يمانيون:
2024-09-18@00:08:34 GMT

هل يرد اليمن بصواريخ “فرط صوتية”؟!

تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT

هل يرد اليمن بصواريخ “فرط صوتية”؟!

يمانيون – متابعات
لم يعد بمقدور الأمريكيين والغربيين أن يفعلوا الكثير لحماية سلاسل إمدادات كيان العدو التجارية في البحر الأحمر بدرجة أساسية وفي المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، سوى الهروب بعيدًا أو توظيف واستغلال مقدرات وموانئ العرب المطبعين لتجاوز هذا الخطر والتهديد المتنامي، فعمليات اليمن المتواصلة والمؤثرة فرضت معادلة حظر وصول السفن التجارية إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة بكل جدارة واقتدار لدرجة أن يخرج ميناء “إيلات” أم الرشراش عن الخدمة ويعلن إفلاسه.

الحقيقة في هذه المرحلة أن أداء البحرية الأميركية تراجع وانتشارها في الشرق الأوسط أظهر قصورًا في إنتاج المزيد من السفن، أو إصلاح وصيانة الموجود منها لتحقيق واستعادة الردع المفقود في تحول دراماتيكي من رمز للقوة إلى العجز والضعف وفق مجلة “إنترست” الأميركية.

شركة “ترافجورا” Trafigura العالمية لتجارة الطاقة، الداعمةُ للعدو الصهيوني، أشارت مؤخرًا إلى أن تحويل مسارات السفنِ والناقلات من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح يترتب عليه تكاليف وأعباء إضافية مع طول الرحلة، وأكدت من واقع التجربة والعمل المستمر أن ناقلات النفط تستهلك 200 ألف برميل إضافي يوميًا من الوقود -هذا العام- بسبب تحويل المسار، في حين أكدت شركة الشحن “هاباغ لويد” انخفاض صافي أرباحها بنسبة 75% في النصف الأول من العام الجاري نتيجة الحصار اليمني البحري.

ومن خلال تصريحات شركات الملاحة والأوساط الصهيونية يتضح أن المشكلة تجاوزت تهديد طرق الملاحة، بتقبل الخسائر الاقتصادية والتأخير في نقل البضائع والشحنات ومحاولة التكيف مع هذا الواقع، رغم استمرار الاعتداءات الأميركية البريطانية على اليمن، دون فائدة تذكر، وتحولت إلى هواجس ومخاوف الرد اليمني على اعتداء “الحديدة” في عمق “تل أبيب” يافا المحتلة وما سواها من مدن وقواعد ومنشآت اقتصادية وحيوية.

بنك أهداف القوات اليمنية واسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والرد يعد ويُحضّر على نار هادئة، فالمسؤولية كبيرة لردع العدو، والتنسيق مشترك مع جبهة المقاومة من إيران إلى لبنان والعراق وصولاً إلى اليمن.

في جديد خطاباته الأسبوعية بشأن تطورات العدوان على غزة، شدد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أن الرد على اعتداء “الحديدة” آت حتمًا، “له مساره، وله تجهيزاته، وله تكتيكه، وله إمكاناته المخصصة لذلك”.

في الدلائل، فالمسار المنفصل لهذا الرد يعني أن عمليات الإسناد لغزة في جبهة البحار لن تتأثر، أو تتباطأ ما دامت حرب الإبادة والتجويع بحق الشعب الفلسطيني مستمرة، بل على العكس من ذلك تؤكد القوات المسلحة اليمنية حرصها على تقوية عملياتها وتعزيزها بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في العراق.

أما التجهيزات فالمتوقع، أن ثمة فريق متمرس ومتفرغ لأداء وتنفيذ هذه المهمة المقدسة، ومواجهة تداعياتها، والأيادي على الزناد في انتظار لحظة إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأهداف المحددة بعناية ليكون الرد أكثر أثرًا وأبلغ رسالة.

التكتيك هنا لن يقتصر على الاحتفاظ بعنصر المفاجأة في توقيت الرد، بل وفي الأسلحة والقدرات، والتوزيع والتنظيم، والتأخير وإن كان جزءًا من الرد فإنه ضروري لتجاوز الأحزمة النارية المتأهبة لحماية الكيان الصهيوني بمشاركة عرب التطبيع في ظل حالة الاستنفار الأمريكية والغربية، ومن غير المستبعد أن يشمل الرد أكثر من هدف وأن يكون متزامنًا مع رد إيران وحزب الله.

أما الإمكانات المخصصة، للرد، فالحديث عنها على لسان السيد عبد الملك قد يكون مؤشرًا على أن اليمن بصدد إدخال سلاح جديد على خط المواجهة، أو أنه لن يتردد في استخدام أقوى الأسلحة وأكثرها فاعلية كالصواريخ “الفرط صوتية”، لقدرتها على تجاوز دفاعات الأعداء أو المسيرات بعيدة المدى.

