انتخابات الرئاسة الأمريكية: الوصول للبيت الأبيض على دماء وأشلاء الفلسطينيين في غزة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يبدو أن حملة سباق الانتخابات الأمريكية المحتدمة بين الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب ترتبط ارتباطا وثيقا بقضية الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة، وهي من القضايا المهمة والحاسمة للوصول إلى البيت الأبيض في نوفمبر المقبل، لكن على أشلاء ودماء الفلسطينيين.
وأفرز التعامل الأمريكي مع العدوان الصهيوني المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر على قطاع غزة، والتي نجم عنه كارثة إنسانية على نطاق واسع، حالة من التجاذب والاستقطاب في الداخل الأمريكي ما بين مؤيد ومعارض لموقف إدارة الرئيس “جو بايدن، وهو الأمر الذي سيمتد تأثيره إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي الموقف الأمريكي الراهن للإدارة الأمريكية الحالية منذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وما أبدته هذه الإدارة من انحياز وتأييد أعمى لحليفها الأساسي الكيان الصهيوني، لكنها في الوقت نفسه تحاول من خلال الكذب والتضليل السياسي والإعلامي تحسين صورتها بشأن الجانب الإنساني في قطاع غزة وتجنب دعاوى التشكيك في معاييرها العالمية المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقدمت واشنطن للكيان الصهيوني مختلف أنوع الدعم العسكري سواء كان ذلك الدعم في شكل مساعدات مالية، حيث وقع بايدن الشهر الماضي على مشروع قانون يقر بمنح الكيان الغاصب 26 مليار دولار، وكذلك تزويدها بالأسلحة والمعدات الحربية.
كما عملت الإدارة الأمريكية على توفير غطاء دبلوماسي قوي للكيان الصهيوني في مجلس الأمن من خلال استخدامها لحق الفيتو لمنع تمرير مشروع قرار تأسيس دولة فلسطينية ووقف إطلاق النار على الرغم من تأكيدها المستمر على أهمية وقف إطلاق النار وتجنب اتساع رقعة الصراع.
وبانخراط الأمريكي مع عدد من القوى الإقليمية في جهود الوساطة بين حركة حماس والكيان الغاصب، وذلك من أجل التهدئة، وبالأساس من أجل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى حماس دون اعتبار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في ظل تصريحات إعلامية وزيارات مكوكية للمسؤولين الأمريكيين الى المنطقة والحديث عن جولات مفاوضات متكررة أخرها مفاوضات الدوحة التي خرجت بمقترح أمريكي يستجيب لشروط العدو الصهيوني ويتماهى معها -بحسب مصادر قيادية في حماس- فقد وفرت هذه الإدارة الوقت الكافي للكيان الصهيوني لاستمراره في عملية الإبادة الجماعية والمجازر وتدمير القطاع والوصول به الى مكان لا يصلح للعيش.
ويعاني قطاع غزة من كارثة إنسانية متفاقمة بعد نحو عشرة أشهر من العدوان الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 لتصل حصيلة العدوان الى ٤٠٠٩٩ شهيدا و٩٢٦٠٩ إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأدى تعامل إدارة بايدن مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى تحولات في توجه الناخبين الأمريكيين، خاصةً العرب والأقليات، فقد كشف استطلاعات الرأي العام عن عدم رضا المسلمين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لموقف الإدارة الأمريكية الحالية من الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
وفي أبريل الماضي، أصدر مركز كارنيجي نتائج استطلاع رأي أشار فيه إلى استياء عدد من الشخصيات البارزة من الشباب الأمريكيين من ذوي الأصول الأفريقية، وقادة الأسقفية الأفريقية، والمثقفين، من سياسة الرئيس جو بايدن إزاء الحرب في قطاع غزة، حيث طالبوا دولتهم بالضغط على الكيان الصهيوني لاحترام القانون الدولي وحماية المدنيين.. مؤكدين على أهمية وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة داخل القطاع.
وقد اتسمت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية الداعمة لفلسطين والرافضة للعدوان على قطاع غزة بالجدة خلال شهري أبريل ومايو الماضيين، واتسع نطاقها ليشمل عددًا ضخمًا من الجامعات المرموقة “مثل: كاليفورنيا، وهارفارد، وييل، وتكساس، وبراون، ونورث ويسترن..” حيث طالب المتظاهرون بوقف الاستثمارات مع الشركات الداعمة للكيان الصهيوني، كما طالبوا الإدارة الأمريكية بالضغط لوقف إطلاق النار.
