لمعالجة أزماتنا المستعصية 20 أغسطس، 2024 الأخبار الرئيسية بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة 21 أغسطس، 2024 قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط 21 أغسطس، 2024 “لجنة رئاسية” للنظر في مطالب حضرموت 21 أغسطس، 2024 قتلى وجرحى بهجوم على موقع عسكري جنوبي اليمن 21 أغسطس، 2024 برنامج الأغذية العالمي يستأنف توزيع المساعدات تدريجياً في مناطق الحوثيين 21 أغسطس، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك العامل الوطني ملاذاّ لمعالجة أزماتنا المستعصية 20 أغسطس، 2024 فيضانات اليمن.. كوارث تستدعي تدخلات فاعلة لحماية الناس 19 أغسطس، 2024 تحالف قوي لمواجهة إعادة تصميم الشرق الأوسط 14 أغسطس، 2024 جنوب (عشال) ليس كما قبله 14 أغسطس، 2024 هل دخل الرد الإيراني مرحلة الانتظار الغيبي؟ 11 أغسطس، 2024 الطقس صنعاء أمطار خفيفة 17 ℃ 23º - 16º 75% 2.14 كيلومتر/ساعة 23℃ الأربعاء 23℃ الخميس 24℃ الجمعة 23℃ السبت 26℃ الأحد تصفح إيضاً بلينكن: متحدون مع مصر وقطر لتجنب التصعيد في غزة 21 أغسطس، 2024 قيادة دبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط 21 أغسطس، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬565 غير مصنف 24٬175 الأخبار الرئيسية 14٬293 اخترنا لكم 6٬933 عربي ودولي 6٬742 غزة 6 رياضة 2٬277 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬211 كتابات خاصة 2٬049 منوعات 1٬968 مجتمع 1٬819 تراجم وتحليلات 1٬716 ترجمة خاصة 14 تحليل 3 تقارير 1٬574 آراء ومواقف 1٬486 صحافة 1٬472 ميديا 1٬368 حقوق وحريات 1٬293 فكر وثقافة 878 تفاعل 804 فنون 471 الأرصاد 287 بورتريه 63 صورة وخبر 33 كاريكاتير 32 حصري 20 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ أخر التعليقات issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

مروان عباس محمد فارع

المنتخب اليمني ............. لماذا لم يكن زي منتخب اليمن الف...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...

صالح البيضاني

سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...

SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: فی المنطقة الذی تلعبه بعض الدول

إقرأ أيضاً:

العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025 - عاجل

بغداد اليوم -  بغداد

أكد المختص في الشؤون الاستراتيجية مجاشع التميمي، اليوم السبت (21 كانون الأول 2024)، ان العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية السنة الجديدة 2025.

وقال التميمي، لـ"بغداد اليوم"، انه "بالتأكيد الأوضاع في المنطقة متوترة والعراق جزءاً من هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات وقلق من المرحلة الحالية التي تسببت بدمار غزة وانكفاء حزب الله وسقوط نظام بشار الأسد، واليوم الحديث يدور عن المرحلة المقبلة التي يخشى ان يكون العراق جزءا من هذا التوتر".

وأضاف ان "المطمئن أن الحكومة العراقية تحاول قدر المستطاع تجنيب العراق أي توتر وتصعيد في المواقف لذلك يحاول رئيس الوزراء أن ينأى بالعراق في الدخول بهذا التوتر لكن تبقى التحديات التي تواجه العراق صعبة جدا".

وبين ان "العراق سيكون مع بداية العام الجديد مع تحديات كبيرة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي هدد اكثر من مرة ايران وأذرعها في المنطقة ومنها العراق لذلك سيواجه البلاد ضغطا دوليا كبيرا وسيحمل الجميع  الحكومة مسؤوليات كبيرة وفي مقدمتها السلاح خارج سلطة الدولة والتدخل الايراني والفساد والتعديل الوزاري الذي باتت مطالب عراقية داخلية اكدت عليه المرجعية الدينية العليا".

وتابع المختص في الشؤون الاستراتيجية انه "فضلا عن عوامل داخلية تتعلق بقرب إجراء الانتخابات وما قد يؤدي إلى توتر سياسي ومحاولات إجهاض أي دور يقوم به رئيس الوزراء لذلك اعتقد ان السوداني سيكون له معركة مسبقة في قضيتي تعديل قانون الانتخابات واختيار مجلس جديد للمفوضية العليا للانتخابات التي تريد الاحزاب السيطرة عليها".

هذا وحذر المختص في شؤون العلاقات الدولية مصطفى الطائي، يوم الخميس (19 كانون الأول 2024)، من خطورة مخالفة العراق للإرادة الدولية الساعية للتغيير في منطقة الشرق الأوسط.

وقال الطائي لـ"بغداد اليوم"، إن: "الصورة أصبحت واضحة جداً بأن التغيير واقع حال في الشرق الأوسط بعد غزة ولبنان ثم سوريا، والأمور تتجه نحو العراق وحتى ايران" مشدداً "يجب على العراق عدم الوقوف بالضد من تلك الإرادة فهي دولية مدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وحتى دول الخليج والمنطقة".

وأضاف، أن "خارطة التغيير في منطقة الشرق الأوسط تعتمد بشكل كلي على القضاء على النفوذ الإيراني وقطع ما يسمى بـ(الأذرع العسكرية) لطهران في المنطقة، والعراق ُطلب منه بشكل رسمي بأن يقطع تلك الأذرع عبر الحكومة العراقية" حسب قوله.

واختتم الطائي تصريحه بالإشارة الى، أن "اخفاق الحكومة بهذا الملف سيدفع نحو تحرك دولي ضد تلك الفصائل وربما يكون عسكرياً أو عقوبات مالية واقتصادية، وهذا من شأنه زعزعة الاستقرار الحاصل في العراق".

مقالات مشابهة

  • السيناريست باهر دويدار: مصر ثابتة أمام التحول الذي يشهده الشرق الأوسط
  • أستاذ اقتصاد بجامعة لندن: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • خبير اقتصاديات الطاقة: أزمة الشرق الأوسط تضرب اقتصاد العالم كله
  • أستاذ اقتصاد: لا تنمية دون استقرار سياسي في الشرق الأوسط
  • عامر الشوبكي: أزمة الشرق الأوسط تلقى بظلالها على الاقتصاد العالمي
  • العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025
  • العراق يواجه تحديات كبيرة وخطيرة مع بداية سنة 2025 - عاجل
  • المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا
  • الرئيس السيسي: التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التعاون
  • السيسي: أحداث الشرق الأوسط خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية بالمعايير