وبالحشود العسكرية، وإشاعة الأجواء الإيجابية عن المفاوضات، أمريكا تفاوض تحت ضغط استحقاقات رد جبهة المقاومة، لتجنيب العدو “الإسرائيلي” ردود الفعل العنيفة والمزلزلة لأمنه واستقراره، والأوساط الصهيونية تؤمن بحتمية الرد من اليمن وجبهة المقاومة كإيمانها بفشل أمريكا في حماية تجارتها البحرية ومستوطنيها في الشمال.

– العهد الاخباري/إسماعيل المحاقري

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

جبهة الإسناد الأردنية

 

 

منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى، لم يهدأ الشارع الأردني. لعله كان مع شقيقه اليمني الأكثر مثابرة على تأكيد الدعم الشعبي للمقاومة وخياراتها، ولم تستطع كل المحاولات الرسمية امتصاص هذا الموقف الثابت، سواء بالتظاهر أنها تتبناه أو حين انتقلت لاستخدام أدوات القمع ضده لثني الأردنيين عن التعبير عن دعمهم للمقاومة.
لعل المتابع للنشاط الانتخابي في الأردن يلحظ أن شعار دعم المقاومة ووقف التطبيع كان الأكثر جاذبية للجمهور، يليه شعار إزالة القواعد الأجنبية. حاولت السلطة استغلال الطبيعة العشائرية للانتخابات وحرف النظر عن دعم المقاومة، إلا أن فتى بدوياً قال كلمته ومضى… الأردن كل الأردن مع المقاومة.
اشتهرت قبيلة الحويطات بالبطولة، وأدى العديد من أفرادها أدواراً مهمة في تاريخ الأردن. عودة أبو تايه قاد جيوش الثورة العربية الكبرى في الأردن، ووصل بجيشه إلى محافظة حمص السورية.
وعندما أدرك بفطرته البدوية أن الإنكليز بقيادة لورنس العرب يبيتون الشر للأمة، اشتكى للأمير فيصل الذي عزله، وعاد الأمير عبد الله (الملك عبد الله الأول لاحقاً) ليسجنه لرفضه نتائج الثورة العربية الكبرى التي أدت إلى تقسيم بلاد العرب.
مشهور الجازي صانع نصر معركة الكرامة، الضابط الذي استجاب لأمر قلبه، وعصى أوامر قيادته ليصبح رمزاً للوطنية الأردنية المتلاحمة مع الوطنية الفلسطينية. جاء ماهر ذياب الجازي ليكمل مسيرة الحويطات البطولية، كأن هذه القبيلة على موعد مع صناعة التاريخ. لذلك، عبّر أبناء بلدته (الحسينية) وقبيلته عن سعادتهم بالعملية التي نفذها ابنهم بالخروج إلى الشوارع وإطلاق العيارات النارية.
عندما يستشهد البطل، يصبح ملكاً لوطنه، وليس لقبيلته فقط. لذلك، خرج الأردنيون في جميع المدن إلى الشوارع محتفلين، وبعضهم وزع الحلوى على المارة. البعض قال إن الفرحة مبالغ بها، وهي في الحقيقة رسالة من كل بيت أردني إلى السلطة التي تقيم علاقات وتطبع مع الكيان الصهيوني بأن الخيار الشعبي الأردني محسوم لمصلحة العداء للكيان الصهيوني والانتصار للمقاومة.
ما فعله ماهر الجازي، وإن كان يعبر عن حالة وجدانية من الشراكة والغضب تجاه ما يرتكبه العدو تجاه الشعب الفلسطيني، إلا أن مفاعيله السياسية أكبر بكثير من الفعل نفسه.
على جبهة التطبيع الأردني – “الإسرائيلي”، أثبت الجازي أن التطبيع لم يغادر المربع الأول، حتى بوابة التطبيع يمكن أن ينفذ منها المقاومون للنيل من العدو، ولسان حالهم يردد المقولة التاريخية: “وراء العدو في كل مكان”. لن يجرؤ صهيوني على دخول الأردن كسائح أو كمستثمر بشكل علني، فخلف كل حائط وفي كل شارع يمكن أن يخرج له “ماهر” جديد.
على جبهة الاقتصاد، شكل الموقف الرسمي الحقيقي للسلطة في الأردن شريان الحياة الاقتصادي للكيان خلال طوفان الأقصى. ورغم تعبير الأردنيين عن رفضهم لهذا الدور المتواطئ للسلطة الحاكمة في بلادهم، بل إن الصحافية هبة أبو طه حُكمت بالسجن لمدة عام، لكتابتها تحقيقاً صحافياً عن الجسر البري الذي ينقل البضائع إلى الكيان عبر الأراضي الأردنية، لكن السلطة الحاكمة صممت على موقفها حتى جاء ماهر الجازي ليغلق المعبر بثلاث طلقات وخلال بضع دقائق، ويحقق بشهادته مطالب الأردنيين بإيقاف الجسر البري الذي استمر أكثر من 300 يوم.
المعبر المغلق اليوم سيعود إلى العمل قريباً، لكن تشديد الإجراءات الأمنية على الجانبين سيجعل وتيرة العمل أبطأ، ويرفع التكلفة الناتجة من ساعات الانتظار الطويلة. هذه الآثار سوف تنعكس على المطبعين في الجانب العربي، وعلى التجار في الجانب الصهيوني الذين قد يجدون أن الاستيراد من وراء البحر أقل كلفة، فيصاب المطبعون في مقتل من حيث لم يتوقعوا.
على الجبهة السياسية، يخسر الأردن تدريجياً موقعه كجار معتدل يحافظ على أمن أطول خط حدودي بين الكيان المصطنع والأمة العربية. هذه الخسارة تساهم فيها “إسرائيل” نفسها بالتصريحات المتوالية لمسؤولين صهاينة حول ضم الضفة، والتهديد الذي تمثله الحدود الأردنية، والذي بلغ مداه بتصريح مرشح الرئاسة الأميركية دونالد ترامب حول ضرورة زيادة مساحة “إسرائيل”.
احتفظ الأردن الرسمي برباطة الجأش، وقدم ردوداً دبلوماسية على هذه التصريحات ضمن سياسته التاريخية بإحناء الرأس للعاصفة واستثمار موقعه الجغرافي المهم.
يعدّ ما قام به ماهر الجازي أول خرق مهم لأمن الحدود منذ عقود، وهذا يعني أن التهديد الصهيوني يضع الأردن أمام خيارات صعبة، فإما التصعيد الداخلي بالمزيد من القمع تجاه المعارضة، وهذه خطوة خطيرة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة الاحتقان الشعبي، وقد تؤدي إلى حالات من الفوضى والشغب تعمق بدورها الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتدخل البلاد في حلقة مفرغة، وإما التصعيد الخارجي تجاه الكيان الصهيوني بشكل خاص، في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي من جهة، والتلويح للمركز الرأسمالي باحتمال خسارة واحدة من أهم قواعده في المنطقة من جهة ثانية. هذا التصعيد قد يأخذ شكل الانفتاح السياسي على دول مثل سوريا وإيران وروسيا، أو الانفتاح الاقتصادي على الصين ودول أخرى من الاقتصاديات الصاعدة.
لقد سارع العدو إلى الربط بين عملية معبر الكرامة ومحور المقاومة، في محاولة لوضع المزيد من الضغط على السلطة السياسية في الأردن التي لم تصدر بياناً رسمياً عن وزارة الخارجية بشأن الحادث، واكتفت بإعلان قيادة الأمن العام إغلاق معبر الكرامة.
الربط مع أي قوة سياسة كلام غير حقيقي، لكن الحقيقة أن كل من يقوم بفعل مقاوم هو جزء من محور المقاومة، لأن المقاومة فكرة، وليست تنظيماً سياسياً.
لم أُضخم من نتائج عملية الشهيد البطل ماهر الجازي لأنه ابن بلدي، لكن الجبهة التي اختارها، والظروف التي نفذ بها عمليته البطلة، وتوقيت العملية بالعلاقة مع ما يحدث في فلسطين، كلها تعني أن الجبهة الأردنية أصبحت ساخنة، وأنها انضمت إلى جبهات إسناد المقاومة.
كاتب سياسي أردني