وأدى تعامل إدارة بايدن مع مسألة الاحتجاجات الطلابية حينها إلى انقسام بداخل الحزب الديموقراطي، حيث أدانت هذه الاحتجاجات واعتبرتها بمثابة أعمال عنف وتدمير للممتلكات العامة، لذلك يواجه الحزب الديمقراطي ردود فعل سلبية من العديد من الشباب في ضوء تناقض الحزب في تأييده للكيان الصهيوني، من خلال التأكيد على حقه في الدفاع عن نفسها في عدوان على قطاع غزة وهو ما يُسهم في فقدان مرشحة الحزب لكتلة الشباب الانتخابات لصالح منافسها “دونالد ترامب”.
وطالبت الحركة الطلابية المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة كامالا هارتس بموقف واضح من حرب غزة، ونشرت صحيفة “وول ستريت” الأمريكية تقريرا أعده ألكسندر وورد قال فيه: إن كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة تواجه معضلة الموقف من الكيان الصهيوني وما هو المدى الذي يجب أن تبتعد فيه عن سياسة بايدن من غزة.
وقال إن هاريس خرجت الشهر الماضي من اجتماع متوتر مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو مطالبة بوقف الحرب في غزة قائلة: “لن أصمت” حيال الظروف الإنسانية المتدهورة للفلسطينيين.
وكشف الموقف القوي لـ”هاريس” تجاه الكيان الصهيوني عن فجوات دقيقة بينها وبين الرئيس بايدن في سياسة الشرق الأوسط، حيث باتت تتسع تلك الفجوات مع تكثف حملتها الانتخابية.
ورغم اتفاق كل من بايدن وهاريس على الدفاع عن الكيان الصهيوني، إلا أن نائبة الرئيس أبدت موقفا أكثر وضوحا وصراحة وأكدت على الحاجة لسماح حكومة نتنياهو بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة والتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار.
وكان الموقف الواضح والمختلف من حرب غزة مساعدا لـ”هاريس” كي تنال دعم المعسكر التقدمي في الحزب الديمقراطي وبقية الناخبين الغاضبين من دعم البيت الأبيض للكيان الصهيوني، مع أن هذا الموقف يحمل الكثير من المخاطر لها، حسب الصحيفة.
وفي الاتجاه الآخر، أثار المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب الجدل بشأن مساحة “إسرائيل” في الشرق الأوسط.. مشيرًا إلى أنها تبدو كأنها بقعة صغيرة جداً مقارنة بالدول المحيطة بها.
وأضاف ترامب: “عندما أنظر إلى خريطة الشرق الأوسط، أجد “إسرائيل” بقعة صغيرة جداً.. في الحقيقة، قلت هل من طريقة للحصول على المزيد من المساحات؟ إنها صغيرة جداً”.
وجاءت هذه التصريحات خلال ظهور ترامب في فعالية، الخميس الماضي، في نيويورك مخصصة للناخبين اليهود.. وفي خطابه، انتقد ترامب نائبة الرئيس ومنافسته الديمقراطية كمالا هاريس وتعهد بدعمه الكامل لـ”إسرائيل”.
واعتبر خبراء سياسيون أن حديث الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة، حول مسألة توسيع حدود الكيان الصهيوني ومساحته الصغيرة على الخريطة، أمر يحمل في طياته خطراً كبيراً، ويتجاوز فكرة استمالة أصوات اليهود الأمريكيين واللوبي الصهيوني.
وتستمر ردود الفعل بالازدياد ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإدارة بايدن التي تُقدّم كافة أنواع الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة المحاصرة.
وبالنظر للانقسام الذي حدث داخل الحزب الديمقراطي، فمن المتوقع أن يتحول دعم جماعات اللوبي الصهيوني إلى المرشح الجمهوري “دونالد ترامب” الذي يصرح بتأييده وانحيازه الكامل للكيان الصهيوني، فيما ستكون المرشحة الديمقراطية مؤيدة بدعم الليبراليين والأقليات العرقية والجاليات العربية الإسلامية إذا ما كان لها موقف واضح لوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ويرى الكثير من المحللين والنقاد أن الحرب العدوانية الوحشية على قطاع غزة قد أربكت المشهد السياسي في الداخل الأمريكي، وأن تداعيات هذه الحرب لن تقتصر على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولكن أيضًا على توجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل عام، في ظل احتمالية إعادة هيكلة مؤسسات صنع القرار عقب الانتخابات المقرر عقدها في نوفمبر القادم.
