أحمد عاطف (واشنطن، القاهرة)
مع دخول الانتخابات الأميركية مرحلة جديدة من المنافسة، تسعى مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس ونائبها تيم وولز لتعزيز العلاقة مع النقابات العمالية كونها قاعدة دعم حاسمة في السباق الانتخابي
وكان وولز قد ألقى كلمة أمام أعضاء النقابات في لوس أنجلوس في أول محطة منفردة له في الحملة الانتخابية، في مؤتمر الاتحاد الأميركي لموظفي الولايات والمقاطعات والبلديات كجانب من جهود الحزب الديمقراطي لتعزيز الدعم من النقابات العمالية.


ويعتبر الاتحاد الأميركي لموظفي الدولة والمقاطعات والبلديات «AFSCME» أحد أكبر نقابات القطاع العام في البلاد حيث يضم أكثر من مليون عضو، وعقب انسحاب بايدن من السباق سارع العديد من النقابات العمالية الأقوى في البلاد، إلى دعم حملة هاريس الانتخابية، كما أيدها الاتحاد الأميركي للعمل ومنظمة العمال الصناعية وهو الاتحاد العمالي الأبرز في البلاد.
وتعهدت هاريس خلال تجمع انتخابي في لاس فيغاس بأنها ستضغط لإلغاء الضرائب على «الإكراميات» لدعم الطبقة العاملة في الولاية.
ولاقى الاقتراح ترحيباً من مجموعة نقابية بارزة هناك، كما تسعى لتعزيز علاقتها بنقابة القطاع العام عبر إلقاء خطاب عبر الفيديو في مؤتمر للنقابة.
وقال الخبير السياسي الأميركي تشارلز باومان، إن النقابات العمالية كتلة تصويتية تقليدية لدى الحزب الديمقراطي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتراجعت أهميتها في فترة السبعينيات قبل أن يعود الاهتمام بها مجدداً.
وأوضح باومان في تصريح لـ«الاتحاد» أن هناك سبباً آخر مهماً لكسب دعم النقابات العمالية وهو آليتهم الانتخابية، حيث يعتمدون على دعم أنفسهم مادياً وقوة التنظيم والتعبئة على أرض الواقع.
وعلى سبيل المثال، أعلنت نقابة الاتحاد الدولي لموظفي الخدمات «SEIU» أنها ستنفق 200 مليون دولار لتعبئة الناخبين من الطبقة العاملة لدعم بايدن قبل أن ينسحب من السباق.

أخبار ذات صلة بايدن يشيد بهاريس.. «مستقبل الحزب الديمقراطي» شولتس: كامالا هاريس ستكون رئيسة جيدة للغاية للولايات المتحدة

ووصف الخبير السياسي النائب «وولز» بالمحبب للحركة العمالية نتيجة سياساته الداعمة للعمال.
فبصفته حاكماً لولاية مينيسوتا، أقر قوانين توفر إجازات مرضية مدفوعة، وضمان حماية أكبر لعمال البناء من سرقة الأجور، ومنح المعلمين قوة تفاوضية أكبر بشأن حجم الفصول الدراسية، بجانب رفع معايير السلامة في المستودعات والمصانع وتوسيع مزايا البطالة للعاملين بالساعة في المدارس.
وقد تسهم صورة الرجل العادي التي يقدمها وولز في جذب أعضاء النقابات، على عكس السياسيين الآخرين الذين يأتون من خلفيات نخبوية، كما أنه كان عضواً في نقابة المدرسين عندما كان مدرساً. وتظهر استمارات الإفصاح المالي الخاصة به أنه لم يكن يمتلك أسهماً أو سندات، حسب المحلل السياسي.
من جانبها، اعتبرت الخبيرة السياسية الأميركية، نيكول تارديف، اهتمام كامالا هاريس ونائبها وولز بالنقابات العمالية محاولة لاستعادة قلوب وعقول الأميركيين الكادحين الذين لم ينتبه لهم الحزب الديمقراطي منذ سنوات، مشيرةً إلى معرفة وولز بقوة الصوت العمالي في الانتخابات الأميركية خاصة أن 10% من العمال الأميركيين أعضاء في نقابات.
وأوضحت تارديف في تصريح لـ«الاتحاد» أن هناك ولايات رئيسة متأرجحة مثل بنسلفانيا وميشيغان، تمتلك نسبة عضوية في النقابات أعلى من المعدل الوطني لبقية الولايات الأميركية، حيث تبلغ نسبة أعضاء النقابات في بنسلفانيا 12.9% وفي ميشيغان 12.8%، لذلك فإن كسب دعم النقابات العمالية في هذه الولايات مفتاح لتأمين أصوات كافية للفوز بها والحصول على أصوات المجمع الانتخابي.
وأشارت إلى أن هذه الأصوات كانت حاسمة، حيث نجح ترامب في الفوز بأصوات النقابات التي ساعدته على الوصول إلى السلطة في عام 2016، كما تمكن بايدن من استمالة دعم كافٍ منهم في عام 2020 ساعده في تأمين انتصاره.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سباق الرئاسة الأميركية الانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن أميركا كامالا هاريس دونالد ترامب البيت الأبيض انتخابات الرئاسة الأميركية السباق الرئاسي الأميركي ترامب الانتخابات الأميركية النقابات العمالیة الحزب الدیمقراطی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد المغربي للشغل يشن إضرابا عاما ليومين على خلاف باقي النقابات