مقالات مشابهة

  • حزب الله: المقاومة تُحقق في سبب انفجار أجهزة “البايجر”
  • شاهد | قصف سرايا (https://t.me/sarayaps)القدس لمدينة “عسقلان” المحتلة و”سديروت” ومغتصبات غلاف غزة برشقات صاروخية
  • جبهة الإسناد الأردنية
  • ما الدلالات والرسائل التي حملها صاروخ  “فلسطين2” فرط صوتي؟
  • “الحوثيون” يعرضون مشاهد لإطلاق صاروخ “فلسطين 2” الفرط صوتي.. تعرفوا إلى مزاياه
  • صنعاء تبث مشاهد إطلاق الصاروخ الباليستي الفرط صوتي “فلسطين2” على هدف عسكري في يافا المحتلة “تل أبيب (فيديو)
  • أبين.. القبائل تقطع خط دولي على خلفية قضية “عشال”
  • الرئيس الإيراني ينفي تزويد الحوثيين في اليمن بصواريخ فرط صوتية
  • شاهد// ذعر المستوطنين الإسرائيليين في تل أبيب لحظة وصول “صاروخ فرط صوتي” من اليمن
  • اليمن تقصف “تل أبيب” وصاروخها يسقط قرب مطار “بن غوريون” / شاهد