– السياسية : عبدالعزيز الحزي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدوان الصهیونی للکیان الصهیونی الکیان الصهیونی نائبة الرئیس دونالد ترامب الشرق الأوسط على قطاع غزة إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
الصين تكشف عن رقم قياسي لفائضها التجاري قبيل أيام من عودة ترامب للبيت الأبيض
أظهرت بيانات رسمية، اليوم الاثنين، أن فائض التجارة الصيني مع بقية دول العالم وصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو تريليون دولار في عام 2024، وذلك قبل أسبوع فقط من عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض وتوليه منصبه وتعهده بفرض رسوم جمركية عقابية على أكبر منافس اقتصادي لها، وفقا لتقرير فايننشال تايمز.
فاينانشيال تايمز: على الغرب التعاون مع الصين في مجال الطاقة المتجددة بريطانيا: هناك فرصة لتعميق علاقتنا مع الصينومن المتوقع أن يؤدي الفائض التجاري الصيني البالغ 992 مليار دولار، والذي كان أكثر من ثلثه مع الولايات المتحدة، إلى تأجيج المزيد من التوترات مع واشنطن وشركاء تجاريين آخرين، الذين عرقلوا زيادة الصادرات الصينية هذا العام.
ويعود ترامب، الذي سيتولى منصبه كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير الجاري ، إلى البيت الأبيض وسط ترقب لتعهده بتطبيق تعريفات جمركية تصل إلى 60 في المائة على السلع الصينية وتعريفات جمركية شاملة بنسبة 20 في المائة على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وأظهرت أرقام الجمارك الصينية أن صادرات الصين ارتفعت بنسبة 10.7 في المائة في ديسمبر على أساس سنوي بالدولار، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 1 في المائة، متجاوزة متوسط توقعات المحللين بارتفاع بنسبة 7.3 في المائة وانخفاض بنسبة 1.5 في المائة على التوالي.
ووفقاً لبيانات الجمارك الرسمية التي تم نشرها الاثنين، ارتفع الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة بنسبة 6.9% في عام 2024 مقارنة بالعام السابق إلى 361.03 مليار دولار.
وفي نوفمبر، ارتفعت الصادرات بنسبة 6.7% على أساس سنوي، في حين انكمشت الواردات بنسبة 3.9%.
وتبذل الحكومة الصينية جهودا كبيرة لتوسيع تجارتها مع الدول المشاركة في مبادرة «الحزام والطريق»، التي تركز على بناء البنية التحتية، وتعزيز التجارة في معظم أنحاء العالم. وشكلت التجارة مع هذه الدول حوالي نصف إجمالي تجارة الصين العام الماضي.
فاينانشيال تايمز: على الغرب التعاون مع الصين في مجال الطاقة المتجددة
حثت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الدول الغربية على التعاون مع الصين في مجال الطاقة المتجددة.. مؤكدة أن الصين تفوز بسباق التفوق في التكنولوجيا الخضراء.
وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم الإثنين - إنه تأكد الأسبوع الماضي أن العالم تجاوز 1.5 درجة مئوية من ارتفاع درجات الحرارة في العام الماضي للمرة الأولى وبالتالي فإن تغير المناخ يحدث بشكل أسرع من المتوقع.. مشيرة إلى أن الصين ستلعب دورا محوريا في تحديد ما سيحدث بعد ذلك ، فهي الآن أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي ، ولكنها متقدمة أيضا بفارق كبير في السباق نحو التفوق في التكنولوجيا الخضراء.
وبحسب الصحيفة البريطانية ، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تأتي نسبة 60% من إجمالي قدرة الطاقة المتجددة المركبة في جميع أنحاء العالم بين الآن وعام 2030 من الصين .. مشيرة إلى أن الصين هي الدولة الرائدة في تصنيع توربينات الرياح والألواح الشمسية والمركبات الكهربائية وبطاريات الليثيوم أيون وتهيمن أيضا على سلسلة التوريد النهائية، بفضل سيطرتها على المعادن الحيوية.
ولفتت (فاينانشيال تايمز) إلى أن صعود بكين الأخضر يثير قلقين كبيرين بالنسبة للديمقراطيات الغربية: الأول هو أن الميزة السعرية التي تتمتع بها ، والتي تحققت بدعم حكومي ضخم ، ستدفع المنافسين الغربيين إلى الخروج من القطاع وتترك الحكومات تعتمد على منافس استراتيجي للحصول على التكنولوجيا الرئيسية والثاني هو أن التكنولوجيا "الذكية" المضمنة في كل شيء من السيارات الكهربائية إلى التوربينات قد تشكل مخاطر أمنية.