أعلن الاتحاد المغربي للشغل شن إضراب وطني عام بالقطاع العام والقطاع الخاص يوم الأربعاء إسوة بباقي النقابات، لكنه أضاف يوما ثانيا على خلاف باقي المركزيات.

في بيان قالت النقابة إن إضرابها يأتي « تنديدا بالسياسات التي وصفها ب » اللاشعبية » للحكومة واحتجاجا على « تماديها في ضرب القدرة الشرائية للطبقة العاملة، واستنكارا لاستهتارها في تمرير القوانين الاجتماعية التراجعية ». في إشارة إلى مشروع القانون التنظيمي لحق الإضراب

يأتي ذلك عقب إعلان أربع نقابات وهي كل من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى جانب الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والمنظمة الديمقراطية للشغل، بالإضافة إلى فيدرالية النقابات الديمقراطية، عن خوض إضراب عام يوم الأربعاء المقبل، كرد فعل على تمرير الحكومة مشروع القانون التنظيمي لحق الإضراب، وبأغلبيتها العددية بمجلس النواب وبمجلس المستشارين.

واجتمعت الأمانة الوطنية للاتحاد المغربي للشغل، يوم الأحد 2 فبراير 2025، في دورة استثنائية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في المغرب، وخاصة أوضاع الطبقة العاملة. وقد عبرت الأمانة الوطنية عن استيائها العميق من سلوك الحكومة « اللامسؤول » وسياساتها العمومية التي وصفتها بـ »اللاشعبية » و »السلبية ».

واعتبر الاتحاد المغربي للشغل تمرير مشروع القانون التنظيمي لحق الإضراب « بأساليب ملتوية » وبأغلبية عددية في البرلمان، بمثابة « ضرب » لحق أساسي من حقوق الإنسان، وتجاهلا لتنبيهات الحركة النقابية.

كما اعتبر الاتحاد، أن تمرير مشروع السالف الذكر يعد »تعال على دستور البلاد الذي يكفل صراحة هذا الحق الكوني والإنساني، وفي تناف تام مع الأسس والأعراف الديمقراطية، وفي نهج لقاءات صورية وشكلية من طرف وزير الحكومة في الشغل ».

رفض الاتحاد المغربي للشغل خطط الحكومة « لضرب » أنظمة التقاعد، معتبرا ذلك هجوما على مكتسبات العمال، ومحملا الحكومة مسؤولية « إفلاس » صناديق التقاعد بسبب سوء التدبير.

واتهم الاتحاد المغربي للشغل الحكومة بالاصطفاف إلى جانب أرباب العمل، و »الهجوم » على الحريات النقابية، والتضييق على الممارسة النقابية، وحق الحركة النقابية في الحوار الاجتماعي والمفاوضة الجماعية.

كلمات دلالية إضراب عام الاتحاد المغربي للشغل

مقالات مشابهة

  • "البديل الألماني" يتلقى تبرعات ضخمة لخوض غمار الانتخابات المقبلة
  • هل ودع العالم عصر الانتخابات النزيهة؟
  • «مصر القومي» و«الجيل الديمقراطي» يعقدان اجتماعا لتنسيق المواقف الحزبية
  • الاتحاد المغربي للشغل يشن إضرابا عاما ليومين على خلاف باقي النقابات
  • حمودي:نرفض عودة حكم العرب السنّة للعراق!
  • لمقاومة ترامب..انتخابرئيس جديد للحزب الديمقراطي
  • المنفي: أتمنى أن يتمتع أعضاء لجنة البعثة الأممية الاستشارية بالاستقلالية
  • الحزب الديمقراطي الأمريكي.. استراتيجية جديدة ومواجهة منتظرة لترامب
  • المصري الديمقراطي: وجهنا من رفح رسائل باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية تؤكد رفض مخطط التهجير
  • الديمقراطيون ينتخبون زعيما جديدا لحزب يكافح لإصلاح صورته ومواجهة ترامب